أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتفاقية 30 نوفمبر 89م مثلت الإطار الأساسي لقيام دولة الوحدة
نشر في الجمهورية يوم 22 - 05 - 2013

في حوار صريح مع الأكاديمي الإعلامي البارز الأستاذ الدكتور أحمد الشاعر باسردة، نائب رئيس تجمع النخبة الجنوبية، أحد فصائل الحراك الجنوبي الذي شُكل مؤخراً، الذي قال فيه: إنه عندما أعلنت الوحدة اليمنية في 1990م بكي الجنوبيون فرحاً لإعلان الوحدة، ولبسوا ثوب الأمل، ف- 25 سنة من حكم الحزب الاشتراكي كان مأساوياً، وإن الجنوبيين تصوروا أن الوحدة مشروع نهضوي كبير، ولكن بعد مرور 23 عاماً على قيام الدولة اليمنية الموحدة اكتشف الجنوبيون بأنها لم تأت ملبية لطموحاتهم وتطلعاتهم في العيش الكريم، في دولة يتساوى فيها كل المواطنين، ووضح باسردة أنه ومجموعة من أبناء وقيادات الجنوب أسسوا ملتقى الجنوب، وكان يومها لا أحد يجرؤ على الإطلاق ان يذكر حتى اسم الجنوب، وأكد باسردة، الذي كان أحد أهم قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام أنه لم يعد عضواً في الحزب بسبب الاختلاف مع قياداته حول المسائل التنظيمية، وأن الرئيس السابق لم يصغ لأصوات المنادين بحقوق أبناء الجنوب، عندما كانت القضية تنادي ببعض الحقوق والمطالب، قبل أن تكون سياسية، ودعا باسردة إلى اتباع نظام الفيدرالية لحل القضية الجنوبية كحل مناسب، يجب أن يطرح في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه، أشياء كثيرة يصرح بها باسردة لأول مرة في هذا الحوار الخاص:
في بداية 2011 لك مقال قلت فيه (تاريخ الجنوبيين غير مشرف من 76 إلى 94 م، وان الوحدة اليمنية منتوج جنوبي ولا يمكن للجنوبي أن يتخلى عن منتجه هل مازلت على هذا الكلام؟
أكرر ما قلت بأن تاريخنا في الجنوب غير مشرف من قبل الاستقلال ومبرراته التالية، أولاً: أن القوى السياسية في حزب التحرير والجبهة القومية دخلوا في حرب أهلية لا مبرر لها، وأنه لو كان هناك هدف وطني سامي، كان يفترض أن هذه الحرب لا مبرر لها على الإطلاق.
ثانياً: عندما استلمت الجبهة القومية السلطة في تلك الفترة ألغت الآخر، وهنا ارتكبت خطئأً إضافياً يضاف إلى قائمة لا تشرف، أو إلى تاريخ غير مشرف، بعد ذلك مارست الجبهة القومية عملاً لا يتسم بالوطنية أبداً على الإطلاق من قتل وسفك وطرد الناس وتخويفهم... الخ، وارتكبت خطأ كبيراً وفاحشاً عندما خلصت على الناس، وارتكبت خطأ في حق نفسها، فالحزب الاشتراكي قتل نفسه بنفسه، وجاء إلى الوحدة ضعيفاً هزيلاً، وهذا الضعف في الواقع انعكس على مجمل سلوك الحزب بعد ذلك في عام 90 وأراد الحزب في 94 ان يعيد سلطته في الجنوب، وقد كبل بشروط قانونية في اتفاقية الوحدة كان يفترض من علي البيض ومجموعته أن يفكروا ملياً بهذه الاتفاقية ونُصح علي البيض في تلك الفترة ألا يوقع اتفاقية وحدة مع الشمال، وعلى ان تتم الوحدة بشكل تدريجي من كونفدرالية، وبعد فترة نقيم الكونفدرالية، ثم نبدأ بالفيدرالية، ثم نصل للوحدة الاندماجية، لكن علي البيض كان تحت ضغط في الواقع من ظروف الموضوعية وخلافات وصراعات وانتهاء بالاتحاد السوفيتي، كل هذا أدى إلى أن ينكشف الغطاء عن الجنوب، وبالتالي حاولوا أن ينقذوا أنفسهم هروباً إلى الوحدة ،وكانت أيضاً هناك مشاكل في الشمال، فالشماليون سارعوا إلى الوحدة لإنقاذ وضعهم كنا نتصور ان الوحدة مشروع نهضوي كبير، حتى يستطيع أن يعوضنا في شيئين: الشيء الأول ان 25 سنة من حكم الحزب الاشتراكي كانت مأساوية مؤلمة وموجعة وتوقعت أن الوحدة ستكون البلسم الشافي و مشروعاً نهضوياً لحل مشاكل اليمن بشطريه سواء في الجنوب أو الشمال، من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وتضميد جروح الناس... الخ، ولكن للأسف خاب ظننا في هذه الوحدة الاندماجية وأنت تعرف أن الوحدة الاندماجية فشلت فشلاً ذريعاً، ولذلك نحن اليوم نفكر في إيجاد حل ناجح لليمن بشطريه الشمالي والجنوبي.. عندما قامت الوحدة عام 90 هللنا وكبرنا لها بل بكينا فرحاً في الواقع لشيئين.. الشيء الأول هو ان نخلص من الحزب الاشتراكي، الذي أذاقنا الأمرين هذه نقطة.
