أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الآلية الخليجية.. خارطة طريق للثورة اليمنية
نشر في الجمهورية يوم 21 - 05 - 2012

شكلت ثورة الشباب الشعبية.. محطة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر.. والتي كان لابد منها كي يعاد النظر في كل ما مر به الوطن.. من أوضاع مأساوية في جوانب عديدة وأبرزها الأوضاع الاقتصادية والفساد والتشظيات السياسية.. وبالتالي هو ماكان للثورة الشبابية من أن تأخذ طريقها في إحداث تحولات جديدة لما من شأنه تغيير مكونات النظام السابق حتى يتسنى للقوى المتطلعة إلى المستقبل في بناء الدولة المدنية الحديثة.. والتي تنادي إلى المواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان وحرياته وبالرغم من تلك الأحداث التي عاشها اليمنيون خلال العام الماضي وما ترتب عليه من انعكاسات على مستوى الواقع فقد مثلت بكل أبعادها ومعاييرها ثورة سلمية حيث كان فيها عقلانية وحكمة من قبل الشعب اليمني الذي تعامل بكل هدوء ومرونة، وغلب لغة الحوار على لغة الحرب.وهو ما أفضت إليه الأوضاع في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية بين أطراف الصراع السياسي في اليمن وذلك من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد التوقيع عليها من قبل الأطراف المعنية بذلك.. والتي تضمنت آليتها مصفوفة رائعة.. وكانت بمثابة قارب نجاة لجميع اليمنيين.
فضلاً عن كون اليمن تحتل موقعاً جغرافياً هاماً.. على مستوى المنطقة وخاصة من حيث التجارة العالمية.. وبالتالي هو ماكان للوساطة الدولية.. من أن تلعب دوراً في هذا الشأن.. وتصدر قرارها.. والمعروف بقرار مجلس الأمن رقم 2014، ليكون مؤيداً وداعماً لآلية المبادرة الخليجية.. والتي تتضمن صعوبات في طريقها.
بمناسبة ال22 من مايو 90م.. ارتأينا من خلالها، أن نلتقي عدداً.. من الأكاديميين لنعرف من خلالهم وجهة نظرهم حول النجاح الذي حققه الشعب اليمني.. من خلال إلتزامه الهدوء وضبط النفس وتحليه بالحكمة والعقلانية في مرحلة أحداث ثورة الشباب السلمية.. فضلاً عن ايجابيات المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014م.
فإلى حصيلة هذه اللقاءات:
الشعب اليمني.. تعامل بحكمة
يتحدث الدكتور عبدالحكيم عبدالحق.. رئيس قسم التاريخ جامعة تعز.. من وجهة نظره..بالقول:
بداية تأتي هذه المناسبة.. وهي مناسبة احتفال شعبنا اليمني.. بعيد أعياد الوحدة اليمنية ال22 من مايو 90 م في ظروف استثنائية سيما بعد الثورة الشبابية السلمية التي شهدها اليمن.. خلال السنة الماضية..
وحقيقة من خلال نظرتنا لمجريات الثورات العربية في البلدان العربية الأخرى.. تأكد لنا جلياً كيف تعامل الشعب اليمني بحكمته المعروفة التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال: الإيمان يمان والحكمة يمانية، حيث ظهرت رقة القلوب والأفئدة التي وصف بها أهل اليمن.. وذلك من خلال إدارتهم للأحداث التي حصلت خلال هذه الثورة الشبابية السلمية بقدر ماكانت الخسائر في أدنى مستوياتها حيث كان هناك تواصل بين كل الأطراف مع أحداث هذه الثورة.
ثورة سلمية
مواصلاً حديثة بالقول:
ولا يخفى بأن هذه الثورة كانت بمعنى واضح وبكل المعايير، ثورة سلمية.. رغم إنها ثورة.. إلا أنه كان فيها عقلانية وحكمة حتى من الطرفين، حيث جنبت اليمن ويلات الصراع، بحكم أن اليمن بلد مسلح وبلد قبلي.. إلا أنه رأينا كيف أن قيم اليمنيين الأصيلة تجلت في هذه الظروف وأن كان الناس يخشون، أو كانوا يرشحون اليمن بأشد الحروب الأهلية والنزاعات.. إلا أنه كانت هنالك تجليات في قيم الأخوة، والقيم القبلية الأصلية.. التي نحن ننتظرها من القبيلة.. ومن تلك القيم التي ظهرت بعد ذلك واتسمت بها القبيلة حيث رأينا أبناء القبائل يضعون أسلحتهم في بيوتهم ويلجأون إلى الساحات مطالبين بالتغيير بأسلوب راقي وبدون أسلحة.
