بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطوبة بين التساهل والتشديد
نشر في الجمهورية يوم 23 - 06 - 2013

لأن الزواج من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته, ولأن الزواج السعيد له مقومات، تعتمد أولاً وأخيراً على أساس الاختيار الموفق لشريك الحياة, تأتي الخطوبة لتكون مقدمة الزواج.. فترة الخطبة, تلك المرحلة الوردية التي يعيشها الشاب والفتاة ويبني كلٌ فيها أمالاً وأحلاماً مع شريك عمره, ما زالت لا تلقى الاهتمام الكافي من قبل المجتمع، بل يساء استغلالها كثيراً، مثل تساهل بعض الأسر مع خطيب ابنتهم، وتركه يختلي بها حتى أصبح هذا الأمر مألوفاً لدى كثير من الناس، وقليلة هي الأسر التي تمنع ذلك..
فهل الخطبة في مجتمعاتنا تخضع للضوابط الشرعية قبل عقد الزواج؟ وهل يؤدي التساهل مع الخطيب في إفشال الزواج؟ وما هي المشكلات التي تسببها هذه القضية؟ ولأهمية هذه المرحلة في رحلة الزواج كان هذا الاستطلاع..
أميمة مدرسة:
فَترةُ الخطوبة فترة رائعة, وهي مرحلة تمهيدية لها أثرٌ عظيم في سيرِ الزواج، وهي فترة حرجة جدا في حياة الرجل والمرأة, والمرأة على وجه الخصوص، ذلكَ أنها في الغالبِ عاطفيهْ وقلقها الزائد من هذا العالم القادمْ, يفاقم الأزمة حتى ما بعد الخطوبة ورُبما الزواج أيضا..
عَدم فهمي لجنسِ الرجل كعالم مستقّل وعدم فهم الرجل لجنس الأنوثة كعالم مستقل أمرٌ خطيرٌ حقاً, وكلنا يعرف أن احتياجات الرجل تختلف عن احتياجات المرأة.. نعم نعرفْ, ولكن الأمر مختلف في الخطوبة، أعرفُ أخوتي أجل وأبي ربما كيفَ يفّكر, ولكن ليسَ زوجي الذي سأنطق بعد قليل بكلمة أوافق عليه..
طبيعة الرجل طبيعة مختلفة جدا مع زوجته وخاصة جداً, إلا أنه لا يفهم في كثير من الأحيان أن للمرأة أيضا طبيعة خاصة جداً حتَى مكالمات ما قَبل الزواج ورُبما جلسة الحوار أو غيرها, لن تسبر أغوار هذين العالمين المنفصلين..
يّظن الرجل في أغلب الأحيان بأن أيام الخطوبة أيام وردية وأن هذه الأنثى.. أصبحتْ حليلتهُ ويّحقُ له أن يفعل بها ما يُريد, رُبما لم يفّكر بحَجم المسؤولية الملقاة على عاتقه الآن وهو الحفاظ على هذه البنت أكثر مما يفكر في قضاء أوقات لذيذة معها.. وتظن المرأة بأن عهد البيت انتهى وهو بداية عهد للترف والمتعة وهذا حُكم ظالم من كل منهما على الآخر، لذا لابد أن يعرف كل منهما أن هذه الفترة مهمة, الصراحة هي شعارها حتى لا يصدم احدهما بالآخر بعد الزواج..
تأخر سن الزواج يدفع الآباء للتساهل
يقول د. محمد يغنم -أستاذ علم الاجتماع-جامعة الحديدة:
مع تأخر سن الزواج، وارتفاع التكاليف والأعباء المرتبطة بالزواج، أصبحنا نجد ظاهرة تعقد الزيجات، مما يضع الآباء في مواقف حرجة وقلق دائم، ويصاحب هذه الظاهرة تساهل في بعض الأمور التي لم تكن تحدث في الماضي، مثل السؤال عن أهل العريس وأخلاقياته بشكل كامل، وأيضًا خلوة الفتاة مع الخطيب، وذلك بحجة التعارف, ولذا نجد أن مشاكل كثيرة تحدث، وخصوصًا عندما ينسحب الشاب من هذا الزواج، وتكثر الأقاويل حول الفتاة، وتؤثر هذه الظاهرة على نفسية الفتاة، التي نجدها قبل الزواج تتبادل مع الخاطب مشاعر وتصرفات ليست من حقهما، وهذا يخلق نوعاً من الفتور واستنزاف عاطفي يؤثر سلباً بعد ذلك على الفتاة شخصياً ونفسياً واجتماعياً.
لذا لا أحبذ أبداً خروج الفتاة مع خطيبها أو خلوتها به، بل يجب أن يتم التعارف من خلال الأسرة وفي وجودها؛ لأن الشاب حتى وإن كان سعيداً بفتاته فعندما يحس بالتساهل الأسري يتراجع؛ لأنه يدرك أن هذه الأسرة مفرطة فيبدأ بالحذر، وقد ينهي هذه الخطبة...
