ما تزال الأسئلة تثار : هل بالإمكان أن يعود طليعة تعز إلى الواجهة من جديد ؟ وهل من حل لما يعانيه من أزمة تلو الأخرى وتحركات جادة لتدارك تلك المؤسسة الرياضية العريقة مما تمر به !. كثيرة هي المنغصات التي زرعت في درب النادي الذي يكافح مجنونته المستديرة التي كانت في إحدى الأيام خير سفير لكرة محافظة سقطت في فخ - غيبوبة - طويلة فأيقظها على وقع الوصافة الغالية ليتحول إلى فريق يجتهد للهروب من – دهاليز - الدرجة الثالثة .. ومعاناة أخرى لا تكفي السطور لسرد أحداثها جملة واحدة . «الجمهورية» حاولت قراءة ما يدور في أروقة هذا النادي من خلال التواصل مع أحمد قائد أمير رئيس النادي والأمين العام الدكتور سلطان الصوفي .. الحديث بدأ بالطبع عن الجديد فكانت الإجابة عبارة عن استقالة تقدمت إدارة – الإنقاذ – قبل فترة تتجاوز الشهرين ويرى رئيس النادي احمد قائد أمير أن تلك الخطوة (جاءت بعد معاناة مريرة خلال الفترة السابقة وبعد تخلي الجميع عن الطليعة سواءً من أبنائه أو من قبل مكتب الشباب وقيادة المحافظة والداعمين) , مشيراً إلى أن هناك أسباباً عديدة كانت وراء تقديم الاستقالة التي لم يتم البت فيها حتى هذه اللحظة من قبل الجهات المختصة في مكتب الشباب أو الوزارة ولخصها – بن أمير - ب( الإهمال المتعمد من وزارة الشباب وعدم استجابتها لتنفيذ الأوامر الصادرة من رئاسة الوزراء بسرعة شراء وسيلة المواصلات – الباص- فتحولت كل تلك الأوامر إلى – عدم - ولم نعد نتلقى سوى الوعود وكل عام يتم إدراج - باص - الطليعة ضمن خطة العام الذي يليه وهكذا تستمر الحكاية كل عام فبات - الهواء - هو وسيلة المواصلات الرسمية للاعبي النادي الذي لا يمتلك وجاهة أو وساطات قوية قادرة على تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة في ظل مشاهدتنا لأندية لا تمتلك المقومات الأساسية للتواجد في إطار المنظومة الرياضية أو الاعتراف بها و تتحصل على باصات وعلى ما تريد دون أي عوائق أو معاملات تستمر لسنوات عجاف كما حدث معنا ! ) ويواصل بن أمير حديثه : ( أيضاً توقف بناء السور الخاص بأرضية النادي وذلك يعود لعدم صرف المستحقات الخاصة بالبناء رغم قيام المقاول المكلف ببناء ثلث السور قبل أن يُوقف العمل بحجة عدم إيفاء المحافظة بصرف مستحقاته المالية إضافة إلى تجميد الوزارة لمشروعي الصالة الخاصة بالفتيات و الملعب الخاص بالنادي رغم وجود كافة الرسومات والتصميمات الخاصة بذلك ولن أبالغ لو كررت أننا بحاجة إلى - وساطة - أو الوقوف الجاد من قبل محافظ المحافظة الأستاذ حمود خالد الصوفي .. فنحن لم نطلب المستحيل ولكننا نطلب مساواتنا بغيرنا فمن غير المعقول أن تظل تعز وأنديتها محرومة من المشاريع الرياضية ومحافظات أخرى لا توجد بها أية مقومات للرياضة تحظى بصالات وملاعب بل ومدن رياضية ! ). وكان مكتب الشباب والرياضة قد ناقش قبل فترة في اجتماع مع ممثل النادي محمد الدهبلي أسباب تقديم الاعتذار عن مواصلة العمل في قيادة الطليعة في الفترة القادمة في ظل الوضع الصعب الذي مر به و بتأكيدات من الدهبلي أشار إلى أن مدير مكتب الشباب كان متجاوباً ووعد بالتحرك مع النادي ومتابعة الوزارة والمحافظة بشأن مسببات الاستقالة وكذلك متابعة مكتبي الأملاك والأوقاف بشأن ما يخص الأرضية الكائنة في منطقة الحوبان . وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء هيئة إدارية لأحد أندية تعز للنظر في تعليلات الرحيل .. وجاءت دعوة أو استدعاء مكتب الشباب والرياضة بناء على توجيهات من الوزارة بالنظر لما تقدم به الطليعة .. وهو مالم نتعوده أبداً في السابق عندما عايشنا إدارات تتغير ولجان تعين في عدة أندية ولم يتم متابعة أبرز أسباب التغيير أو حتى محاسبتها ..