رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما اقرب الأقصى بقلم:عادل علي عبيد
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012


ما اقرب الأقصى
عادل علي عبيد
(( ردوا الحجر من حيث جاء ، فان الشر لا يدفعه إلا الشر ))
الإمام علي (عليه السلام)
وحدة اللقالق
اللقالق تفترش الأعالي
وتبعث أغنية للرحيل
وهناك ..
في الأفق الدامي
ثمة دخان وعيون
كان الطفل يناصف القلق
لكن صوتا في الحلم كان يقول :
إن الغبش الآدمي منتهك لا محالة
فالوحدة نزوع .. والبياض قلوب
ولم نعد أسياد الأفق
فبعد مراكب الفضاء
وقنابل الانشطار
صرنا نبحث عن ملاذ جديد
جيب شيبر *
ساعة ارجيفا تدق
س..ل .. ا .. م ......
والابقونة الحمراء
ترسل إشاراتها الرتيبة
والعربة المتجولة
الموشحة بالخطوط المتداخلة
الرسوم ، والعلكة ، والبوظا ترسل نداء للقلوب
كان يطلق سعاله المتقطع
وعباراته المتحشرجة
ف .. ل .. س .. ط......ي........
ينهض قبل انبلاج الروح
ينبعث من أزقة العتمة
والعلامات المحدودبة السود
شاخصة كالغربان
تعلن عن بدء الجرم
يتلاشى الطيف ..
ويجهر في فيكتوريا امانويل
وكلمات .. :
- يا شيبر ما حال السبعين
- .. لا تلتفت يا شيبر فثمة طيف فلسطي..
وشيبر الكهل
حصان جريح
ينفث دخانه المهاجر
كروحه الباقية
1984
* جيب شيبر : رجل في السبعين ، يجهر بشعاراته رافضا الإبادة الجماعية التي تمارسها السلطات اليهودية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مجسدا ذلك بمانشيتات تحملها عربته المتجولة في شوارع روما .
عودة
القادمون التتار .. الجرد
يقضمون الأحلام الوردية
بعد أن لبسوا اطمار الهزيمة
أسياد الزمن المعتم
قال العراف : إن انكيدو لن بعود
فالأفعى انفردت بعشبة الخلود
فلا تنثروا الورود على المقابر
فاتحو المدن البلورية قد هاجروا بلا عودة
ولم يبق إلا صّناع الأقفال القديمة
الفيلة
صيادو الفيلة
ما عادوا يعبئون بالحناء والطيب
ولن تطربهم أغاني كابور
فهذا عصر العاج والياقوت
وهذا زمن النادي النووي
فبعد مراحل ترويض النمرة
وترغيم الآساد ..
لم يعد الحاوي يحمل نايه السحري
والأفاعي الراقصة في المخابئ المزركشة
تبحث عن جسد رخيص
والمهاتما صار ترنيمة قديمة
ترقص للحكم البالية
والأناشيد الكاسدة
لم تطرب المهراجا
إلى روح إياد مطر
الاباتشي ..
تحمل طلقة الرحمة
ترسم خريطتها على جسد إياد مطر
ترسل كشافاتها الليلية
باحثة عن وردة في الرمال
تحلم بالماء ..
تجوب السهول الفسيحة
وابرهة القديم الجديد يبارك الغرباء
يلوذ بالدم
ويصرخ في حضرة الزيتون الأسير :
لا بد من قتل النشيد
والشجر الملواح يرسل بكاء صامتا
نحو الجزر النائيات
بلا مجيب ..
ووردة الرمال مكسوة بالحزن
ترسل شذى منبجس
نحو السنابل الصفر
والأرض العارية ترسل أنينا
يا إياد .. ستنهض الوهاد قريبا
30- 10- 2001
عناق
عارضتا الهدف لن تلتقيا ..
إلا في زمن التقاء المتوازيين
.. او التقاء الساكنين
لكن الحارس (عوفي) *
قد نسخ ثنائية الضد
لينعم بالدفء الجديد
بعد التقاء العارضتين
* عوفي : اسم حارس احد الملاعب
** الأزرق : عبارة يطلقها أهل الجنوب على مرحلة البرد الشديد في الشتاء
سبات
بعد أن ودع الجمهور المستطيل الأخضر
وبعد أن حظي السكون باستفحاله
زحفت أعقاب السجائر
وعلب البيبسي كولا الفارغة
وتلال حب زهرة الشمس المقلي
على جسد حارس الملعب الأمين
يا حارسنا الأمين ..
