انسلّت من بين أريج البخار, عيناها تقطع المحيط.. تجلس على حصيرة ترشف مياه البحر, تشارف شمس في سماء صافية تقلّب يديها بين سحب تسحبها السماء من أطراف البحر.. يوم جميل حملته مدارات من قوارب حب تعطره أشعار نزار.. جلستي المربوطة تجعلني أحمل نظري بشرفة جسد ما مع لمسات يدي مداعبة حبات رمال حارة. ما أجمل هذا الوجه.. كأنه يكسوه دخانٌ أبيض ما أجمل هذه العين التي تسكن بداخلها سحابة سوداء نهدٌ محمولٌ بقشرة حمراء كفٌّ متسخٌ بأريج أبيض تلامسه ثعابين ملتوية لا تؤذي وناقشات حبات اللؤلؤ في صدر أجلع, يضيء كهلال تلقمه صفائح البحر.. يشتت الألوان ناقوس ذاكرتي زال.. لتكويني أنت رداء لناقوس آخر, رائحة عطر موزعة مع نوع من البهاء يطرزه رونق صياح الأطفال, عصافير كحبات لؤلؤ متناثرة يلونه شعاع قوس قزح, كنز مبلل بالدخان عائم داخل فستان رمادي, وأزيد أتلقى من بسمة وجه في نهد أحمر مع همسات خفيفة يحبوه صوت ضحك تلونه أصوات تتعالى بصوت فيروز يرتعش القلب يلامس دخاناً متناثراً حول صبية تلعب برمان أبيض فتتهاوى قرب التراب.. تركض بين أشجار وردية.. حول بحار مزخرفة.. بقدمين تأكلهما حرارة التراب.. مع سقوط الأزهار تلامس ذبذبات من لمحات أطفال تترامى بحبات القطن, لتضحك تسعدها ترهات الأطفال مع صفير القوارب, تقلب خدها بين كف رقيق لام حنون.. «وتبقى أحلامنا واحدة كفاً في كف ليصبح كفاً واحداً».. حولنا أمواج تلعب بالساحل, وهي تسحب بلداناً أخرى, هذه قلعة صيرة صنعت هنالك من أجل أن تحرس هذه الشواطئ الجميلة, غناء طيور النورس تركب السماء, مع همسات أصوات صيادين.. مكحل بعبق يحمل أحلاماً طويلة برائحة عطرية نفاذة, قوارب لا تعرف غير البحر وهي تخط في شيء من اللا تيه تلتف البحر. وقفت أمام عيني يدها تلامس الأفق حيث الشمس, والأمواج تعج مودعة يوماً بهيجاًَ, المدينة بدأت تنزاح برمال سوداء, وأولاد الليل قد بدأت تسرج الأنوار المطرزة بعنوان الجمال. قالت انظر ياحبيبي هذه الشمس قد تغير لونها, الأفق بدأ يأكل جزءاً منها، انظر العصافير بدأت ترحل إلا بعضها متشتتة في اتجاهات مختلفة تجر قناطر حديد على أرصفة صلدة. الأولاد قد دوختها اللعب, هيا لنعد إلى حيث أوكار العصافير, تمسح عيون يوم بهيج تكلله الفرحة. انزاح البحر يأخذ ما تبقى من قوارير الليمون الفارغة يسحبها القمر, نهشت تسحب أطفالها مع ما تبقى من أثاث يوم في الذاكرة, قمت مسرعاً سحبت قدمي مودعاً يوماً جميلاً, الزمن يمر من تحت أقدامنا, شوارع تضج بأصوات المجانين وبائعي القات, أقدام تشابه حركات الصراصير, يمد الشارع صياحه يغلف آذان المارة, الليل يلملم الشاردين كالأطفال. البيت كما هو دون أنوار, سلّم تغبره لمسات البيانو.. أطفال تسحب ألعابها الهيكلية على البلاط, غرفة تزينها ورود مع نرجسية النوافذ, بلبلة الرياح تلامس شراشف النوافذ, مالت على السرير, أغمضت عينيها قليلاً بعد أن سلخت العرق الدائخ.. بدأت عيناها تختفيان بين ظلام أسود وهي تحاول أن تسرق النعاس بشيء قليل..