انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    البنك المركزي يذكّر بالموعد النهائي لاستكمال نقل البنوك ويناقش الإجراءات بحق المخالفين    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبراج الهاتف الجوال..مصدر قلق لجيرانها..
نشر في الجمهورية يوم 22 - 02 - 2011

كثرت شكاوى المواطنين حول الانتشار الواسع لأبراج الهاتف الجوال ومحطات الاتصالات اللاسلكية ومحطات تقوية الاتصالات بشبكات التليفون المحمول وسط الأحياء السكنية ومدارس التعليم بصورة عشوائية وبدون عمل دراسات مسبقة لمعرفة حجم الذبذبات والأشعة التي تنبعث منها، وهل هي موافقة لمعايير منظمة الاتصالات الدولية وذلك لسلامة الناس من الأضرار والأخطار الكبيرة الناتجة عن هذه المحطات والتي لا نراها بالعين المجردة.
«الجمهورية» التقت عدداً من المواطنين الذين يسكنون العمائر والمباني التي تقع عليها محطات تقوية ليتحدثوا عن مخاوفهم الشديدة من وجود هذه الأبراج فوق رؤوسهم وكذا الاخصائيين من الأكاديميين والمهندسين..
مواطنون يشكون
المواطن عبدالله قنبع عبر عن تخوفه الشديد من وجود هذه الأبراج فوق أسطح المدارس التعليمية والتي ترسل ذبذبات لها أضرار صحية على صحة أطفالهم ربما تسبب أمراضاً سرطانية لايُدرك ضررها إلا في المستقبل.
أضرار على الجهاز العصبي
ويقول المواطن وسيم علي عقلان: نسمع بين الحين والآخر تحذيرات من استخدام الجوال العادي وأضراره على المخ والآذان فكيف لايكون هناك خطر كبير من هذه الأبراج وهي ترسل إشعاعات وذبذبات أعلى من تلك الموجودة في الهاتف الجوال.
دراسات عاجلة
ويقول المدرس فؤاد نعمان البعداني: حقيقة أصبحت أبراج تقوية إرسال شبكة الجوالات تغطي أسطح الكثير من المنازل بعد أن أغرت شركات الاتصالات الاستثمارية أصحاب تلك العمائر القريبة من المدارس التعليمية دون معرفة بما قد يحدث من أضرار صحية على المدى القريب، فهل وضعت الجهات المسؤولة الضوابط التي تكفل منع أي تعرض إشعاعي يترتب عليه أضرار خطيرة بأنسجة الجسم وخلايا الجسم الحي، ويجب أن تخضع الأبراج الموجودة على أسطح المباني السكنية لدراسات عاجلة وأن تشترك فيها جهات عدة معنية وألا تنفرد بها جهة بعينها حتى تخرج بصيغة حقيقية لخطرها، ويجب أيضاً أن تمنع الأبراج الخلوية وتوضع في أماكن بعيدة حتى لا يصل ضررها إلى الصحة.
تشوهات الأجنة
الدكتورة انتصار محسن الصلوي جامعة تعز قالت: إن الإنسان يعيش وحوله محيط من الموجات الكهرومغناطيسية لانراها، فلابد من إبعاد أبراج الجوال عن المنازل وذلك لسلامة صحة الإنسان، فهناك أضرار وأخطار كثيرة وتأثيرات ناتجة عن إقامة محطات المحمول ومن هذه الأضرار التأثير على الجهاز المناعي عند الإنسان وتقلل من كفاءة الإنسان للقيام بأعمال ذهنية وعقلية وتضعف القدرة على الإنجاب بالنسبة للذكور وزيادة تشوهات الجنين في رحم المرأة الحامل، كما أنها تصيب الإنسان ببعض أمراض العيون وحدوث مرض الصداع بسبب تأثير الشحنات على الجسم محذرة من خطورة الأبراج على صحة الأطفال وعلى أجهزة الجسم الحساسة بالنسبة للكبار.
إشعاعات كهرومغناطيسية
وتضيف الدكتورة انتصار:
في الواقع تتركز شكوى التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الأبراج الخلوية في الصداع المزمن والتوتر والانفعالات والإحباط وزيادة الحساسية بالجلد والصدر والعين والتهاب المفاصل وهشاشة العظام والعجز الجنسي واضطرابات القلب وأعراض الشيخوخة المبكرة وظهور الأورام السرطانية والتأثير في أداء الأجهزة الطبية المستخدمة في تنشيط نبضات القلب ومعدلات التنفس وكذا الشعور بتأثيرات وقتية منها عدم القدرة على التركيز والنسيان وزيادة الضغط العصبي وذلك بعد التعرض للإشعاعات، فسميت تلك الأعراض بالتغيرات السيكولوجية.
