نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



14 أكتوبر ثورة شعب للتحرر من الاستعمار والإقطاعية!!
نشر في الجمهورية يوم 15 - 10 - 2010

الحكيمي:الثورة السبتمبرية هيأت الظرف التاريخي لانطلاق الكفاح المسلح ضد المستعمر
انطلاق ثورة ال14 من أكتوبر لم تأت في لحظات عابرة بل نتاج نضال دؤوب ومستمر خاضه شعبنا اليمني, بمختلف فئاته الوطنية, ضد المستعمر البريطاني, الذي أراد أن يحكم قبضته على جنوب الوطن بعد تعاظم أهمية عدن كموقع استراتيجي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, وكذا فقدان مصالحه في أكثر من بلد؛ الأمر الذي حدا به أن يجعل عدن منطقة تجارية، وعسكرية هامة؛ للحفاظ على ما تبقى من مصالحه بالمنطقة.
ولتنفيذ مشاريعه الاستعمارية اعتمد على سياسة فرق تسد.. إلا أن مثل هذه المشاريع لم تنطل على شعبنا اليمني الذي عمل على مقاومتها وإسقاطها سواءً عبر حركته العمالية وسائر الفئات الاجتماعية وكذا الحركة الوطنية الديمقراطية.. وعبر الانتفاضات المسلحة في الأرياف والتي تميز نضالها في سنوات الخمسينيات بعنفوان الروح الكفاحية في عموم اليمن, ولم يتوقف النضال ألبتة .. أكان على مستوى الريف أو المدينة, وخاصة بعد أن كان للطبقة العمالية اليمنية ممثلة بحركتها العمالية دورها الفاعل في أوساط الجماهير اليمنية, فضلاً عن الأحزاب والتنظيمات السياسية, التي لعبت هي الأخرى دوراً فعالا في بلورة مفاهيمها الثورية التحررية.. والتي شكلت حينذاك رؤية ثاقبة, من حيث اتخاذ أساليب جديدة للكفاح المسلح لمقاومة المستعمر المحتل.
وبالتالي كان للعمل الكفاحي، أثره الكبير في رفع الروح المعنوية لدى شرائح المجتمع اليمني, وخصوصاً بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وقيام النظام الجمهوري حيث مثل ذلك الحدث السبتمبري سنداً قوياً لانطلاقة شرارة ثورة 14 أكتوبر عام 1963م من على جبال ردفان الشماء. وامتد لهيبها وشراراتها إلى كل أجزاء ومناطق جنوب الوطن وبمناسبة الذكرى ال47 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة كان لنا أن نلتقي الأخ جمال عبدالله محمد الحكيمي- رئيس فرع الحزب القومي الاجتماعي بتعز؛ لاستعراض المحطات النضالية الأولى التي سبقت قيام ثورة 14 أكتوبر.. فضلاً عن الحركات الشعبية، إبان تلك الفترة ناهيك عن دور الحركة العمالية.. والقوى السياسية, وكذا ما مثلته ثورة 26 سبتمبر للثورة الاكتوبرية وفيما يلي نص الحوار .
أهمية عدن.. بعد الحرب العالمية الثانية
..ما أبرز المحطات النضالية التي سبقت ثورة 14 أكتوبر المجيدة ؟
بعد الحرب العالمية الثانية ازدادت أهمية عدن الإستراتيجية بالنسبة لبريطانيا خاصة مع اقتراب موعد خروجها من الهند في 1947م وقيام الثورة المصرية في 23 يوليو 1952م وكذا فقدانها لنفوذها الواسع في الأردن وقيام الثورة العراقية في 1958م.. كل تلك العوامل وجهت أنظار بريطانيا إلى عدن باعتبارها موقعاً تجارياً وعسكرياً هاماً.. تتمكن من خلاله من الحفاظ على ما تبقى لها من مصالح في المنطقة فأنشأت في عام 1959م قيادة لقواتها المسلحة في منطقة الشرق الأوسط والأدنى وذلك في عدن حيث اعتبرت قاعدتها هذه من أكبر قواعدها العسكرية خارج الأراضي البريطانية.