لغة راقية
وأضاف الدكتور عبدالحكيم قائلاً:
بالوقت الذي كان الشباب.. وكذا اللغة التي كان يتعامل بها الناس هي الأخرى كانت لغة راقية إلى حد ما، بقدر ماكان للأشقاء في دول الخليج العربي، دوراً كبيراً، في وصول نجاح هذه الثورة بدون خسائر كبيرة.
حرص الخليج على اليمن
وعن الإيجابيات الوطنية في تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014..
يتحدث الدكتور: عبدالحكيم عبدالحق قائلاً: بالنسبة للمبادرة الخليجية، أنا أظن إن الأخوة في الخليج العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية هم حريصون على اليمن من كل الجهات، لأن مصلحة اليمن مرتبطة بمصلحة دول الخليج وكذا أمن اليمن ودول الخليج، مرتبط بأمن اليمن، والتنمية في اليمن خلافاً لما يدعيه البعض.
وبالتالي.. أنا أعتقد إن الخير في اليمن هو خير للسعودية، وخير السعودية هو خير لليمن فهما دولتان شقيقتان وكذلك الأمر بالنسبة لدول الخليج العربي.
أتت في وقتها
لذلك أقول بأن المبادرة الخليجية أتت في وقتها وكانت نهاية سليمة إيجابية حضارية، مثلت خصوصية إدارة الأحداث في اليمن بعكس في المناطق الأخرى، أو في الثورات الأخرى مثلاً في ليبيا، أو مصر، أو سوريا لحد الآن مازالت الأمور غامضة لديهم ففي كل يوم نسمع مئات القتلى، حيث كان تدخل الأخوة في السعودية وفي دول الخليج العربي.. تدخلاً محموداً ومقبولاً من الشعب اليمني لأن الشعب اليمني لا يحمل في ضميره وفي وجدانه، وقلبه، وعقله إلا كل الخير لإخوانه في الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
الاستقرار مطلب وغاية
وقال وبنفس الوقت، نعرف إن الأخطار التي تهدد اليمن هي أيضاً تهدد السعودية وتهدد دول الخليج العربي وحتى الذين يقولون إن العملية هي مصلحة لأنهم خائفون من تسرب الأحداث إليهم فأعتقد أن الاستقرار الآن هو مطلب وغاية منشودة في كل المنطقة.
بقدر ما هنالك أخطار معروفة عند الجميع حيث إنها أضحت تهدد كل العرب وبالتالي ينبغي الآن أن يتنبهوا إليها ويصطفوا لمواجهتها.. فيما نحن عارفون الآن ونسمع أيضاً عن تحول أو رغبة تحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربي، إلى اتحاد له صفة دولية، وله تمثيل دولي واحد.
ولذلك أنا ما أطمح إليه هو أن تكون هناك وحدة لشعوب الجزيرة العربية باعتبار إنها تنطلق من أرومة واحدة ومن أصل واحد، ومن ثقافة واحدة.
على العرب أن يتنبهوا
يضيف الدكتور:عبدالحق: على هذا أعتقد أن هناك من ينادي في المملكة العربية السعودية أن يكون هناك إطار أكبر يجمع شعوب الجزيرة العربية في وحدة واحدة، قد تكون بصفة فيدرالية أو كنفدرالية.. المهم أن يكون هناك إطار، لأن العرب الآن أصبحوا مستهدفين وبالتالي عليهم أن يتنبهوا لما يدور من حولهم، لكي يكونوا قوة تليق بحجمهم السياسي، والاقتصادي والجغرافي والتاريخي.