ومن التأثيرات أيضاً أعراض نفسية وتظهر في الجهاز المخي العصبي وتتسبب في خفض معدلات التركيز الذهني والتغيرات السلوكية والإحباط والرغبة في الانتحار وأعراض أخرى عضوية وتظهر في الجهاز البصري والجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي.
كما أوضحت الدراسات الميدانية حدوث سرطانات في الأنسجة المختلفة نتيجة التعرض للطاقات العالية للأشعة.
مخاطر صحية
وعن مخاطر تعرض الإنسان للإشعاعات تقول الدكتورة انتصار: تختلف حدة التأثيرات الصحية والبيولوجية بحسب معدلات تردد الإشعاعات وشدتها وكذا التعرض لها ومدى الحساسية وتزداد حدة التأثير الإشعاعي مع زيادة مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة داخل أعضاء الجسم المختلفة ومع تصاعد الجرعات التراكمية.. ورغم الدراسات المستفيضة التي تجرى على مستوى العالم حول المخاطر الصحية التي يواجهها البشر بفعل التعرض الإشعاعي إلا أنه يكون في الغالب معرضاً بدرجة أكبر لمواجهة تلك الأضرار إذا ما قورن بحالته إن لم يكن قد تعرض لمثل تلك الجرعة الإشعاعية.
تقصير الجهات المسؤولة
المهندس خالد سعيد مختص في صحة البيئة وتقنية شبكات اللاسلكي قال:
عدم اهتمام الجهات المسؤولة بوزارة الاتصالات في القيام بدورها الرقابي والإشرافي للعديد من شركات الاتصالات التجارية شجع أصحابها على إقامة أبراج الهاتف الجوال وسط الأحياء السكنية كي تغطي المناطق المستهدفة بخدمة الخلوي بشبكة اتصالات هذه الأبراج ليتمكن المستخدم من إرسال واستقبال المكالمات والرسائل والوسائط المتعددة وغيرها من تطبيقات الهواتف الخلوية وأصبح الناس وطلاب المدارس يعيشون وحولهم ذبذبات كبيرة من الموجات الكهرومغناطيسية لانستطيع رؤيتها لها خطورة كبيرة على وظائف الدماغ والجهاز العصبي ناتجة عن الأشعة المنبعثة منها وقدرتها على التفاعل مع خلايا جسم الإنسان وتتمثل في:
اقتران المجال الكهربائي والمغناطيسي للأشعة مع خلايا جسم الإنسان.
امتصاص طاقة الأشعة من قبل خلايا جسم الإنسان، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الخلايا فتسبب ضرراً بكل خلية في جسم الإنسان، ويسبب الهرم العمري والصداع المزمن المستمر، ويسبب اختلالاً في عمل الأذن الداخلية والدوخة التي تأتي في بداية الأمر وهذا ما أكده أساتذة الطب في العالم.
أضرار وأخطار الأشعة
- هل لنا أن نعرف من خلالكم حجم الضرار الذي تسببه الأشعة المنبعثة من الأبراج الخلوية؟
يقول المهندس خالد الصلوي:
حجم الأضرار كبيرة وبالتالي كلما بعد الإنسان عن برج الاتصالات ستقل طاقة الأشعة التي تصل لجسمه لذا فإن التصميم الهندسي للبرج ضروري جداً لضمان عدم تعرض الإنسان لمستوى عالٍ من الطاقة، وقد أجريت دراسة علمية صنفت الأعراض التي تصيب المتعرضين لأشعة أبراج الجوالات على حسب المسافة من برج الجوال، وقد كانت أعراض الإحساس بالتعب موجودة فيمن يسكنون على بعد 300 متر من برج الجوال، أما أعراض الصداع وعدم الراحة واضطربات النوم فكانت الغالبة على الذين يسكنون على بعد 200 متر من برج الجوال وبالنسبة للأشخاص الذين يسكنون على بعد 100 متر من برج الجوال فكانت لديهم حدة الطبع والاكتئاب والهبوط في النشاط وفقدان الشهية والاضطراب في النوم وعدم الإحساس بالراحة.. وهناك أضرار وأخطار كثيرة وكذلك تأثيرات ناتجة عن إقامة محطات المحمول وخاصة المخالفة والعشوائية ومن هذه الأضرار التي أكدتها الأبحاث والدراسات التأثير على الجهاز المناعي عند الإنسان نتيجة تعرضه للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه المحطات وهي عالية التردد، والضرر الذي يقع على الإنسان وصغار السن هم أكثر عرضة للإصابة والتأثير الناتج عن الإشعاعات الضارة من هذه الأبراج.. والجهاز العصبي لدى الأطفال أكثر قابلية لامتصاص الإشعاعات لأنه مازال في طور النمو.