وقد استخدمت طيرانها في قمع انتفاضة المكلا في عام 1950م والمحميات في لحج والعواذل 1951م وفي بيحان, 1955م..
انتفاضات مسلحة
واستطرد الحكيمي حديثه بالقول:
إن النضال الوطني ظل متوحدا إبان تلك الفترة من تاريخ الحركة الوطنية حيث إنه في السنوات من 1954م وحتى 1958م استمرت الانتفاضات المسلحة ضد الانجليز وحلفائه, وكانت أشهرها تلك الانتفاضات التي حدثت في العوالق العليا والعواذل, والفضلي, ويافع, ودثينة.
إضرابات وأحداث
كما شهدت عدن في عام 1956م إضرابات مارس التي دشنت ميلاد الطبقة العاملة كقوة منظمة في النقابات تلا ذلك مظاهرات مايو من نفس العام.
ليس هذا فحسب بل إنه في أوائل فبراير من عام 1962م حدثت الانتفاضة الطلابية التي بدأت بإضراب كلية البنات ثم اتسعت لتشمل جميع المعاهد والمدارس في ذلك الوقت.
إرهاصات وعوامل
وقال: لاشك أن كل تلك الإرهاصات قد خلقت تراكمات خصبة فقد شكل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال الوطن سابقاً الركيزة الأساسية لانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م.. ولايخفى أن تلك العوامل بمجموعها وإن وفرت الظروف الموضوعية لقيام الثورة فقد استدعت وبالضرورة مزيدا من النضج للظروف الذاتية, وكان ذلك مرهوناً بوجود تنظيم سياسي ينظم نضالات الجماهير, ويقودها عبر أسلوب جديد من النضال.. وقد أثبتت الممارسات النضالية لشعبنا بعد ذلك صحة النظرة التي تمتعت بها الحركة.. , حيث إنه بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وإعلان الجمهورية.. وسقوط الإمامة الكهنوتية، ومجيء الدعم المصري.. توفرت المزيد من الفرص الكفاحية الملائمة لانطلاق ثورة 14 أكتوبر.
الكفاح المسلح
ويشير الحكيمي إلى أن الظروف التي نجمت في عموم اليمن بعد قيام الثورة السبتمبرية قد جعلت من فكرة الكفاح المسلح ضد بريطانيا في الجنوب أمراً ملحاً تفرضه ضرورة الدفاع عن الثورة اليمنية.
النقابات العمالية
..ماذا عن دور الحركة النقابية وما قامت به من حيث توعية الجماهير اليمنية؟ وماذا عن المطالب التي كانت تنادي بها حينذاك؟
الطبقة العاملة اليمنية قد ولدت غير متجانسة وهي في معظمها لم تكن طبقة من العمال الصناعيين بقدر ما تميزت كطبقة تعمل في مجال الخدمات العامة والتجارة وقد توزع هؤلاء فيما بعد في عدد من النقابات العمالية وكانت أول نقابة تم تأسيسها نقابة النجارين على أساس التجمع المهني وتوالى بعد ذلك تأسيس عدد آخر منها كنقابات عمال محطات البترول ونقابات العمال الميكانيكيين ونقابات عمال الميناء وفي عام 1951م تكونت رابطة عمال الصناعات المتنوعة ثم تلتها في 1952م نقابة اتحاد عمال وموظفي شركة عدن للطيران وقد بلغت النقابات في عددها اثنتي عشرة نقابة حتى عام 1955م وفي مارس 1956م انضمت كل النقابات المشكلة في إطار مؤتمر عدن للنقابات مارست قيادة مؤتمر عدن للنقابات العديد من النشاطات من خلال تقديم المطالب التي تتعلق بتحسين الاجور ومستوى المعيشة وتحديد ساعات العمل ثم انتقلت تلك المطالب التي تتعلق بتحسين الأجور ومستوى المعيشة وتحديد ساعات العمل لتصبح نضالات تحمل في طياتها مواقف سياسية ووطنية وقومية وتمثلت في إسقاط المشاريع الاستعمارية والتضامن مع قضايا الشعوب العربية.
