هنا حيثُ تبدو السماواتُ أجملْ وحيثُ القرابينُ أقربُ للمنتهى ُأمسّدُ َشَعَر الغيوم ِ وأقطف زيتونها المشتهى أعيد إلى الريح أسرابها أصلي الصلاة الأخيرة فوق عناقيد كرمي وأغفو تحت نخيل البدايات عشباً يخضر سفر المدى كأن الأماني، تقضّ مضاجع أسلافها وترنو بعيداً إلى حيث “عُقبَةُ” يطوي القفار ليصنع من رحم الآلهة مدينة شعر وعطر يسمونها القيروان **** قريباً قريبا ستغدق هذي السماء حبيبات تين ونشرب نخب المساء لتونس: عصفورة القيروان أناشيد أنهارها وجوقة غيم تعيد إلى الليل أسفاره لتونس ضوء المصابيح هذي التي تقطف الأقحوان، وأقمار شعر تغني لعبلة فيروزها **** قريباً قريبا ستمطرنا البرتقالات شعراً لهذا الذي لا يزال يخبىء أوجاعه في الفؤاد يغني الحياة بأسرارها “أبو القاسم” المالىء الروح نشو الفجيعة رمل البقاء سنفرك – زيتونة القلب – أحلامنا وننشد سفر الغياب ونمضي هناك إلى حيث الفراديس أحلى وحيث القرابين أقرب للاشتهاء وحيث مدائن أخرى ستنمو كأسماء هذي التي ما دعاها سوى المعشبين ( كأحفادها ) كغابة حنطة أو شاعر الخيزران يسمونها جنةً أو يسمونها -فيروزة القلب- بالقيروان