أيها الصقر خيمتك على حافة جبل لا عمود يثبتها بجذع شجر الإعصار القادم من الغرب يفتتها لا شيء لك سوى ذرات الغبار المحفورة في بؤبؤ عينيك وأنت تصارع حيتان القرش تخافهم... تتظافر بالحياة تضرب بالماء وتصطاد صفرا لكنك عاجز عن التسديد في عينيه المنحوتة في محرابك وعلى شارع النخيل عملتهم النارية تأكل زنابقنا... في كل العصور تحاصرك الأنا فلا جدب ولا إخصاب ليس لك قرار أترى أنت تائه لا تعلم المسار؟!! تركض كفارس عملاق في شارع جمال لكن تتأبطك الغربة فيه تجهل أن نبضك مخنوقة يحضنها ارتجاف وصوتك ليس كصوته فحنجرتك يعتريها الصدى وصدقك باهت اللون يستغيث في لحظة الحسم بضحكة الفرار كلماتك لم تحبل بعد بالمسيح ولم تصل بقلب محمد، ولم تصنع لرحلتك فلك نوح، وما أقمت للمسحوقين من بعدك مدافن يوسف؟ .................. أيها البرق كم كنت جاهلاً لما يحدث في المغارة وبذاك الرجل الذي يشعل النار فيها وكيف ينمو ليل الغابة منحوتاً على جسده نجمة تنسدل من عينيها الخيانة ماذا فعلت بصراخك؟ بعته! أتنكر ذلك؟! عبثاً!!! وأنت تسكن الشتات وترتحل من منفى إلى منفى غريباً وسط الحشود، زادك الأمنيات وما تبقى من نخوة الرجولة جمالاً حين اعتليت جنح النهار، منقارك كان جريئاً يؤخز الليل حضوراً على شفاه الضوء في اتساع الروح لكنك دفنته عند احتضار القبح تسلم عنانك للريح... للانكسار لذوائب المدح، تعتريك سرابا صدقت أنك تدير الخارطة إليك تستلبها من كف ثعبان وأنك ترسم بريشة فنان ألق الزمان وأنت ما أنت؟ سوى ضجر بركان يلقي حممه وينتحب في حضن الذكريات إلى متى ستظل قابعاً في زنزانتك؟ ألا ترى كبرى تداعب أطفالنا؟ تتسور بها النساء جراد جرباء في آخر رمق تزحف نحوك تأمل.. يحصدك الوهم السماء ما رسمت قوس قزح لن تزرع القمح بعد مازالت في حضن الغبار في عينيك جذع نار لكن سيفك يهذي وروح التراب .................... أتقطب وجهك؟ أتولج في الجحود؟ أما تنهش جسد أمك الغربان وأنت عارياً زلزال وبروق عمياء سحقت شارعك ففرت زواياه منك تطاردها يطاردونك!! من سيلحق من؟ أنت فيه راكض تبحث عن جواد أصيل وخلفك عجوز تصرخ تمهل الدائرة تدور وأمك ثكلى وتؤامك باع ما تبقى من حطام الصقور ........... أيها الضجر بعضك متخم وبعضك يتضور جوعاً وعيناك الضريرة تنقش على جفنيك خرافة، وقلبك محاصر خلف جدار تمتص فخذ الجريمة، تنفث فيها جراحاتك القديمة تقبلك جمرة الثلج ألماً فتنساب ثملاً في عيون الشط بين الضباب تسرقك تعرجات كفك المبتورة عند أول نقطة عبور لشريان المدينة يقلمك الصقيع، وأنت مشنوق على صدر الريح المقنع بالهزيمة تقرأ الصبر خلف كتاب من ثغر الرمل يتوالد الفجر مكفناً بنبض الاكتئاب تنحتك الحقيقة قلقاً في بطن وادي الذئاب احنطك بسجع عذاب عذاب أرمق ولادة متعسرة على مرفأ عقاب ليتني ألحن في حرفٍ وأنا أغزل بوح خطاب!! .................. أيها الحلم لم يفجرك الأنين انطفاء؟! أما يزيدك الجرح صقلاً وانصهاراً؟!! كيف تشكو بابل النهر الذي يمر بين أصابعها زهرا، أما زادها عنفواناً؟ تتبعثر على ثغر دمشق غياب خرابا صراعا يعاتبك الإعصار كفى اجترارا خلف شقوق النار، ففي العمق سراب يا هذا ترجل! لا تنزلق! ارفض السحب! أغلق نافذة الثلج أمام صهوة الريح، واسمع لنصح أمي، فمن رحم صهيل ضحكات هضابها ننسل نصراً يزداد انتصاراً