«1» الآنسي «الأب»: يعتبر عبدالرحمن بين يحيى الآنسي أكثر شعراء العامية في اليمن شهرة، ولشهرته الواسعة نسبت إليه العديد من القصائد لمن سبقوه أو من جاءوا من بعده، كما يعتبر فاتحاً في الشعر الشعبي بتركيباته الخاصة حتى مع احتفاظه بمفردات الفصحى: جرت عادة الحب أن المقيم يهيم بعد من قد سار فقل للذي سار ماله يهيم بحب المقيم في الدار ولعبدالرحمن الآنسي ديوان منشور يضم قصائده العامية بعنوان «ترجيع الأطيار» حققه وشرحه القاضيان عبدالرحمن بن يحيى الإرياني وعبدالله عبدالإله الأغبري، وقد ساهم هذا الديوان في انتشار قصائد الآنسي وشهرتها وتداولها بعد أن تحولت إلى قصائد مغناة بأصوات العديد من المطربين. ولد عبدالرحمن الآنسي في صنعاء 1168ه وقد تولّى القضاء في أكثر من جهة وقضى سنوات من عمره بعيداً عن صنعاء متنقلاً في جهات عديدة تولى فيها القضاء. وقد كان غزير الإنتاج الشعري لكن أسلوبه كان تقليداً للأسلوب العربي القديم في تناول موضوع الحب الجنسي، حيث كان يفتقر إلى الخفة والرشاقة اللتين أمتاز بهما ابن شرف الدين أو العفوية التي يمتاز بها شعر العنسي بل «إن الآنسي يترنح أحياناً تحت ثقل الكلمات الفصيحة والتعابير الفخمة».. وقد كانت وفاة الشاعر عبدالرحمن بن يحيى الآنسي عام 1250ه بعد أن عاش ما يقارب الثمانين عاماً. 2 الآنسي «الإبن» لقد طغت شهرة الآنسي «الأب» على ابنه أحمد بن عبدالرحمن بن يحيى الآنسي الذي يعده بعض النقاد أبلغ من أبيه عبدالرحمن. وقد اشتهر أحمد بن عبدالرحمن الآنسي بمقدرته الفائقة في نظم الحميني وقد أثنى والده على موهبته وبراعته الشعرية بعدد من القصائد وكان الآنسي «الإبن» غزير الإنتاج وله ديوان بعنوان «زمان الصبا» يضم قصائده الحمينية، وقد كانت وفاته في عام 1241ه 1825م».