وأضاف: كما تصيب هذه الأبراج الكثير من الناس بالعقم وأمراض الكلى وغيرها من الأمراض بسبب قتل الإشعاعات للخلايا والجينات الوراثية بما فيها خلايا الدماغ الذي يؤدي إلى حدوث القصور في خلايا الذاكرة، وهناك العديد من الأضرار والمخاطر التي تصيب الإنسان من جراء تعرضهم لأشعة الأبراج الخلوية.
تفتقر للقوانين واللوائح
وحول دور صحة البيئة في هذا الجانب يقول المهندس خالد سعيد الصلوي:
تلقت صحة البيئة عدة شكاوى تؤكد وجود تلك الأبراج قريباً من المجمعات السكانية والعمارات المأهولة بالسكان، والأدهى والأمر من ذلك أن البعض من أصحاب المباني سعوا لتأجير أسطح بناياتهم لشركات الاتصالات الاستثمارية وذلك له تأثير كبير على البيئة بصورة عامة وصحة الإنسان بصورة خاصة، ونحن وللحقيقة نفتقر للقوانين واللوائح المنظمة ولن نستطيع اتخاذ أي إجراء كون الجهة المسئولة الأولى عن هذه الأبراج هي وزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية وهي المسئولة عن منح التراخيص للشركات ومسئولة أيضاً عن وضع النظم والقوانين والضوابط الكفيلة لأبعاد أبراج الخلوي عن المناطق المأهولة بالسكان.. ونحن من جهتنا نناشد ونطالب الجهات المختصة بوزارة الاتصالات القيام بدورها على كامل وجه وبحسب اللوائح والقوانين المنظمة لذلك.
القلق يتزايد
والمهندس عبدالباقي ردمان القباطي أستاذ ترددات راديو تكنيك المعهد الفني بتعز يقول: المستويات المتفق عليها دولياً بأن القلق يتزايد في شأن تأثير التعرض للإشعاعات المنبعثة من أبراج الهواتف الجوالة التي قد تنشأ بعد فترات زمنية طويلة نسبياً سواء في الأفراد الذين تعرضوا لهذه المستويات أو في أجيالهم المتعاقبة، وتسبب في الاختلال الوظيفي والتركيبي لبعض خلايا الجسم الحي وتنتهي في حالات الجرعات الإشعاعية العالية إلى موت الخلايا الحية.
أما التعرض لجرعات إشعاعية منخفضة التي قد لا تسبب في أمراض جسدية سريعة إلا أنها تحفز سلسلة من التغيرات على المستوى تحت الخلوي، وتؤدي إلى الإضرار بالمادة الوراثية بالخلية الجسدية مما قد يترتب على استحداث الأورام السرطانية التي قد يستغرق ظهورها عدة سنوات، كما أن الإضرار بالمادة الوراثية بالخلية التناسلية فيتسبب في تشوهات خلقية وأمراض وراثية تظهر في الأجيال المتعاقبة للآباء أو الأمهات ضحايا التعرض الإشعاعي.
وأضاف المهندس القباطي بالقول: ورغم الدراسات المستفيضة التي تجري على مستوى العالم حول المخاطر الصحية التي يواجهها البشر بفعل التعرض الإشعاعي إلا أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن في مجال التأثيرات الجسدية المتأخرة للتعرض للمستويات المنخفضة من الإشعاع مازالت تواجه صعوبات بالغة تعترض سبيل دقة التبؤ بأخطارها، وتزداد تلك الصعوبات كلما انخفض مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة، وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لدقة قياس احتمالات ظهور الأورام السرطانية فإن دراسة التأثيرات الوراثية للتعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع تواجه صعوبات أكثر تعقيداً وذلك بسبب ندرة المعلومات الدقيقة عن الأضرار الوراثية ولطول الفترة الزمنية التي تنقضي قبل ظهورها عبر أجيال متعافية وصعوبة التميز بين التأثيرات الوراثية التي يحدثها التعرض الإشعاعي وتلك التي تنشأ عن وسائل أخرى منها الملوثات البيئية والكيميائية.