أما النقطة الثانية استدعاء مشروع نهضوي لبناء اليمن شماله وجنوبه، لكن للأسف الشديد صانع السياسة في تلك الفترة لم يكن يحمل مشروعاً نهضوياً على الإطلاق ولذلك وصلنا لهذه الأزمة.. و أنا لا أعتقد أن أي جنوبي يكره الشمال أو يكره الوحدة أو أي شمالي يكره الجنوب، نحن نكره سلوكيات حدثت بعد عام 94م, سلوكيات سيئة عكست صورة مشوهة عن الوحدة، عن المخلوق الجميل، الذي هللنا له وكبرنا وفرحنا به كهذا اليوم ال22 من مايو ولكن للأسف الشديد خاب ظننا بالوحدة، واليوم نبحث عن صياغة جديدة لهذه الوحدة لكي نعطي هذا المخلوق الجميل إكسير الحياة ثانيةً.
أنتم من أسرة مناضلة والدك هو الشهيد المناضل الشاعر محمد صالح باسردة له رصيد نضالي كبير ، وكان من الوحدويين، استغرب الكثير من مواقف الدكتور باسردة الأخيرة ؟ حتى أن أحد قادة الحراك قال لي: باسردة يطلب القرب من الحراك ماتعليقك؟!
لا أطلب القرب من الحراك، أنا أطلب القرب من الوطن وإن عدت قليلاً أنا بدأت الحراك في صنعاء في 2001 أسسنا ملتقى الجنوب، وكان يومها لا أحد يتكلم على الإطلاق أن يذكر حتى اسم الجنوب، كانوا يقولون المحافظات الجنوبية والشرقية، وشكلنا أنا وعلي القفيش وعلي باعوضه والشدادي وبن شملان وعدد كبير آخرين، وكنا نطالب فقط بمطالب أولية مطالب بسيطة قضايا حقوقية، وذهبنا للرئيس صالح واجتمعنا به في قصر الرئاسة، وقلنا يأخي الرئيس هناك أخطاء كبيرة تحدث في الجنوب، عليك زن تتنبه لها وتوجد لها حلول، لكن لم يسمع منا، بل وصل الأمر حد التهديد في بعض الأحيان, لكننا قلنا له سوف يأتي من يسمعك أصوات أخرى، وفعلاً أربع سنوات لاحقة ظهر الحراك الجنوبي في جمعية ردفان والمتقاعدين وغيرهم, أما عن قولك تراجعي فأنا لم اتراجع عن مفهوم اليمن الواحد، أنا تراجعت من قضية النظام السياسي؛ لأن النظام السياسي غير صالح على الإطلاق.
إذاً كيف تريد شكل النظام السياسي في اليمن؟
أنا من دعاة الفيدرالية لسببين: السبب الأول أن الفيدرالية تعمق من مفهوم الوحدة الوطنية، أما الثاني فهي تخلق حالة من التنافس بين الأقاليم هنا وهناك، وتخلق نوعاً من التطور والرقي والمواطنة المتساوية، وتنافس الأقاليم ولعلك نظرت للخارطة الإنسانية 28 نظاماً فيدرالياً في العالم ناجح حوالي 50 % و40 % من سكان العالم يعيشون في أنظمة فيدرالية وهي متطورة اقتصاداً وتنمية وأمناً واستقرار وتكنولوجيا.. والخ؛ لأن كل مواطن يحس أنه يؤدي وظيفته، والجنوبيون في الفترة الأخيرة كانوا يبحثون عن الكرامة فقط يخلوهم عن الأبواب من أجل يدور وظيفة، وان لا يأتي من المهرة أو من حضرموت ولا من شبوة ولا من عدن وإلا من آخر هذه المناطق ويصرف ثلاثة أضعافها في صنعاء لاستكمال معاملة بسيطة, فكانت هذه ممارسة ظالمة لأن هؤلاء الناس الذي أشرفوا من بعد 94 لم يحملوا هذا المشروع الوطني الذي كنا نأمله، والذي كنا نتطلع إليه, أعتقد أن النظام الفيدرالي سيكون ناجحاً إذا لم تتدخل المركزية ثانية في شئون الأقاليم، أما إذا تدخلت المركزية مرة أخرى فسنجد أنفسنا كجنوبيين نطالب بالانفصال الحقيقي.
أسستم مؤخراً تجمع ( النخبة الجنوبية) هل هذا التجمع امتداد للحراك أم مغاير له أم مخالف له أم ماذا؟
الجنوبيون نظموا أنفسهم في مجموعة من الملتقيات وبدأنا في ملتقيات في صنعاء، وفعلاً استقررنا في ملتقى النخبة، هذا الملتقى يلتقي مع الحراك في رؤى كثيرة، ويلتقي مع المكونات الجنوبية الأخرى صوب عديد من الرؤى التي في الواقع تلبي احتياجات ومطالب المواطن في الجنوب، اليوم المواطن الجنوبي ملتهب، هناك مليونيات تطالب بفك الارتباط ولا أعتقد أنا وفي تصوري أن هذه الأصوات تذهب سدى لا بدّ لهذه الأصوات أن يستجاب لها، ولا بدّ أن يكون هناك وعاء يستوعب هذه الأصوات، لأن مؤتمر الحوار إذا أصدر قرارات معينة ولا يوجد لها صدى على الشارع أو تجاوب من الناس لا قيمة لها على الإطلاق، وبالتالي يجب دراسة موضوعية لمطالب هؤلاء الناس، أما ان المجلس يجتمع في مؤتمر الحوار أو يأتي ملتقى من الملتقيات أو فصيل أو مكون يفرض رأيه أو يضع تصوراً مغايراً على متطلبات الشارع ستكون العملية فاشلة، وسنجد أنفسنا في منحنى خطير لا نتحمل عقباه.