خطوت الخطوبة
تبدأ الخطوبة بنية من الشاب بقلب صادق ورغبة حقيقية في البحث عن شريكة حياته وذلك ليصون نفسه ويطلب لها العفاف مصداقا لقول نبينا –صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات» وطالما كانت النية صادقة لله فإن الله سيوفقه وسيعينه على تأسيس بيت إسلامي وعائلة كريمة.
يبدأ الشاب بالبحث عن الفتاة ويخبر أهله ليساعدوه في عملية البحث، وفي وقتنا الحاضر فإن الفتاة هي من تقوم بالانتظار حتى يطرق بابها الخاطب. على العكس تماماً مما كان يحدث أيام النبي –صلى الله عليه وسلم- وسلفنا الصالح حيث كان الآباء يبحثون عن الأزواج الصالحين لبناتهم، أما في وقتنا الحاضر فقد انتهت هذه العادة الحميدة تقريبا...
دور العين والعقل والقلب في الخطوبة
العين: النظر الشرعي إلى المخطوبة لأنه مهم جدا عند الحديث عن دور القلب وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة عندما وقع في قلبه خطبة احدى نساء الأنصار: اذهب فانظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما...
العين: بالنسبة للشاب لابد أن يشاور عقله في كل خطوة من خطوات الخطوبة، هل هذه البنت تناسبني أم لا، هل سترضى بظروفي، هل ستكون أمينة على بيتي ومالي. والبنت كذلك تفكر بعقلها هل سيراعي هذا الشاب الله في معاملتي، هي طباعه ستوافق طباعي، هل سنكون متفاهمين .... ولابد من أخذ رأي العقل في أي خطوه يخطوها كليهما...
القلب: المشاعر لها أهمية كبرى جدا بعد النظرة الأولى، حيث أنه من طبيعة البشر الشعور بالميل الروحي والتناسب النفسي وتآلف الأرواح بعد النظرة الأولى ليحدث ما يمكن أن نطلق عليه أولى مراحل القبول.
سامية صالح مدرسة تقول: تحدث مآس كثيرة أمامي من جراء خلوة الخاطب بخطيبته، أو خروجهما معاً وحدهما، لقد تزوجت ولم أر زوجي إلا بحضور الأسرة، وحتى بعد العقد فالخلوة للزوجة والزوج فقط، وهذا أدعى للاستقرار.
أقدمت على هذا العمل بعد أن لمست حالات غير طيبة تحدث من بعض الشباب, لأن الكثير من الشباب يتقدمون للأسر، ثم يختلي الشاب مع الفتاة بحجة الحصول على مزيد من التعارف والتفاهم ، وبعد فترة قصيرة يترك الفتاة ويذهب لغيرها، وهكذا؛ لأنه في هذه الخطبة لا يتكلف شيئاً، وتتساهل معه الأسر؛ فيدخل بيتهم ويحظر مناسباتهم وكأنه اصبح زوجا لأبنتهم. وعلى جانب آخر كثير من الشباب ينفر من الفتاة التي خطبت من قبل؛ لأنه وبالنظر إلى حال كثير من الأسر يدرك بأن في الخطوبة تفضي الفتاة بمشاعرها إلى خطيبها، وقد ترتبط به نفسيًا وعاطفيًا مما يشكل قلقًا بعد ذلك.
العوامل المؤثرة في قرار الاختيار لكل من الخاطب والمخطوبة
هناك عدة عوامل مهمة تؤثر في قرار اختيار كل من الخاطب والمخطوبة ومنها:
الوالدان: وهما عامل مهم جداً وكثيراً ما نرى أن قبول البنت لمن جاء يخطبها كان بناءً على ضغط من والديهما، فالوالدين معجبين بالشاب، إما مادياً أو اجتماعياً ويرونه الأفضل لبنتهما والبنت قد لا تراه مناسباً لها لكنها توافق بضغط من الوالدين. أما بالنسبة للشباب فالوضع مختلف قليلا فتأثير الوالدين أقل لكنه قد يكون فعالاً أحيانا عندما يقنعان الشاب بأنه مازال صغيرا وأنهما يدركان أكثر منه البنت الأفضل له.
الأصدقاء: غالباً ما يدور الحديث بين الأصدقاء في الفئات العمرية بين 20 و 30 عاما عن مواضيع الخطوبة والزواج فتجد أحدهم يفاخر بأنه لن يخطب إلا من كانت في غاية في الجمال فتجده أثر على تفكير غيره من الشباب وغير معيار اختيارهم إلى الشكل الخارجي فقط أو العكس عندما يكون الأصدقاء متدينين ويدركون أهمية الدين في الاختيار. وبالنسبة للبنات فالمشكلة أكبر فدائماً تجد البنات يشجعون بعضهم على اختيار الشاب الغني أو صاحب المنزلة الاجتماعية العالية وتجد منهم نظرات لوم وعتاب على صديقتهم التي قد تكون اختارت الشاب صاحب الخلق لكنه ليس بغني...
العادات والتقاليد: للأسف انتشرت في وقتنا الحاضر مقولة غريبة جدا “الراجل لا يعيبه غير جيبه” فأصبحت تؤثر تأثيراً كبيراً على عقول الشباب والبنات وأصبح التفكير المادي هو المسيطر عليهم عند اتخاذ قرار الخطوبة...
