إهداء الى عازف الصمت «عبدالله البردوني» عامر السعيدي النور أغنيةٌ عمياء يا قدري تمتصها “ كائنات الشوق “ من نظري قال الفتى .. مثقلا بالكون يكتبهُ قصيدةً من دموع الشمس والقمرِ يبني السماوات عشرا فوق راحتهِ ويفرش العطر أرضا خصبة السمرِ كتبت للبردوني ألف مبكيةٍ ولم أزل ضائعا أبكي على أثري يا عازف الصمت شكرا هكذا انتفضتْ أيامك الخضر خلداً أخضر السفرِ لا زلت تركض جوّاب العصور هوىً من ارض بلقيس بين اللحن والوترِ تجتاز أودية التأريخ تغرسها عرائساً من جنونٍ رائع الشجرِ في ظلها تستفيئ الجن جائعةً والطير متخمةً سحراً بلا أثرِ لم تبق ياسيدي خبزاً لساحرةٍ أو رعشةً تعتري عرافة المطرِ لم يبق بعدك في صدر لشاعرةٍ أو شاعرٍ نهدةٌ حمراء كالسهرِ هذا أنا طفلك المسفوح أسئلةً جريحة الظل والالوان والصورِ أمي أغانيك ..عذراءٌ تعانقني في خيمتي ، وأبي عيناك في الصغرِ صدى الكمنجات في ذكراك أرهقني إثارةً كنهودٍ غضة الثمرِ عبدالله البردوني مغني.. تحت السكاكين بعينيه حلم الصبايا، وفي حناياه، مقبرةٌ مستريحة لنيسان يشدو، وفي صدره شتاءٌ عنيفٌ.. طيورٌ جريحة بلادٌ، تهم بميلادها.. بلادٌ تموتُ، وتمشي ذبيحة بلادان، داخله هذه جنينٌ، وهذي عجوز طريحة وآت الى مهده يشرئب وماض يئن، كثكلى كسيحة زمانان، داخله يغتلي دجىً كالأفاعي.. وتندىَ صبيحة ورغم صرير السكاكين فيه يغني، يغني.. وينسى النصيحة فتخضر عافية الفن فيه وأوجاعُه وحدهن الصحيحة أيا شمعة العمر ذوبي.. يلح.. فتسخو وتومي: أأبدو شحيحة؟ فيولد في قلبه كل يوم.. ويحمل في شفتيه ضريحة يوالي، فيرفض نصف الولاء ويبدي العداوات، جَلوى صريحة له وجهه الفرد.. لا يرتدي وجوهاً تغطي الوجوه القبيحة يعرِّي فضائح هذا الزمان ويعري، فيبدو كأنقى فضيحة ترى وجهها الشمسُ فيه كما ترى وجهها، في المرايا المليحة يناير 1975م