لم توقظك هتافات الجماهير
فنم .. نوم العوافي
تصريح
صرح ناطق بلسان البيت الأبيض بما يأتي :
(أخيرا تغاضى مكتب الإدارة الفيدرالية عن الاستقلال الكونفدرالي الذي حققه ملعب (WIMPLY) على الرغم من تحديه السافر بإشهار أربعة أعلام مثلت سيادة التاج الجديدة ) .
مباركة
أخيرا ..
استنفذ الحكم الدولي (روبسن)
كل بطاقات الإنذار الصفر
وفي برقية عاجلة
بارك (لفيفا) ذلك المجهود الجبار
مشجع
مسكين حكم الطاولة
لا تشمله الإطراءات
ولا الهتافات
وحتى جيوش التصفيق
يكفيه مشجع واحد
غير زوجته
العباءات
العباءات السود حزن الزمن
مضرجة بالحب والياسمين
يصنعن الحب الخبز ، الخبز الحب
فثلج الليالي اشتهاء
والقيظ الذي لا يستحي
محمل بحزن الشتاء
أتلفع ب (الشيلة) السوداء
غسيل الهموم
انحشر بين غابات المسك
والأربعة الذين كانوا ..
ما عادوا يسرحون في غابك المنفرد
وأنت واحة الطيب والزعفران
تسحقين قش السنين
تفضحين عن وشم ثماني
و(نيشان) جنب الجبين
يعلن عن مخاض الزمن
يا سيدة الأنين ..
حينما دلفت نحو غابات الكون
وغصت في بحار الزنابق والكاردينيا
لم يوقظني إلا مسك الطيب
ورائحة الجنوب
وصوت الخلخال ..
والخزامات التي تداعب الأنوف
رقص القراب على الأراجيح البشرية
وأصداف الماء منثورة على الشالات المزركشة
والسراطين المتخفية خلف القش الغافي على الضفاف
لم تشفع للأقدام المتحفية
والحطب الذي ينتظر المجزرة
بات وديعا كالقرى
والآن يا سيدتي ..
لم اعد أحث الخطى
واستبق المسافات
فما عاد في الدار غير طيف كان
وبقايا مسك
مرثية سوادي *
أخيرا .. لم يعد سوادي يستنهض الغبش
وبمشيته القزلاء يتأبط الفجر
يستبيح الليل .. يجتاح جيوشه المهزومة
مثقلا بالحب والأمنيات
يركز أعلام الصباح شعارا للقادمين
مجبولا بالجدب والكلوم
يشعل المفازات حبا
فتورق الصياحات بالقوافل .. وهوادج العرس
محمل بالكبرياء وسلال الخوص
صوته الوحيد منسوخا بصدى الصباح
فما عاد في الأفق متسع للصهيل
نم سيدي .. نم
فأبجدية السوق لا تحفل بالآخرين
كان صوتا يخترق المسافات
يجس الوجوه المغبّرة
القادمة من الجزيرة ولفح الرمال
أيها المتعبون : حطوا الرحال
أريحوا الليالي من الهم
ولهاث النهار
والمتبضعون من الوجوه السمر العابسة
يعكسون التماع الشمس
من اللحيس والرميلة والراحة *
ما عادوا يعباؤن بالأغنيات
فبضاعتك سيدي كاسدة كاسمك
لا ترتجي الجديد
والسوق لا ترحم الفقراء
والتراث نجمة آفلة
(تازة ) (كناري) (فطوطة) *
لم تترك لك حتى سلة الخضار
نم سيدي .. نم
فما أقسى الانتظار
* (سوادي) : صاحب السوق المعروفة باسمه في قضاء الزبير
**(اللحيس والرميلة والراحة) : من أعمال مدينة الزبير
***(تازة ، كناري ، فطوطة) أسماء أسواق جديدة Super Market
حزن العرافات
العرافات .. حزن الزمن
يجمعن أشكالا من الحصى
وأحجار ودبابيس وشذور
وأصداف وزنابق وبخور
يوغلن في الوهم
يعكسن اعتمالا للنفس
والنسوة طالبات البخت
مطايا عرافات
العرافات يضحكن حد الغيب في السر
لكن حزن الليالي
يزحف ..
يجثم على صدور العرافات
وهن يحلّقن في بحر الليل الطويل
يبحثن عن أحضان دافئة
تسبح في الشمس
تؤجل الأوهام
وتلعن الغيب
ابتسامة
اللوفر واجم ..