أتي كضابط للقوة السياسية
وبالنسبة للقرار 2014م ماله من تأثير وأهمية على مستوى اليمن يضيف الدكتور عبدالحق:
قرار 2014، الصادر عن مجلس الأمن أتى كضابط للقوة السياسية الموجودة في اليمن، بقدر ما كان له دوراً كبيراً كإطار دولي لحل المشكلة اليمنية، وإلزام الأطراف المعنية، وضغط أيضاً على الأطراف لتنفيذ المبادرة الخليجية، لأن هذا القرار أصبح يؤيد المبادرة الخليجية، وبالتالي أصبح لها بعد دولي، وأصبح المجتمع الدولي معني بشأن اليمن.
المهم في الأخير، أن هذا القرار نأخذ منه ما يفيدنا بعيداً عن التدخل في شأن اليمن وبنفس الوقت إن هذا القرار كانت له إيجابية كبيرة من حيث أنه لحد الآن مندوب الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر هو أيضاً يقوم بدور الإشراف على تنفيذ هذا القرار.
الشعب ترجم قيم الحكمة
من جانبه تحدث الدكتور: عبدالله حاتم المخلافي قسم التاريخ جامعة تعز..
حول النجاح الذي حققه الشعب اليمني من خلال التزامه الهدوء وضبط النفس وتحليه بالحكمة والعقلانية في مرحلة أحداث ثورة الشباب السلمية.. فقال:
ترجم الشعب اليمني خلال فترة الثورة السلمية قيم الحكمة وترجيح وتغليب لغة العقل على لغة التخريب وكذا غلب مفاهيم الحوار على مفاهيم الدمار، وهذا لم يأت من فراغ إلا من خلال وصول جميع الأطراف إلى واقع إنه لا مناص ولا مفر من التفاهم والوصول بالبلد، إلا برؤية واحدة خلاصتها في أن الأمن والاستقرار هو قارب النجاة الأوحد، وإن السير في غير هذا الطريق سيسير بالبلاد إلى الهاوية والتشظي، وإلى طريق لا نعرف عواقبه ونتائجه بقدر أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا حكمة من أراد خروجها بأمن واستقرار وعبر مؤسسات دستورية تضعنا جميعاً أمام مسار لابد أن تنتهجه دوماً للخروج من هذه الأزمة، ومن هذا المأزق وأن السير في هذا الدرب لابد وأن يوضع ويسلم إلى أيد امينة قادرة على تحمل أمانة المسئولية للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
الحوار...هو الوسيلة الأنسب
أما عن الإيجابيات الوطنية من تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ..وقرار مجلس الأمن رقم 2014، فيتحدث ..الدكتور..عبد الله المخلافي قائلاً:
تتمثل الإيجابيات الوطنية...أنه مهما تعددت أساليب الطرح للمشاكل بمختلف أنواعها فإن الحوار هو الوسيلة الأنسب للتعاطي معها من أجل الخروج برؤية موحدة لحلها وذلك مهما كانت المشكلة كبرت أم صغرت إضافة إلى التأكيد بأن مصير الوطن ..في بقائه موحداً أمناً مستقراً ..وهذا ما أكدته المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014، كون بقاء اليمن موحداً آمناً مستقراً له انعكاساته الإيجابية على محيطه وكذا على جيرانه في الخليج، وأيضاً على الأمن والسلم العالمي باعتبار أو كون اليمن تتحكم بأهم الممرات الدولية في العالم ..وهو باب المندب...
على اليمنيين الاتجاه صوب المستقبل
- كما تحدث ..الدكتور...عبد القادر مغلس.قسم اللغة الانجليزية .جامعة تعز...في نفس السياق قائلاً:
دخلت اليمن مرحلة جديدة بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن. وكان يوم 21 فبراير الماضي محطة لينطلق فيها اليمنيون صوب المستقبل.فقد عانى الشعب كثيراً خلال الخمسين عاماً الماضية في الشمال والجنوب ودفع الثمن جماجم ودماء من أعز وأغلى رجاله..وها هو اليوم يودع مرحلة وستقبل أخرى ويطوي صفحة ويفتح ثانية رغبة منه في تجاوز التحديات لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة..وعلى اليمنيين جميعاً بمختلف توجهاتهم السياسية استخلاص الدروس والعبر من سيرتهم الماضية لتصويب مسارهم القادم فاليمن لديها من المقومات الكفيلة ما يجعل المستقبل أكثر ازدهاراً ورفاهية..وعليهم الارتقاء فوق الأحقاد والضغائن التي ولدتها الأزمات الماضية وتحديداً الأزمة التي عصفت بالبلاد العام الماضي..وتاريخيأ ليس بحاجة إلى المزيد من الآلام والتأوهات فلدينا من الفجائع ما يكفي ولدينا قبائل من الجراح، على اليمنيين الاتجاه صوب المستقبل والجلوس إلى طاولة الحوار الوطني القادم للخروج برؤية صادقة تحدد هوية المستقبل.