و الجميع بانتظار الحلول التي يراها المكتب أو الوزارة تصب في صالح الطليعة وهو ما تأخر حتى كتابة هذه السطور . وبمرارة يتحدث رئيس النادي أحمد قائد أمير أن قيادة المحافظة لم تقدم يد المساعدة تجاه ما تعانيه الأندية في تعز سواءً على مستوى المشاريع أو حماية أراضيها (فإذا لم يحم النادي أرضيته فسيتم السيطرة عليها من قبل السماسرة وهذه هي اكبر المشاكل التي نعاني منها وكانت أيضاً سبباً من أسباب تراجع الرياضة في تعز) . وعند الحديث عن الدعم المقدم من القطاع الخاص يرى الأمين العام للنادي سلطان الصوفي أن الإدارة الحالية لا تنكر أو تجحد ما يقدمه الداعم شوقي هائل ولكن ( ما قدم لنا من دعم لم يصل إلينا في وقته بل جاء متأخراً جداً وقد تكاثرت علينا الديون لذلك لم نستفيد منه الاستفادة المرجوة) , ويشير إلى أن ما تم استلامه من قبل الداعم في العامين الماضيين اللذين تسلمت فيهما الإدارة العمل هو أربعة ملايين وخمسمائة ألف ريال فقط بالإضافة إلى خمسمائة ألف صرفت قبل أيام بتدخل من أحد أبناء النادي ولم يتم تسليمها للإدارة ولكننا لا نشعر بالاستغراب أو الأسى لأن المبلغ ذهب كاملاً لبيت الرياضة وخفض من المديونية الخاصة على الطليعة ويضيف الصوفي ( أستغرب مما يقوله البعض من أننا تلقينا دعماً يصل ثمانية ملايين والبعض يضاعفون هذا المبلغ وهو كلام مجافي للحقيقة ولدينا ما يثبت ذلك) .. مشدداً على أن حسابات النادي جاهزة ونتقدم بها لمكتب الشباب كل ثلاثة أشهر وعلى استعداد أيضاً للمحاسبة في أي وقت وبكل شفافية . وتطرق - الصوفي - إلى الأنشطة والحديث عن أن غياب النادي طال في كثير من المشاركات الرسمية حيث يؤكد أن الطليعة كان حاضراً و شارك في البطولات الداخلية على مستوى المحافظة أو على مستوى الجمهورية الرسمية منها والتنشيطية , أما هبوط فريق كرة السلة من دوري النخبة في الموسم المنصرم فيرجعه إلى أنه جاء نتيجة لعدم تدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين أو أجانب ولغياب المادة أصلاً و لذلك هبط الفريق إلى صفوف أندية الدرجة الثانية .. معتبراً أن (الفريق حقق انجازاً يضاف لإدارته التي تسلمت العمل والفريق السلوي ينشط في الدرجة الثانية) .. مستغرباً من عدم الالتفاتة بمهنية ومصداقية من قبل اتحاد اللعبة وكذا وزارة الشباب والرياضة للحالة المزرية لملعب السلة الذي لا يصلح لمزاولة التمارين ولا لإقامة المباريات إضافة إلى تهالك أبراج الملعب التي سببت الكثير من الإصابات الخطيرة للاعبين .. مضيفاً أن هناك أبراج صرفت لأندية في المحافظة ولمحافظات أخرى لا تمارس اللعبة ! . العودة مع احمد أمير كانت للحديث عن شئون الفريق الكروي الأول الذي اخفق للموسم الثاني على التوالي في الصعود إلى صفوف أندية الدرجة الثانية رغم المحاولات الجادة لتحقيق ذلك الهدف ويرى - الأمير - أنه تم توفير كل الإمكانيات المتاحة لفريق كرة القدم ولكن وكما يؤكد : ( هناك عوامل وتبعات وقفت أمامنا أدت إلى عدم صعود الفريق إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة يعلمها إتحاد القدم تماماً , فنحن لم نصعد هذا الموسم من دوري المحافظة بالسهل فما لقيناه في التصفيات الأولية لقيناه في تصفيات أبطال المحافظات) . معتبراً أن الطليعة تعرض ل(فبركة) واضحة يعلمها الصغير قبل الكبير ويقول (للأسف فرع الإتحاد عمل