رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في العدد الجديد من صفحة «رابطة علماء الشريعة» بدول مجلس التعاون: د.عجيل النشمي يتكلم عن «مسؤولية كبيرة يتحملها العلماء».. ود.ناظم المسباح يكتب عن «ما ورد في ذم الإسراف»
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012


قضايا معاصرة
مسؤولية كبيرة يتحملها العلماء
د.عجيل النشمي
طالب رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي العلماء بأن يحفظوا أفواههم حذرا من مس النار، حين يكتمون العلم في موضع إظهاره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار».
وقال د.النشمي: ان ما يمر بالعالم الاسلامي اليوم من أحداث داخلية وخارجية يحمل علماء المسلمين مسؤولية الدفاع بالنصيحة والذود عن أمانة الكلمة التي عجزت عن حملها السموات والأرض فهي مؤونة وضريبة العقل النير والصدارة والوجاهة العلمية، وإن عدم اليوم من يقول: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها.
وأشار إلى ان الأحداث العالمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والدينية من وجهة خصوم الإسلام تدور رحاها اليوم وتتزاحم حول محور واحد هو الإسلام، هذا الفاتح القادم، كيف يؤجل وصوله؟ أو كيف يشغل به أهله؟ أو يشغلون عنه أو كيف يقصم ظهره؟ أو كيف يواجه؟ وما عناصر قوته؟ هل هي ذاتية فتصعب أم هي بمن يحملونه فتهون أم بالاثنين معا فلن يغلب أبدا؟
وأضاف د.النشمي: قد يكون الحاكم معذورا إن لم يسمعها له أحد ولا يعذر من كل وجه ولا عذر للعلماء من كتمها وعدم إسماعها، فلا يعذر العلماء أهل الفقه في الدين من قول كلمة الحق والفصل، لتكون لأمانة الكلمة أهميتها، بل أهميتها إنما تكون حين تصم دونها الآذان وتوصد دونها الأبواب، فلا تجد آذانا صاغية تسمع، أو قلبا خيرا يفتح، حتى تحمل قائلها أو مكانته، أو وجاهته أو ماله أو نفسه، ولذا كانت النصيحة «أعظم الجهاد كلمة حق عند إمام جائر» يغلق أذنيه وقلبه عن الحق والخير فلا خير فيه، والخير فيمن نصحه، وأما العادل فإنه ناصح لنفسه أمين، فالخير فيه وفيمن نصحه.
وأكد أن خصوم الإسلام يقرأون التاريخ جيدا وحضارة الإسلام على وجه الخصوص ويدركون أن قوة اندفاع الإسلام ذاتية، ولكنها تحتاج إلى أدنى جهد موفق مخلص من البشر، وهم يعلمون علم اليقين أن الإسلام في أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا لا تتزعمه دولة، ولا تدعمه وصرحه المتين النامي يقوى ساعة فساعة، وما هو إلا من جهود جماعات أو شباب غض، أكثره تفتحت أعينهم وعقولهم على كنوز الإسلام حين اطلعوا على سوءات الحضارة الغربية ومع ذلك فآثار الإسلام في بناء البشر عظيمة وملموسة يدركها أولئك الذين يبذلون السيولة المتدفقة من الدول الغنية لدعم باطلهم دينا وفكرا فلا يجدون نتاجا من بشر يوازي ما يبذلونه.
ولفت د.النشمي الى أن مسؤولية فقهاء العصر اليوم أن يقولوا إن هذا الشباب المتمرد على زيف الحضارة ليس متعصبا بل متمسك بدينه وكتابه صالح ومصلح قال الله تعالى: (فاستمسك بالذي أوحي إليك)، (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)، (والذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)، فالشباب طلائع النجاة إن أحسن توجيههم.
وأشار الى ان مسؤولية أهل الفقه ان يرفعوا أصواتهم بالحق ليخرجوا من دائرة اللعن والطرد من رحمة الله.