وسائل الإعلام: انتشار الفضائيات ساهم بصورة شديدة جدا في تغيير مفاهيم الشباب عند الاختيار، فأصبح الجمال الشديد هو المعيار رقم واحد عند الاختيار وكذلك مفهوم فترة الخطوبة وما يحدث فيها أصبح الإعلام هو مصدره الوحيد ..
عالِمُ الاجتماع الأمريكي (فينكس) يحذر من الخلوة
يقول د. عبد الغني الصلوي -أستاذ التربية بجامعة عمران:
خروج الشاب مع خطيبته قبل العقد أو خلوته بها كارثة من الكوارث بالنسبة للفتاة ولعملية الزواج وللمجتمع ككل؛ لأن أي شاب يريد أن يقضي مآربه التي لا يستطيع أن يقضيها بصورة سليمة يقبلها الشرع ويقبلها المجتمع يذهب لأي بيت مدعيًا الخطوبة، ويتنقل هكذا من بيت إلى بيت، وما يجري لا يكون حلاً لمشكلة الفتاة بقدر ما يكون تعقيدًا لها.
إن الإسلام في مرحلة الخطوبة يحافظ على مبدأ الوقار والاحترام، الذي لا يمكن أن يقوم نظام محترم للأسرة على غيره ، فجعل من الممكن أن يرى الخطيب خطيبته، ولكن في حضور الأهل، وحرم الخلوة تمامًا، وبذلك حافظ على الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الأسرة. بين يدي كتاب هام لمؤلف أمريكي اسمه “فيليب فينكس”، يتعرض فيه لنظام الأسرة والعلاقات الاجتماعية.. يرى ( فينكس) من خلال دراساته الاجتماعية أن النظام الأمثل للأسرة هو ألا يرى الرجل من اختارها زوجة له إلا في ليلة العرس، هذا الرأي لو قاله مسلم في العالم الإسلامي لاتهم بالتطرف و الانغلاق. لقد أعطى (فينكس) ثمرة تجربته على الأرض الأمريكية، فكان هذا رأيه، علمًا بأن الإسلام بشموليته ووسطيته لم يقل بذلك، وإنما قال بأن يرى الشاب من سيقترن بها، ولكن في تعفف واحترام، باحثًا عن الأصل الطيب والزوجة الصالحة، ومن الناحية النفسية، فإن انكشاف الفتى على الفتاة يلغي الاحترام بينهما، وأجمل ما في الفتاة أن تظهر أمام الرجل متسترة والرجل يحب الفتاة الغالية المتمنعة، لأنه هنا سيثق بها، ويأتمنها على بيته وأولاده.
أخطاء يقع فيها الخطيبان
كثرة التوقعات المستقبلية: إن أكبر مشكلة نفسية تواجهه المخطوبين هي إن في مرحلة الخطوبة أو ما قبلها يحلمون ويخططون ويبنون آمال ولكنهم بعد ذلك يصطدمون بالواقع وتحصل الصدمة وذلك بسبب عدم تمكنهما من التعرف على شخصيات بعضهما جيداً لذلك لابد من الأسئلة السابقة فهي تمحي الغموض وتجعلكما على معرفة كبيرة ببعض.
التركيز على القشور
وهناك بعض الفتيات عندما يتقدم إلى خطبتها شخص ما تهتم بالأمور السطحية ولا تسأل عن أهم الأمور الأساسية في حياتها المستقبلية, وفي النهاية يختلفان على أمور تافه أو يشعر الطرف الآخر بتفاهة في نوع التفكير يشعره بالسطحية فيبعد.. أو يتزوجان وهما لم يتفقا على أهم الأمور وتحدث الاختلافات فيما بعد.
طول أو قصر فترة الخطوبة
يجب أن يتفقان على الفترة الزمنية التي سوف ستغرق فيها فترة الخطوبة فإن تطويل فترة الخطوبة بشكل يزيلان كل الحواجز بينهما أمر خاطئ.. وإن القصر الكثير في فترة الخطوبة كذلك أمر خاطئ.. فخطوبة شهر خاطئة وغير كافية ليتعرفا على طباع بعضهما وفي المقابل خطوبة سنتين كثيرة يدخل الملل إلى حياتهما وإلى نفسيهما ولا يبقى شيء للحياة الزوجية.. فالاعتدال أمر مطلوب.
عدم الجدية في الأمور
للأسف كثير من الفتيات يعتقدن إن الزواج كالنزهة فيهيأ لها إن الزواج هو مطاعم وهدايا ورفاهية فقط وتكون غارقة في الأحلام والأوهام وعندما تصطدم بالواقع تجد نفسها غير قادرة على تحمل المسئولية أو تجد صعوبة في الاستمرار.. وكذلك بالنسبة للرجل الذي يعيش وكأنه أعزب ولا يأخذ الأمر على محمل الجد فهو خطب بناء على إلحاح من أهله أو ليتباهى بخطيبته وهكذا يجد كل منهم في دوامة لا يعلمان كيف المخرج منها.. لذلك يجب أن ينتبهان على قدر ما يعطين ويكونان على قدر من المسئولية سيأخذن سعادة.