وحول التأثيرات الصحية لأجهزة الموبايل يقول المهندس القباطي: حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني «فهولنهورست» من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري ويسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم ويؤدي على المدى الطويل إلى تدمير جهاز المناعة في الجسم.. كما أن أبراج محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير, كما أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم، ويمكن أن تنبعث من المحمول طاقة أعلى من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها، حيث تنبعث من التليفون المحمول أشعة كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز وأن العديد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية مستخدمي الموبايل تكمن في الصداع وألم وضعف الذاكرة والأرق والقلق أثناء النوم وكذا طنين في الأذن ليلاً، كما أن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عن ارتفاع نسبة التحول السرطاني بالجسم 4 % عن المعدل الطبيعي.. كما تسبب أجهزة الموبايل وأبراجها الخلوية تأثيرات ضارة على الصحة العامة في حالة تجاوز حد الأمان طبقاً للمعايير المعتمدة دولياً، ومن هذه التأثيرات مرض السرطان في الإنسان البالغ والناتج من مخاطر هذه الأجهزة، ولذلك لابد من ضرورة تنفيذ الدراسات والأبحاث على المدى الطويل.
لماذا لا توضع «الأبراج»في الجبال المحيطة بالمدن
انتشرت أبراج شركات الاتصالات الاستثمارية المروجة للهواتف الجوالة بشكل كبير في بلادنا ولجأت إلى إغراء أصحاب المباني والعمارات العالية بالمبالغ المالية الكبيرة لتقام على أسطح هذه البنايات أبراج ومحطات التقوية كي تغطي المناطق والأحياء المستهدفة بخدمة الخلوي دون الالتزام بالمواصفات العلمية العالمية والتصاميم الهندسية والدراسات العلمية التي لا يمكن الإخلال بها، وذلك لضمان سلامة المواطنين.. هذا الواقع دفعنا للتوجه إلى المختصين في وزارة الاتصالات للاستيضاح حول مدى تأثير الذبذبات وغيرها من المحاور التي طرحناها على المهندس عبدالحفيظ سعيد عبدالله مدير عام تنظيم الترددات بوزارة الاتصالات.
طلب متزايد على الهاتف
كثرت شكاوى المواطنين حول أبراج الهاتف الجوال وسط الأحياء السكنية وتخوفهم من المخاطر.. ما دور الوزارة في هذا الجانب؟
معلوم أن لكل نظام من أنظمة الهاتف تعريفاً تقنياً خاصاً يعبر بشكل صريح وواضح عن تشكيلة “configllratio” وطبيعة عمل هذا النظام، في عالمنا العربي وبالتحديد في مجتمع الجزيرة والخليج حيث الثقافة التقنية متدنية جداً أو غائبة تماماً كما هو الحال في اليمن نجد أن السوق هو من يستنبط الأسماء ويفرض التسمية على أنظمة وأجهزة الهاتف النقال وحتى على المعدات الكهربائية، هذه التسمية لا تعطي التعريف التقني المعبر عن الطبيعة الحقيقية لمهام هذا الجهاز أو النظام بشكل عام.
أنا أسأل لماذا نطلق على هذا النوع من أنظمة الهاتف في العالم العربي تسميات مختلفة ومن أين أتت هذه التسمية؟ في اليمن نسميه الهاتف النقال أو الهاتف السيار وفي الخليج الجوال وفي مصر المحمول وفي بلاد الشام الهاتف الخلوي.
من حيث التطور التقني في أنظمة الاتصالات التسمية التي نطلقها في اليمن «النقال» وتعني “mobile” هذا التعريف في أنظمة الاتصالات يعود إلى بداية القرن الماضي “1920م” عندما تمكن العلماء من إرسال قناة صوتية واحدة عبر اللاسلكي مابين السفينة والشاطئ وسمي النظام “mobile Radio communication” بعد ذلك تم استخدام هذا النظام ومازال يستخدم كقناة صوتية واحدة في عدة تطبيقات مثل اتصالات الشرطة والاتصالات العسكرية والاتصالات الخاصة بشركات إنتاج النفط والغاز واتصالات الطوارئ في قطاع الصحة والكهرباء وتأجير السيارات وقطاعات أخرى وذلك لخدمة مجموعة محددة في كل قطاع على حده وفي مكان محدد بحيث يتم تركيب هوائي «مصيد بث» إرسال استقبال كمحطة ثابتة في أعلى مكان في المنطقة المراد تغطيتها، بحيث تتمكن الوحدات المتنقلة سواء كانت عربات أو أجهزة يدوية من التواصل فيما بينها في منطقة التغطية لمصيد البث “Repeuter” زيادة مساحة التغطية يتطلب زيادة في عدد مصيدات البث كما يتطلب إضافة ترددات جديدة لكل مصيدة والنتيجة قناة صوتية واحدة.
