مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة اليمنية مطلب كل أبناء الوطن وافقوا عليها باستفتاء 1991م
المناضل عبدالله أحمد غانم ل «الجمهورية »:
نشر في الجمهورية يوم 21 - 05 - 2009

التشطير كان يعيق التئام الأسرة الواحدة ويصنع عدم الثقة التي زرعتها أجهزة الأمن في الشطرين الشمالي والجنوبي باليمن - سابقاً - مما أدى إلى ارتباط كل شطر بمعسكر دولي وأدخلهما في أتون الحرب الباردة والصراع العنيف في ذلك الوقت فيما كان يسمى بالمناطق الوسطى هو أكبر المشاكل وويلات التشطير.. لكن الفرحة عمَّت كل الناس في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م وشخصياً لي ظرف خاص وذكرى خاصة في هذا اليوم فقد كان والدي في عدن وأنا مع أخي الأكبر طه في صنعاء وكانت رؤوسنا مطلوبة بعد أحداث يناير بعدن ومن الصعب أن نلتقي إلا أن ال22من مايو جمع شملنا مثلما جمع شمل كل اليمانيين. التشطير خلق الويلات والشك وعدم الثقة وأدخل الشطرين في حرب باردة هذه كانت كلمات من ضمن الحوار الذي أجرته «الجمهورية» مع الأخ الأستاذ المناضل عبدالله أحمد غانم عضو مجلس الشورى وأحد الذين رافقوا مسيرة الوحدة منذ اللحظات الأولى ومنذ إبرام الإتفاقيات.. الأستاذ عبدالله أحمد غانم أكد أيضاً أن الوحدة اليمنية مطلب شعبي جاء باستفتاء على الدستور عام91م راداً على المهندس حيدر العطاس بأن ما يعرف بالحراك الجنوبي ما هو إلا من قبل قلَّة من الناس تحاول تشطير الوطن وزعزعة أمنه واستقراره.. كما استعرض المناضل عبدالله غانم أهم الإنجازات المحققة في دولة الوحدة وقبل ذلك أهم الإتفاقيات التي سبقت قيام الوحدة اليمنية المباركة.. فإلى تفاصيل هذا الحوار: أهم الإتفاقيات أهم الإتفاقيات التي سبقت 22مايوم 1990م... ماهي؟ قبل قيام الوحدة كانت هناك مباحثات وعدد من الإتفاقيات والمباحثات بين الشطرين وقد بدأت أولى تلك الخطوات بعد استقلال الشطر الجنوبي من الوطن عام 67م ونتيجة لبعض الحروب التي نشبت في تلك الفترة نشبت حرب باردة بين الشطرين ومع ذلك نتج عنها أول اتفاق تم التوقيع عليه في الجامعة العربية في سبتمبر عام 72م وبعد ذلك بحوالي عامين أو عام واحد تم إصدار بيان طرابلس الذي صدر بإشراف العقيد معمر القذافي وذلك البيان شمل بندين رئيسيين هامين الأول هو أسس الوحدة اليمنية وتمثل ذلك بالعلم «علم الوحدة اليمنية «وتسمية البلد بالجمهورية اليمنية وعدد من الأسس بما فيها إقامة نظام موحد تقوده الحركة القيادية بين الشطرين حسب المفاهيم التي كانت سائدة في ذلك الوقت.. اشتغلت لجان الوحدة التي شكلها بيان طرابلس وهي تسع لجان وكان أهمها على الإطلاق اللجنة الدستورية واشتغلت تلك اللجان طوال سنوات عدة ولكن بسبب الظروف الدولية والمحلية التي كانت سائدة في ذلك الوقت لم تتمكن القيادتان «آنذاك» من ايجاد الفرصة المناسبة لتحقيق الوحدة اليمنية ومع ذلك استمرت الجهود السلمية إلا أنها تعثرت في عام 79م عندما نشبت حرب أخرى بين الشطرين وبسببها تم عقد