طريقة حل المشاكل
لا يوجد بيت وأسرة يخلوان من سوء التفاهم والخلافات ولو سارت وتيرة الحياة دون أي خلاف لشعرنا بالملل وتلاشت المشاعر تدريجياً من جراء الوقوع في روتين ممل.. ولكن الخلافات نستطيع تشبيهها ببهارات الحياة التي تضفي طعماً على الحياة يعقبها تفاهم ويعم الوئام مرة أخرى الحياة فيتجدد الحب وتكثر التجارب ولكن يجب علينا التعامل مع هذه المشاكل بشيء من الصبر والحكمة والوعي وترك العصبية والإصرار على الآراء فالمرونة جميله في مثل هذه المواقف فإذا شد الرجل يجب على المرأة أن ترخي والعكس صحيح.
عدم الصدق والصراحة
كثير ما تحدث المجاملات في فترة الخطوبة فتظهر الفتاه أجمل ما عندها ويظهر الرجل أفضل ما يملك ويبدون لبعضهما وكأنهما ملاكان ولكن بعد مدة تنكشف الأقنعة وتظهر الحقائق وتدب المشاكل ويبدأ كل طرف يذكر الآخر بما قاله وبما وعد به.. أو أن يبهر الرجل بجمال البنت ويوافق على كل طلباتها وبعد الزواج تتغير الأمور.. أو أن تعجب الفتاه بمنصب أو ثروة الرجل فلا تسأل عن الأمور البقية فتوافق علية وتكتشف بعد الزواج أموراً لا تحبها فيه.. فالصراحة ضرورية للسعادة الزوجية.
المبالغة في الطلبات
هذا البند خاص بالخطيبة فإن كثرة الطلبات أو أن تحمل الأسرة الخاطب ما لا طاقة له عليه وقد يضطر أن يقترض مبالغ فقط لتلبية حاجاتهم هذا الأمر يقلل من ارتياحه وسعادته فقد أثقلوا كاهله بالديون والمصاريف المتراكمة عليه فكيف سيكون سعيداً مع ابنتهم بالشكل المطلوب وهذا يؤثر على حياتهما المستقبلية.
ثم يتغير
إن الرضا على وضع شريك الحياة دون قناعة داخلية، وعلى أساس أنه ربما يحدث تغير بعد الزواج أمر غير صحيح، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بشئون أساسية في الحياة كتلك التي فيها خدش للحياء العام، أو القناعات الدينية أو السلوكيات غير المنطقية.. فيجب على كلا الطرفين الرضا عن الآخر بقناعة تامة، أما تغير الأمور البسيطة وغير الأساسية لقيام حياة زوجية سعيدة أمر مقبول.
قسمة ونصيب
بالتأكيد لا أحد يستطيع الاعتراض على القدر ولكن يجب علينا أن لا نضع القدر على أنه مسلمات بالنسبة لنا، ونقف مكتوفي الأيدي، بل يجب عرض الأسباب وأن نفكر بجدية في الأمور لكي نصل إلى نتائج إيجابية ونتجنب السلبيات ونتوكل على الله عز وجل.
التوعية الأسرية والمتابعة
أما الأستاذ عبد العظيم فارع فيقول: إن الخطبة لا تغير صورة العلاقة بين الفتاة المخطوبة والخطيب من علاقة رجل أجنبي بامرأة أجنبية، وأنما هذه العلاقة مجرد تعارف بين الأسرتين، وإبداء للرغبة في الزواج، ولا يجوز مطلقًا أن يخرج الشاب مع الفتاة منفردًا بها أو يخلو بها، والعائلات التي تسمح بذلك تعرض فتياتها للمخاطر التي قد لا تدركها إلا بعد أن يحدث المحظور، وتفشل الخطبة، وهنا نجد الفتاة في موقف غير محمود، والخطبة هي مجرد إبداء الرغبة في الزواج من امرأة ، وبمجرد الموافقة يجب شرعًا أن يتم العقد، ووجود مدة زمنية بين الخطبة والعقد ليس لها أهمية، ولا يجب أن تحدث تحت مبرر التعارف؛ لأن المرأة المسلمة أكرم من أن تكون حقل تجارب، والحق الشرعي الوحيد للخاطب هو أن ينظر في البداية إلى من يتقدم إلى خطبتها، كما روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -”انظر إليها عسى أن يؤدم بينكما”، وكون الفتاة الآن بحكم عملها أو دراستها بالجامعة قد تجد بعضهن فرصًا متكررة للقاء الخطيب؛ فهذا خطأ, ومن هنا نجد أهمية التوعية الأسرية، والمتابعة أيضًا من قبل الأب والأم، ويجب أن تدرك الأسر أن هذه الضوابط الشرعية لمصلحة الفتاة؛ لأنه قد يحدث خلاف ويفترق الطرفان، خصوصًا أن الرجل في فترة الخطوبة لا تقيده الارتباطات والمسؤوليات التي تقيده بعد الزواج، والذي يجني الثمار المرة، إذا حدث فراق، هي الفتاة، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي أو العاطفي والنفسي..
