يتوسط المبنى”الإداري” المكون من دورين، التابع لمؤسسة موانئ البحر الأحمر ساحة خضراء مهذبة، أشجارها ونخيلها أضفت على المكان المشبع بحرارة الجو الخانقة ورائحة البحر شيئاً من ألق، لا تجده في معظم المرافق الحكومية، التي لا تهتم بتشجير مساحات صغيرة حولها رغم أهميتها..ميناء الحديدة..لطالما كان هذا المكان مقصداً ووجهة لكل التجار في بلادنا..كثيرون منهم كانت بداية انطلاقته الحقيقية كرجل أعمال من هنا.. قبل ذلك التاريخ شهد الميناء أحداثاً، شكلت فارقاً في تاريخ بلادنا..وهو الآن لا يزال عامراً بالحركة والطموح..فيما تتناثر وتختلط الأرصفة، الساحات المكشوفة ، الحاويات، وسفن الشحن، العائمات البحرية، القاطرات، الرافعات، اللنشات - بالبشر وهم كادر وطني يسيّر دفة هذا الكيان الاقتصادي العملاق باقتدار لافت..لا تغادر الحياة ميناء الحديدة إطلاقاً..ويبدو أن التصاقه بالبحر قد علمه كيف يكون عظيماً..وكيف يستطيع امتلاك مقومات النجاح..إنه كيان، يقودنا دائماً إلى المستقبل بخطوات ثابتة. في إطار التطوير والتحديث الميناء الواقع جنوب شرق البحر الأحمر في منتصف الساحل اليمني للبحر الأحمر تقريباً، شمال خط الاستواء على خط عرض 14درجة و50دقيقة شمالاً، وخط طول 42درجة و56 دقيقة شرقاً.. يرتبط بقناة ملاحية بطول 11ميلاً بحرياً وعرض 200متر وحوض للاستدارة بقطر 400م تصل الميناء بمناطق انتظار. يعد ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ اليمنية وهو المركز الرئيسي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، التي أنشئت في منتصف 2007م بالقرار الجمهوري رقم (63)، الذي جاء ضمن إطار تطوير وتحديث البناء الهيكلي والمؤسسي، لمعظم الأجهزة الإدارية في الدولة وتصحيح مسمياتها، وعليه فقد جاء قرار إنشاء مؤسسة موانئ البحر الأحمر لتتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة وتخضع لإشراف وزارة النقل ويتبعها كل من ميناء الحديدة، ميناء المخا، ميناء الصليف ومينا رأس عيسى. وهذه المؤسسة، تهدف إلى المساهمة الفعالة في إنجاز خطط الدولة وتنفيذ مهامها في مجال إنشاء وتطوير وتجهيز الموانئ التابعة لها وتشغيلها والارتقاء بمستوى خدماتها. قناة ملاحية يرتبط ميناء الحديدة بقناة ملاحية تصل لعمق 11متراً وبطول 11ميلا بحريا وعرض 200متر والقناة الملاحية بأكملها معلمة بالبوج”الطافيات المضيئة”، التي تعمل بالطاقة الشمسية.. كما وتوجد منطقتان لانتظار السفن..المنطقة الأولى، تقع على جانبي أول بوجة (طافية) دليلا للدخول إلى القناة الملاحية(F.W.B)مخصصة للسفن ذات الغاطس الكبير..أما المنطقة الثانية، فتقع شمال شرق القناة الملاحية، حيث يبلغ قطر حوض الاستدارة (400)م. يبلغ عدد أرصفة الميناء 8أرصفة بطول إجمالي 1416م، إضافة إلى رصيفين في حوض الميناء على شكل دولفين خاصين بتوزيع الناقلات البترولية ومشتقاتها طول الرصيف الأول100م وطول الرصيف الثاني 150م مساحات مكشوفة 12 مستودعا تتواجد في ميناء الحديدة، وهي مسقوفة بمساحة إجمالية 37260 مترا مربعا وتستخدم لحفظ البضائع، التي تتحمل الرطوبة وحرارة الشمس. كما ويوجد عدد من الساحات المكشوفة بمساحة “ 160.0000” متر مربع إسفلتية ،خرسانية، وممهدة ومدكوكة لتشوين الحاويات والأخشاب والمثقلات والحديد والسيارات والآليات والمعدات بكافة أنواعها.. وقد خصصت منها مساحة “241348” متراً مربعاً للمواد الخطرة. تداول البضائع لقد اهتمت هذه المؤسسة بنظام تداول البضائع بواسطة الحاويات فأنشأت رصيفين بطول 500م وعمق 9.7 يختصان باستقبال سفن الحاويات وجهز هذان الرصيفان بالآليات والمعدات الخاصة بتداول الحاويات من كرينات حاويات عملاقة وحاضنات ورافعات مختلفة وقاطرات ومقطورات، فضلاً عن إنشاء ورشة صيانة خاصة بصيانة