قمة يمنية في الكويت في أوائل شهر مارس من نفس العام «79م»، ونتج عنها جملة من الإلتزامات كان أهمها الإنتهاء من إنجاز دستور دولة الوحدة اليمنية خلال أربع أشهر واستمرت العلاقات بين الشطرين وحركة اللجان بين الشطرين وكانت تلك الفترة قد حصلت فيها تطورات هامة على ذلك الصعيد ومن تلك التطورات أن اللجنة الدستورية تمكنت من استكمال مشروع دولة الوحدة في ديسمبر 1981م ولقد تشرفت ذلك الوقت رئيساً لجانب الشطر الجنوبي وكان أستاذنا الأستاذ حسين الحبيشي رئيساً للجنة الدستورية في الشطر الشمالي وقبل ذلك بفترة قصيرة تمت أول زيارة تاريخية من الشطر الشمالي إلى الشطر الجنوبي في شهر نوفمبر 1981م في ذلك الوقت وقع الرئيسان : علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد على ما كان يعرف بالمجلس اليمني الأعلى واللجنة الفيدرالية المشتركة وهي من الحقيقة من الناحية القانونية أقرب ما تكون فيدرالية وحدوية وتم إنشاء عدد من الشركات المشتركة مثل شركة النقل البحري وشركة السياحة اليمنية المشتركة وكذا شركة النقل البري بعدها استمرت العلاقات بين الشطرين بصورة طيبة وبقيت الأحداث معروفة إلى أن تهيأت الفرصة لتحقيق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو وهذا بصورة مختصرة هذا ما اتذكره بصورة عاجلة عن أهم الإتفاقيات الوحدوية المشتركة بين الشطرين سابقاً علاوة علي الإتفاقية الهامة في عام 1989م في عدن. ويلات وإعاقة هل كان الشعب يعاني من ويلات التشطير من وجهة نظرك بالمعنى الحقيقي لكلمة ويلات؟ دعني أقول لك شيئاً واحداً وهو أن الإتفاقيات التي تمت استندت أساساً إلى وحدة الشعب اليمني ووحدة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وإلا لما كانت مقبولة ولم يقبل الناس التوقيع على إتفاقيات وحدة وهم غير مقتنعين بها إضافة إلى ذلك فقد كان للناس معاناة كثيرة وكان التشطير يضع حداً ليس فقط أمام التنمية الواحدة للوطن الواحد وليس فقط أمام انتقال رؤوس الأموال بين البلدين «شمالاً، وجنوباً سابقاً» ولكت التشطير كان يعيق حتى التئام الأسرة اليمنية الواحدة.. فكانت أسر موجودة في الجنوب ولديها أقارب في الشمال ولكن لا تستطيع أن تلتقي معها أو تزورها، إضافة إلى روح الشك وعدم الثقة التي كانت تخلقها أجهزة الأمن والمخابرات هنا وهناك مما يعقد المواطن من أن يفكر أحياناً بالانتقال من شطرٍ إلى شطر ناهيك أن التشطير في ذلك الوقت أدى إلى ارتباط كل شطر بمعسكر دولي ودخل الشطران في أتون الحرب الباردة حتى تهيأ لنا في بعض الأوقات أن الوحدة اليمنية لن تتحقق إلا إذا انتهت هذه الحرب الباردة وفعلاً استفادت اليمن كثيراً من انتهاء الحرب الباردة في عام 1989م و1990م بشكل نهائي وتمكنت من اغتنام الفرصة التاريخية المناسبة، لتحقيق وحدتها، المواطنون في ذلك الوقت كانوا يعانون أشد المعاناة وكنت أنا كمسؤول عن شؤون الوحدة في الشطر الجنوبي بعضاً من الوقت وكذلك زملائي العميد حسين الدفعي والمرحوم أحمد الشجيغي