د. عادل المسيب علم نفس يقول: غالباً ما يغفل بعض المخطوبين الأدوار الحقيقية لفترة الخطوبة في التقريب, والتعريف بينهما, وتعميق أواصر الحوار, فيتحدثون عن كل شيء وبكل شيء، إلا أهم الأمور التي تؤسس لعلاقة سليمة, ويظهر ذلك جلياً في التملق والمجاملة, وإظهار الإيجابيات, وتأجيل السلبيات, وهنا تتضخم المشكلات ويستعصي حلها فيما بعد, ونتعجب عندما نرى العروسين ينشغلان بتفاصيل حفلة الزفاف (مثلاً) لشهور, ولا يتحاوران لساعات في كيفية استمرار هذا الزواج..‏ فمن أهم السلبيات التي تعكر المستقبل سعي الخطيبان للتجمل, وإبراز الجوانب الإيجابية, ومحاولة إخفاء الأمور السلبية, ويلّون حياته بصفات ليست موجودة فيه أصلاً, ويتصنّع إلى أبعد الحدود على حساب الحقيقة, ما يعطي صورة غير واقعية لشخصيته, ويعمل كل ما بوسعه لإكمال فترة الخطوبة حتى يتم الزواج, ولو كان بالغش والخداع، لأن الخاطب وكسباً لود الفتاة, ولإتمام مراسم الزفاف يخبرها أحياناً بأمور غير حقيقية, لتكتشف بعد الزواج عكس ما كان يخبرها به , المشكلة تكمن عندما تسقط الأقنعة المزيفة ويظهر كل شخص على حقيقته, لتتفجر المشكلات التي تهدد سلامة الحياة الزوجية، لذا لا بد من سؤال الأهل عن المتقدم لابنتهم وهذا الذي من أجله شرعت الخطبة..
فسخ الخطبة
يقول د.عبدالرحمن المقرمي طبيب نفسي يقول: إذا كانت الخطبة هي مرحلة للتعارف السليم بين الطرفين وللتعرف الحقيقي على عيوب ومزايا الطرف الآخر، فإننا نؤكد أهمية التوقف عند العيوب ليس للتغافل عنها أو تبريرها أو التوهم بزوالها بعد الزواج، فالصواب هو رؤية إمكانية التعامل الواقعي والإيجابي مع هذه العيوب، سواء أثناء الخطبة أو بعد الزواج، مع تقسيم هذه العيوب إلى عيوب يمكن التعايش معها وعيوب لا يمكن التسامح فيها مثل ارتكاب الشخص للمنهيات الشرعية سواء في أخلاقه أو تعاملاته أو عباداته.. كذلك الكذب من العيوب التي لا يمكن التسامح معها لأن الكذب والإيمان لا يجتمعان، ومن العيوب الفادحة أيضا أن نجد الشخص يسيء معاملة والديه؛ فهذا لا يؤتمن على شريك حياته، وأخيراً الشعور الحقيقي-وليس المتوهم- بكراهية الطرف الثاني وعدم تقبل الحياة معه مع التنبيه على أن تكون مؤشرات الكراهية والنفور واقعية فلا نتوقع انجذابا عاطفيا بالنمط الذي تروج له الأفلام والمسلسلات؛ لأن هذا ليس له أساس من الواقع بل ما نقصده الشعور بالارتياح النفسي المعقول.. ويكمل هذا الارتياح النفسي وجود نوع من التوافق والانسجام في المستوى الاجتماعي وما يستتبعه من أساليب ممارسة الحياة وانسجام فكري في النظر للأمور وتقييمها، فإذا اختل أحد هذه الأمور فهذا نذير بوجود مشاكل مستقبلية. وقرار الزواج من القرارات التي إذا أخطأ أو أساء المرء فيها فإن ثمنها يكون مكلفاً. ولكن يجب التحرر أولا من الوقوع تحت أي ضغوط قبل اتخاذ قرار فسخ الخطبة، والتأني قبل اتخاذ أي قرار وعدم المبالغة في التوقعات من الطرف الثاني، والتأكد أن الفسخ أفضل من الاستمرار؛ فإذا تم ذلك فيلكن قرار الفسخ صحيحا، أما اتخاذ القرار نتيجة الوقوع تحت أي ضغوط أو للمبالغة في التصورات غير الواقعية عن الطرف الآخر؛ فإن قرار الفسخ هنا لن يكون قرارًا حكيمًا فلا بد من التروي قبل الإقدام على هذه الخطوة، مع التوجه إلى الله بالاستخارة حول قرار فسخ الخطبة واستشارة الأمناء الثقة، ومن المهم أن يحرص كل من الطرفين بعد الفسخ على عدم الإساءة للطرف الثاني أو لأسرته.. في كثير من الأحيان تترتب على فسخ الخطبة آثار نفسية خاصة على الفتاة، حيث الخوف من تكرار التجربة، وينتج ذلك عن النظر لفسخ الخطبة على أنه فشل، بينما هو الحقيقة غير ذلك، أو لخشيتها من عدم تقدم شخص آخر إليها لخطبتها السابقة.. إلا أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة فالزواج رزق من الله لن يمنعه خطبة سابقة، كما أن الرجال ليسوا متشابهين، ولكن المهم ألا تتعامل الفتاة مع نفسها كضحية للخطيب السابق، أو كمتهمة لفشل خطبتها، على ألا تسيء لخطيبها السابق بأي صورة حتى لا تخسر دينيا أو نفسيا أو اجتماعيا، ولتعلم أن ترك الطرف الثاني لها أو رفضه ليس انتقاصاً من شأنها إطلاقاً، ولا يعد تقليلا من أنوثتها بأي صورة كما ينبغي ألا تسارع بقبول أي خطبة من باب رد الاعتبار لنفسها حتى لا تخسر وتعرض نفسها للمشاكل أو لخطبة فاشلة أو زواج غير ناجح، وعليها التمهل قبل الموافقة أو الرفض على أي خطبة أخرى، ولتحذر من المقارنة بين خطيبها السابق وبين أي خطيب قادم.