مع تطور مختلف أوجه الحياة وتزايد درجة تعقيدها وسرعتها ازدادت الحاجة إلى وسائل اتصالات متنقلة أكثر مرونة وكفاءة، أكثر أوجه المرونة المطلوبة من هذه الأنظمة هو تحررها من قيود المكان وقدرتها على نقل آلاف المكالمات للربط بين المشتركين حيث الطلب المتزايد على الهاتف على الأخص في المدن الكبرى بحيث يقدم هذا النظام المتنقل خدمة عامة للجمهور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وليس خدمة لمجموعة محدودة في مكان محدود.
وفق المعايير الأوروبية
لماذا لا توضع هذه الأبراج في الجبال المحيطة بالمدن؟
من أجل الوصول إلى نظام اتصالات متنقل يفي بهذه المتطلبات توالت الأبحاث في المؤسسات التعليمية والمختبرات المتخصصة في مجال الاتصالات إلى أن برز إلى السطح نظام تم ابتكاره عن طريق مختبرات جراهام بل في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1947م وسمي هذا النظام بالهاتف الخلوي (cellular system ) وهي التسمية الوحيدة التي يطلقها أهل الشام على هذا النظام.
وفكرة إنشاء هذا النظام ( تشكيلة النظام ) تقوم على أساس تقسيم منطقة التغطية للمشتركين إلى مجموعة من الخلايا،(cells) ثم تقسم الخلية إلى عدد من المقاطع الخلوية (sector cell) طبقاً لانتشار السكان والشوارع حول الخلية بحيث تكون الخلية في الغالب سداسية الشكل (Hexagon) وهذا النموذج الأكثر انتشارا على المستوى العالمي وتشكل مجموع الخلايا عند تصميمها لتغطية المشتركين في المدن الكبرى بشكل خاص مايشبه تشكيلة شمع العسل الذي تصنعه النحل، الخلايا نتحدث عنها هنا هي نفسها المحطات التي تسمونها أبراج الهاتف النقال وسط الأحياء السكنية وقد وضعت هذه الأبراج بتخطيط هندسي للإيفاء بالقاعدة العلمية التي ابتكرها مختبر بل في الولايات المتحدة الأمريكية وليس وزارة الاتصالات في الجمهورية اليمنية كما يعتقد البعض من المواطنين.. الاسترسال في الإجابة الغرض منه أن يفهم المواطنون حقيقة لماذا وضعت هذه المحطات ( الأبراج) على أسطح المباني داخل المدن ولم توضع في الجبال المحيطة بالمدن.. أما مايتعلق بالمواصفات الفنية لهذه المحطات التي على أسطح المنازل من حيث التصنيع تخضع التجهيزات لمواصفات المعهد الأوروبي لمقاييس الاتصالات (ETSI )EUROPEANS TETE COMMUNICATION STANDARD INSTITUTE
ويتم الكشف عليها ميدانياً من قبل مختصين في وزارة الاتصالات عند وصولها إلى موانئ الجمهورية للتأكد من بلد المنشأ والشركة المصنعة حتى نضمن أن هذه التجهيزات تعمل طبقاً للمعايير الأوروبية، الشيء الذي يمكن أخذه في الحسبان هو ما يتعلق بالسلامة إنشاء وتشغيل هذه المحطات للحد من أضرار محتملة للإشعاع الراديوي عند إنشاء وتشغيل المحطات والأبراج علماً أن المهندسين المختصين في وزارة الاتصالات هم الأجدر بتطبيق مضمون هذا القرار وليس شركات الهاتف الخلوي أو المواطنين أو أية جهة أخرى غير مختصة.
