تودع المملكة المتحدة الأربعاء المقبل 17 ابريل "المرأة الحديدية" رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر في جنازة رسمية تقام بكاتدرائية سانت بول في لندن بحضور الملكة اليزابيث وزوجها دوق ادنبره ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وكبار الشخصيات، وذلك وفق ما جاء في بيان لمكتب رئاسة الوزراء بعد اجتماع مع عائلة تاتشر وقصر باكنجهام. وكان تم نقل جثمان تاتشر في ساعة مبكرة امس من فندق الريتز حيث كانت تتعافى من عملية صغيرة خضعت لها خلال أعياد الميلاد الماضي قبل وفاتها أمس الأول بعد إصابتها بجلطة دماغية عن عمر يناهز 87 عاما. ووفق بيان الحكومة ستقام لتاتشر تشريفات عسكرية بعد تشييعها من وستمنستر الى كاتدرائية سانت بول على عربة مدفع تجرها الخيول، ومراسم تماثل تلك التي شيعت بها الأميرة الراحلة ديانا والملكة اليزابيث الأولى. لكن تاتشر لن تحصل على مراسم الدفن الوطنية التي تخص بها بريطانيا الملوك وشخصيات مرموقة من الحياة العامة غالبا ما يكونون رؤساء ووزراء سابقين، اذ سيتم حرق جثمانها في مراسم خاصة. الى ذلك، قرر البرلمان قطع عطلة الربيع لإحياء ذكرى تاتشر حيث يجتمع النواب واللوردات اعتباراً من ظهر اليوم للاتفاق على رسالة تكريم تقدمها الحكومة. وطالب نواب محافظون عبر موقع "تويتر" امس بإجراء مراسم دفن وطنية لتاتشر. لكن في المقابل تكاثرت على الإنترنت العرائض المطالبة بعدم اثقال كاهل دافعي الضرائب، وأوصوا ب"خصخصة" دفن المرأة التي كسرت دولة الرعاية وكانت من أنصار الخصخصة. وقدرت صحيفة "ديلي ميرور" كلفة مراسم الجنازة بحوالي 8 ملايين جنيه استرليني تتشاطر الدولة البريطانية تسديدها مع العائلة. فيما قال المتحدث باسم تاتشر تيم بيل "إن الراحلة لم تكن ترغب اصلاً في مراسم وطنية ولا عائلتها، كما أنها لم تكن تريد عرض جثمانها ولا عرضا جويا لأنها كانت تعتبر ذلك هدراً للمال". وفيما كان جزء من المملكة المتحدة يبكي "قائدة عظيمة"، حيث وضع المعزون زهور التوليب والزنبق عند عتبة منزلها في بلجرافيا احدى أرقى مناطق لندن. نزل المئات الى الشوارع مساء الاثنين في لندن وجلاسكو وبريستول احتفالاً بوفاة "المرأة الحديدية" المتهمة بالتضحية بالصناعة البريطانية عبر إغلاق المناجم وتقليص تأثير النقابات. وقال كارل تشامبرلين (45 عاما) العاطل عن العمل وهو يحتسي علبة من عصير التفاح في بريكستون التي شهدت أحداث شغب عام 1981 "انتظرنا موتها طويلاً". وفي غرب أوروبا حيث وصفها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بأن "لها عينا كاليجولا (الامبراطور الروماني الطاغية) وفم مارلين مونرو"، ساد الاحترام لإنجازات تاتشر دون شغف كبير بمحاضراتها عن توفير المال. فيما قدمت شبكة تلفزيونية تايوانية امس اعتذارها عن نشر صور تلفزيونية للملكة إليزابيث أثناء بث خبر وفاة تاتشر، وهو أثار انتقادات واسعة النطاق من جانب المشاهدين.