..وعن الأحزاب والتنظيمات السياسية إبان تلك المرحلة ماهو الدور الذي اضطلعت به في نضالها الوطني ضد الاستعمار؟
سبق نشوء الحركة الوطنية الديمقراطية قيام عدد من التنظيمات السياسية الهزيلة الرجعية ففي عام 1950م برز تجمع سياسي رجعي في عدن وأعلن عن تأسيسه تحت اسم الجمعية العدنية ثم توالى إنشاء العديد من التجمعات السياسية الصغيرة تحت أسماء متعددة لاتمتلك من مواصفات الأحزاب شيئاً سوى أنها كانت تدافع عن مصالح قوى البرجوازية الطفيلية بما فيها من الأصول الأجنبية في داخل عدن والمرتبطة بالاستعمار البريطاني أمثال الحزب الوطني الاتحادي وغيره وبفعل تزايد الوعي الوطني اتخذت الجماهير اليمنية موقفاً معادياً لسياستها كما أن نشوء الطبقة العاملة وبروز الحركة العمالية واحد من المقدمات الأساسية لظهور الحركة الوطنية الديمقراطية في اليمن كما أن انتشار الوعي الجديد المعادي للاستعمار والرجعية والمنادي بالقومية العربية والاشتراكية في صفوف الطبقة العاملة والطلاب والبرجوازية الصغيرة قد مهد لظهور الحركة الوطنية الديمقراطية ولعب في ذلك المثقفون الوطنيون دوراً كبيراً إلى جانب الأحزاب القومية المركزية في الوطن العربي كحركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي التي كانت لها فروع في اليمن فحركة القوميين العرب تأسست في 1959م في عدن وانشأت لها فرعاً في شمال الوطن ورفعت شعارات تحرير جنوب اليمن من الاستعمار وإسقاط النظام الإمامي في الشمال وقدمت تصوراً كاملاً للكفاح المسلح ضد الاستعمار ودعت إلى قيام جبهة قومية تشمل كل الفئات الوطنية.
تكوين النقابات الست
وقال: أما بالنسبة للاتحاد الشعبي الديمقراطي تأسس في البداية بعدد قليل من الأعضاء والمتأثرين بأيدلوجية الاشتراكية العلمية وذلك بفعل تأثير الحركة العمالية العالمية وأعلن عن قيامه في 1961م وقد كان له آثار واضحة في بلورة نضالات الحركة العمالية في عدن كما وقف ضد القيادات الانتهازية في المؤتمر العمالي وساهم في تكوين النقابات الست ووقف إلى جانب الكفاح المسلح بقيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية.