المبادرة جاءت في وقتها
- وعن الإيجابيات الوطنية من تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 يتحدث ..د. مغلس بالقول: جاءت المبادرة الخليجية في وقتها المناسب لتضع حداً لنزيف الدم اليمني وتتضمن آليتها التنفيذية مصفوفة رائعة يجب الالتزام بها من جميع الأطراف وهي في حقيقة الأمر خطوة البداية في مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة ويجب أن نعترف بأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن 2014 منظومة بمثابة قارب نجاة لجميع اليمنيين وعليهم أن يحافظوا عليه من الغرق وكذلك شكلت هذه المنظومة سياجاً واقياً إنقاذا لليمن من التشظي والانقسام لأنها أكدت على يمن واحد وموحد وهذه هي القضية المحورية بالنسبة لشعبنا اليمني العظيم الذي يحتفل اليوم بعيد وحدته المباركة فقد كان يوم 22 مايو 1990م هو الميلاد الحقيقي لليمن الجديد وهذا اليوم هو عيد الأعياد وهو عيد ميلاد لكل يمني يحب وطنه وشعبه وعليهم أن يحافظوا على منجز الوحدة بكل ما يمتلكون من قوة وإمكانات مادية ومعنوية.
دموية التراث الثوري العربي
وتحدث أيضاً الدكتور: محمد سعيد المعمري كلية الحقوق جامعة تعز: حول النجاح الذي حققه الشعب اليمني من خلال التزامه الهدوء وضبط النفس وتحليه بالحكمة والعقلانية في مرحلة أحداث ثورة الشباب السلمية بالقول:
بادئ ذي بدء ينبغي القول أن العقل السياسي العربي على امتداد تاريخه الطويل، لا يعرف سبيلاً إلى التغيير المجتمعي، إلا عبر القتل المضاد، وهو ما أصبح يعرف “بالفتنة” التي نظر فيها الفقهاء وأقروا بأنها قاعدة عامة مؤداها عدم جواز الخروج على الإمام، ولو كان جائراً، وذلك مخافة من الثورات التي تسفك فيها الدماء وتزهق الأرواح.
والإسلامي أيضاً
مواصلاً حديثه بالقول: ولذلك نجد إنه على مدى تاريخ العرب السياسي كانت الأنظمة المتعاقبة، والتي تأتي عن طريق القوة والسلاح، والفتك بالآخر لا تختلف بعضها عن بعض في شيء فكان يذهب مستبد ليأتي بدلاً عنه مستبداً آخر.
ويذهب ديكتاتور ليستبدل بديكتاتور آخر وهكذا.. وهذا الوصف ينطبق على التاريخ العربي الإسلامي كله، قديمه وحديثه ومعاصره، باستثناء بعض اللحظات التاريخية وهي قليلة، ويكاد أن يكون قاعدة عامة لا يشذ عنها نظام ولا يخرج عنها مجتمع، فالدولة الأموية مثلاً نكلت بالعلويين والعباسيين عندما ثأرو ضدها، وعند قيام دولة بني العباس، لم تألو جهداً في إقامة خلافة قائمة على الحديد والنار، وهو ما ظهر في تعاملها مع بني أمية، إلى حد إخراج عظام موتاهم من القبور والجلوس عليها في مأدب للطعام، انتقاماً منهم وقس على هذا كل الأنظمة اللاحقة.
تميز سلوكها بالعقلانية
مستطرداً.. في حديثه..