في صنعاء كنا نستلم بشكل يومي المعلومات حول المشاكل التي يعاني منها المواطنون هنا وهناك «في الشطرين».. وأكبر تلك المشاكل هو مايدور ذلك الوقت فيما كان يعرف بالمنطقة الوسطى من صراع عنيف بين ما كان يسمى الجبهة القومية الديمقراطية أو قوى التخريب وأجهزة الدولة في تلك المناطق واستمرت تلك الحرب غير المعلنة فترة طويلة من الزمن هذا جزء من المعاناة التي يستطيع الإنسان أن يتذكرها في هذه العجالة. سرور وظرف خاص بالنسبة لأهم ذكريات المناضل عبدالله أحمد غانم بنفس يوم ال22من مايو 1990م.. وكيف كانت مشاعركم في هذا اليوم بالذات؟ طبعاً مشاعر الغبطة والفرح عمت جميع الناس لا واحداً منهم ولكن لي ظرف خاص لا زلت أذكره تحديداً في هذا اليوم يوم 22مايو 1990م في ذلك الوقت كنا نحن الجنوبيين في صنعاء بسبب أحداث يناير 86م وكانت رؤوسنا مطلوبة وكان من الصعب أن ننتقل إلى قرانا في جنوب الوطن ولكن في ذلك اليوم أنا والأستاذ طه أحمد غانم أخي الأكبر قررنا أن لا نفوت مناسبة الاحتفال بيوم الوحدة ورفع علم الوحدة في ذلك اليوم فغامرنا مغامرة ونزلنا على طريق دمت وكان نزولنا بدرجة رئيسة أن نهنئ والدنا الله يرحمه «كان يعيش ذلك اليوم» أن نهنئه بقيام دولة الوحدة اليمنية هذا الهدف الذي كان كل أمله ولهذا هذه ذكرى خاصة وليس فقط مجرد فرح بانتهاء التشطير وقيام الوحدة وتحقيق حلم من أحلامنا ولكن أيضاً بسبب اللقاء بأسرتنا. أوهام وفقدان مصالح شخصية عقب قيام دولة الوحدة اليمنية في مايو 1990م وتوحد الشطرين.. باعتقادك ما الذي أدى إلى حدوث فتنة صيف 1994م فيما بعد وإعلان الإنفصال من عدن من قبل بعض القيادات في الإشتراكي؟ في تقديري أن البعض فقد مصالحه في عهد الوحدة والبعض كانت لديه أوهام أن الوحدة اليمنية إذا قامت فينبغي أن يكون هو المسيطر لأنه في الحقيقة أن السيطرة على السلطة كان الهم الرئيسي لقيادات الحزب الإشتراكي اليمني في ذلك الوقت ولهذا عندما وجدوا أن الوحدة قد ارتبطت بالديمقراطية وأن السلطة أصبحت مربوطة بأن تمر عبر صناديق الاقتراع فوجدوا أنهم غير قادرين على التعايش مع الديمقراطية ومع الانتخابات فخشوا على أنفسهم من الضياع في ظل مناخ ديمقراطي يحترم الأقلية ولكنه يقر بحق الأغلبية في تشكيل الحكومة وبرنامجها فابتعادهم عن الديمقراطية أوصلهم إلى التراجع عن الوحدة ولهذا هيأوا أنفسهم لكي يقيموا الانفصال ولكي يقاتلوا من أجل هذا الانفصال عمدوا إلى أعمال خيانية منها استلام أموال مدنسة وأجنبية لشراء كمية ضخمة من السلاح للإساءة إلى دولة الوحدة وعبأوا أنصارهم وقواهم لكي يعلنوا الانفصال ويدافعوان عنه في وجه قوات الشرعية الدستورية ولهذا السبب تحديداً رفضوا مسألة توحيد القوات المسلحة بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة لأنهم كانوا مبيتين لتلك اللحظة فكانوا يرفضون أن تتوحد القوات المسلحة على أسس رسمية أو وطنية وظلوا محكمين سيطرتهم على الجيش اليمني الذي كان قائماً في الشطر الجنوبي من الوطن