رغم ابتسامة المونوليزا الوحيدة
والمتحف يفتح سجلا للفضول
والسياح المسمرون بالسر
لما يدركوا سر الابتسامة
ودافنشي يرصد السياح مبتسما
احمد يونس
جلبابك الأزرق الوحيد
عرسك وكفنك
وابتسامتك المؤجلة
تحتوي الأحزان
وأنت نهر عطش
يقتلك الظمأ .. يضارع الآخرين
وسيمفونية الانغمار معقودة باسمك
مولع بالوحدة وسمّار الليل
لا يستقر ، متوجس حتى من التفاتته
يسهم بالبوح .. يزدان بالنخوة
وبعينيه المهاجرتين ينتشل الحزن
كتب وصيته للمرة الألف
واستقر جسدا ساكنا كالصفاء
في حضرة العيد
سمير البرق
السنونو..
لا يعترف بالمحطات
سريع .. يهدم أبجدية الانتظار
يقض مضاجع قطط البيوت
ويلعن أسطورة السلحفاة
يهزأ بالقش والحصاد
يمجد النمل والكد
وعندما تداهمه جيوش الموت
يموت قبل جلبة الجيوش
ام البروم
صباحات ام البروم
بقايا من رحلة الليل
السكارى والجنود
يبحثون عن ملاذ للانتشاء
فما أبطأ النهار
وترنيمة الريل *
تبحث عن سكارى وجنود
حراس الموانئ
يمهدون لرحلة اليوم
.. والابوام **
* 0الريل) : مفردة انكليزية بمعنى قطار ، واصلها من كلمة Railway Station
** (الابوام) : جمع بوم . والبوم مركب شراعي كبير
غيوم
أسراب الغيوم ..
جحافل منتصرة .. مهزومة
مبصومة في العنان .. كالوشم
تعكس آثامنا جميعا
تكتب سويلفة السلام
وترنيمة الحرب والدمار
تحتوي أطياف الألوان
حمراء ، سوداء ، بيضاء
الدماء ، الحرية ، الإدانة
تعطي الأمطار النعمة النقمة
وزلازل وفيضانات من غضب الإله
.. من رحمة الإله
أسراب الغيوم
نخفي الصفاء والأديم
شاخصة متحركة قاسية
تحمل صمتا بحجم الفصول
تحبس الماء عن الزرع
وتفيض شلالا في السبخ
لا تكترث بالدعاء
رغم الابتهالات والصلاة
تداخل
الدوائر المتداخلة
تحتوي الأشكال
...كالأسماك
توجل سمة القلوب
وترقص للصفير
لا تعبأ بصوت الآتي
وحزن يافا الكبير
يختزن الليالي
الدوائر المتداخلة
تأكل بعضها
تبحث عن وطن عمدته العرافات بأوهامها
يا وطن الحب المصادر
قلوبك الحيرى تبتلع الأغنيات
وفيك من الحزن ما لا ينتهي
يا وطنا حددته الأسماء
مفلس أنت حتى من الحب
خرائطك المتشابكة لن تستقر
وجسدك المنتهك للمرة الألف
محمل بالكبرياء
واشتهاء السعالى
وصديق لن يفيق
أمل
سيأتي غدا ..
قل للقادمين انتظروا
لا تيأسوا ..
فسرب القطا سيعود .. لا بد أن يعود
محملا بالحب والأمنيات
والشجر الحزين
سيرجع زقزقة الضيوف
برغم التأوهات
والكد والتعب والانتظار
سيجيء العمل ..
مصحوبا بالأغنيات
محملا بأناشيد الثوار
وستمتلئ الأرض المعشوشبة بالحب
بالزمن الجديد
ستعود بسمة الصباح
وأغان الأطفال
( أنا في الروضة وي أصحابي ..)
تتبعهم الكلاب
تشايعهم .. مخلفة اهتزاز أذنابها
سنشعل التنانير بالحب
وبالخبز نطعم القادمين
تشرين
التعاويذ أغنية المستفيق
فما بال الليل لا ينام
رغم انتهاء أرجوزة الرحيل
لكن الصهيل أزيز
الصبح جثة العاشقين
شظايا ودخان
خجل القناديل بعد الاندثار
والعصر ..
مستودع النعيب
وزاد الليل
سيدة الحزن
سيدتي :
لا زال الحسين يرعى خيل كربلاء
والحر والعباس والطفوف
يوقدون طريق الشهادة
بأصابع محترقة من نور
لا تحزني سيدتي :
وفينا من الجرح الوسيع ..