وكما يقال بضدها تتميز الأشياء.. لذلك يمكن القول أن الثورة التي قادها شباب الثورة قد تميزت بسلوك مخالف لما عهده التاريخ السياسي لدى العرب، إذ تميز هذا السلوك الثوري بالعقلانية.. واللاعنف في مقابل عنف النظام الذي بقي مخلصاً لتاريخ وثقافة العنف المجتمعي الذي تراكم على مدى العصور وثقافة اللاعنف التي انتهجها ورسخ مداميكها كل من “غاندي” وتولستوي، ومن بعدهم مانديلا، وسلكها الشباب في اليمن طريقاً عملياً في مواجهة العنف.. هي ما أثمرت عنها الثورة الشبابية من نجاح نسبي في تفكيك منظومة القوة والعنف المضادة، التي ظلت النظم السياسية المتعاقبة في اليمن تمارسه في ثوراتها ضد بعضها البعض.
دون أن تثمر نظاماً سياسياً ديمقراطياً رشيداً قائماً على المواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان وحرياته..
انتهاج سياسة اللاعنف
وقال.. الدكتور المعمري:
وإذا كان الشباب اليمني وفي مقدمتهم شباب الثورة قد غيروا مسار التاريخ بانتهاج سياسة اللاعنف، على الرغم من توافر كل شروط العنف.
فالأمل أن يستمر هذا الطابع اللاعنفي حتى تحقيق كامل التحول الثوري الذي يحمل طابع السلم، وثقافة الحوار.. لأنه لابديل، عن هذا إذا أريد أن تتغير الآليات القديمة بآليات جديدة ينبني على أساسها نظام ديمقراطي تنبثق عنه ثقافة جديدة لا يكون العنف والقتل والتدمير، لأن نظام يأتي عن طريق كل هذه الآليات لا يمكن إلا أن يستمر في حمل فساده وبذرة هلاكه في داخله..
بناء نظام جديد
وعلى هذا السياق أقول حان الوقت لبناء نظام جديد يختلف عن كل الأنظمة التي تحمل بذرة هلاكها من داخلها، وهو أمر ينبغي على المجتمع اليمني بكافة أطيافه الانتباه إليه وفي مقدمتهم شباب الثورة.
تباين في الآراء
وعن الإيجابيات الوطنية من تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014..؟
يتحدث الدكتور/ محمد سعيد قائلاً:
تباينت الآراء حول قيمة المبادرة الخليجية وما إذا كانت قد جاءت بنفع ما لثورة الشباب السلمية، ومن بعدهم كافة أطياف الشعب اليمني فمنهم من يرى أنها جاءت هدية مجانية للنظام وعملت على إنقاذه من سقوط حتمي إذ كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، ومنهم من يرى أنها شكلت حداً معقولاً لكل الأطراف، إذ البديل عنها هو مزيد من القتل والتدمير والعنف، لأنه لابديل عن عنف النظام سوى عنف آخر قد تمارسه بعض قوى الثورة التي ترى أن العنف أنفى للعنف، والقتل أنفى للقتل.
المبادرة محصلة مصالح
مواصلاً حديثه بالقول:
وعموماً فهذه المبادرة هي محصلة مصالح قوى محلية، وإقليمية، ودولية، والتي ترى في اليمن موقعاً استراتيجياً يتعذر تركه نهباً للفوضى، والتي ستنعكس سلباً على مصالح بعض الدول فالقاعدة يشتد ساعدها ويقوى، والحراك في بعض تجنحاته يميل إلى العنف، وفك الارتباط.
ومرتبط بقوى خارجية طامعة في إيجاد موطئ قدم لها في اليمن، والحوثيون لايقبلون بأقل من أن يقتطعوا مساحة من الوطن لكي يقيموا عليها دولتهم، المنصوص عليها في الآثار المختلفة.
والشباب الذي ينشد دولته المدنية.
المعادلة السياسية
وأضاف الدكتور المعمري:
وفوق هذا كله هناك نظام يصر على البقاء في المعادلة السياسية، ولو كلف ذلك قيام حرب بسوس عصرية تحل الدبابة محل الخيل، والمدفع محل السيف، ولو استمرت هذه الحرب لأربعين سنة قادمة.