ومسيطرين عليه حزبياً لكي يوجهوه كما يريدون ووقتما يريدون ومع الأسف قامت الفتنة والحرب وأعلنوا الانفصال في تلك الظروف، ولم يكن إعلان الإنفصال فجائياً وإنما كان مبيتاً وكانت كل الناس تعرف أن ذلك كان عملاً تآمرياً مبيتاً ولكن بفضل الله تعالى وبفضل تصميم جماهير الشعب ونضال قواتنا المسلحة والأمن تمكن الشعب من دحر مؤامرة الانفصال والحفاظ على الوحدة المباركة. وإلى الآن يتهمون حرب 94م بأنها قضت على الوحدة اليمنية ، وأن حرب 94 م هي من أقصت الحزب الاشتراكي ومن معه عن السلطة!! ولو نسألهم سؤالاً ماذا لو انتصر الحزب الاشتراكي الذي أعلن الانفصال: هل كانت ستبقى الوحدة؟ طبعاً لا.. لكن هم يحاولون أن يوهموا الناس بأن ما حدث في صيف 94م هو عبارة عن قيام جيش ما يسموه بالجمهورية العربية اليمنية بالهجوم على الشطر الجنوبي واحتلاله بهذا المنطق المغالط للحقائق وللتاريخ، فجيش الشرعية الدستورية لم يدخل المعركة إلا لحماية الوحدة من أعمال الانفصال التي كانوا يدبرونها ولهذا يجب أن يفهم الحقائق كل الناس كما هي لا كما يروج لها ويزورها المزورون. الوحدة مطلب جاء بالإستفتاء لكن هناك البعض من يقول: إن الجيش الذي دخل إلى عدن دخل بفعل قيادي ولم يكن مطلباً شعبياً..!! وإن كان مطلباً شعبياً فهو من الشمال على الجنوب.. بهكذا عبارات ولو كانت من قلة من الناس لكن كيف تردون على مثل ذلك؟ هذا تصوير مضلل ومجافٍ للحقيقة فكلنا يعرف أن جماهير الشعب اليمني من الشمال والجنوب قد التفت حول دستور الوحدة اليمنية في منتصف شهر مايو عام 1991م والجميع صوت لمصلحة الوحدة ودستور الوحدة فكيف يتأتى أن تقول أن جزءاً وجزءاً لا هم الذين يريدون الوحدة فالوحدة هي مطلب الشعب اليمني بأكمله ووافق عليها باستفتاء بل إن المهندس حيدر أبو بكر العطاس في إحدى تصريحاته في ذلك الوقت قال: إن نسبة من صوتوا على دستور الوحدة ب «نعم» أكبر من نسبة الذين صوتوا بالشمال.. فيجب كما قلت أن تطرح الحقائق كما هي لا كما يزورها البعض. عوامل الانتصار وماذا عن أهم العوامل التي تعتقدون أنها أدت إلى الانتصار على قوى الردة والإنفصال؟ أهم العوامل: التفاف الشعب أولاً والشيء الثاني تخاذل العناصر العسكرية التي كانت تقف مع الانفصال فكانت في البداية تقاتل من أجل ما يعتقدونه صراع على السلطة ولكن عندما أعلن الانفصال تراجعت الكثير من القوى التي كانت واقفة مع قيادة الحزب الاشتراكي وسحبوا تأييدهم قيادة الانفصال، إضافة إلى التحالف المشبوه الذي أثار عملية الإنفصال والذي كان مكروهاً من قبل جماهير الشعب في الشمال والجنوب وغيرها من العوامل الفنية والعسكرية التي أدت في الأخير فعلاً إلى أن تنتصر إرادة الشعب وإرادة الوحدة. إنجازات وحدوية واليوم وبعد مضي تسعة عشر عاماً على إعادة تحقيق وحدة الوطن ونحن نحتفي بهذه الذكرى كيف تقرأون أهم الإنجازات المحققة خلال هذه الأعوام من عمر الوحدة المباركة؟ الحقيقة الإنجازات كثيرة لا أستطيع أن ألم بها في هذه العجالة ولكن دعني أركز على الإنجازات ذات الطابع السياسي والتي ومن خلال قيام الوحدة اليمنية أمكن للشعب اليمني بعد أن استرد وحدته أن يرسخ أسس ومداميك مؤسسات الدولة الحديثة وفي مقدمة ذلك التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية والحزبية، الصحافة الحرة، حقوق الإنسان، الإنتصار للمرأة، وكذلك وضع أسس للحكم المحلي والبدء في تنفيذها من خلال جملة من الإجراءات أهمها انتخابات المجالس المحلية وما جرى مؤخراً من
انتخابات المحافظين وبذلك وضعت الجمهورية اليمنية حداً نهائياً للصراع العنيف الذي كان يتم في تبادل السلطة لليمن «شمالاً أو جنوباً» وأصبح الصراع على السلطة هو صراع سلمي يمر عبر صناديق الإقتراع.. لذلك على الصعيد الخارجي أحرزت البلاد ما لم يمكن أن تحرزه في ظل التشطير وهو ترسيم حدود اليمن بصورة عادلة ودائمة مع جميع جيرانها وهذه العملية مكنت فعلاً من أن تحول الحدود إلى جهود تواصل وشراكة مع الأشقاء في دول الجوار كل هذه الإنجازات السياسية ما كان لها أن تتحقق في ظل التشطير الذي كان يشطر اليمن شعباً وإنساناً وأرضاً ونظاماً.. أما فيما يتعلق بالمنجزات الأخرى الكثيرة فأعتقد أن غيري من الاقتصاديين والمختصين يمكن لهم أن يدلوا بدلوهم في هذا الجانب بصورة أفضل مني. مرامٍ لتشطير الوطن واقلاقه نشكر لكم أستاذ عبدالله على هذا الحوار الطيب وبقي فقط سؤال أخير نطرحه عليكم باختصار شديد.. الحراك الجنوبي.. كلمتكم في هذا الجانب؟ هؤلاء الذين يدعون أنهم في حراك جنوبي هم لا يمثلون سوى مجموعة قليلة ومحصورة في مواقف معينة وليس كما يصور الإعلام أو كما أدعى حيدر العطاس في مقابلته التلفزيوينة الأخيرة بأنهم كل الناس في الجنوب فأغلب الناس في الجنوب هم مع الوحدة وفي دفع أي ضرر أو خطر عليها.. وأولئك القلة من الناس لهم أهداف عدة والهدف الرئيسي لهم هو تشطير اليمن وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وهو ما لا يمكن قبوله.. والشيء الثاني أن دعوتهم إلى الإنفصال هي بحد ذاتها دعوة إلى الحرب ودعوة إلى قيام حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد وهو ما لا نقبله ولا يقبله أي عاقل وهو أمرٌ مستهجن من الجميع ولكن هناك مرامي آنية وهي أن تظل الدولة دائماً في حالة من عدم الاستقرار وأن توضع العراقيل في وجه انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي فكل هذه الأهداف مجتمعة ووسائلها إما وسائل إعلامية يثيرها هؤلاء المتآمرون في الداخل والخارج لإثارة البلبلة أو لعرقلة ما تشهده الساحة اليمنية من مشاريع تنموية.. والوسائل هي ليست فقط الصحافة المأجورة وليست فقط الإشاعات وإنما تطورت لتصبح قطع طرق وإطلاق نار على جنود القوات المسلحة والأمن وتهديد الأمن والاستقرار وهو ما يتطلب من الناس جميعاً أن يقفوا أمام مسؤولياتهم وأن يقولوا لهؤلاء كفى قفوا عند حدكم قبل أن تتدخل الدولة لكي تحمل عليهم العصا المناسبة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.