ما يحتوي الدهر
ويسع القادمين
وفينا من الصرخات
ما يلجم الصهيل
فتراب كربلاء حجارة
وحجارتك سيدتي كربلاء
رأي
لو دشنوا ألف قمر
ما عاد يجدي كالحجر
بصريافا
الحزن هوية يافا
وخبز البصرة
ملقي على ظلال التنانير
والنخل الأحدب كالليل الهرم
يبعث ارتجافاته للشتاء
والحب والخبز والتراتيل
كالفاخت المحتمي بالخباز
ما عاد يرسل الغناء
يبحث عن عش مهاجر
والأشرعة المترنحة تبحر في الليل الساكن
تبحث عن مرافئ جديدة
..
كلنا نبحث نجوب
نبتغي مرفأ للجنوب
طف جديد
الرأس المؤذنة على الرماح
تعلن ترنيمة احتباس الماء
والشمر المعصوب العين
يحلم بالجائزة الكبرى
يطلق بشارته للبلاط
نذيرا للسبايا والخيام
يبعث جهرا للأنين
الله يا ظمأ الحسين
ما عاد متسع للارتواء
فغصة الماء في هذه الجزيرة
ينبئ عن فجر جديد
والشمس كفن الحياة
مكبلة كالخيول
والصبح بقايا حلكة
كتلك الوهاد المشبعة بالأسى
تعلن عن جرح دفين
ومئذنة تنوح خمس مرات
الله يا ظمأ الحسين
تقصير
سألملم الحصى
راحة يدي المشققة بحراب الحجر
والدم المنساب بالرعشات
لا يحتمل سكنات القلب
فلا تحزن يا ولدي
لا تحزن
فالرأس شظايا من حجر
الموت انتظارا
الحطب فاكهة النار
والنار فاكهة الشتاء
والشتاء حكاية قديمة
منسوجة من فأس إسماعيل *
وقارورة القلب
توحي بانبلاج الصباح
والصبح حكاية ثكلى
..لن تستفيق
لكن الأزيز قد نسخ زقزقة الصبح
كان الابن وإسماعيل يشيحان البصر
ترهبهم وقفة الأثل
وذلك الصمت الناطق
والأزيز يحوم هامسا بالنجم
والفأس انبثاقة للروح
والابن والصهيل والصراخ
امتزاج لن يلتقي
وإسماعيل وحيدا .. يرسم وحدته
يرسم غربته
لا شيء سوى اهتزاز الاثل
وبقايا دخان
* إسماعيل: حطاب من أهالي مدينة ا مات انتظارا بعد أن نسي علبة دواء القلب الذي كان سببا بموت ابنه والحصان بعد أن قصفتهما إحدى طائرات التحالف الثلاثيني
الطبال
أخيرا ..
لم يجد عبد الله الطبال ما يتطلع إليه
كان (ابو طبيلة)* المحبوب في أيام رمضان فقط
أول من تجنى على حرمة الليل
واسقط قناع السكون
وبشرعية الموقف ، وساعات الأسحار
أزاح تاج السلطان الأسود عن عين الفجر
وجاء العيد
ولم تحظ سيمفونية الليل الرتيبة بإيماءة المفطرين
على الرغم من مشايعة الأطفال
وقرب الموت
وبعد المنال
كان عبد الله وحيدا في الكرنفال
قد غادر الكل سيدي .. إلا العيال
* (ابو طبيلة) : هو المسحراتي الذي يقوم بإيقاظ الصائمين في ليالي رمضان .. والطبيلة :تصغير كلمة طبلة
تناقض
الطغاة لا يخافون القنابل
لكنهم يخشون أناشيد الأطفال
عولمة
العالم قرية صغيرة
لكن القرى لا تسع هذا الحب
سياحة
ناقة طرفة
ما عادت مرعبلة
والسياح الجدد
يحملون كاميرات وعيون
وخرائط تبحث عن انكيدوا .. والنفط
حقيقة
التأريخ فض بكارة اليهود
واليهود اغتصبوا حرمة التأريخ
حالة
التعاويذ أغنية المستفيق
وزاد الليل
رغم انتهاء المسافات
والنهار سيمفونية للرحيل
والصهيل أزيز
والصبح جثة العاشقين
بقايا دخان
خجل القناديل بعد الاندثار
والعصر ..
