جلستُ يوماً حين حلَّ المساءْ أريح أقداماً وهتْ من عياءْ أرقبه! يا كَدّ هذا الرقيب وما يبالي ذا الخضم العجيبْ سيان ما أجهل أو أعلم سيستمر المسرح الأعظم عييتُ بالدنيا وأسرارها أنشد في رائع أنوارها أغمضت عيني دونها خائفاً فصاح بي صائحها هاتفاً أنت امرؤٌ ترزح تحت الضنى وكل ما تبصره من سنا وكل ما تبصره من قوى يسخر من مبتئس قد ثوى انظر إلى شتى معاني الجمالْ ألا ترى في كل هذا الجلال كم غادة بين الصبا والشبابْ تخطر والأنظار تحدو الركاب وربما سار إلى جنبها يمشي شديد العجب في قربها وانظر إلى سيارة كالأجل هذا الردى الجاري اختراع الرجلْ وانظر إلى هذا القويّ الجسدْ قد أقبل الليل فحيّ الجلد أجبت: يا دنياي من تخدعين؟ مزّقتِ عن عيشي . هنيّ السنين إن الجمالَ الساحرَ الفاتنا ويعبثُ الدهر بحلو الجنى وهذه السيارة العاتيهْ ما هي إلا شُعَلٌ فانيهْ يا ربِّ غفرانك إنا صِغارْ نسحب في الأرض ذيولَ الصغارْ وارحمتاه للقويِّ الصبورْ وكيف لا أبكي لكدح الفقيرْ كم صحتُ إذا أبصرت هذا الجهادْ يا حسرتا ماذا يلاقي العبادْ وفي سبيل الزاد والمأكل كم يسخر النجمُ بنا مِن عل يا ربِّ غفرانك إنا صِغارْ نسحب في الأرض ذيولَ الصغارْ وقد مضى يومي بلا مؤنسِ وأرقب العالَم من مجلسي! في طيب الكون وفي باطلهْ بناظر يرقب في ساحلهْ من غامض الليل ولغز النهارْ روايةً طالت وأين الستار وما احتيالي في صموت الرمالْ! رشداً فما أغنم إلا الضلالْ ! مبتغياً لي رحمة في الظلامْ كأنما يوقظني من منامْ لم يبق منك الدهر إلا عنادْ! يهزأ بالجذوة خلف الرمادْ! تدوي دويّ الريح عند الهبوبْ يرنو إلى الدنيا بعين الغروبْ! منبثة في الأرض أو في السماءْ غير نذيرٍ طالعٍ بالفناءْ! تأنقّ الصانع في صنعها ولفظة الاعجاب في سمعها! مدّله ليس يبالي الرقيبْ إذا راح يوليها ذراع الحبيبْ! تخطف خطفاً لا تُبالي الزحامْ هل بعد صنع الموت شيءٌ يُرامْ! الباتر العزم الشديد الكفاحْ! في رجل يدأب منذ الصباحْ إني امرؤٌ ضاق بهذا الخداعْ لأنني مزقتُ عنكِ القناعْ ! يا ويحه حين تغير الغضونْ وتستر الصبغة إثم السنينْ! وربما الجبار كالبرق سارْ نصيبها مثل شعاع النهارْ! ندبّ في الدنيا دبيبَ الغرورْ والشيبُ تأديبٌ لنا والقبورْ! يقضي الليالي في كفاحٍ سخيفْ أقصى مناه أن ينال الرغيفْ! وميسم الذلة فوق الجباهْ أكُلُّ هذا في سبيل الحياهْ؟! نملأ صدر الأرض إعوالا وكم يرانا الله أطفالا! ندبّ في الدنيا دبيبَ الغرورْ والشيبُ تأديبٌ لنا والقبورْ!