استبانة الانسجام والتعارف
هو الاستبيان الذي اقترحه الدكتور جاسم المطوع , والذي يتكون من عشرة أسئلة كافية وافية يستطيع من خلالها الزوجين أن يعرفا كل شيء عن الطرف الآخر , وتعرف الزوجة مدى اهتمام الزوج بالحياة الأسرية وكم سيستمر هذا التفاعل , و نظراً لأهمية هذه الأسئلة تم إدرجاها لتتم الفائدة بإذن الله..
1 ما هو طموحك المستقبلي وما هدفك في الحياة؟
إن لكل إنسان أمنية في حياته يسعى لتحقيقها سواءً في المجال الاجتماعي أو الديني أو الأسري أو العلمي وغيره ،ومن المهم في بداية التعارف بين الخاطب والمخطوبة أن تكون الرؤية المستقبلية للطرفين واضحة. وكلما كانت الرؤية واضحة كلما قل الخلاف بين الزوجين في المستقبل.
2 ما هو تصورك لمفهوم الزواج؟
إن هذا السؤال من الأسئلة المهمة بين الطرفين، وذلك حتى يتعارف الطرفان على بعضهما أكثر، تقول إحدى المتزوجات: فوجئت عندما عرفت أن مفهوم الزواج عند زوجي هو مجرد تحقيق رغباته الجسمية فقط، وأما أنا فلا احترام لي ولا تقدير وكل المسئوليات ملقاة علي. ويقول الزوج: كم فوجئت عندما علمت أن مفهوم الزواج عند زوجتي أنه من أجل الأبناء وأنا معها في مشاكل دائمة وإلى الآن لم يرزقنا الله الولد. فمعرفة مفهوم الزواج عند الطرفين والحوار حوله من الأمور التي تساعد على الاستقرار الأسري مستقبلاً.
3 ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك؟
جميل أن يتحدث الإنسان عن مشاعره، وما يحب وما يكره وأجمل من ذلك كله أن يكون مثل هذا الحوار قبل الزواج بين الخاطب والمخطوبة، حتى يستطيع كل طرف أن يحكم على الطرف الآخر، إذا كان يناسبه من عدمه. ونقصد بالمحبوبات والمكروهات إلى النفس من السلوك والاخلاقيات والأساليب والمطعومات والهوايات وغيرها .
4 هل ترى من الضروري إنجاب الطفل في أول سنة من الزواج؟
لعل البعض يعتقد أن هذا السؤال غير مهم، ولكن كم من حالة تفكك وانفصال حصلت بين الأزواج بسبب هذا الموضوع، وخصوصاً إذا بدأ أهل الزوج أو الزوجة يضغطون على الزوجين في موضوع الإنجاب، ولكن على الزوجين أن يتفقا فيما بينهما على هذا الموضوع. وأن لا يكون سبباً من أسباب المشاكل الزوجية في المستقبل، ونحن لم نقل أن الأفضل الإنجاب في أول سنة أو التأخير وإنما نترك هذه المسألة لاتفاق الخطيبين.
5 هل تعاني من أي مشاكل صحية؟ أو عيوب خلقية؟
لا شك أن معرفة الأمراض التي يعاني منها الطرف الآخر لا قدر الله، تؤثر في قرار الاختيار الزواجي، بل إن إخفاء المرض على الطرف الآخر يعتبر من الغش في العقد فلا بد أن يكون ذلك واضحاً بين الطرفين سواءً كان به عاهة مستديمة أو برص في أماكن خفية من جسده أو مرض السكر أو غيرها من الأمراض أو العيوب التي يعاني منها المقبل على الزواج.
6 هل أنت اجتماعي؟ ومن هم أصدقاؤك؟
إن العلاقات الاجتماعية هي أبرز ما يميز الإنسان، ومهم أن يكون الإنسان اجتماعي الطبع يألف ويؤلف، يحب ويُحب ومهم عند التعارف أن يتعرف على الطرف الآخر من الناحية الاجتماعية كمعرفة أصدقائه وقوة علاقته بهم. وهل هو من النوع الاجتماعي أو الانطوائي.