قضايا معاصرة
ما ورد في ذم الإسراف
د.ناظم المسباح
الإسراف مأخوذ من مادة سرف التي تدل على تعدي الحد والإغفال للشيء، وقال الراغب رحمه الله السرف تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر قال تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) الزمر 53، فالإسراف يتناول المال وغيره، وسمي قوم لوط مسرفين من حيث إنهم تعدوا في وضع البذر في غير المحرث المخصوص له والإسراف في القتل: أن يقتل ولي الدم غير القاتل أو يتعداه إلى من هو أشرف منه حسبما كانت الجاهلية تفعله والسرف ضد القصد.
ومظاهر الإسراف في حياة بعض المسلمين كثيرة منها:
الإسراف في اللباس والمركب فالأموال الطائلة تنفق عليها.
الإسراف في البناء والانغماس في مظاهر الرفاهية فمقابض الأبواب وصنابير المياه من الذهب عند البعض!
الإسراف في استخدام الهواتف النقالة دون حاجة، فقد تصل فواتير البعض إلى مئات الدنانير في الشهر!
الإسراف في استخدام الكهرباء والماء!
الإسراف في الوقت بما لا يعود عليه بالنفع بل يوقع الضرر عليه وعلى من يعول!
الإسراف في الحفلات من زواج وغيره ثم ترمى الأطعمة الكثيرة في حاويات القمامة دون أن يستفيد منها الفقراء والمساكين.
إسراف البعض في الوقوع في المعاصي من زنا وربا وشرب الخمر وغيره بل يتجاوز البعض إلى المجاهرة بمعصيته، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله» متفق عليه.
ما ورد في كتاب الله عن الإسراف التالي:
قال تبارك وتعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأنعام 141، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: ولا تسرفوا في الأكل لما فيه مضرة العقل والبدن، كما قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) الأعراف وفي صحيح البخاري تعليقا: وكلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة. وهذا من هذا والله أعلم.
وقال تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف 31، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة.
فعلى المسلم أن يحذر من الوقوع في الاختيال والكبر ومجاوزة الحد في أكله وشربه، فإن السرف يبغضه الله ويضر بدن الإنسان ومعيشته، قال بعض السلف جمع الله الطلب كله في نصف آية (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان فاعلا لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه».
وقال تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) الإسراء 26-27، قال الحافظ ابن كثير: لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه، بل يكون وسطا كما قال في الآية الأخرى (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) الفرقان 67، ثم قال منفرا من التبذير والسرف (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) أي أشباههم في ذلك في التبذير والسفه وترك طاعة الله وارتكاب معصيته.
وقال سبحانه (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) الإسراء 29، وقال ابن كثير في تفسيرها يقول تعالى آمرا بالاقتصاد في العيش ذاما للبخل، ناهيا عن السرف (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) أي لا تكن بخيلا منوعا لا تعطي أحدا شيئا كما قالت اليهود عليهم لعائن الله (يد الله مغلولة...) المائدة 64، أي نسبوه إلى البخل تعالى وتقدس الكريم الوهاب.
وقوله (لا تبسطها كل البسط) أي لا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقتك، وتخرج أكثر من دخلك فتقعد ملوما محسورا.
وصف الله سبحانه دعاة الشر والإفساد والانحلال بالمسرفين، وحذر عباده من طاعتهم والاغترار بما يدعون إليه من باطل. قال تعالى على لسان عبده ورسوله صالح وهو يدعو قومه لعبادة الله وحده ويحذرهم من طاعة دعاة الشر والفساد: (فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) الشعراء 150-152، فسمى دعاة الشر والغي مسرفين.
والإسراف في المعاصي، والصد عن سبيل الله سبب في إضلال الله للعبد وحرمانه من نور الهداية قال سبحانه: (كذلك يضل الله من هو مسرف كذاب) غافر 28.
أما ما ورد في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عن الإسراف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال» مسلم، فالمال قوة للمسلمين وعز لهم بين الناس فلا يجوز إضاعته في السفه والتبذير والمخيلة والرفاهية الجائرة.
وقال صلى الله عليه وسلم «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» أخرجه النسائي
فمجاوزة الحدود منهي عنها حتى في التدين لله تعالى، فعلى المسلم أن ينتهي إلى حيث أمر وأن يكون وقافا عند حدود الشرع.
