تبرز خلال أيام شهر رمضان الكريم في كل عام قضايا عديدة تحمل طابع الخير والسعي إليه والتكاتف الإنساني والإسلامي المجتمعي بين عامة الناس حيث تتصاعد في هذا الشهر نداءات المحتاجين والفقراء والمرضى والمعسريين في السجون .. المعسرين كنوع من تلك القضايا والمناشدات والصرخات التي يطلقونها تحتاج إلى وقفه جادة ولفته كريمة وتجاوب سريع في فك كربهم، هذه القضية بحد ذاتها تعتبر قضيه شائكة و مأساوية في محافظة إب وتحديداً بين أسوار وخلف قضبان إصلاحيتها المركزية “السجن المركزي” حيث يوجد فيه سجناء انقضت مدة محكوميات حبسهم وعجزوا عن دفع ما عليهم من مبالغ مالية وما شابه ذلك وفق ما قضت الأحكام القضائية بإلزامهم بها والسجناء هؤلاء الذين يطلق عليهم المعسرون غير قادرين على الدفع كي يحصلوا على حريتهم من جديد كي يغادروا ذلك المكان الذي قضوا فيه وبين أروقته وخلف أسواره وقضبانه اشهراً وسنوات في ظل أوضاع متردية تشهدها الإصلاحية المركزية الوحيدة بالمحافظة فأعداد السجناء فيها فاق كثيراً العدد المحدد والمخصص قبوله واستيعابه فيها وهذه واحدة من الأوضاع المزرية لنزلاء مركزي إب ناهيك عن “الأكل، الحالة الصحية قد تكون متردية، الإهمال والتقصير، عدم البت في قضايا ومحكوميات النزلاء” المعسرين الذين يأملون من أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة فك كربهم وشراء حريتهم من خلال التكفل بدفع ما عليهم فقد كشفت إحصائية صادرة عن إدارة السجن المركزي بمحافظة إب حصلنا على نسخة منها تفيد بأن عدداً من نزلاء السجن المركزي (المعسرين) بالمحافظة حتى منتصف الشهر الماضي” 61” سجيناً “ حسب الإحصائية الرسمية” فيما أكدت مصادر في السجن المركزي أن العدد وصل حتى منتصف شهر رمضان الكريم إلى “ 86” سجيناً وكشفت الإحصائية الرسمية أن من بين المعسرين امرأة واحدة فقط تدعى “حسناء” دخلت السجن في عام 2007 بتهمة القتل وحكم عليها بدفع دية تبلغ “خمسة ملايين وخمس مئة الف ريال” والمعسرة حسناء قد تجاوزت بعام كامل عن المدة المحددة في الحكم ولا تزال قابعة في السجن بسبب عدم قدرتها على دفع المبلغ المحدد في الحكم الصادر ضدها..وأشارت الإحصائية “الرسمية” بأن المبالغ التي على المعسرين ما بين دية وغرمات وديون ومسروقات وخيانة أمانة تفوق مئات الملايين موزعة على السجناء “المعسرين” كل حسب تهمته وباتوا عاجزين عن دفعها.. وأوضحت الإحصائية بأن هذه المبالغ صدرت بها أحكام قضائية على المعسرين نتيجة تهم ارتكبوها ومن أبرزها جريمة القتل وخيانة الأمانة والسرقة والشروع بالقتل بالإضافة إلى تهم أخرى..والمأساوي في قضية المعسرين انهم يقبعون داخل السجن رغم انهم تجاوزوا فترة محكوميتهم منذ سنوات وتفاوتت هذه الفترة ما بين سنة إلى ثلاث سنوات وعشر سنوات ولم يتم اطلاق سراحهم لعدم دفعهم لما ألزموا به أو تكفل احد بذلك عليهم وبحسب الإحصائية الصادرة عن السجن المركزي والمذيلة كشوفاتها بتوقيع مدير السجن العقيد الركن نعمان احمد صالح تالبه أشارت بأن السجناء “المعسرين” من نزلاء الإصلاحية المركزية من مختلف مديريات عموم المحافظة وانهم قدموا إلى السجن من جميع النيابات الابتدائية المختصة بالمحافظة.. وفي سياق متصل بالمأساة أوضحت مصادر مؤكدة ومطلعه بأن إدارة السجن المركزي تشكو من الازدحام الذي يشهده السجن وأروقته وعنابره جراء الإعداد الكبير لنزلائه من السجناء وان بقاء مثل هذه الشريحة “المعسرين” من السجناء يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم ويعد سبب رئيسي في تزايد الإعداد والازدحام كما تقف عائق أمام إدارة السجن لتحسين وضع السجن كون العدد قابلاً للزيادة وخصوصاً مع قرب صدور أحكام جديدة على سجناء جدد شبه معسرين, وقد يضافون إلى العدد السابق.. من جانبه ناشد عدد من السجناء فاعلي الخير وأصحاب القلوب الرحيمة إلى فك كربتهم ومساعدتهم في شراء الحرية التي سلبت منهم جراء أخطاء ارتكبت من قبلهم وتابوا عن تكرارها وتحولوا إلى فئة صالحة ما ينقص تحقيقها إلا شيء يتعلق بالمادة في ظل ظروف مادية صعبة وتخل مخيف عنهم مذكرين أصحاب الخير والقلوب الرحيمة بالأيام المباركة في شهر كريم شهر رمضان العظيم وداعين الجهات المعنية إلى الالتفات اليهم وأمثالهم في مختلف السجون الأخرى.. جهود تستحق الشكر والتقدير التي يقوم بها وكيل نيابة السجون الأستاذ عدنان محمد العزعزي ومدير السجن المركزي العقيد الركن نعمان احمد تالبه ونائبه في قضيه المعسرين “من نزلاء السجن والعمل على تحسين أوضاع السجناء والسجن بحد ذاته الذي يتطلب الأمر إلى إعادة النظر في وضع وأوضاع الإصلاحية وتحسين خدماتها من مختلف الجوانب ونؤكد عليهم على مواصلة تلك الجهود حتى تحقيق ما يشدوا إليه ويتمناه كل نزيل وسجين في السجن المركزي الذين عانوا خلال الفترات الماضية من أحداث شغب ومشاكل وحالات حريق وانتحار و يا ترى هل سيستطيع هؤلاء ومن يقف معهم ويشاركهم ويساعدهم على تحقيق أحلام السجناء ويوفرون لهم أجواء إصلاحية عقابيه مفيدة وشريفه تحولهم إلى شريحه وفئة صالحة في المجتمع وجعل من إصلاحية إب المركزية أنموذجاً يقتدى فيه أم إن هناك أيادي خفية ستفشلهم وتقف عائقاً أمام طموحاتهم وأهدافهم وأولها بل وبمقدمتها الجهات الحكومية والأمنية “مصلحة السجون” والحقوقية والإنسانية وغيرها.