آليات ومعدات المحطة. محطة الحاويات هذه، تتبعها مساحات خرسانية وإسفلتية خاصة بتشوين ورص الحاويات بمساحة إجمالية “120،000 متر مربع” أو بسعة استيعابية “13335” حاوية. إضافة إلى أنها خصصت مساحة “21500 متر مربع” خلف الحاجز الأمني لتفتيش الحاويات؛ تماشياً مع الخطة الأمنية للميناء وتطبيقاً للاتفاقيات الدولية ISPS التي يعد اليمن عضواً فيها. كما ويتوفر بهذه المحطة 130 نقطة كهربائية للحاويات المثلجة و20 نقطة احتياطية. وكما أسلفنا فميناء الحديدة يمتلك ثمانية أرصفة منها ما هو مخصص للبضائع السائلة منها أو الجافة، ومنها ماهو مخصص للبضائع العامة والمختلطة.. ورصيف خاص لاستقبال السفن والأفواج السياحية الوافدة إلى الميناء.. كما يمتلك الميناء عدداً من اللنشات البحرية بأحجام ومواصفات مختلفة، تقوم بعمل الإرشاد والقطر والمناورة. كرين عائم يبلغ قوة رفعه 75 طنا يعمل على تفريغ حمولة السفينة كلها أو جزءاً منها في عرض البحر وحفار يبلغ قوته 700 حصان وسعة الهوبر 500 طن، يعمل على تنظيف وتعميق القنوات الملاحية وأحواض الاستدارة لموانئ المؤسسة. منزلق بحري يوجد في الميناء منزلق بحري بقوة 500 طن، معد ومجهز لصيانة العائمات البحرية، ومزود بورشة صيانة خاصة تقوم بتنفيذ كافة الأعمال الفنية المتعلقة بصيانة العائمات البحرية؛ ونظراً لارتفاع كلفة وقيمة العائمات البحرية الجديدة وصعوبة توفيرها، فقد تم الاهتمام بالمنزلق وتنشيطه وتفعيله خلال الأعوام الأخيرة وبالتحديد في منتصف العام 2007م وأبدى فاعليته في رفع استعداد وجاهزية اللنشات والعائمات التابعة للمؤسسة، وذلك من خلال صيانة وإعادة تأهيل العديد منها إذ ظل بعضها متوقفاً لأكثر من خمس سنوات. لقد ساهم المنزلق ولازال في صيانة العديد من الزوارق الحربية التابعة للقاعدة البحرية وأية عائمات بحرية أخرى تصل من خارج المؤسسة .. ومن خلال برامجها في خطتها الخمسية القادمة” 2011 2015” تعتزم مؤسسة الموانئ، تطوير وتوسيع المنزلق ورفع قوته وقدرته من 500 إلى 1000 طن ليتمكن من استقبال عائمات بأحجام وأوزان أكبر وأوسع. أما قسم الغوص والصيانة تحت مائية فمزود بفريق من الغواصين المؤهلين والمدربين تدريباً عالياً يقومون بكافة الأعمال الفنية تحت الماء مثل القطع واللحام المبلل والحقن بالخرسانة تحت الماء والكشف على الأرصفة والعائمات البحرية مجهزة بأجهزة ومعدات حديثة للتصوير الساكن والمتحرك تحت الماء متصلاً بالسطح. أما مركز الإطفاء المجهز بمعدات متكاملة وآليات حديثة لمواجهة الحرائق وفريق عمل يتواجد على مدار 24 ساعة.. وهو فريق مؤهل ومدرب للتعامل مع الحرائق وتمتد خدماته ليشمل مدينة الحديدة وضواحيها.. ويعمل ضمن شبكة دفاع مدني على امتداد الأرصفة والساحات والمرافق الخدمية بالميناء. محطة كهربائية.. وتقنية معلومات يمتلك ميناء الحديدة محطة كهربائية بقوة 9.7 ميجاوات وهي خاصة بتزويد الآليات والمنشآت وكافة الساحات والأرصفة والمستودعات وأبراج الإنارة المنتشرة في حرم الميناء والمرافق الخدمية المتواجدة فيها بالطاقة الكهربائية اللازمة من خلال شبكات وإمدادات أرضية. - نظم وتقنية المعلومات تتوفر بالميناء عبر شبكة حاسوب تغطي معظم مرافق المؤسسة، ويجري الإعداد لتوسعتها، لتشمل كافة المرافق، وتطويرها؛ لتواكب التطورات والتوسعات المستمرة والمتواصلة، وتلبي الاحتياجات المستقبلية.. كما يجري الإعداد لإدخال نظام القارىء الإلكتروني لدخول وخروج الأفراد ووسائل النقل المختلفة عن طريق البوابات الرئيسية. يقدم ميناء الحديدة خدمات عديدة كخدمات قطر وإرشاد السفن وتداول الحاويات بآليات ومعدات محطة الحاويات وتفريغ وشحن البضائع المختلفة بآليات ومعدات المناولة الأرضية، وتخزين البضائع في مستودعات ومساحات الميناء