إذا كان رأي الشارع الانفصال وحتى مخرجات الحوار خرجت بالانفصال فأنتم ممن كنتم محسوبين كدعاة للوحدة في اليمن هل ستقبلون هذا الشيء؟
سنكون مع خيار الناس إذا طالبوا بالانفصال سنكون معهم إذا طالبوا بالوحدة سنكون معهم، وإذا طالبوا بالفيدرالية سنكون معهم، لن نشذ على رغبات الناس على الإطلاق, مؤخراً في دراسة قدمت هناك 80 % في الشارع الجنوبي يريد الانفصال و11 % لا يعرفون و9 % مع الفيدرالية بين إقليمين وفيدرالية مزمنة لمدة خمس سنوات يجري استفتاء لتجريب مصير الجنوب يعني بعبارة مختصرة ان كل السلوكيات التي حصلت من عام 94 جعلت المواطن الجنوبي في الواقع في موقف سلبي من هذه الوحدة، وبالتالي لا بدّ من معجزة إضافية كي تجمع هؤلاء الناس خلينا نجرب إقليمين بين الشمال والجنوب لفترة زمنية معينة قد تكون هذه فيدرالية جاذبة للجنوبيين وجاذبة للشماليين، وبشكل عام للكل وبالتالي إذا الشعب في الجنوب تجاوب مع هذه الفيدرالية المزمنة، أنا أعتقد أنها ستكون عملية ناجحة، لكن فرض أي شيء على الجنوبيين سيكون منفراً لهم، وبالتالي سوف تفشل العملية برمتها.
هناك قرارات رئاسية أخيرة بإعادة عدد من الأشخاص إلى وظائفهم, أنت قلت (إنها غير ملبية لمطالب الجنوبيين ويجب أن تتم معالجة مطالب الجنوبيين على مراحل) فكيف تكون المراحل؟
عودة الموظفين شيء عادي, الآن القضية الجنوبية لم تعد قضية مطلبية في 2001 أو 2002 هناك منطق عندما نقول قضية مطلبية قضية حقوق، واليوم أصبحت قضية سياسية ذات ثلاثة أبعاد: بعد سياسي وهوية وأرض، هذه الأبعاد الثلاثة تنهي الأمر على ان تبلورت وتحولت من مطلبية إلى سياسية اليوم بامتياز ولا يمكن للمؤتمر ان يخرج بحلول دون حل القضية الجنوبية، والكل في المؤتمر أجمع على أن مفتاح حل القضايا في المؤتمر هو حل القضية الجنوبية فسيعكس عليه صياغة دستور جديد وحل مشاكل أخرى، وبالتالي لا تستطيع أن تصيغ دستوراً معيناً حول حل المشكلة الجنوبية في الاتجاه بشكل الدولة وهوية الدولة شكل النظام, عندما تحلل القضية الجنوبية وقضية صعدة بالذات سوف تنعكس على إيجاد دستور عقد اجتماعي جديد يحترمه اليمنيون بشكل كبير.
ملتقى وتجمع النخبة الجنوبية يقال انه مدعوم من فخامة الرئيس هادي وأنه بإشرافه!!؟
لا صحة لهذا الكلام نحن ندفع اشتراكات، رئيس الملتقى حيدر الهبيلي وعنده نائبان الدكتور باسردة وصالح العزيبي وفي اشتراكات من الإخوة الأعضاء ندفع اشتراكات لهذا الملتقى، ليس لنا علاقة بالسلطة على الإطلاق لا بالرئيس هادي ولا بغيره.
كيف تعلق على أن ايران تدعم بعض فصائل الحراك الجنوبي؟
لا علم لي بهذا.
يقال أنك مارست أجندة ممنهجة ضد الثورة الشبابية في جامعة صنعاء؟
ليس صحيحاً على الإطلاق، كنت أعمل بضمير حي وبلوائح وقوانين، وذهبت إلى الرئيس، وطلبت منه أن يخفض رسوم الطلاب في النظام الموازي، ووافق على ذلك وخفض الرسوم من 50-40 %،وهذا لم يحدث من سابق، كما أنني أسست صندوق لدعم الطالب الفقير، اسألوا عن إنجازاتي في جامعة صنعاء اسألوا الناس؟ فكيف أمارس الاضطهاد.
وسكنت أعضاء هيئة التدريس داخل السكن الجامعي الذي كان فاضياً، لا يسكن فيه أحد، وكانت تصرف عليه ملايين الملايين وأغلقنا بعض العمارات في الخارج.
هناك فساد كبير داخل جامعة صنعاء وبدأنا في تقويض ذلك الفساد لكن مشت الأمور بطريقة فوضوية داخل الجامعة ولكن الحمد لله ان الأمور مشت إلى هذا المستوى.
ماقصة العبارة المشهورة لك (لن أسلم أرض الجامعة إلا على جثتي)؟
هذه أرض موجوده شرق كلية الطب، وهي أرض خصصت لبناء كليات ومستشفى تخص الجامعة، فلا يمكن على الإطلاق وقلت لهم لا يمكن أن أتنازل عنها، والآن وصلوا للنتيجة التي وصلت إليها أنا، يريدون ان يبنوا فيها فللاً وشققاً لأعضاء هيئة التدريس، وفي الواقع بحثت لهم عن بديل آخر وقلت لهم على جثتي ان أسلمكم هذ الأرض والشارع أقرب لي من ان اسلم أرضاً تخص مستقبل الأجيال القادمة، نريد بناء كلية للإعلام والهندسة والعلوم، وبناء مستشفى تعليمي.. فكيف أسلمها لأعضاء هيئة التدريس.