تركيبة طبقية جديدة
..وبالنسبة للظروف والمعطيات التاريخية التى ساعدت على قيام ثورة ال14 من أكتوبر 1963م ماذا عنها؟
لاشك أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي جرت في مستعمرة عدن بعد الحرب العالمية الثانية قد أفرزت تلك النتيجة تركيباً طبقياً جديداً تحدد في بروز الطبقة العاملة اليمنية وتوسع البرجوازية الصغيرة في مقابل طبقة البراجوزية الكمبرادورية ووكلاء الشركات الاحتكارية الأجنبية التي وجدت مصلحتها في بقاء الاستعمار البريطاني واستمرارية وجوده في المنطقة وكانت الطبقات الاجتماعية الرجعية منها في الأرياف تشاطرها الرأي والمصلحة في ذلك وقد تمثل هؤلاء في كبار ملاك الأراضي وهم من السلاطين والأمراء والمرتبطين بهم الذين يضطهدون الفلاحين من الفقراء والمعدمين والصيادين والرعاة ضمن علاقات إقطاعية استغلالية جائرة الأمر الذي أرى سوالي قيام الانتفاضات الشعبية الواسة والتي عبرت عن سخطها من الوجود البريطاني وأشهرها انتفاضة المزارعين في كل من لحج وأبين مطالبين بحقوقهم المسلوبة من قبل لجنتي لحج وأبين اللتين كانتا تقومان بتسويق الأقطان واستغلال الفلاحين وازدادت الانتفاضات الواسعة من قبائل حضرموت ضد الانجليز وأعوانه وتحولت تلك الانتفاضات إلى ثورة شعبية مسلحة ضد الاستعمار وأعوانه وكان شرف المبادرة في هذا اتجاه النضالي لحركة القوميين العرب في اليمن بفتح حوارات مع التنظيمات السياسية الأخرى الموجودة آنذاك في عدن من أجل تكوين جبهة واسعة تقود الثورة المسلحة كأسلوب نضالي ناجح لتصفية الوجود الاستعماري ولما كانت القناعة بالكفاح المسلح لدى حركة القوميين العرب قد بدأت في صنعاء مع عدد من التنظيمات السياسية الأخرى السرية وفي مايو 1963م تم الاتفاق على قيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني على قاعدة الإيمان بالكفاح المسلح طريقاً للثورة ولتصفية التواجد الاستعماري للسلاطين في الجنوب, وقد تكونت الجبهة القومية في التنظيمات السياسية التالية:
1 - حركة القوميين العرب.
2 - تشكيلات القبائل.
3 - جبهة الإصلاح اليافعية.
4 - الجبهة الناصرية.
5 - التنظيم السري للضباط الأحرار.
6 - الجبهة الوطنية.
7 - المنظمة الثورية.
حادثة واعية
وأضاف قائلاً: وبتشكيل الجبهة القومية فإن الاستفادة كانت من الظرف التاريخي الذي هيأته ثورة 26 سبتمبر المجيدة للسير بالنضال الوطني لشعبنا اليمني نحو آفاق رحبة؛ إذ إن قيام الثورة السبتمبرية وتأسيس الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل قد جعلا منها محطة واعية خرجت عن اطار العفوية خاصة وأن تلك التشكيلات من القبائل المحاربة كانت واحدة من التجمعات التي كونت الجبهة القومية, وانفجر الكفاح المسلح ضد الاستعمار خاصة عند عودة أبناء ردفان إلى مناطقهم قادمين من شمال الوطن حيث كانوا هناك يدافعون عن ثورة 26 سبتمبر 1962م فجابهتهم أوامر من السلطات العسكرية البريطانية وعملائها بأن يسلموا أسحلتهم ومن المعروف أن ردفان ظلت حتى ذلك الحين خارج نفوذ الانجليز وقد اكتسبت هذه الحادثة أهميتها التاريخية فاعتبرت هذه الانتفاضة في 14 أكتوبر 1963م أول شرارة للثورة وكان لراجح بن غالب لبوزة شرف الريادة في أن يكون شهيدها الأول.
..ماذا عن البعد الذي مثلته ثورة 26 سبتمبر على مستوى الوطن اليمني؟
تكمن الأهمية التاريخية لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في أنها كانت بداية مرحلة جديدة في التاريخ المعاصر للشعب اليمني إذ تمكنت من القضاء وإلى الأبد على النظام الإمامي الكهنوتي المستبد وأقامت أول نظام جمهوري في شبه الجزيرة العربية, كما كانت من الممهدات الأساسية لقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر في جنوب الوطن والتي استطاعت عبر الكفاح المسلح طرد الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال الوطني ويعود الفضل لثورة 26 سبتمبر في تغيير واقع الشعب اليمني في مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ويمكننا القول بأن ثورة 26 سبتمبر ثورة وطنية ديمقراطية.