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون وقالها ثلاثا» أخرجه الترمذي.
والمتنطعون: المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم الدينية والدنيوية فالمستحب عندهم واجب والمكروه حرام والمباح مكروه.
مضار الإسراف: ذكر أهل العلم من مضار الإسراف التالي:
يجلب غضب الرب لأنه ينافي كمال الإيمان.
التشبه بالشيطان في الإفساد.
إضاعة المال والفقر في المال.
الندم والحسرة على ما ضاع من غير فائدة.
يطبع المجتمع بطابع الانحلال والبعد عن الجد والاجتهاد.
يدع المجتمع عالة على غيره عاجزا عن القيام بمهامه.
لذا فهذه دعوة للمسلمين إلى التوسط في الأمور كلها والتوسط هو أن يتحرى المسلم الاعتدال ويبتعد عن التطرف قولا وفعلا بحيث لا يقصر ولا يغالي، فالتوسط القصد المصون عن الإفراط والتفريط. وأمتنا الإسلامية أمة التوسط في جميع أمورها الدينية والدنيوية.
قال تعالى مادحا أمة الإسلام: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا..) البقرة 143، أي عدلا خيارا.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: «خير الأمور أوسطها».
قال الشاعر:
عليك بأوساط الأمور فإنها
نجاة، ولا تركب ذلولا ولا صعبا
وقال آخر:
حب التناهي غلط
خير الأمور الوسط
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة) أخرجه أبو داود، فالتوسط مطلوب حتى في التقرب إلى الله في النوافل.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟
قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا.
فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل.
قال: فإني صائم.
قال: ما أنا بآكل حتى تأكل.
قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم. فنام ثم ذهب يقوم، فقال: نم. فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: «إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه». فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» أخرجه البخاري.
قل لله العزة جميعاً
د.وليد خالد الربيع
يرسخ الإسلام في أتباعه المؤمنين العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة والقيم الرفيعة، ليكونوا مثالا حيا وصورة واقعية للمسلم الحق الذي يريده الله تعالى، المسلم الذي يخلص دينه لله تعالى، فيتحرر من قيود الوثنية والعبودية لغير الله التي أذلت رقاب الناس للناس، وجعلتهم أسرى للأفكار البشرية والعقائد الشركية، فأذهانهم عليلة، ونفوسهم ذليلة وأبدانهم أسيرة.
أما المسلم الحق فإنه حر القلب والعقل والبدن، فهو عالي الهمة، عزيز النفس، شريف الطبع، لا يعنو لقهر، ولا يقيم على مذلة، غرس الإسلام فيه معاني الكرامة، وأصول الأنفة، وقواعد العزة، كما قال عمر: «إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله».
والعزة كما يعرفها الأصفهاني بأنها: «حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، من قولهم: أرض عزاز أي: صلبة، والعزيز: الذي يَقهر ولا يُقهر قال تعالى: (إنه هو العزيز الحكيم) وقال تعالى: (سبحان ربك رب العزة)، فقد يمدح بالعز تارة كما ترى، ويذم بها تارة كعزة الكفار قال: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) ووجه ذلك أن العزة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية التي هي العزة الحقيقية، والعزة التي هي للكافرين هي التعزز، وهو في الحقيقة ذل كما قال عليه الصلاة والسلام: «كل عز ليس بالله فهو ذل»، وعلى هذا قوله: (واتخذوا من دون الله أولياء ليكونوا لهم عزا) أي: ليتمنعوا به من العذاب، وقوله: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) معناه: من كان يريد أن يعز يحتاج أن يكتسب منه تعالى العزة فإنها به، وقد تستعار العزة للحمية والأنفة المذمومة وذلك في قوله: (أخذته العزة بالإثم)» أه.
وأما ورودها في القرآن الكريم فهو على أوجه كما ذكر ذلك ابن الجوزي في الوجوه والنظائر فقال: «العزة في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: العظمة، ومنه قوله تعالى: (وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون)، وقال تعالى: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين).