ألم يكن من حق أعضاء هيئة التدريس تملك أراض لهم؟
نعم من حقهم أن يكون لهم سكن، لكن في أراض أخرى، وفعلاً نسقنا من أجل تكون لهم أراض، يتملكونها، نسقنا مع رئيس أراضي وعقارات الدولة وأوجدنا البديل، وشكلت لجاناً ووصلت إلى ما وصلت إليه واتحداهم أن يسلموا أرض الجامعة لأعضاء هيئة التدريس اتحداهم، اتحداهم بكل معنى الكلمة وبصوت مرتفع أن يسلموا الأراضي التي ذكرتها لك لأعضاء هيئة التدريس.
دكتور أحمد يقال ان قيادات جنوبية ممن كانت في حزب المؤتمر انضمت إلى الحرك بإيعاز من الرئيس السابق لتعمل ضد المشترك.. ماردك؟
هذا سؤال الحقيقة لا يليق أن يطرح لأكاديمي ودكتور، هناك قناعات لدينا عندما دخلنا حزب المؤتمر دخلنا بقناعة كاملة، وعندما خرجنا من المؤتمر خرجنا بقناعة.
أفهم من ذلك أنك لم تعد في حزب المؤتمر؟
نعم لم أعد في حزب المؤتمر، وأنا لست مختلفاً منهجياً مع حزب المؤتمر الشعبي العام، ولست مختلفاً مع روئ المؤتمر حول كثير من القضايا، هناك كثير من الأمور التنظيمية وسلوكيات لعدد من أعضاء المؤتمر جعلتني أتأثر كثيراً وأخرج من المؤتمر .
ومازالت لدي علاقات طيبة بعدد من قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، الذين لديهم قدرات كبيرة لكنهم مهضومين، لذلك لا بد من إعادة هيكلة حزب المؤتمر اليوم أو غداً.
لكن هناك بعض الشخصيات المقربة منك أمثال الدكتور الشعيبي مازالت في حزب المؤتمر؟
كل واحد له قناعاته في حقيقة الأمر, والشعيبي شخصية وطنية وأستاذ فاضل، وله بصمات طيبة نحترمه ونحترم قناعاته هو وغيره.
تعتبر أسرة باسردة من أكبر الأسر في جنوب الوطن، سؤالي هل اُختُزل تمثيل القضية الجنوبية على أسر معينة؟
من يقول هذا الحديث الله يهديه..
وأنا أمام أحد أهم أساتذة وخبراء الإعلام في اليمن والوطن العربي لك عدد من المؤلفات حول التشريعات الإعلامية وحقوق الإنسان وأخلاقيات الصحافة.. كيف تقيم المشهد الإعلامي اليمني بعد 23عاماً من إعلان الوحدة اليمنية شمالاً وجنوباً؟
الإعلام في اليمن يبذل جهوداً طيبة، ولاشك أن كليات الإعلام في اليمن رفدت المؤسسات الإعلامية المختلفة بكوكبة ممن أثبتوا نجاحهم في أشياء كثيرة، والإعلام في العالم الثالث بما فيه اليمن لا يصنع السياسة, فالذي يصنع الإعلام في اليمن هم السياسيون، وبذلك عندما يتعاون الإعلاميون والسياسيون سنرى إعلاماً قوياً ومعتدلاً وسوياً.. لذلك نطالب الإعلاميين أن يغيروا أنفسهم مع المتغيرات الموجودة حالياً ويحاولون أن يهتموا بالقضايا اليمنية في المقدمة لكي نجد حلولاً ناجعة لكل مشاكلنا.
صحيح هناك خلافات وصراعات ومماحكات وفتن للأسف يغذيها الإعلام، وأعتقد أن التنافس الموجود في القنوات الفضائية سيفضي إلى الأفضل.
هل قنوات عدن لايف والمصير وعشرات الصحف والمواقع التي تحرض ضد الوحدة وتقول أنها تتحدث باسم الشعب اليمني في جنوب الوطن يدخلون ضمن إعلام الفتنة؟
في الحقيقة تلك الوسائل الإعلامية جذبت أعداداً كبيرة في الشارع الجنوبي لأنها تعزف على مطالب الشارع.
وبالتالي تجاوب معها الشارع الجنوبي البطل، وهي ناجحة في المحافظات الجنوبية وفي زيارة أخيرة لي لبعض المحافظات الجنوبية وجدت جميع الناس هناك يشاهدون قناة عدن وقناة المصير وبقوة، بل بعضهم يشاهد تلك القنوات 24 ساعة، وأنا في اعتقادي أن الإقبال الكثيف على مشاهدة وسائل الإعلام تلك، لأنها تلبي رغبات وتطلعات الشارع الجنوبي، وتعالج مشاعرهم ومطالبهم.
برأيك ألا يُعد هذا تطرفاً إعلامياً ؟
كان بودي أن أتحدت عن إعلام يمني فقط، ولكن هذه الظروف وعلينا ان نكيف أنفسنا وفق المتغيرات الجديدة ونبني دولة مدنية حديثة مضامينها راقية، تنظر للمواطن اليمني من منظور واحد بعدل ونظام وقانون.