إذاً هذه الإشكاليات والتعقيدات في السيناريو اليمني أفضت في المحصلة الأخيرة إلى تمخض هذه المبادرة التي ربما من إيجابياتها كبح كل هذه القوى المختلفة بإيجابياتها وسلبياتها.. وتسليكها على قضبان حديدية تؤدي إلى طريق معلوم بعيداً عن المجهول الذي كان يمكن أن يؤدي إلى نهاية مجهولة، لا يدرك أحداً مآلتها.
توحيد كل قوى المجتمع
وقال الدكتور المعمري:
والمؤمل أن تفضي هذه المبادرة إلى توحيد كل قوى المجتمع المدني الحديث التي تؤمن بضرورة قيام دولة مدنية حديثة، قائمة على حكم القانون وصيانة الحريات، والحقوق العامة وهو ما يشكل ضمانة لحماية مصالح الشعب اليمني أولاً.. ومصالح الدول التي ترى في اليمن المستقر والقوي والمزدهر ضماناً لمصالحها هي أيضاً.
حصيلة جهود
أما أ. د: محمد علي قحطان أستاذ الاقتصاد جامعة تعز فتحدث حول الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 بقوله: أتت هذه الآلية حصيلة جهود محلية ودولية حثيثة لتجنيب اليمن المزيد من الصراع والاقتتال الذي دام عشرات السنين إلى أن انفجرت الثورة الشبابية الشعبية، معبرة عن وصول أحوال البلاد إلى مستوى يصعب تحمله.. وعلى هذا.. كان لقيام الشباب اليمني تفجير الثورة الشبابية الشعبية بالغ الأثر، واشتداد الصراع السياسي، وفرز المجتمع إلى قوتين منهما قوة مؤيدة للثورة، وأخرى مناهضة وبالتالي أخذ هذا الصراع، يشتد مع كل تصعيد للأعمال الشبابية الثورية، التي أخذت تتصاعد ويتسع تأثيرها ليشمل كل مناطق اليمن.
الممانعون للتغيير
وأستطرد قائلاً : ولأن الثورة الشبابية بأهدافها المعلنة تهدد مصالح الكثير من رموز النظام السياسي القائم.. فقد كانت الممانعة من قبلهم في إحداث أي تغيير على الواقع ومن خلفهم مراكز قوى سياسية، وعسكرية أدمنت على جني المكاسب الشخصية غير المشروعة وبالمقابل إصرار قوى الثورة على إنهاء النظام ورموزه لإقامة دولة مدنية عادلة تعيد للثورة اليمنية، مكانتها، وتبدأ مرحلة بناء اليمن الجديد، على أسس عصرية تخرج اليمن وشعبها من المعاناة التي كانت تشتد وطأتها باستمرار.
لموقع اليمن الهام.. برز الاهتمام الدولي
مواصلاً حديثه بالقول :
ونظراً للموقع الجغرافي الهام لليمن كونه يطل على أهم ممر بحري عالمي لمرور التجارة الدولية وعلى وجه الخصوص النفط بالإضافة إلى ملاصقته لأهم حقول النفط العالمية فقد برز الاهتمام الدولي وأخذ يتصدر مشهد التوسط بين الأطراف السياسية المتصارعة قوى الثورة، ممثلة بتكتل أحزاب المشترك.. وقوى النظام ممثلة بالرئيس السابق.. علي عبدالله صالح،وتنظيم المؤتمر الشعبي العام، وتوج بنشاط إقليمي تقوده السعودية.
أفرز بعدها عن المبادرة الخليجية لحل الصراع بين قوة الثورة من طرف وعلي عبدالله صالح، وأعوانه من الطرف الآخر.
المبادرة توجت بدعم دولي
وقال أ د : محمد علي قحطان
وعندما فشلت دول مجلس التعاون الخليجي في إنجاح جهودها بإحلال المبادرة الخليجية توجت هذه المبادرة بدعم دولي، قادته الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، الأمر الذي أوصل المبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن الدولي واتخاذ القرار الدولي 2014، الخاص بدعم المبادرة الخليجية.. وتم إرسال المبعوث الدولي جمال بن عمر .
المبادرة بآليتها التنفيذية بإشراف مجلس الأمن.
