في خامس يوم من أيام سفرك يا أبي..صحوت من شيء غريب وكنت في المشفى وكان الكل حولي يهدونني بقولهم: كلنا سنموت..وقتها عرفت..بل تأكدت بأنك فعلاً رحلت رحلتك الأبدية، أبتاه ياكل الأمان..من يوم مارحلت شعرت بغربتي وبحاجتي الشديدة لأن أكتب لك هذه الأسطر لأشعر أنك مازلت بقربي ولأعبر لك عن مدى اشتياقي لك ولو بعد وقت من وداعنا..فأنت أول نور يضيء لي طريقي..بل أنت الضياء الوحيد في حياتي فأنا أشعر الآن وبعد غيابك عني أنني أتخبط في الظلام وأصارع أشباح العتمة ،وسأبقى على هذا الحال في صمتي بانتظارك..فأنت الوحيد القادر على إنقاذي، وأنت الوحيد الذي تملأ حياتي بنورها..بدفئها..يالغالي..أين أنت؟ حياتي جحيم بدونك ولم أعرف من بعدك طعم العيش وأكاد أنسى طعم الحياة.. آه وألف آه..أما اليوم فلو تعرف ماأقاسي ولكن من أين لك أن تعرف؟ نعم من أين لك أن تعرف؟ آه يالهذه الدنيا العجيبة المليئة بالمفاجآت والأعاجيب!! أبتاه كل لحظات الألم والعذاب تمر بي ولا يفرحني إلا أن ذكر تلك الساعات من السعادة والتي كنت أضع فيها رأسي على صدرك.. أبتاه كيف لي أن أحس بالأمان وقد نفذت من قلبي كل الثقة؟كيف أنساك وقد غيرت مجرى حياتي من بعد رحيلك؟ صرت أحس بالألم والجروح تقتلني ..ياه ياه!!أصبحت لاشيء من بعدما غابت روحك عني وغادر جسدك معها ولكنك ستظل في قلبي وفي دمي ما حييت..أبتاه.. الدمع في عيني يخالجه حزن وأمنية مستحيلة، وهي أن تصير معي حاضراً في هذه الأيام، أحتاجك أكثر من أي وقت مضي كي تفسر لي كل شيء وحقيقة المجهول؟؟ حتى القدر لم يتركني بحالي!! ولا الناس ولا أقرب القريب يتركني بحالي !!أبتاه..ياغالي لولا أنك لم ترحل كنت سأحكي لك عن شيء كي تدعو الله لي، يالغالي: أنا أحب، نعم أحب إنسان فيه كل ما تمنيته إنسان أحبه من كل أعماق قلبي. أبتاه..أدعو الله أن لا يبعده عني ، فهو كل شيء بالنسبة لي بعد رحيلك فلوقست قلوبنا على بعضها سأحس أن كل شيء قد راح. أبتاه..آه ما أسرع تقلبات الدهر!! وما أكثر غدر الأيام!! رباه لست أدري كيف حدث هذا؟ فلم أكن أعلم أن القدر مهما قسى سيقسو عليّ إلى هذا الحد فيحرمني منك يالغالي..قل لي أحقيقة أم سراب هو حبيبي؟ إن صبري بدأ ينفذ وأخاف أن يكون حبيبي أملاً مقتولاً. أحس إني وسط ليلٍ طويل ناسياً حالي !!لا أدري الكل صار ضدي من بعدما تخليت عني؟!! فإلى ذلك اليوم الذي تأخذني إليك سأبقى مع وحدتي..انتظرك في صمتي واشتياقي إليك حتى موتى..