ماذا تقول في ذكرى الوحدة اليمنية؟
أقول في 22 مايو 1990م, بكينا فرحاً لإعلان الوحدة ولبسنا ثوب الأمل، وفي 22مايو 2013م, سوف نلبس أسود، وهذا السواد سيجعلنا نفكر صح، لإيجاد حلولاً ناجعة لأوطاننا.
ماذا تحب أن يطلق عليك دكتور أحمد الشاعر باسردة: الانفصالي أو الوحدوي؟
هذا راجع لكم أنتم، إذا كان الانفصال سيعيد الأمن والاستقرار لليمن، ويعيد حقوق الجنوبيين أنا انفصالي، وإذا كانت كلمة وحدوي ستعيد الدولة المدنية الحديثة والأمن والاستقرار لليمن فأنا وحدوي.
تعتبر اتفاقية 30 نوفمبر 89 م، هي محصلة لمجموعة من اللقاءات، والتي عملت على تقريب وجهات النظر بين قيادتي شطري الوطن آنذاك قبل الوحدة.. بقدر ما هيأت هذه الاتفاقية التوقيع بعد ذلك للخطوط الرئيسة للوحدة.. والذي تم بعدها التوقيع على الوحدة، إنما كان قدرها في الأخير أن تكتنفها الكثير من الأخطار نتيجة لعدم وضع الاعتبارات للظروف المختلفة، بين الشطرين السابقين وهذا ما نتج عنه كثير من المشكلات اللاحقة، لأنه لم توضع لهذه الوحدة اتفاقيات لضمان بقائها واستمرارها كما هو الحال للوحدة الألمانية ، ولذلك كان للوحدة اليمنية أن يعترها من الإشكالات الكثير..
ومن ذلك عزل الشريك الأساس للوحدة، وهو الحزب الاشتراكي .. لاسيما بعد حرب صيف 94م وتجريد عناصره في السلك العسكري والمدني.. ناهيك عن تفرد القرار السياسي بين السلطة الحاكمة.. بعد الحرب، وكذا عقب انتخابات 97م وهذا ما كان له انعكاسات سلبية على مسار الوحدة.. وبالذات حال قيام النظام بممارسة عملية الإقصاء والتهميش لأبناء الجنوب ناهيك عن السطو والنهب لأراضيهم.. الأمر الذي جعل مثل هذه الأخطار تؤدي إلى المطالبة بالانفصال وفك الارتباط، في نهاية المطاف، ولكن بعد كل هذه السنين، التي مرت من عمر الوحدة اليمنية، ها هو الشعب اليمني يعيش مرحلة جديدة من الأوضاع الحالية في اليمن، بقدر ما هنالك من حوارات جارية من قبل كل مكونات المجتمع.. السياسية والمدنية للنظر والوقوف أمام مجمل القضايا والمشاكل التي يعانيها الوطن بهدف الوصول إلى الحقيقة.. فيما يتعلق بعودة الأمور إلى نصابها وكذا تحديد شكل الدولة القادم..
حول هذه الجوانب التقينا بعدد من الأخوة الدكاترة لنعرف من خلالهم عن اتفاقية 30 نوفمبر 89م، وما مثلته أثناء تلك الفترة بين قيادتي شطري الوطن سابقاً وغيرها.. فإلى ما جاء في أحاديثهم..
كانت محصلة لمجموعة اللقاءات
د. عبدالحكيم سيف الدين، جامعة تعز يقول:
حقيقة اتفاقية 30 نوفمبر 1989م كانت محصلة لمجموعة من اللقاءات، التي كانت قد عملت على تقريب وجهات النظر بين قيادتي شطري اليمن.. قبل الوحدة، وكما قلنا كانت هذه الاتفاقية محصلة وهيأت تماماً للتوقيع بعد ذلك للخطوط الرئيسية للوحدة، وصحيح أنه نتج بعدها التوقيع على الوحدة، ولكن كانت تعتورها بعض العيوب، لاسيما أنه لم توضع الاعتبارات للظروف المختلفة بين الشطرين السابقين، وهذا ما نتج عنه كثير من المشكلات اللاحقة.
مقارنة
وأضاف قائلاً:
وهذا ما يمكن أن نفهمه كثيراً عندما نقارب بين الوحدة اليمنية والوحدة الألمانية، فالوحدة الألمانية وضعت لها اتفاقيات لضمان بقائها.. لذلك هذه الاتفاقية كما تعلمون ويعلم الجميع أنه مثلاً مُنع المواطنون في شطر ألمانيا الغربية من تملك أي جزء من ألمانيا الشرقية لمدة عشر إلى عشرين سنة؛ لأن هناك خللاً في مستوى معيشة الشطرين، فمع هذا العمل لم يشعر أبناء ألمانيا الشرقية الذين كانوا خارجين من نظام اشتراكي، وليس لديهم ثروات ولا أموال أنه لا تؤخذ الأرض بقدر ما تعطى لجهة معينة، حتى لا يقعون تحت طائلة الفقر.. أيضاً هناك أمور كثيرة، وهذا ما جعلها أن تكون وحدة راسخة..
بينما نحن ربما كان الاستعجال، وعدم وضع الترتيبات اللازمة وهو ما أوصلنا إلى نتائج غير مرضية..
لم توضع الترتيبات المناسبة
وحول الأخطار التي حدثت وكانت سبباً في ظهور النزعات الانفصالية، وكيف يمكن معالجتها في إطار الوحدة..