صندوق النعيب
ومفتاح المخاض
صدى
هتف الطفل :
بالحب نحيا
بالنفط نموت
فأجابه الصدى :
بالنفط نحيا
بالحب نموت
من سيربح المليون ؟
حصل المتسابق جوزيف على جائزة المليون ريال بعد أن أجاب على السؤال الآتي :
اذكر لنا حالتين سياسيتين بريئتين . وحلق جوزيف بعينية الزرقاوتين في فضاء الاستديو ذي الألوان المزدحمة وابتسم معلنا بنشوة الفوز :
أولا : إن إسرائيل ترمي رجال الحجارة
برصاص مطاطي ...
ولكنه يا سيدي .....
ينفجر اثر ملامسته الأجساد
تصفيق
ثانيا :
إن أميركا البريئة
تطلق أطنان قنابلها
..... واخفض صوته
مع أطنان الطعام في أفغانستان
تصفيق
هتفت الطفلة فاطمة :
دار دور نار نور
صار البيت العامر بور
لا نار فيه ولا نور
دوائر
الدوائر مجموعة انحناءات
لم تنكسر برغم الالتقاء
وعناق النهايات
وانطفاء جذوة العمر
لكن الأقواس العارية
تبحث عن سقوف للاحتماء
فمن يجرؤ على اجتياز الخطة * ؟
رغم اكتساح الريح
لن تنحن الدوائر
فمضمار انتحار العقرب **
دليل الإباء
وفينا من العمر ما يحتوي الجرح
فالدائرة دلالة الإطباق
والرجال دوائر
* (الخطة) : لعبة يلعبها الأطفال في جنوب العراق تسمى (خطة العباس) من خطها حول نفسه سلم من صيد رفيقه .
**قيل إن العقرب إذا أحيط بدائرة مشتعلة عمد إلى قتل نفسه بسمه
انتحار الكاهن*
أجراس الكنيسة الثائرة
واهتزازها الصلف
لم تطرب المصلين
لكن غرابة في الدقات
تعلن موت الكاهن (بات)
كان الكاهن يلبس حزنه السرمدي
ومن فوق البرج المدخن بالآثام
كانت عين اللقلق تشهد
كانت عينا لا تنام
والصبية المذعورة (السي)
بالذعر تستنطق العينين
كان اللقلق يسمع صوت الكاهن
كان اللقلق يسمع صوت الماجن
لكن صراخا في الأفق
يعلن جهرا موت الحق
لما شعر الكاهن (بات)
والطير نذير اللذات
قرر حقدا حرق العش
كي لا يبقى مثل القش
واستفحل صوت وغناء
يصغي لبكاء العذراء
لكن صراخا وعويل
صاح القائل رد القيل
لما شعر الكاهن أن الجرم كبير
قرر حرق العش
كي لا يصحو ضمير
* ايطاليا 1983
درر
البحر الميت يحتوي الدرر
لكن السمك الأرجواني ..
قد غادر ساحة الآلهة التلمودية
والفسفورات المتناثرة على بحر لوط
امتزجت بجناح الفراشات المهاجرة
وبصيرورة الأشياء
ولد محمد
يحمل حجرا من شرر
وشرر من حجر
ديازينون *
فلاحو ام عنيج *
هم وحدهم من يعرف سر الباطن ***
لكن العزلة الجغرافية
لا تستبق آلات التصوير
* (ديازينون) : مبيد حشري زراعي لقتل النمل
**(ام عنيج) : من أعمال محافظة البصرة مشهورة بزراعة الطماطم
***(الباطن) : حفر الباطن ، المنطقة التي شهدت احتدامات عسكرية عراقية أطلسية
ثلاثية
نخيل محاصر
وزيتون مدمى
وبرتقال يئن
دليل
الخرائط الطباشيرية
لا تخدم الدليل
فالرحلة القادمة يا صديقي
محملة بالمطر
تأجيل
في صبرا اجلنا الحب
لكنه تجدد فينا
تربة
بين تربة الحسين
وحجارة فلسطين
يستنطق الصمم
يصرخ في عقر السكون
ثمة شيء اسمه الشهادة
ابتعاد
إن عزلة نيتشه
ووحدة شو
وصومعة الحلاج
كانت قبل استفحال الرماد
ثلاثة مراحل
السجائر محترمة في بيوتها
وتقبلنا حدّ الاشتعال
وترمى ... لتسحقها الأقدام
ملاحظة :
القصائد نشرت عام 2000م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.