الموجات مورد طبيعي
الإنسان يعيش وحوله محيط من الموجات الكهرومغناطيسية لا نراها بالعين المجردة لها أضرار بكل خلية في جسم الإنسان فلماذا لا تخضع لدراسات لمعرفة حجمها؟
الذي أعرفه من علوم الاتصالات وبالتحديد من نظرية ماكسويل للموجات الكهرومغناطيسية أنه إذا وجدت شحنة ساكنة وجد حولها مجال كهربي وإذا تحركت هذه الشحنة تولد حولها مجال مغناطيسي وإذا تغير المجال الكهربي يخلف مجالاً مغناطيسياً «قانون أمبير» وأي تغير في المجال المغناطيسي يخلف مجالاً كهربياً «قانون فاراداي» وهذه الحقيقة هي أصل تكوين الموجات الكهرومغناطيسية.
طالما أن هناك شحنات تملأ المحيط الذي نعيش فيه طبيعي جداً أن تتولد موجات كهرومغناطيسية، وفي الحالة الطبيعية لاتوجد أضرار تذكر تسببها هذه الموجات على الخلايا الحية، لأن هذه الشحنات تكون في الحالة الطبيعية مستقرة غير مستثارة عند استثارة ذرات العناصر أو الشحنة الكهربية بطاقة كهربائية وتسريع حركة هذه الشحنة تتولد أمواج كهرومغناطيسية تنقل هذه الطاقة في الفضاء على هيئة إشعاع الأضرار المحتملة تتوقف على مقدار التسارع الذي تعرضت له هذه الشحنة «التردد» وعلى مقدار الطاقة المستخدمة في استثارة هذه الشحنة وهي الطاقة المنتشرة في الفضاء والمسافة الفاصلة بين مصدر انبعاث هذه الطاقة والجسم وزمن التعرض لهذه الطاقة، لابد أن يعلم الجميع أن الموجات الكهرومغناطيسية لم يتم اختراعها بواسطة الإنسان بل هي من مكونات الطيف الكهرومغناطيسي الذي يعتبر مورداً طبيعياً وجد منذ أن وجدت الحياة وكل ما في الأمر أن الإنسان يستفيد من هذا المورد الطبيعي لتوليد الترددات اللازمة له في عدة تطبيقات في جوانب الحياة كالاتصالات والطب والصناعة وذلك عن طريق استثارة ذرات العناصر الطبيعية.
صحة الإنسان ومنح التراخيص
ما الضمانات التي تشترطها الوزارة على شركات الهاتف النقال؟
منح التراخيص في اعتقادي لايمكن لإنسان نصف عاقل أن يتسلق على العمود الحامل لهوائيات الهاتف الخلوي فوق سطح المنزل وينام بجانب الهوائيات حتى أتمكن من القول أن جزءاً كبيراً من طاقة الإرسال تم امتصاصها عبر النسيج الحي لرأس هذا الإنسان ومن المحتمل أن يسبب امتصاص هذه الطاقة أضراراً على وظائف الدماغ والجهاز العصبي، لكن أن تكون على بعد عشرات الأمتار وبشكل متحرك ولايسلط عليك بشكل مباشر الإشعاع الصادر من الهواء ولابد أن نعلم أن متراً واحداً تسير فيه الطاقة الراديوية في الفضاء يضعف الطاقة بشكل ملحوظ هذا إذا كنت تتحدث عن تأثير أبراج الخلوي على وظائف الدماغ والجهاز العصبي وإن كنت تتحدث عن تجارب معملية لدراسة التأثيرات المحتملة للأشعة الراديوية على الخلايا الحية هذا موضوع آخر له معايير مختلفة تستخدم في الدراسات الأولية وليس في الجوانب التطبيقية بغض النظر عن الاستخدام غير السليم والممارسات الخاطئة التي لاتلتزم بالتعليمات والخطط الإرشادية لمعايير الأمان.
مثلاً العلاج الذي يباع في الصيدليات من حيث المبدأ هو مركبات كيميائية مضرة بالصحة ولكن الدراسات التي أجريت على تحديد سمية هذا العلاج أعطت مقدار الجرعة التي يمكن أن يستخدمها الإنسان كعلاج يساعد على شفاء الجسم من المرض خلال أوقات معينة ولفترة زمنية محددة ولو أن الإنسان استخدم هذا العلاج بكمية أكبر بكثير من الجرعة الموصى بها النتيجة من دون شك ستكون وخيمة.. لكن هل يمكن أن تقول يجب إغلاق الصيدليات المنتشرة في أحياء المدن للحفاظ على الصحة؟ في اعتقادي لايمكن أن يصدر مثل هذا الكلام إلا من إنسان غير سوي وعلى هذا الأساس يمكن أن نقيس التأثيرات والأضرار المحتملة للهاتف الخلوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.