تحدث الدكتور عبدالحكيم بالقول:
الأخطاء هي من هذا الذي ذكرته سابقاً إذ لم توضع الترتيبات المناسبة، ولم يُحسب حساب كل شيء لما بعد الوحدة، أيضاً هناك الاحتواء للوحدة في حين كان هناك شعور عارم وعاطفي عند كل اليمنيين بأن الوحدة الآن.. أصبحت على مرمى حجر.. وبالتالي لا بد من إعادة توقيع اتفاقية الوحدة، ولا بد من إنهاء حقبة التشطير في اليمن.
كان هناك طرف
وقال.. للأسف كان هناك طرف حاول أن يحتوي الطرف الآخر، وهذا واضح من خلال الإعلام، والصور التي نشرت كثيراً لطرف معين.. أيضاً إدارة الدولة نفسها، التوازن لم يكن بنفس الصلاحيات الممنوحة لطرف معين..أيضاً إدارة الدولة نفسها، التوازن لم يكن بنفس الصلاحيات الممنوحة للطرف المحتوي، وهذا ما كان واضحاً وبشكل كبير بعد حرب الانفصال، وكذا بعد ما حدث من اغتيالات لبعض القيادات للإخوة في الجنوب.وهذا ما أدى آنذاك إلى تفاقم أزمة سياسية، وبالتالي أدى أمراً كهذا إلى حرب، هذه الحرب للأسف كان بالإمكان بعد أن وقف اليمنيون جميعاً في صف الوحدة، ومنع الانفصال أن تتعامل القيادة، بما أعلنته هي من تسامح حقيقي، لكن للأسف أقصي أبناء الجنوب من السلك العسكري والمناصب القيادية، ومن أماكن كثيرة، وهذا الإقصاء بالتأكيد كان يشتعل من وقت إلى آخر، لأنه كان تحت الرماد جمر مشتعل وأدى اليوم إلى حدوث هذه النزعات وهذه المطالب.
استباحة الجنوب
مواصلاً حديثه بالقول: وأيضاً ما حدث في حرب الانفصال نفسها من ممارسات استباحة الجنوب، وبالتالي مثل هذه الأعمال أدت إلى ظهور كثير من الأحقاد والضغائن.. وبطريقة يمكن الدولة الآن أن تتلافى مثل هذا.. وتقوم بجهود حقيقية لتعويض أبناء الجنوب لاستيعابهم وتعويضهم عن المرحلة السابقة، وإبداء حسن النية من القيادة الجديدة، وطي صفحة الماضي وبلسمة الجراح الموجودة، ومن ثم الأراضي التي أخذت، كما حدث في الوحدة الألمانية.
كثير من الأراضي صودرت
وعلى هذا.. أقول أبناء الجنوب كثير من أراضيهم صودرت أيام النظام الاشتراكي، ومن ثم يجدوا بعدها أن هذه الأراضي تعطى لمشائخ ولقيادات ولوجاهات أو حتى تباع وهم غير قادرين على شرائها، وهذا ما كان له أثر كبير في الشحن الشطري والانفصالي الذي حدث لأبناء الجنوب.
مشكلات حقيقية
وقال الدكتور عبدالحكيم سيف الدين: أظن أن هذه المشكلات حقيقية، لكن بالمقابل أظن بالإمكان تجاوزها.. وحلها بإرادة حقيقية وباستيعاب هؤلاء العسكريين والأمنيين.. الذين أقصوا وإعطاؤهم الأماكن اللائقة بهم.. وإعادة الأراضي لملاكها الحقيقيين وعلى الدولة أن تعوض إذا كان أحداً قد أشترى بالطريقة التي تراها الدولة..
مصير اليمن بالوحدة
وأضاف قائلاً: لأنه في الأخير مصير اليمن بالوحدة وليس غير الوحدة.. لأن الانفصال معناه تشظي الجنوب إلى أكثر من جزء والشمال أيضاً، وهذا سيؤدي إلى عواقب وخيمة.. بل في اعتقادي ان الانفصال معناه حرباً مستمرة وتوتراً دائماً في اليمن والمنطقة بشكل عام وليس من مصلحة اليمن ولا من مصلحة جيران اليمن، ولا مصلحة دول العالم التي تقع اليمن على ممر الملاحة العالمية أن يحدث للوحدة مكروه، أو تعود اليمن إلى ما قبل سنة 1990م.
الاعتراف بالآخر
ولكن المعروف حالياً بأن هناك حوارات جارية من قبل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بهدف الوقوف أمام كافة القضايا والمشاكل التي يعانيها الوطن، فكيف ترون من وجهة نظركم الصيغة المناسبة لنظام وشكل الدولة اليمنية الجديدة..؟
بالنسبة للحوار الوطني الدائر حالياً هذا الحوار المفترض أن يقوم على أسس حقيقية تبدأ من الاعتراف بالآخر.. وهذه قاعدة أساسية من قواعد الحوار في العالم.. لأنه لا يمكن أن أتحاور مع شخص وأنا لا أعترف حتى بوجوده، ولا حتى بإبداء رأيه.. أيضاً أن يكون عند المتحاورين الاستعداد للقبول بما يظهر أنه الحق، سواءً كان حقاً ظهر على لساني، أو على لسان المحاور، لأن هدف الحوار الأساس هو الوصول إلى الحقيقة، والحق دائماً واحد لا يمكن أن يتعدد، لا يمكن أن يكون عندك حق وأنا عندي حق.. وهما متناقضان اثنان، لأن الصراع هو نقيض بين الحق والحق.. لا يقوم، وبين الحق والباطل لا يدوم، وبين الباطل والباطل لا ينتهي وهذه قضية كونية.