وبالنظر إلى القوى المحركة لثورة الرابع عشر من أكتوبر والتي تتألف غالبيتها من العمال والفلاحين وسائر الفئات الاجتماعية الكادحة والأهداف المحددة للثورة منذ بدء انطلاقتها تعتبر ثورة شعبية وطنية تحررية ديمقراطية معادية للرجعية والاستعمار والامبريالية العمالية والصهيونية بقدر ما هي ثورة شعبية؛ لأنها تستهدف تحرير جموع الشعب من السيطرة الاستعمارية الإقطاعية وبذلك حققت الاستقلال الوطني للشطر الجنوبي وطردت الاستعمار البريطاني ووحدت أجزاء جنوب الوطن في دولة مركزية واحدة وشكلت كذلك امتداداً متطوراً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
تحرير مدينة كريتر شكل نقطة تحول
..وكيف تحقق الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر عام 1967م؟
شكلت أحداث 20 يونيو 1967م وتحرير مدينة كريتر على يد ثوار الجبهة القومية نقطة تحول راقية في مسار الثورة الشعبية والجبهة المسلحة والتفاف الجماهير حولها فتلت أحداث 20 يونيو انتصارات ساحقة للثوار والجبهة القومية تجسدت في تحرير بقية المناطق في الأرياف وتمكنت فيه الجبهة القومية من كل المناطق الريفية ولم ينته شهر أكتوبر 1967م إلا والجبهة القومية هي القوة الوحيدة الرئيسية في البلاد والمسيطرة على كل أنحائها باستثناء عدن وبتلك الطريقة تم السقوط النهائي لحكومة الاتحاد الفيدرالي المزيفة.. غير أنه ومن خلال الانتصارات التي حققتها الجبهة القومية دفعت بجبهة التحرير بتفجير حرب أهلية مع الجبهة القومية وجرت مفاوضات في القاهرة لإيقاف الاقتتال بين الطرفين.. غير أن ازدياد حجم وتأثير الجبهة القومية على الساحة النضالية وخلال تحرير المناطق دفع بجبهة التحرير إلى تجديد الاقتتال وتفجير الحرب مرة أخرى في سبتمبر 1967م وشملت كل أجزاء منطقة عدن والعقارب ولحج فقط في حين لم تشهد بقية الأجزاء الريفية اقتتالا وذلك بحكم الوجود الضئيل جداً لجبهة التحرير وظلت بريطانيا في الحياد أملاً منها بأن تستنزف تلك الحرب قوى الجبهتين غير أن رجحان كفة الجبهة القومية بشكل واضح لم يترك فرصة للإنجليز لتحقيق أمانيهم في الساعات الأخيرة من بقائهم في عدن فحاولت الالتفاف على الجبهة القومية وأعلنت أنها ستعمل على تسليم الاستقلال للجيش وفي 6 نوفمبر 1967م وجهت الجبهة القومية لقيادات الجيش بعدم الدخول في صراعات خاسرة معها فانحازت القوات المسلحة آنذاك إلى الجبهة القومية وبالنظر إلى القوة الجماهيرية الشعبية للجبهة القومية وسيطرتها على كل مناطق جنوب اليمن وحسم الصراع لصالحها في الحرب الأهلية وانحياز الجيش إليها - أصبحت هي القوة الوحيدة على الساحة الأمر الذي اضطر بريطانيا للتفاوض مع الجبهة القومية بصدد تسليم الاستقلال.. وبعدئذ توجه وفد الجبهة القومية، من القاهرة إلى جنيف لحضور المباحثات حول الاستقلال مع الوفد البريطاني المُكلف وفي 22 مايو نوفمبر 1967م وبعد أيام من المفاوضات تم التوقيع على اتفاقية الاستقلال ومن ثم انسحبت الجحافل الأخيرة من القوات البريطانية من جنوب الوطن عشية 30 نوفمبر 1967م وتحقق الاستقلال الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.