ترجل الفارس عند فرسه ولم يقل لنا وداعاً ورحل إلى البعيد.. البعيد وهو يعلم العلم اليقين إننا في مسيس الحاجة إليه لاسيما في هذا الظرف بالذات !! هو من وحدنا حوله بحنكة وحكمة وبساطة تصل حد الوداعة يعطي الأمور حقها.. يناقشك بهدوء، يستمع باهتمام لتفكيرك، يفند الاشياء أمامك دون تكلف أو مبالغة تحس تماماً بصدقه فيأسرك بوعيه ومنطقه.. فتجد نفسك قد انجذبت له وتخليت عن فكرتك باقتناع.. هذه المواهب التي تجمعت فيه جعلته أكثر قرباً من البسطاء ونصيراً لهم.. إنني اتحدث عن بعض الخصال والسجايا الحميدة لفقيدنا الراحل الاستاذ عادل الاعسم رحمه الله، الذي افتقدناه كما يفتقد البدر في الليلة الظلماء. آه.. عادل كم كانت صدمتنا عنيفة تحجرت اثرها الدموع في المآقي واضحت العيون مرايا عاكسة للذكريات الطيبة التي نجترها لنقفز فوق أوجاعنا وأحزاننا ونتمسك بالماضي نجاة من ألم الحاضر.. نأبى ان نصدق ان جرعات الحياة القاسية وجرعات هدم بيتنا - الاعلام الرياضي- وصمدت في شموخ وكبرياء تلملم الشتات بمواقف ثابتة واضحة جعلت الجميع يكبرك ويحترم شجاعتك ويرفع رصيدك بين زملائك في المحافظات الاقاصي الذين انتصرت لقضاياهم واقتربت منهم.. فكانوا ان وضعوك في قلوبهم وتاجاً على رؤوسهم.. احبوك صدقاً لايخالطه التزلف، وصعقوا بنبائك حتى كادت تزهق أرواحهم.. كم تمنوا ان يمنحوك عمراً آخر لكنك أبيت إلا الوداع من قاهرة المعز.. معتزاً بسنينك القليلة التي قضيتها بين ظهرانينا لايمانك ان الخلود للانسان ليس بعدد السنين ولكن بجليل وعظيم الأعمال التي ينجزها وهذا مافعلته. إذاً رحلت ياعادل.. رحلت إلى بارئك.. ورحلت فينا عزيزاً غالياً خالداً في نفوسنا.. فلك الفردوس مقاماً ومسكناً.. ولنا الحسرة والذكرى تقرع نواقيسها فينا كلما حضرنا موقفاً احتجنا فيه اليك.. وماأحوجنا دائماً إليك ياعادل الفرسان والايام واليراع الرياضي المميز.