بعد توقيع المبادرة بدأت الآلية تترجم
مضيفاً بالقول :
وبعد توقيع المبادرة وآليتها التنفيذية، من قبل طرفي الصراع، المؤتمر وحلفاؤه وتكتل أحزاب المشترك.. بدأت الآلية التنفيذية تترجم على أرض الواقع.. مع كثير من الصعوبات.. حيث أن المبادرة تضمنت إجراءات نقل سلمي للسلطة.. والانتقال لواقع سياسي، جديد يضمن تحقيق أهداف الشعب اليمني المعبر عنها بواسطة القوى الشبابية، ومن ورائها تكتل اللقاء المشترك.. والقوى المدنية، والعسكرية المؤيدة للثورة.
خارطة طريق
وأضاف قائلاً:
وبرأينا أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية لحل الصراع في اليمن، شكلت خارطة طريق لقوى الثورة اليمنية فهي تتضمن:
1 انتخابات مبكرة للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي بدلاً عن علي عبدالله صالح.
2 إحلال الأمن والاستقرار في جميع مناطق اليمن، من خلال تشكيل لجنة أمنية برئاسة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي لتولي إزالة كافة أشكال التوتر، والصراع بين القوى العسكرية المنضوية تحت تأثير الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأفراد أسرته من القادة العسكريين من طرف، ومن الطرف الآخر، القوى العسكرية التي أعلنت ولاءها للثورة ومعها تشكيلات قبلية مسلحة.. مؤيدة للثورة.. وبنفس الوقت تواصل جهودها لإنهاء هذا الصراع نهائياً من خلال إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن على أسس وطنية مهنية وبعيدة عن التأثيرات المناطقية والقبلية والأسرية والحزبية باعتبارها أداة الشعب في الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن والاستقرار من خلال المهام المنصوص عليها في الدستور.
3 تشكيل لجنة تواصل تعمل على التواصل مع مختلف القوى السياسية وشباب الثورة والتهيئة لعقد مؤتمر حوار وطني.. مهمته التوصل لتوافق شكل الدولة اليمنية الحديثة التي تؤمن معالجة القضية الجنوبية، وقضية صعدة ومختلف القضايا المتصلة ببناء الدولة المدنية الحديثة التي نؤمل أن تنهي كل أشكال الصراع المسلح وإحلال التنافس السياسي البناء لليمن.
4 صياغة مايتم التوصل اليه في مؤتمر الحوار.. في نصوص دستورية ثم الاستفتاء الشعبي على الدستور.
5 إعداد قانون انتخابات جديد في ضوء النصوص الدستورية ذات العلاقة ثم إجراء الانتخابات البرلمانية.. وفقاً للنظم المتفق عليها.
صعوبات تنفيذ المبادرة
يضيف أ.د. محمد علي قحطان:
طبعاً تنفيذ هذه المهام تواجه بالكثير من الصعوبات أبرزها:
انقسام الجيش وممانعة أهم قياداته الميدانية في الانصياع لأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة.. فقد تعودت على أن تصدر الأوامر وتعمل ماتريد ولا أحد يجروء على تحدي أرادتها وكذلك مشكلة القاعدة والمشكلة الاقتصادية، والفساد، الذي تغلغل في كل مرافق الدولة وانفلات الأجهزة الأمنية، والعسكرية، والإدارية الذي اعتادت عليه مؤسسات الدولة طيلة الفترة التي أعقبت ثورة سبتمبر واشتدادها في العشرين السنة الماضية..
نجاح هادي
وأضاف قائلاً:
وبالرغم من كل ذلك نرى أن القيادة اليمنية الجديدة ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، تحقق تقدماً مستمراً في تنفيذ آلية المبادرة وبإرادة قوية تواجه كل أعاصير التحدي من القوى المناهضة للثورة.. إنما هي مسنودة بإرادة شعبية وقوى الثورة الشبابية.. والدولة الراعية للمبادرة، ومجلس الأمن ولذا فنحن نشعر بكل ثقة أن الثورة اليمنية الثالثة “الثورة الشابية الشعبية” ستمضي قدماً محققة أهدافها العظيمة التي على رأسها بناء الدولة المدنية الحديثة، التي تعيد للإنسان اليمني عزته وكرامته، وتحقق التطور الاقتصادي والاجتماعي، الذي يمكن الدولة اليمنية من الاعتماد على نفسها في رعاية شعبها وتأمين متطلبات حياته وتقدمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.