طوبى لمن قد هيّأ الأسبابا ولربه قبلَ الحسابِ أنابا وسقى القوافيَ زمزماً من طهرهِ فترعرعَ الشعرُ النبيلُ وطابا إني ارتضيت من القريض برشفةٍ طابت لنفس الظامئين شرابا من مهجتي الحرّى تسيل قصائدٌ صارت لأوتار العفافِ ربابا ومن الحروف بنيت كعبتيَ التي أضحت تطاولُ في السماء سحابا وعلى شواطئ أبْحرِ الشعر ارتمى قلبي فأبحرَ في البحورِ وذابا أوقفتُ شعريَ للإلهِ ولم أكن ممن عن الهدي الجليل تغابى من ظن أن الشعرَ دميتهُ التي يُلهي بها إمَّا أرادَ شبابا فمضى يذوبُ محبةً وصبابةً ومضى يمجِّدُ بالقصيد ربابا ويدسُّ في شهدِ القصائدِ سُمَّهُ ويقيمُ من وحلِ الكلام خرابا يا سامريَّ الشعرِ أضللت الورى إذ كان عجلكَ في الأنام مُجابا ذهَّبتَ بالقول المضلِّ سفاهةً وسقيتهم من كأس تيهكَ صابا يا ليت شعري من لمجد محمدٍ إن كان حظُّ الشعر فيه سرابا الشعر يا هذا وثيقة أمةٍ من خط رقعةَ عزِّها ما خابا والشعر في ساح الجهاد مهندٌ إمّا ضربت به أطاح رقابا وإذا رميت قميصَهُ في وجه من فقدَ الضياءَ أنرت فيه شهابا فليسقطِ الشعرُ السفيهُ فإنه قد زاد في جسد القريض عذابا هذا أنا حارت دموع قصائدي في أعين الشعر الضحوك فغابا ردوا عليَّ سعادة الشعر الذي قد كان في ماضي الزمان مهابا أو فاقرأوا أمَّ الكتاب وكفّنوا واحثوا على وجه القريض ترابا