كل شيء من أجل عرقلتنا ومع هذا صعد الفريق أما في تصفيات أبطال المحافظات فلاحظنا أن هناك أجندة للاتحاد العام ينفذها بالطريقة التي يراها وعبر لجنة المسابقات التي نسفت كل ما يمت للأخلاق الرياضية والمنافسة الشريفة بل سخرت إمكانياتها لإرضاء رئيس الاتحاد ومن يريد .. فالاتحاد العام ولجنة المسابقات كانا وراء عدم صعودنا لموسمين فمثل ما عبثت بدوري الدرجة الأولى والثانية وأبقت من أرادت وهبطت من تريد عبثت أيضاً بدوري الثالثة وتصفيات المحافظات فالموسم قبل الماضي وضعنا ضمن أقوى مجموعة أربع فرق تستحق اللعب في دوري الثانية دون خوض تصفيات هي (الطليعة الشرارة أهلي الحديدة تضامن حضرموت ) , وفي الموسم الماضي رتب الإتحاد صعود فريق الشرارة وفقاً لأجندته المعدة رغم تقدمنا باحتجاج على فريق الشرارة وطلبنا إحضار أصول البطائق الشخصية وكشوفات التصفيات خلال الموسم الماضي الخاصة بتجمع لحج وعقبنا على ذلك برسالة لقيادة الإتحاد ولم نتلق أي رد سواءً من الإتحاد ممثلاً بلجنة ( المبايعات ) أو من رئيس الاتحاد وكل ما وصل إلينا كان عبر رئيس الفرع وغيره بأنه لا توجد كشوفات في الاتحاد بتجمع لحج وأن عليكم السكوت ! ) مؤكداً في سياق حديثه عن أن الطليعة أيقن أنه ينشط مع الجميع في أي منافسة وفي كرة القدم بالذات (ولكننا لا نؤمن بوجود اتحاد للكرة في تعز يدافع عن ابسط حقوقنا التي ترحل بحسب الرغبات) . وعن الضجة التي أثيرت حول انتقال اللاعب محمد فيصل إلى الصقر الذي يقدم موسماً رائعاً في دوري النخبة ويتصدره باقتدار والمطالبة بمبلغ مالي للنادي أشار - الصوفي - أن الطليعة لم يكن الوحيد الذي يمنح الصقر لاعبين مؤكداً أن هناك إدارات سابقة منحت استقالات للاعبين كثر انتقلوا إلى الصقر وبدون أي ضجيج فلماذا حدث ذلك مع محمد فيصل ؟ مؤكداً أن الطليعة طالب بمقابل مادي نظير انتقال فيصل (لأن ذلك من حق النادي ورئيس الصقر لا يدعم الطليعة فقط ولكنه يدعم معظم أندية الجمهورية وربما أكثر من دعم الطليعة وعندما يريد الصقر لاعب من هذا النادي أو ذلك يطلب النادي مقابل انتقال اللاعب أكثر مما طلبناه أو ما قدم لنا رغم مستوى اللاعبين المتدني الذي قد لا يصل إلى مستوى محمد فيصل) .. وعن أبرز الخطط المجدولة في روزنامة الإدارة والتي كانت تنوي العمل فيها قبل تقديم الاستقالة قال الصوفي : كانت لدينا خطة للمطالبة بتمليكنا بيت الشباب والصالة ،التي توقف العمل فيها، وذلك لكونهما محاذيتين لأرضية النادي أسوة ببعض الأندية التي تم تمليكها المباني الواقعة في إطار أراضي تلك الأندية على أن يتحمل النادي الصيانة لهذه المقرات مقابل استفادتها من إقامة الأنشطة عليها ولكن لم تلق خطتنا إلى الآن التجاوب لتحقيق ذلك ولا زالت الفكرة مطروحة أمام الإدارة القادمة لتحقيق ذلك لأننا حتى الآن متمسكون بالرحيل الذي قد يرضي أطرافاً معينة تبحث عن ذلك .. وكانت «الجمهورية» قد توجهت إلى مكتب الشباب والرياضة للإطلاع من الأخ عبدالناصر الأكحلي مدير المكتب عن أحوال الطليعة بصفته المسئول الأول عن حال الأندية والاتحادات والرياضة بشكل عام في تعز فتم تحويلنا من قبله إلى الأخ حامد الحاج مسئول الشئون القانونية الذي تحدث بصراحة عن أرضية النادي فقط وليس عما جئنا نبحث عنه أصلاً من المسئول الأول والأخير – الأكحلي - !. فهل هناك وقفة جادة من قبل قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ الرياضي حمود خالد الصوفي لتدارك النادي ومعالجة أبرز مشاكله رفقة وزارة الشباب والرياضة ؟.. هذا ما نتمناه .
