ليلاً في أواخر الليل قريبا من صباحات الله حين يغلق الجيران أبوابهم والتي لاتغلق إلا نادراً ووقت يتبادل حارسا السجن المجاور ورديات خفارتهم الليلية حينها يمر الخضر من شارعنا الفرعي فيمنح روحي السكينة والصمت يبدأ وقتها جارنا بالبسملة وهو يخطو نحو دكانه ليفتح عيون الرزق له يكون صديقي شاردا في ضوء غرفتي الذي ينم عن صحوتي ويفضحني زجاج نافذتي برقص ستائري الرقيقة تلم الضوء عن عيوني وصحوتي فيحسد صديقي جدران غرفتي التي تقابلني و يهمس لفنجان قهوتي: كن رقيقاً وعذب المذاق على شفتيها ويلوم منفضة سكائري كيف امتصت كل ذاك الغضب وقتها يفكر صديقي وبعمق كيف يتسلل إلى أوراقي ليبعثرها باحثاً عن آخر كلماتي ويتأمل أي طريقة ما ليندس ويشكل اسما ما في الإهداء ببداية كلماتي حين كنت صغيرة حين كنت صغيرة أوسدني صديقي ذراعه داعبني ومثل دمية قماشية قبلني كحل عيني زين ثيابي بنجوم فضية ضفر جدائلي بعطر البيلسان رقاني بحرمل بري حين كنت صغيرة يفتح ذراعي فاحضنه يكحل عيني فتبرق الدمعة رحل الفجر.. ضاعت الأقراط قيدتني حجوله أنرت سمائي فأنطفئت نجوم ثيابي تفقدت صديقي حينها كان يتبع طفلة صغيرة حين كبرت عرفت هذا صفعتني أمي عندما كنت صغيرة لتبعد فراشة حلمة عن وردة الخد طارت فراشة الحلم وذبلت وردات الخد إلا أن أصابع أمي الخمس لم تزل تصفع خدي كلما طارت فراشة حلمت على وردات الخد معاً وضعنا النقاط على أحرفها محيت أحرفي ونقاطها لا زالت مغروزة كالرمح على ظهر مراهقتي ومعاً رحلنا انطفأت كقمر هجري وبقيت في سمائي تحيا قمراً يستبيح ظلام وجهي