7 كيف هي علاقتك بوالديك وإخوانك، أخواتك، أرحامك؟
إن معرفة علاقة الخاطب أو المخطوبة بوالديه وأهله أمر في غاية الأهمية وذلك لأنه كما يقال إن الزواج ليس عقداً بين طرفين فقط، وإنما هو عقد بين عائلتين فالزوج لن يعيش مع زوجته بمفرده منقطعاً عن العالم من حوله، وإنما سيعيشان معاً وكلما كانت العلاقة بالوالدين بالوالدين حسنة، كلما بارك الله في هذا الزواج، وكتب لهذه العائلة التوفيق.
8 بماذا تقضي وقت فراغك؟ وما هي هواياتك؟.
كلما ازداد التعرف على الطرف الآخر كلما كان القرار بالاختيار سهلاً و ميسراً، وإن معرفة ما يحب الإنسان عملة في وقت فراغه دليل على شخصيته ومعيار لطموحه وأهدافه في الحياة ونظرته لمستقبله وشخصيته.
9 هل لك نشاط خيري أو تطوعي؟
كلما كانت علاقة الشخص بربه قوية كلما كان مأمون الجانب، ويفضل أن تكون الفتاة أو الفتى يقتطعا جزءاً من وقتهما للعمل الخيري التطوعي، وذلك من خلال تقديم عمل انمائي أو مساعدة أو حضور مجالس الخير والاستفادة منها فإن هذا النشاط مما يجدد الحياة الزوجية ويقوي العلاقة بينهما لأنهما يسعيان في هذه الدنيا من أجل هدف واحد وهو مرضاة الرب.
10 ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية؟
إن هذا السؤال ينبغي أن يطرحه المقبل على الخطوبة وذلك ليتعرف كل واحد منهما على الأخر في هذا الجانب ومدى حساسيته عنده فيتفقا إذا اختلفا في وجهة النظر على سياسة في التعامل بينهما وطريقه في حل الخلاف لو حصل تدخل من الوالد أو الوالدة أو حتى الجدة في علاقتهما الخاصة. ويمكن أن تراجع صفحة تجارب ناجحة لتستفيد مما ذكر فيها...
مسؤولية مشتركة وحوار هادف‏
أم محمد ربة بيت تقول: يجب ألا نتعامل بسطحية مع هذه الفترة, ويجب التفتيش عن أي مشكلة ليتم اقتلاعها من جذورها, وعدم تأجيل المشكلات إلى ما بعد الزواج ,الأفضل أن يتعرف كل طرف من خلال الأهل على الاهتمامات الشخصية للطرف الآخر, ونظرته للمستقبل, وكيف يتصور الحياة الزوجية, ومناقشة كل الأمور بصراحة, وهدوء, وروية, مثل التفاهم على طريقة الحياة, وكيف ستكون العلاقات الاجتماعية, وماهي الإمكانيات المتوافرة بعيداً عن التفاخر والكذب ومن المهم المصارحة بوجود أمراض مثلاً, وهُنا يكون الخيار في اتخاذ قرار الاستمرار, ومد يد المساعدة والعون, أو فسخ الخطوبة.‏ كل هذه الأمور وغيرها, إذا لم يتم الاتفاق عليها ربما كانت سبباً للطلاق المبكر.‏ هنا يأتي دور الأهل وهو الإشراف والتدخل للإصلاح وللاستشارة الضرورية, وذلك بحكم الخبرة, وليس فرض للرأي, (دور الأم في غاية الأهمية, إذ يجب أن توضح لابنتها أن الخطوبة ليست مجرد أيام جميلة, وفترات رومانسية, وكلمات حلوة, بل هي مسؤولية وحوار هادف, ليكون التفاهم سيد الموقف, أن تدخل الأهل عندما يكون منطقياً وواقعياً, ومبنياً على أساس العقل بعيداً عن العاطفة لابد أن تكون نظرتهم ثاقبة وصحيحة إلى أبعد الدرجات.‏
أمور لابد أن تعرفها قبل الشروع بالخطبة
لا تتسرع في إصدار الحكم على شخصية الخاطب أو المخطوبة، إذ إن جميع جوانب الشخصية ومميزاتها لا تظهر إلا من خلال التعامل.
من الخطأ اللجوء إلى الارتباط بالخطبة تحت ضغط ظروف معينة، أو هرباً من مشكلة أو صدمة ما أو تحت ضغط أحد أفراد الأسرة بدون موافقتك الشخصية. فأساس نجاح الخطبة هو الاقتناع الكامل المتبادل من الطرفين، الذي لا يزال أو يتغير بتغير الظروف.
الفتاة المؤمنة العاقلة تتثبت من أمر خاطبها وتتثبت من حاله وسيرته، لأنها تعلم علم اليقين أن الزواج ليس بالأمر العادي الذي يُقدم عليه، بل لابد فيه من التثبت ولابد أن تتوثق الفتاة لنفسها من صلاح زوجها، فإنها ستتزوج رجلاً ليس لفترة وجيرة أو مرحلة عابرة، بل إنها حياة عمر كامل - بإذن الله عز وجل.
العقل والعاطفة يجب أن يتزنا عند الاختيار توازنًا دقيقًا يجعلنا نشبه الزواج بالطائر ذي الجناحين جناح العقل وجناح العاطفة بحيث لا يحلق هذا الطائر إلا إذا كان الجناحان سليمين ومتوازنين لا يطغي أحدهما على الآخر… العاطفة حدها الأدنى -عند الاختيار- هو القبول وعدم النفور وتتدرج إلى الميل والرغبة في الارتباط وقد تصل إلى الحب المتبادل بين الطرفين… أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية.
