في دراسة نشرتها «سيدتي» اطّلعت أستاذة التغذية العلاجية ورئيسة قسم التغذية في «مستشفى العيون» نوال البركاتي على أهم النصائح الغذائية الواجب اتباعها في شهر رمضان. يخلّص الصوم الجسم من السموم المتراكمة فيه ويؤدّي إلى إحراق الدهون المختزنة فيه، ويساعده على تجديد خلاياه التالفة، وذلك من خلال إحراق الفضلات الضارّة في الدم من أجل الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالنشاط الحركي اليومي. كما يحرّر السموم المخزّنة في الأنسجة الدهنية ويتخلّص منها نهائياً، فضلاً عن تفكيك الفضلات الزائدة، حين دخولها إلى الدم، إلى جزئيات صغيرة يتمّ طرحها وقت الصيام بسهولة أكبر خارج الجسم في صورة تبوّل أو تعرّق، ما يؤدّي إلى إنقاص المخزون الدهني الضار في الجسم وإنقاص الوزن، ويريح الجهاز الهضمي. ولكن، يحذّر الاختصاصيون من عملية الانحلال الذاتي المرتبطة بالصوم والناتجة عن الحرمان من الطعام لفترات طويلة بدون اتباع نظام غذائي صحّي يعوّض الجسم عن طاقته المفقودة، فيضطرّ هذا الأخير وقتها إلى استعمال مخزونه من الدهون واستهلاك جزء كبير من كتلته العضلية والفيتامينات والمعادن، ما يؤدّي إلى إنقاص الوزن وضعف بنية الجسم العضلية. الساعة البيولوجية يعتبر الأسبوع الأول من شهر رمضان فرصةً لزيادة الوزن وتراكم الكيلوغرامات الزائدة نتيجة لتغيّر الساعة البيولوجية، ما يؤدّي إلى اضطراب في نظام الجسم الغذائي واختلال في احتياجاته للمواد الغذائية، فتزيد الرغبة في تناول كميّات كبيرة من الطعام دفعة واحدة. وفي أثناء ساعات الصوم، يقوم المخ بقياس مستويات «الغلوكوز» بالدم على مدار اليوم. لذا، يحدث عند انخفاض مستويات هذا الأخير في الدم إلى حدّها الأدنى اضطراب شديد في مركز الشهيّة وشعور عارم بالجوع يدفع إلى تناول كميّات أكبر من الطعام دون الشعور بالشبع. وبالطبع، تصاحب هذه الحالة التخمة والخمول والإعياء وعسر الهضم، فضلاً عن زيادة الوزن وفقد القدرة السليمة على إحراق السعرات الحرارية المتناولة. وقد عزا اختصاصيو التغذية السبب في ذلك إلى قيام المعدة بإرسال إشاراتها للمخ بالشبع بعد 20 دقيقة من بدء تناول الطعام، ما يؤدّي إلى بطء الشعور بالشبع وبالتالي زيادة الوحدات الحرارية المتناولة عن حاجة الجسم، بالإضافة إلى ارتفاع معدل «الأنسولين» في الدم نتيجة الإفراط في تناول الطعام دفعة واحدة ما يرفع نسبة السكر في الدم، ثم يخفضها بسرعة كبيرة، فيبعث شعور شديد بالجوع ورغبة في تناول المزيد من المواد السكرية بين وجبتي الإفطار والسحور. إرشادات غذائية ينصح الباحثون بتناول كوب كبير من الماء (200 ملل) بنفس درجة حرارة الغرفة قبل الوجبة، من أجل تسهيل عمليّة التخلّص من الفضلات وتحسين عمليات التبادل ما بين الخلايا التي تكون في وضع انبساطي يساعد على تجديد الأنسجة وطرح السموم المتراكمة داخلها إلى خارج الجسم. - يُوصى في الأيام الأربعة الأولى من رمضان بتقليل كميّة المواد البروتينية (اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والحليب ومشتقاته) تدريجياً من لائحة الطعام، والإكثار من تناول الخضر والفاكهة الطازجة بين الوجبات، وذلك لأنها غنيّة بمواد مضادات الأكسدة التي تخلّص الجسم من السموم والفضلات الضارّة المتراكمة في داخله. - تناولي وجبة غنيّة من الحساء المحضّر من أنواع الخضر الطازجة، وذلك من خلال حفظ الحساء بعد تحضيره في الثلاجة، ثم القيام بنزع الطبقة الدهنية التي تظهر على سطح الطبق. - احرصي على تناول المواد الغذائية الغنيّة بالألياف التي تعوّض الجسم عن النقص من السوائل وتخلّصه من الدهون الموضعية المتمركزة حول البطن وعلى الأرداف والأفخاذ والذراعين، إذ تحتوي الألياف على سعرات حرارية قليلة وقيمة غذائية كبيرة، بالإضافة إلى تعزيزها الشعور بالشبع لفترات طويلة. - يؤكّد اختصاصيو التغذية على أهمية وجبة السحور التي يجب أن تشتمل على عنصرين أساسيين وهما الطاقة والتغذية اللتين تمكّنان الصائم من إكمال يومه بصحة ونشاط، مع عدم إغفال طبق السلطة الخضراء والإكثار من الخيار فيه، لأنها تمدّ الجسم بما يحتاجه من فيتامينات ومعادن وتساعده على تحمّل العطش والجفاف.