قالت إن المرأة اليمنية لازالت تشكو تهميش دورها في بناء المجتمع المرأة اليمنية حظيت بالكثير من الاهتمام خلال سنوات الثورة والوحدة وحققت الكثير من النجاحات الغير متوقعة على مستوى الصعيد العملي في كافة المجالات الحيوية واستطاعت أن تتخطى العقبات الكؤودة حتى وصلت إلى مراتب عليا كوزيرة ووكيلة وزارة ومدير عام وغيرها.. إلا أن المرأة اليمنية لازالت تشكو بعض العادات والتقاليد التي تأسر إرادتها وتعمل على تهميش دورها المجتمعي بحيث يكون للمرأة حرية التعبير عن مكنوناتها كاختيار شريك حياتها ومتابعة دراستها وغير ذلك.ولقد أصبحت المرأة اليمنية محور اهتمام القيادة السياسية وباتت شريكاً فاعلاً في العملية التنموية في ظل مسيرة البناء والتحديث التي أولتها اهتماماً بالغاً وأكدت أن العمل لأجل الوطن مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة ولهذا وصلت المرأة إلى مناصب قيادية عليا إلا أن البعض لازال متخوفاً من إعطاء المرأة الحرية الكاملة وذلك نظراً لطبيعتها الفسيولوجية فهناك أعمال لا تستطيع المرأة أداءها ولكن المرأة لازالت لا تفهم هذا بحسب أقوال خبراء في شئون المرأة. “الجمهورية” التقت الأخت رمزية الإرياني رئيسة اتحاد نساء اليمن وأجرت معها هذا الحوار وخرجت بالحصيلة الآتية: .. ماشعورك عند افتتاح المبنى الجديد لاتحاد نساء اليمنبالمحويت؟ في البداية نتوجه بالشكر لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الأخ أحمد علي محسن والذي بذل قصارى جهده من أجل توفير مبنى لفرع الاتحاد بالمحافظة وفي الحقيقة المبنى كان ضرورة حتمية لكي تتمكن المرأة في المحويت من مزاولة نشاطها بحرية إذ إن المبنى كان ضرورياً وإذا لم يوجد مبنى فلن يستطيع الاتحاد أن يصمد وخاصة في ظل ارتفاع إيجارات المباني بالمحافظة وعدم إمكانيات الاتحاد وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة حتى إنه لا يوجد لدينا حتى بدل مواصلات من هذا المنطلق عمل اتحاد نساء اليمن ككل ليس في المحويت فقط أن يكون له مقرات مجانية أو ملك والحمدلله لدينا “18” مبنى ملك موزعة في بعض محافظات الجمهورية وفي المديريات. الوعي لايزال متدنياً حول مشاركة المرأة .. ماذا عن أنشطة اتحاد نساء اليمن؟ الاتحاد في الحقيقة لا يزاول أنشطة فقط مثل الخياطة والحياكة والتطريز بل هذا ليس هدفه وإنما الهدف الأساسي هو حماية المرأة قانونياً وتعليم الفتيات الكمبيوتر والإنترنت ورفع الوعي المجتمعي بالقضايا الأساسية التي تخص المرأة فبالتالي اتحاد نساء اليمن عندما يكون له مقر يحاول أن يكون له في المديريات مراكز حتى يستطيع أن يزاول أنشطته المختلفة فنحن في اليمن وخاصة في المديريات لايزال وعي الناس متدنياً حول مشاركة المرأة في العملية التنموية وبالتالي واجبنا كنساء أن نعمل على رفع مستوى مشاركة المرأة في جوانب الحياة المختلفة ويعتقد البعض أننا ندعو المرأة للخروج عن البيت بل العكس نحن نشجع المرأة أن تكون أماً حنونة وترعى أطفالها وتبقى معهم كأم لأنه عند خروج المرأة من البيت وترك أطفالها دون رعاية خطأ كبير يؤدي إلى الإضرار بالمجتمع والأسرة أكثر من استفادة الزوجة من خروجها وعملها لأن الأطفال سيصبحون مستقبلاً صناع المجد وهم من سيعملون على تنمية المجتمع ولنا أيضاً نظرة أخرى.. دعم المرأة أن تكون قوة اقتصادية تستطيع بنفسها أن تكون عضواً فاعلاً في المجتمع تعتمد على نفسها وتوفر لنفسها الحماية المستقبلية وأن تستطيع أن توفق بين الأسرة والوظيفة. استطعنا أن نلملم البيت العربي .. باعتبارك أميناً عاماً لاتحاد النساء العربي هل لك أن تعطينا نبذة عن الاتحاد؟ أنا أعمل في اتحاد نساء اليمن منذ الوحدة اليمنية الخالدة وكنت عضوة في لجان الدمج آنذاك وكنت قبلها في جمعية المرأة اليمنية وكان لي حضور من خلال الاتحاد في كثير من المنظمات الدولية وبالنسبة لاتحاد نساء العرب الذي أسسته هدى شعراوي عام 1944م في القاهرة بعدها نقل إلى بيروت ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة وترأسته الدكتورة سهيرة القلباوي ولكن أثناء اتفاقية كامب ديفيد تأثرت منظمات المجتمع بالسياسة وحدث انقسام وانتقل الاتحاد إلى ليبيا ثم انتقل بعدها إلى سورياوالعراق وعندما دخل الجيش العراقيالكويت تفرق وحدث انقسام في الاتحاد النصف في بغداد والنصف الآخر في ليبيا ثم عام 2000م عندما احتل العراق انتهى الاتحاد تماماً بسبب المشاكل بين الدول العربية وحدثت خمس محاولات لإعادة توحيده في الأردن ولبنان وتونس والمغرب وسوريا. في النهاية قدمت محاولة لإعادة هيكلة الاتحاد في اليمن وطلبت رؤساء اتحاد نساء العرب من كل الدول العربية للمشاركة والحضور إلى اليمن وحققنا صدى كبيراً لهذه الدعوة وشكلنا لجنة تحضيرية وحاولنا أن نلملم البيت العربي ونوحد صفوف النساء ونوحد كلمتهن ثم جرى انتخاب لاتحاد النساء العربي ولا يوجد رئاسة للاتحاد، بل نظامه مثل جامعة الدول العربية وتم انتخابي بالقرعة كأمين عام لاتحاد النساء العربي ومعي نائبة من دولة الكويت الشقيقة ونائبة ثانية من فلسطين. ونحن الآن نمارس مهامنا بفاعلية وفي إطار الخطط والبرامج المعدة لتنمية المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة. إشادة باتحاد نساء المحويت .. كيف تقيمين أداء اتحاد نساء اليمنبالمحويت؟ قيادات اتحاد نساء اليمنبالمحويت نشيطات جداً ولدى القيادة رؤية واضحة واستراتيجية وقيادة الاتحاد بالمحويت تعمل على نشر الوعي المجتمعي في الصحة والحقوق، في التدريب والتأهيل وفي إكساب النساء مهارات حياتية في فتح مراكز نسوية بالمديريات فبالتالي أشيد بكل القيادات النسوية بمحافظة المحويت. مراكز تدريب نسوية .. هل هناك مراكز نسوية للتدريب في المديريات؟ هناك مراكز في ثلاث مديريات بالنسبة للمحويت وذلك من أجل تدريب المرأة الريفية وتم عمل لجان مناصرة من رجال الدين والحقوقيين لمناصرة النساء وتعليم الفتيات ومحو الأمية في المناطق الريفية. المرأة الريفية ينقصها الكثير .. ماذا عن المرأة الريفية ؟ وما دور الاتحاد نحوها؟ المرأة الريفية ينقصها الكثير أنا لا أكذب عليك أو أداهن المرأة الريفية عندنا لا زالت بحاجة إلى دعم قدراتها المؤسسية وإكسابها مهارات حياتية بحيث يكون لديها اكتفاء ذاتي ومحو أميتها لأن نسبة الأمية في النساء الريفيات لا زالت مرتفعة جداً بالإضافة إلى أهمية دعم الفتيات لدخول المدارس والالتحاق بفصول التعليم ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر إذ إن هناك في بعض المناطق الريفية يتم تزويج الفتيات وهن في مراحل الطفولة المبكرة كما أن المرأة الريفية بحاجة إلى دعم صحي في مجال الأمومة والمباعدة بين الولادة. ونحن في الاتحاد نعمل على دعم المرأة الريفية في حدود إمكانياتنا وأتمنى أن تحظى المرأة الريفية بمزيد من الاهتمام والرعاية من السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني. الإفراج عن “28” سجينة .. ما هي النجاحات التي حققتها اتحادات اليمن؟ عندنا لجان مناصرة في كل محافظات الجمهورية من المحامين ورجال الدين والشرطة والقضاة كان في السابق عندما المرأة تريد المطالبة بحقوقها كالطلاق والإرث لا يلتفت لها كونها لا تقدر على رفع تكاليف المحاماه ولا يمكن أن تدافع عن حقوقها لأن أهلها يتخلون عنها الآن أصبح للمرأة اليمنية محامون يترافعون عنها ويطالبون بحقوقها المشروعة ويقف الاتحاد معها حتى تأخذ حقوقها مثل الحصانة النفقة الإرث واستطعنا خلال العام 2009م أن نخرج “28”سجينة لأن المرأة في السابق عندما تدخل السجن يتخلى عنها الجميع لا الأهل يدافعون عنها ولا منظمات أو جهات تهتم بها الآن استطعنا أن نوصل إلى السجون كمبيوترات وقمنا بعمل دورات في الخياطة وقدمنا خدمات الحضانة لأطفال السجينات ،الكثير من المنافع استطعنا أن نقدمها للنساء السجينات والآن نعمل على بناء غرف للأطفال بالإضافة إلى قاعات ترفيه مجهزة بالتلفزيونات والألعاب. تحسن وضع المرأة اليمنية .. كيف تنظرين إلى وضع المرأة اليمنية؟ الحمد لله استطاعت المرأة اليمنية أن تخرج من القمقم الذي وضعت فيه قبل الثورة المباركة واستطاعت أن تثبت جدارتها وتقتحم عدة مجالات وحققت المرأة قفزات نوعية كبيرة البنك الدولي قدم شهادة لنا بأن المرأة حالياً تستطيع أن تطالب بحقوق أكثر عندنا الآن “10” وكيلات “ست وكيلات وأربع وكيلات مساعدات، في وزارات ولنا حضور في مجلس الشورى ومجلس النواب والمجالس المحلية فالحضور موجود ومتميز ونحن نطمح إلى ما هو أكثر لأن الإنسان عندما يطمح يكون لا زال في طور التعلم وهذه ظاهرة إيجابية بالنسبة للمرأة اليمنية. برامج للقضاء على تسرب الفتيات من التعليم .. ما دور اتحاد نساء اليمن حيال ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم؟ عندنا برنامج لدعم الفتيات للتعليم ورفع الوعي المجتمعي وتنمية قدرات الفتيات وعندنا مشروع في صنعاء ينفذ ل”28” قرية وفي محافظات أبين ولحج والحديدة وبعض المحافظات بحيث يتم عمل لقاءات مع أولياء الأمور، سواء الأمهات أو الآباء وكذلك الطالبات ونحاول أن نعمل تكريم للأسرة المثالية التي تستطيع أن تعلم فتياتها وأبناءها وعندنا برنامج الجايكا الياباني الذي يعطي مواد غذائية للفتيات في بعض الأرياف وعندنا الكثير من البرامج الهادفة إلى القضاء على تسرب الفتيات من التعليم فمثلاً في المحويت هناك برنامج لرفع الوعي المجتمعي في مجال التعليم وعندنا أيضاً برنامج أو نشاط كبير في عمران ونحن نفتخر بالحضور الفاعل للمرأة في عمران وذلك لدعم السلطة المحلية لها إذ إنه عندما كان محافظ عمران “طه عبدالله هاجر” عمل على إعطاء مدارس كبيرة مختلطة للنساء بحيث تعين مديرات فيها وحدث آنذاك مظاهرة لمنع المرأة من إدارة المدرسة لكن الآن صار الوضع مختلفاً وصاروا يشيدون بالاتحاد ودوره في دعم المرأة لإيجاد أماكن لصنع القرار خاصة بالمرأة. كلمة أخيرة أتمنى أن يعمل كل أفراد المجتمع رجالاً ونساء على تعليم البنات والأولاد وأن يحاربوا ظاهرة التسرب من فصول التعليم وأن تظل الفتاة مدعومة من أولياء الأمور لمواصلة تعليمها الثانوي والجامعي ولن تطمح أكثر من هذا و كذلك أتمنى القضاء على ظاهرة الزواج المبكر والذي يحرم البنت من طفولتها حتى يستطيع المجتمع أن يعيش بسلام وأمان.