وتموين السفن بالمواد الغذائية والمحروقات والمياه العذبة وصيانة العائمات البحرية التي يصل وزنها إلى 500 طن، بالإضافة إلى الاستثمار، وتشجيع القطاع الخاص. تعزيز الشراكة من منطلق اقتصادي استثماري بحت، فإن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية؛ لهذا فإن هذا القطاع يتواجد بفاعلية في ميناء الحديدة، بآليات ومعدات مؤسسة الموانئ.. وثمة عدد من الشركات الملاحية وشركات الشحن والتفريغ وشركات أخرى خاصة بتموين السفن بالمواد الغذائية ورفع المخلفات. ولتعزيز شراكة القطاع الخاص وتشجيعه على الإسهام في عملية التنمية منح مساحات من الأراضي داخل حرم الميناء مقابل أجور رمزية؛ لقيام منشآته الاستثمارية فشيدت مشاريع استثمارية عملاقة لصوامع الغلال ومطاحن الحبوب. يأتي هذا استجابة لاهتمامات الدولة الدائمة وتوجهاتها الداعية إلى تطوير سياسات الاستثمار والإشراف المباشر على تنفيذها؛ لذا فقد بادرت مؤسسة الموانئ إلى طرح جزء بسيط من مساحتها البرية الواسعة، والمتمثل بمليون متر مربع كمرحلة أولى، وباشرت القيام بأعمال الدعاية والترويج لتشجيع المستثمرين لإقامة مشروعات استثمارية داخل الميناء للاستفادة مما يتم تقديمه ومنحه من قبل الدولة من امتيازات وتسهيلات. وقد تم تحديد موقع المنطقة بشمال الخط الرئيسي للبوابة الشرقية لدخول الميناء وغرب خط جيزان الدولي، وهي موازية له، وقريبة منها الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وهذه المنطقة تعد مكملة للمنطقة الصناعية في محافظة الحديدة. تدريب وفق متطلبات التشغيل بزهو وارتياح بالغ تحدث إليّ عدد من كوادر مؤسسة الموانئ عن برامج تأهيلهم وتدريبيهم التي يعتبرونها غير متوفرة بنفس الآلية والمنهجية عند بقية المؤسسات الأخرى.. ولاشك بأن كل ما تحقق من مكاسب وإنجازات وزيادة مستمرة ومتواصلة في معدلات النمو يأتي الفضل الأول فيه لليد العاملة التي تعد أهم عنصر من عناصر الإنتاج؛ لذلك فقد حظي هذا الجانب بالمزيد من الاهتمام فأنشئ في الميناء مركز للتدريب والتأهيل، يتم فيه تنفيذ مختلف الدورات التأهيلية، والتدريبية لجميع موظفي وعمال المؤسسة في ميناء الحديدة، والموانئ الأخرى، التابعة لها وفي مختلف المجالات الفنية والإدارية والبحرية، وذلك وفق خطط وبرامج تدريبية مدروسة ومعدة مسبقاً، وبحسب ما تقتضيه المتطلبات التشغيلية، وبما يواكب التطورات والمستجدات المستقبلية. مركز طبي وجراح ماهر عند زيارتك مؤسسة موانئ الحديدة لابد وأن تعرج على مركزها الطبي، الذي يقدم خدمات طبية متميزة، تبدأ من الإسعافات الأولية، وتصل إلى إجراء العمليات الجراحية المختلفة. الدكتور مسفر وهو من أصول شيشانية يتعامل مع الجميع بدماثة أخلاق، وابتسامة، هي عنوان شفاء، فضلاً عن أنه جراح ماهر وخبير طبي اختار اليمن، وهذا المركز تحديداً لتقديم خدماته لبسطاء من الناس، يعتبرهم مسئولين منه صحياً.. وثمة لقاء جمعني به سينشر لاحقاً. عموماً فقد أنشئ هذا المركز الطبي مطلع التسعينيات، وهو مجهز بأجهزة حديثة ومزود بعدد من الكوادر الطبية والإسعافية، تقدم لكافة العمال والموظفين بالميناء ولعمال الشحن والتفريغ التابعين للتوكيلات والشركات الملاحية المتواجدة بالميناء، فضلاً عما يصل من حالات إسعافية من بحارة السفن القادمين من عرض البحر. يجري تحديث وتطوير المركز سنوياً وفي العامين الأخيرين، تم إعادة تأهيله، وإضافة العديد من التحسينات والتوسعات سواءً فيما يتعلق بالكادر الطبي المتخصص من خبراء وفنيين أو فيما يتعلق بالأجهزة، والمعدات الطبية العلاجية وبما يضمن تقديم خدمات أشمل وأوسع لكافة عمال وموظفي الموانئ التابعة للمؤسسة، وأيضاً عمال وموظفي الشركات الملاحية، وغيرهم من الحالات الإسعافية التي تصل من عرض البحر.