والثاني: المنعة، ومنه قوله تعالى: (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا).
والثالث: الحمية، ومنه قوله تعالى: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) وقال تعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق)».
وجاءت العزة مضافة لله تعالى في مواضع منها قوله تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور)، وقوله تعالى: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون)، وقوله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
وأيضا جاء هذا المعنى في السنة المطهرة فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحدا منهما ألقيته في النار» مسلم.
والعزيز من أسماء الله تعالى الحسنى ومعناه كما قال ابن كثير: «العزيز الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه».
وهناك فرق دقيق بين العزة والكبر كما بينه الأصفهاني بقوله: «أما العزة فالترفع بالنفس عما يلحقه غضاضة، وأصلها من العزاز وهو الأرض الصلبة، فالمتعزز من حصوله في عزاز لا يلحقه فيه غضاضة، والعزة منزلة شريفة، وهي نتيجة معرفة الإنسان بقدر نفسه، وإكرامها عن الضراعة للأعراض الدنيوية، كما أن الكبر نتيجة جهل الإنسان بقدر نفسه وإنزالها فوق منزلتها، وكثير ما يتصور أحدهما بصورة الآخر، كتصور التواضع والتضرع والتذلل بصورة واحدة، وتصور الإسراف بصورة الجود، والبخل بصورة الحزم، ولهذا قال الحسن رضي الله عنه لمن قال له: ما أعظمك من نفسك؟ فقال: لست بعظيم ولكنني عزيز قال الله تعالى:(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه».
وسبيل تحصيل العزة المحمودة بلزوم طاعة الله تعالى وامتثال شرعه، كما قال إبراهيم بن شيبان: «الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة».
وفي المقابل فإن المعصية تورث الذل والمهانة، قال ابن القيم: «المعصية تورث الذل ولابد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله، كان من دعاء بعض السلف: «اللهم أعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك»، وقال الحسن البصري: «إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه»
كما أن الصفح والعفو من أسباب تحصيل العزة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا»أخرجه مسلم، يوضح النووي معناه بأنه فيه وجهان: أحدهما: أنه على ظاهره، وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وإكرامه، والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك»
ويبين الشيخ ابن سعدي المناسبة في الآية الكريمة بين العزة والكلم الطيب والعمل الصالح فيقول: «أي: يا من يريد العزة، اطلبها ممن هي بيده، فإن العزة بيد الله، ولا تنال إلا بطاعته، وقد ذكرها بقوله: (إليه يصعد الكلم الطيب) من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب، فيرفع إلى الله ويعرض عليه ويثني الله على صاحبه بين الملأ الأعلى (والعمل الصالح) من أعمال القلوب وأعمال الجوارح (يرفعه) الله تعالى إليه أيضا، كالكلم الطيب».
ويؤكد ابن كثير هذا المعنى أيضا فيقول: «وقوله تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي من كان يحب أن يكون عزيزا في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعا.
أخبار العالم الإسلامي
٭ مقتل وإصابة العشرات معظمهم بتفجير في دمشق..والجيش الحر يعتزم إقامة منطقة عازلة بالجنوب.
٭ الجيش الحر يؤكد سيطرته على 90% من آبار النفط والغاز بسورية.
٭ حمص بعد 300 يوم من الحصار..تطهير طائفي والمجتمع الدولي مستهتر.
٭ مصر.. المؤبد ل 8 ضباط والسجن 3 سنوات ل 2 في قضية سرقة سلاح طرة.
٭ العراق.. «اللجنة القانونية» تكتشف 180 مليار دينار اختلسها محافظ بغداد.
٭ المالكي يدعو إلى تقديم الانتخابات 4 أشهر.. وواشنطن تنفي دعم حكومة «الأغلبية السياسية».
٭ إندونيسيا تعتقل 80 لاجئا روهينجيا وبنغلاديش تعتقل 21 في طريقهم لماليزيا.
٭ حرب إلكترونية تستهدف مسحها من على الشبكة العنكبوتية.. 3 مليارات دولار خسائر إسرائيل من «حرب الإنترنت».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.