الوصول إلى الحقيقة
وأشار قائلاً : إذاً.. مهم جداً أن نؤمن بالآخر.. والسبب الآخر ان يكون الغرض من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة، ومن ثم بالنسبة لهذا الحوار هو الوصول إلى مصلحة الشعب اليمني ومصلحة الوطن في آن معاً.
الفيدرالية هي الأنسب
وأضاف: أما بالنسبة لشكل الدولة اليمنية، والتي نتوقعها في اعتقادي وفي تصوري، وهو تصور راسخ ان الدولة المركزية هي الأساس إذا كانت الظروف ملائمة، لكن مادام قد وصلت الأمور في اليمن إلى هذا الحد الذي وصلت إليه الآن فأظن ان الدولة الفيدرالية في اليمن هي الأنسب الآن، باعتقادي أنا لأنه قد وصل الأمر في الجنوب إلى مرحلة نخشى ان نطالب بدولة مركزية فلا يقبل، وقد يؤدي إلى ماهو أسوأ. إذا قلنا خلاص أن نأتي بالفيدرالية فهذه الإدارة، لكن الوضع قد وصل إلى هذا الحد لكن الأساس ان تكون حتى الفيدرالية مرحلة.. من مراحل الوصول إلى الدولة المركزية التي فيها الحكم المحلي الكامل الصلاحيات.. والتي يكون فيها الحقوق للناس، وفيها مواطنة متساوية، فالمواطن يؤدي ما عليه من واجبات.. وتصل حقوقه متكاملة.. بغض النظر ان يكون موجوداً في منطقة نائية أو في العاصمة أو في أي مكان آخر.. لأنه في الأخير يمني.. والناس متساوون في الوطن وفي الثروة وفي الحقوق والواجبات.
رافقت حياتناً أخطاء قاتلة
د. عبدالقادر مغلس جامعة تعز يقول:
نطفئ هذا العام الشمعة الثالثة والعشرين ليوم 22 مايو 1990م العظيم، لم أجد نفسي لحظة متحمساً لتاريخ رقمي كتحمسي لهذا العدد المعجز من سفر تاريخ اليمن المعاصر، حيث لا يوجد في حياتنا شيء نفاخر به سوى هذا الميلاد العبقري، الذي وقف له العالم إجلالاً واحتراماً.. إنما رافقت حياتنا أخطاء قاتلة، جعلت السهم يرتد إلى صدورنا وهو حسير، لذلك اليوم نقف على مفترق طرق، إما أن نحافظ على هذا المنجز، أو نحافظ عليه، كما يقول أساتذة التنمية البشرية، وبالتالي ليس أمام اليمنيين عدا التمسك به وطي صفحات الماضي بكل ألوانها و أحبارها، وكذا عليهم أن يبدأوا تسطير صفحة جديدة، يملؤنها الحب.
لم يكن الاتفاق استراتيجياً
وأضاف قائلاً: نعم كانت ثمة أخطاء تملأ المكان، نعم ثمة دمار ملأ الإنسان، وعلى هذا لقد أصاب اليمنيون كبد السماء، حين جعلوا الاتفاق الوحدوي في 30 نوفمبر 1989م لم يكن الاتفاق استراتيجياً حد تحليلي الشخصي، لأنه أسس مبدأ المحاصصة والقسمة على اثنين ( الاشتراكي، والمؤتمر) ومع كل ذلك فهذا التاريخ يحمل وشماً تحررياً وسيادياً، مهما تعددت ردود الأفعال، التي سببتها الإحباطات النفسية ولحظات اليأس التي رافقت حياتنا خلال الفترة التي تتابعت بعد الإعلان الوحدوي.
الفعل أم العقل
وقال: فهل كانت العاطفة تصنع ذلك الفعل أم العقل..؟ هذا السؤال يجيب عليه الباحثون المتخصصون، وفي المقابل يحق للناس أن تسأل: هل محاكمة 23 عاماً بالطريقة التي نراها اليوم عقلانية واقعية أم سياسية بامتياز..؟ وهذا أيضاً سؤال مطروح أمام العقلاء؟
وبالقدر هذا شخصياً لا أرى أن الأخطاء التي سببها شركاء الحكم بعد 22 مايو 1990م خطوة خطوة وأولاً بأول ليس ثمة مبرر يدفع بنا للقفز مسافات ضوئية على الأخطاء التي مارسها الموقعون على المبادرة الخليجية، دون استثناء، وأخجل أن أرى الأيدي التي أوغلت في الدم ومارست نهب المال العام وأطلقت مجاميعها للبطش والفيد، وهي تحاول دون حياء الإمساك بالخشب خشية الغرق والهروب بغية الانفلات من العقاب..
أنماط الوحدة ليست صيغاً ثابتة
واستطرد قائلاً: ليست أنماط الوحدة الإنسانية والوطنية ذات صيغ ثابتة، هناك شعوب عديدة تعيش تجارب وحدوية ناجحة، مختلفة في الشكل متوحدة في المضمون، ونحن جزء من هذا العالم لا نذهب بعيداً خذوا ( الإمارات العربية المتحدة) أنموذجاً... هل أنتم في وشك من هذه الوحدة الرائدة، التي أحدثت تنمية شاملة على مستوى الإنسان والدولة..