عند تحديد بنود التكافؤ لشريك الحياة يجب الانتباه إلى أن الشخص كامل الأوصاف غير موجود، وأن عليك تحديد أولوياتك، وترتبها حسب ما تحتاجه من شريك حياتك، فتحدد ما هي الأشياء التي تقبل التنازل عنها في بنود التكافؤ لحساب بنود أخرى، بمعنى إذا وضعت الشكل والجمال –مثلا- في أول القائمة فعليك أن تضع في اعتبارك أن ذلك قد يكون على حساب المستوى الاجتماعي والاقتصادي مثلا وهكذا .
إذا لم تحدد أولوياتك ستجد نفسك مع كل اختيار مطروح عليك ترى العيب أو الشيء الناقص في هذا الشريك وتضعه على قائمة أولوياتك؛ وبالتالي لن تستطيع الاختيار أبدًا؛ لأنك كل مرة ستجد العيب الذي تعلن به رفضك أو حيرتك في الاختيار؛ لأنه لن يوجد الشخص الكامل الذي تتحقق فيه كل الصفات التي تنشدها.
رتب بنود التكافؤ ترتيبًا تنازليًا حسب أولوياتك - والتي تختلف من شخص إلى آخر - واعط لكل أولوية درجة تقديرية، ثم قم بتقييم كل صفة من صفات – الشريك أو الشريكة المرتقبة - وامنحها درجة، حتى تنتهي تمامًا من كل بنود التكافؤ التي حددتها مسبقا. يلي ذلك أن تقوم بنظرة شاملة بعد هذا الترتيب والتقييم بحيث تقيم الشخص ككل كوحدة واحدة وتحدد إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنت تستطيع التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا تنغص عليك حياتك أم لا.
في هذه المرحلة لا بد وأن تكون صادقا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في اختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك؛ فيجب أن تكون مدركًا تمامًا لما أنت مقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو….إلخ. أنت الآن حر في اختيارك وبعد قليل أنت مسئول عن هذا الاختيار، ومتحمل لنتائجه.
-الكثير يشكو وهو مقدم على الاختيار بأنه لا يشعر بتلك الفرحة التي يراها أو رآها في عيون من سبقوه إلى هذا الأمر بل إنه يشعر بالخوف والقلق… هذا الشعور يجعله يخشى ألا يكون اختياره صحيحًا ونقول ببساطة:
إن هذا القلق طبيعي، ويشعر به كل المقبلين على هذه التجربة، ولكنهم لا يظهرونه ويخفونه وراء علامات السعادة. ويكون سبب هذا القلق هو إحساس الإنسان أنه مقدم على خطوة كبيرة في حياته ويكون سؤاله الحائر - بالرغم من كل ما اتخذه من أسباب - هل فعلا قمت بالاختيار الصحيح؟ وهو شعور يزول بمجرد استمرار الفرد في إجراءات الارتباط وربما يعاوده القلق مع كل خطوة جديدة سواء وهو يتنقل من الخطوبة إلى العقد أو من العقد إلى الزفاف ثم يزول نهائيا مع بداية الحياة الزوجية واستقرارها… فلا داعيَ للقلق.
- يجب أن يسبق الإقدام على الاختيار حوار طويل مع الأهل، للتفاهم على أسسه حتى يقتنعوا بما أنت مقدم عليه حتى لا تفاجئهم باختيارك أو يفاجئوك برفضهم…. كما يجب الاستماع لرأيهم وعدم اعتبار كل خلاف مع وجهة نظرهم هو عدم فهم لك أو لمشاعرك، بل يجب أن تزن رأيهم بموضوعية وبهدوء… لأنه ربما بحكم خبرتهم يرون ما لا ترى… لا نقول بقبول كل ما يقولونه ولكننا لسنا مع رفض كل ما يعرضونه، واعلم أنهم إذا شعروا أنك تختار على أسس وتدرك ما أنت مقدم عليه فلن يقفوا ضدك.
ونعني به أن الخاطب عندما ينوي الزواج فإنه يبدأ بالبحث والسؤال عن شريكة حياته، ولهذا ينبغي أن فيمن يسأله الخاطب أن تتوفر فيه عده صفات حتى تكون المعلومات صحيحة، وبالتالي يكون القرار صحيحاً، ولذلك يجب أن تتوفر في ناقل المعلومات الصفات التالية: «العدل، الأمانة، العلاقة الطيبة، العشرة». وتأتي هذه المرحلة بعد الموافقة المبدئية على الخطيب وهذه المرحلة هامة جداً حيث يعتمد عليها القرار على الموافقة النهائية ..
- يجب ألا تكون نظرتك إلى الطرف الآخر نظرة خيالية، بحيث يخيل لك أن هذا الشخص سيصنع الأعاجيب، وسيقتحم كافة الصعوبات، حتى يحقق لك سعادتك. فالواقع يتطلب مشاركة كل من الطرفين مشاركة واقعية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.