هنا حيثُ تبدو السماواتُ أجملْ وحيثُ القرابينُ أقربُ للمنتهى ُأمسّدُ َشَعَر الغيوم ِ، وأقطف زيتونها المشتهى ، أعيد إلى الريح أسرابها ، أصلي الصلاة الأخيرة فوق عناقيد كرمي وأغفو تحت نخيل البدايات عشبا يخضر سفر المدى ، كأن الأماني ، تقضّ مضاجع أسلافها وترنو بعيدا إلى حيث “ عُقبَةُ “ يطوي القفار ليصنع من رحم الآلهة ، مدينة شعر وعطر يسمونها القيروان
قريبا قريبا ستغدق هذي السماء حبيبات تين ونشرب نخب المساء لتونس : عصفورة القيروان أناشيد أنهارها وجوقة غيم تعيد إلى الليل أسفاره لتونس ضوء المصابيح هذي التي تقطف الأقحوان ، وأقمار شعر تغني لعبلة فيروزها
قريبا قريبا ستمطرنا البرتقالات شعرا لهذا الذي لا يزال يخبئ أوجاعه في الفؤاد يغني الحياة بأسرارها ، “ أبو القاسم “ المالئ الروح نشو الفجيعة رمل البقاء سنفرك – زيتونة القلب – أحلامنا وننشد سفر الغياب ونمضي هناك إلى حيث الفراديس أحلى وحيث القرابين أقرب للاشتهاء وحيث مدائن أخرى ستنمو كأسماء هذي التي ما دعاها سوى المعشبين ( كأحفادها ) كغابة حنطة أو شاعر الخيزران يسمونها جنة ً أو يسمونها - فيروزة القلب - بالقيروان