إلى الأعلى في سد «باتيس» تمتد مساحة حوض «دلتا» أبين من الجهة الشمالية إلى خليج عدن جنوباً بمسافة تقدر ب «4» كم وعرض «19» كم وهي المكون للأراضي الزراعية لحوض «دلتا» أبين امتداداً إلى وادي «بنا» فوادي «حسان» وتتجمع مساحته بحوالي «27937» فداناً أي بحوالي «15482» هكتاراً فيما تبقى بعض المساحات لم تزل تروى عبر الآبار.. المهندس خالد محسن بلعيدي مدير مكتب الوحدة التنفيذية للهيئة العامة للموارد المائية، نائب رئيس السكرتارية الفنية للجنة حوض دلتا أبين، الجمهورية كانت وقفت معه حول: انخفاض منسوب مياه الدلتا الجوفية، والذي أرجع ذلك إلى «حفر الآبار وعشوائية الإسراف بالمياه، فإلى حديثه.. تأسيس المكتب تم افتتاح مكتب الوحدة التنفيذية للهيئة العامة للموارد المائية بأبين في يونيو2008م، وقد جاء هذا الافتتاح متزامناً مع الإعلان عن تشكيل لجنة تشكيل لجنة حوض إدارة مياه دلتا أبين وفق قرار مجلس الوزراء رقم «80» لعام 2008.. ويعتبر المكتب رئاسة السكرتارية الفنية للجنة الحوض الذي يقع على عاتقه متابعة إصدار وتنفيذ قرارات لجنة الحوض والمساعدة في إعداد الدراسات الخاصة بقطاع المياه، كما أن المكتب بالمحافظة لا زال يقع تحت اشراف مكتب الهيئة العامة للموارد المائية عدن حيث يتم تنفيذ الأنشطة المتعلقة بمراقبة نوعية وكمية المياه إضافة إلى مكافحة الحفر العشوائي وتنفيذ برامج التوعية المائية بالتعاون والتنسيق مع مكتب الهيئة العامة للموارد المائية عدن لعدم وجود ميزانية تشغيلية خاصة بمكتب أبين ويتم الاعتماد بصورة أساسية على الدعم المالي المقدم من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني Gtz. مهام كبيرة ويتابع المهندس خالد بلعيدي: هناك مهام حديدة يضطلع بها مكتب الوحدة التنفيذية لفرع الهيئة العامة للموارد المائية بأبين ومن أهمها: الإعداد والتحضير للاجتماعات الدورية للجنة الحوض، وخلق التنسيق والتعاون بين جميع اعضاء لجنة الحوض، ومتابعة إصدار وتنفيذ قرارات لجنة الحوض، وتأسيس قاعدة معلومات موحدة خاصة بلجنة الحوض، ومراقبة الوضع المائي في دلتا أبين والمشاركة في إعداد الدراسات الخاصة بقطاع المياه، وتنفيذ برامج التوعية المائية وتنسيق عمل المؤسسات الألمانية العاملة في قطاع المياه في قطاع المياه والبيئة في المحافظة. الوضع المائي بدلتا أبين يمكن تطلعونا عن الوضع المائي في حوض دلتا أبين في ظل ما يتعرض له الحوض من انحفاض منسوب مياه الآبار والحفر العشوائي؟ تمتد المساحة في حوض دلتا أبين من أعلى سد باتيس وموزعاته في الجهة الشمالية إلى خليج عدن جنوباً وعلى مسافة قدرها «4» كم وعرضها «19» كم وهي تكون الأراضي الزراعية في حوض دلتا أبين وتشمل جميع الأراضي الواقعة بين وادي بنا ووادي حسان وتقدر اجمالي مساحة الحوض بحوالي «27937» فداناً إلى حوالي «15482» هكتاراً وهي لا تشمل المساحات التي لا تشغلها شبكة الري وكذلك بعض المساحات المروية بواسطة الآبار.. كما أن أهم الأودية في دلتا أبين هما الواديان الرئيسيان بنا وحسان، كما يوجد في حوض الدلتا ثلاثة أودية فرعية هما وادي هرب ووادي مهادية ووادي صهيبية. وادي بنا يعتبر من أهم الأدوية في محافظة أبين وتقدر مسافة جريانه بحوالي «022» كم طولاً تبدأ من مدينة يريم شمالاً وتنتهي حتى خليج عدن جنوباً.. وقد وصل ارتفاع القمم الجبلية المجاورة لمجرى وادي بنا حوالي 3400فوق سطح البحر كما أن هذا الوادي يضيق كلما اتجه جنوباً ويبدأ جريانه بمسافة قدرها «57» كم قبل وصوله إلى منطقة باتيس وهي تعتبر رأس حوض دلتا أبين وترتفع هذه المنطقة بحوالي «18» فوق سطح البحر وتقدر مساحة حوض التغذية لهذا الوادي بحوالي «0027»كم2.. إن وادي بنا يتدفق من منطقة باتيس باتجاه جنوباً غرب مساحة حوض الدلتا ثم يأخذ جريانه باتجاه الجنوب حتى يصل إلى خليج عدن وتقدر مسافة جريانه في هذه المنطقة «90»كم، أما بالنسبة لمساحة دلتا أبين فتحدد بحوالي «3» كم باتجاه شمال باتيس وتلتف باتجاه الجنوب حتى البحر. معدل هطول الأمطار من خلال المعلومات المتوفرة من المصادر الارصادية فإن معدل الأمطار قليل جداً خلال فصلي الصيف والخريف، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار في منطقة باتيس حوالي 100مم، ومعدل هطول الأمطار في أعلى الوادي حوالي 300مم، كما أن معدل هطول الأمطار في المناطق المرتفعة حوالي «005»مم. الجريان السنوي لوادي بنا وتبين دراسات دليل الري في إدارة الري في محافظة أبين، أن معدل الجريان السنوي لوادي بنا عند سد باتيس يصل إلى 126مليون م3وكان أكبر تدفق للسيول في دلتا أبين في 11 سبتمبر 1981م وفي 29-30مارس 1982م وكان هذان التدفقان أعلى تدفق منذ 03سنة وصل التدفق في 11سبتمبر 1891م إلى حوالي «4500»م3 ث، كما وصل التدفق في 03مارس 1982م إلى حوالي «0083» م3 ث حسب نتائج وحدة الري بأبين أما بالنسبة للتقارير من قسم مصادر المياه والإدارة العامة للمشاريع اليمنية السوفيتية حينها، فقد توصلت إلى أن التدفق وصل إلى حوالي «0004» م3 ث 2991م، أما بالنسبة للدراسة المقدمة من بعثة الأممالمتحدة بالاشتراك مع مهندس الري التقليلدي بأبين أكد أن كمية المياه المتدفقة في 30سبتمبر 1982وصلت إلى حوالي «6000» م3 ث والتي على إثرها انهارت منشآت الري بما فيها سد باتيس الرئيسي ذو القدرة التصميمية 5000م3 ث وهذه الدراسة تعتبر الأقرب إلى الدقة. وادي حسان ويعد وادي حسان ثاني أودية دلتا أبين ويرتفع قليلاً إلى الجهة الشمالية الشرقية لحوض دلتا أبين ويقطع مسافة قدرها «30» كم قبل وصوله إلى خليج عدن.. ويتصل وادي حسان من الجهة الشمالية الشرقية بوادي يرامس حيث يبدأ الجريان فيه من الجهة الشمالية إلى الجهة الجنوبية وتقدر مساحة تغذيته «حوالي «2008» كم2 وارتفاعها «1400» فوق سطح البحر ويلتحم مجرى الوادي بسلسلة جبلية ارتفاعها ما بين «200-300م» من الجهة الشرقية من أراضي الدلتا.. كما أن المساحة المروية من وادي حسان تقدر بحوالي «0846» هكتاراً ويوجد في وادي حسان آبار قليلة تروي بعض المساحات الصغيرة حيث أن معظم الأراضي تروى بالسيول، لقد تعرض وادي حسان لأضرار كبيرة من السيول الفيضانية في سبتمبر ومارس 18 -28م وهي أكبر السيول التي تدفقت منذ أكثر من 30 عاماً وقد أحدثت هذه السيول أضراراً كبيرة في السد التحويلي الرئيسي «سد الشاقة العمياء» وهو يعتبر السد التحويلي الوحيد في مجرى الوادي، كما تضررت القنوات الفرعية والعقم الترابية والسواعد التحويلية.. بالإضافة إلى الانحرافات لضفتي الوادي والأراضي الزراعية ولم يحض وادي حسان بدراسة سابقة من أجل تحديد الاحتياجات الفعلية لهذا الوادي المهم ولكن بدأ في الآونة الأخيرة الانتباه إلى هذه المسألة الحيوية حيث تناقش حالياً وبصورة جادة مسألة إنشاء سد حسان من أجل تنظيم حركة توزيع المياه بصورة صحيحة وتحسن كفاءة الخزن الجوفي.. ومن المعلوم أن وصول السيول في وادي حسان يتراوح مابين 13سنوات ونتيجة لذلك فقد تم إنشاء موصل بنا حسان الذي يعمل على تحويل «09» م3/ث من معدل تدفق السيول من وادي بنا إذا كانت بصورة مرتفعة وسوف تصل الكمية المحولة إلى وادي حسان حوالي «01» ملايين م3 أما في حالة التدفق المرتفعة قليلاً فإن الكمية الممولة سوف تقدر بحوالي «25» ملايين م3. المياه الجوفية .. كيف تقيمون الوضع المائي بالنسبة لمخزون المياه الجوفية في حوض الدلتا؟ تعتمد دلتا أبين بصورة رئيسية على المخزون الجوفي للمياه في تغطية الاحتياج المائي للقطاع الزراعي إضافة إلى تموين مياه الشرب لمديريتي خنفر وزنجبار ومياه الشرب لمحافظة عدن نتيجة التغييرات المناخية وعدم انتظام السيول والاخلال بحقوق المياه في المناطق العليا للمستجمع المائي عن طريق التوسع غير المدروس في إنشاء الحواجز المائية التي أثرت بصورة كبيرة على كميات المياه الواصلة إلى دلتا أبين الأمر الذي أدى إلى التوسع في حفر الآبار واستنزاف المخزون الجوفي بصورة غير مسبوقة.. حيث وصل عدد الآبار حسب تقرير المعهد الألماني لعلوم الأرض والجيولوجية BGR لعام 7002م إلى حوالي 0012بئر منها 0051 بئر عاملة تضخ بمعدل سنوي 042مليون م3/سنة مجمع استهلاك المياه الجوفية للشرب عبر حقل مؤسسة المياه في أبين عدد «61» بئراً وحقل مياه مدينة عدن الكبرى عدد «22» بئر يعادل حوالي «11» مليون م3/سنة والكمية المتبقية «922» مليون متر مكعب في السنة تذهب للري الزراعي وبوسائل ري بدائية «ري غمر» عدا بعض المزارع النموذجية التي تستخدم وسائل ري حديثة. شبكة الرصد والمراقبة ويواصل المهندس خالد بلعيدي القول: لدينا شبكة الرصد والمراقبة التابعة للهيئة العامة للموارد المائية عدنلحجأبين تتكون من محطات الرصد المطرية والارصاد عدد «6»، وأجهزة المراقبة الاتوماتيكية للمياه الجوفية عدد «01» وآبار المراقبة اليدوية التابعة للموارد المائية عدد «92» بئراً.. وآبار المراقبة التابعة للمؤسسة العامة للمياه عدن عدد «22» بئراً وآبار المراقبة التابعة للمؤسسة العامة للمياه بأبين عدد «61» بئراً.. ومن خلال المراقبة الدورية للتوعية والكمية تتوفر مجموعة كبيرة من المعلومات عن وضعية المياه في دلتا أبين من ناحية الملوحة ومستوى الماء والأس الهيدروجيني ودرجة الحرارة والتحاليل الكيميائية والبيولوجية.. ومن خلال الرصد اتضح بأن مستوى الملوحة في آبار المراقبة اليدوية لمؤسسة المياه بأبين خلال عام 8002م تتضح صورة الوضع المائي في دلتا أبين في ارتفاع ملحوظ في نسبة الأملاح الذائبة «TDS» عن المعدل الطبيعي حسب توصيات منظمة الصحة العالمية «WHO» إضافة إلى ظهور مؤشرات مياه البحر مع المياه الجوفية في المنطقة الجنوبية من دلتا أبين. أسباب تدهور النوعية والكمية للمياه الجوفية وحول تدهور توعية وكمية المياه الجوفية في حوض دلتا أبين أوجزها بأسباب عدة منها: زيادة الحفر العشوائي للآبار في حوض الدلتا حيث تضاعف عدد الآبار في الحوض بشكل مخيف حيث كان عام 3991م حوالي 184 بئراً وبلغ عددها حتى عام 7002م حوالي 0012بئر أي بزيادة سنوية «201» آبار منها آبار عاملة حوالي 0051بئر، وكذا الضخ الجائر من الآبار الجوفية حيث بلغت كمية المياه المسحوبة من المخزون الجوفي عام 7002م «042» مليون متر مكعب في العام والتوسع في زراعة الموز بدون استخدام وسائل ري حديثة وعدم انتظام وصول السيول إلى المناطق الوسطى والجنوبية من الدلتا ورمي مخلفات الصرف الصحي إلى القنوات الزراعية والاسراف في استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية دون اشراف متخصص.. ومن المؤكد بأن نتائج هذا التدهور سوف يسبب جفاف الآبار السطحية وضعف إنتاجية الآبار وهبوط في منسوب المياه في الآبار وتملح المياه الجوفية في المناطق الغربية من الساحل. معالجة التدهور للمياه .. ماهي المعالجة التي يقوم بها مكتب الوحدة التنفيذية للمحافظة على المياه؟ هناك آلية اتصال وتنسيق لتنفيذ خطة وعمل المكتب وتفعيل الحملات التوعوية في ترشيد استخدام المياه وتقوية البرنامج الرقابي للموارد المائية والذي سيمكنها من إدارة المياه بفاعلية واستدامة. كما أن المشاركة الشعبية في إدارة المياه وتوعية الفئات المنتفعة والمستخدمة للمياه بأهمية الحفاظ على الثروة المائية والحد من خطورة استنزاف المياه.. كما أن الحلول أيضاً تكمن في وقف أو الحد من الحفر العشوائي للآبار واستخدام تقنية الري الحديثة في ري المحاصيل الزراعية وبالأخص محصول الموز والذي يعتبر من أكثر المحاصيل استهلاكاً للمياه، وصيانة قنوات الري والتوزيع العادل لمياه السيول.. وبالنسبة لنشاط وعمل لجنة إدارة حوض مياه دلتا أبين يقول عنها: منذ تشكيل اللجنة وبناء على قرار مجلس الوزراء رقم «08» لعام 2008م والذي نظم في عضويتها المؤسسات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وقطاع المرأة ذات العلاقة بالمياه حيث عقدت لجنة إدارة حوض دلتا أبين خمسة اجتماعات دورية اتخذ فيها «61» قراراً حيث يعول على هذه اللجنة إدارة المصادر للمياه على مستوى الحوض المائي لدلتا أبين ومن أهم هذه القرارات المنفذة هي: تشكيل ثلاث لجان فرعية لمصادر المياه والتوعية والتثقيف والمتابعة والتنسيق وتحديد حقل مياه الشرب بجعار ومنع الحفر العشوائي للآبار في حوض الدلتا بدون ترخيص من الهيئة العامة للموارد المائية، واستدعاء مالكي الحفارات لتوقيع تعهد قانوني باستخراج تراخيص مزاولة مهنة الحفر وعدم الحفر للآبار بدون ترخيص وكذا نزول فريق فني متخصص من الهيئة العامة للمساحة والجيولوجية والثروات المعدنية لتحديد مواقع محافر لأخذ الردميات والمواد الداخلة في البناء، وكذا تم رفع مذكرة إلى مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية التابع ل «GTZ» الألماني لإجراء دراسة فنية لتنفيذ مشاريع مصغرة للصرف الصحي لمنطقتي الحصن وباتيس وكذا إلى مدير مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة لتقديم تقرير تفصيلي عن نشاط المشروع في دلتا أبين، وكذا إضافة مدير عام المالية ومدير عام التخطيط والتعاون الدولي بأبين إلى عضوية لجنة إدارة حوض الدلتا، وكذا مشاركة إدارة المرأة العاملة والتنمية الريفية بالمحافظة في إدارة لجنة الحوض وبعض القرارات الأخرى المتعلقة بنشاط وعمل لجنة إدارة حوض مياه دلتا أبين. كلمة أخيرة .. ماهي الكلمة الذي تريدون أيصالها للجهات الرسمية أو الشعبية للحفاظ على مخزون المياه الجوفية عبر هذا اللقاء بالصحيفة لديمومة هذه الثروة؟ العمل على وقف الحفر العشوائي للآبار بإيجاد شراكة حقيقية بين الموارد المائية والأمن والسلطة المحلية، وحظر حفر الآبار في المنطقة الجنوبية من الدلتا المجاورة إلى البحر.. فرض نظام ري حديث في المنطقة الجنوبية من الدلتا، والتفكير الجاد في تغيير النمط المحصولي في المنطقة الجنوبية من الدلتا وإعادة الاعتبار لحقوق المياه في الاستفادة من مياه السيول وترتيب لقاء مشترك يضم محافظي محافظات عدنلحجأبينذمارإب لتنظيم حقوق المياه بالسيول، والدفع بعمل لجنة الحوض بتوفير مخصص مالي ثابت لتنفيذ أنشطتها.