لن ينفرد اليمنيون
لكن المعروف حالياً بأن هناك حوارات جارية من قبل المشاركين في مؤتمر الحوار بهدف الوقوف أمام كافة القضايا والمشاكل التي يعانيها الوطن فكيف ترون من وجهة نظركم الصيغة المناسبة لشكل الدولة اليمنية الجديدة؟
ينفرد اليمنيون بصنع تجربة جديدة ومن يقول غير هذا فعليه أن يقدم مشروعه الجديد، الذي يتفق على المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، أو فهو لا يدرك التفاصيل الدقيقة للواقع الذي نعيشه، ولن يستفيد شيئاً من اللعب خارج حدود العقل والمنطق، فالاستفادة من التجارب الإنسانية ضرورة يفرضها العصر الذي نعيشه لذلك ثمة قضايا أمام مؤتمر الحوار الوطني تستدعي الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، فلماذا نحرق المراحل ونضيع الوقت أمامكم أيها المتحاورون سقف زمني لإنجاز جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني، أتمنى أن تكونوا على مستوى التحديات التي يشهدها الوطن.
الاتفاقية أخرجت اليمن من بؤرة الصراعات
كما تحدث د. هزاع الحمادي، جامعة تعز حول اتفاقية 30 نوفمبر 89م، التي تمت في عدن بين قيادتي شطري الوطن حيث قال: أحب أن أشير إلى أن هذه الاتفاقية والمتمثلة بالتاريخ المعين وهو ال30 من نوفمبر 89م كانت هذه الاتفاقية العظيمة، التي أخرجت اليمن من بؤرة الصراعات المختلفة إلى التوحد والتفاهم، كانت تعمل على وحدة اليمن والعمل المستمر، فيما يتعلق بالزخم الوحدوي الدؤوب، الذي له تاريخ عظيم في تاريخ اليمن حين توحدت اليمن عدة مرات وبالتالي هذه الاتفاقية مثلت طفرة نوعية وحدثاً عظيماً في اليمن، حيث بهذه الاتفاقية انتهت المماحكات والصراعات بين كلا الجانبين السياسيين المتصارعين في الشطرين.
بدأت اليمن تعيش فترة وحدة
وأضاف هذه الاتفاقية: أنهت كل هذه الأمور وبدأت اليمن تعيش فترة وحدة يؤمل منها التقدم والتطور لهذا البلد الذي عاش صراعات مختلفة خلال فترة الشطرين.. وبالتالي هذه الاتفاقية.. رغم ما حدث بعدها.. إلا أنها أعطت لليمن روحاً جديدة.. وحياة جديدة لأبناء اليمن.
الوحدة تعرضت لأخطار كثيرة
ومن وجهة نظركم.. ماهي الأخطار التي حدثت وكانت سبباً لظهور النزعات الانفصالية.. وكيف يمكن معالجتها في إطار الوحدة؟
هناك أخطاء تعرضت لها هذه الوحدة.. وهي أخطاء كثيرة منها تهميش الجانب المشارك في الوحدة.. الذي هو الجانب “الجنوبي” وكذا محاولة الانفراد بالسلطة، من جانب واحد، بالرغم أن هناك شريكين تعاونا معاً على إعلان هذه الوحدة والتوقيع على اتفاقيتها. وبالتالي من هذه الأخطار أيضاً ما تم من عزل.. للحزب الاشتراكي.. فيما بعد الانتخابات.
لأن في تلك الفترة تم فيها تكاتف ما بين المؤتمر والإصلاح وتم فيه فصل أو إقصاء الحزب الاشتراكي المشارك في إقامة الوحدة.
وبالتالي كانت هذه من أهم الأخطار التي أدت إلى طلب الانفصال من جانب الجنوب.
من خلال الحوار الصادق
وكيف يمكن معالجتها في إطار الوحدة؟
يمكن معالجة هذه الأخطار التي تعرضت لها الوحدة واليمن بشكل عام.. من خلال الحوار.. الأخوي، الديمقراطي الصادق، التي تنتفي منه كل أنواع التهميش والإقصاء، وبالتالي لابد أن تكون هذه الحوارات أخوية وصادقة، وتناقش كل ما هو موجود على الساحة اليمنية.. وكل ما سبب من مخاطر للوحدة.. والعمل على الارتقاء بها إلى المستوى المطلوب.
نريد دولة مدنية
لكن المعروف لدينا حالياً بأن هناك حوارات جاريةمن قبل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني.. بهدف الوقوف أمام كافة القضايا والمشاكل التي يعانيها الوطن.. فكيف ترون من وجهة نظركم.. الصيغة المناسبة لنظام وشكل الدولة اليمنية الجديدة؟
الدولة اليمنية الجديدة التي نريدها هي دولة مدنية، وحدوية ديمقراطية عادلة.
هذا ما نريده لهذه الدولة الحديثة، التي يريدها اليمنيون بشكل عام، والتي تؤطر لنظام ديمقراطي عادل ولعدالة اجتماعية متساوية، ولوجود أمن واستقرار.. وعدم تهميش الآخر.. وكذا دمج كل المؤسسات الوحدوية وجعلها تعمل لصالح هذا البلد..
الصيغة الفيدرالية
ولكن ماذا عن الصيغة المناسبة لشكل الدولة اليمنية القادمة؟
الصيغة الأمثل لهذه الدولة.. هي الصيغة الفيدرالية التي تعطي للجانبين القيام بمهامها.. من حيث التطور وغيرها من العمليات الأساسية لقيام دولة، ذات مرتكزات بكل جوانبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.