نجح أطباء ألمان في إنقاذ حياة توأم في رحم أمه بتدخلات جراحية استخدمت فيها أساليب علمية متطورة تسمح بتشخيص الكثير من الحالات المرضية لدى الأجنة قبل موعد الولادة ومعالجتها . وقالت الام الكسندار بفار التي اجريت لها العملية إنها وجدت نفسها في مواجهة خيار حاسم ومؤلم قبل العملية التي انقذتها مع التوأم . وقالت وهي تصف شعورها عندما علمت بضرورة إجراء تدخل جراحي في رحمها لإنقاذ توأمها "أكثر ما كان يؤلمني أن تأتي اللحظة التي يتوجب علي فيها أن أختار بين أحد الطفلين" . كانت الكسندرا في الأسبوع ال24 من فترة الحمل عندما اكتشف طبيبها أن حياة التوأم في خطر كبير بسبب التفاوت الهائل في حجمهما . ويعود سبب الاختلاف في حجم الطفلين إلى وجود أوعية دموية غير عادية تربط الجنينين ببعضهما حسبما أظهرت نتائج التصوير بالأشعة فوق الصوتية . وعبر هذه الأوعية يقوم أحد الجنينين بإيصال الدم والغذاء لأخيه، ما يعني أن أحد الطفلين كان يحصل على كمية أكبر من السائل الأمنيوس على عكس أخيه . ويشرح البروفيسور الألماني كريستوف بيرغ والمتخصص في علم الأجنة انه بفقدان أحد الطفلين لماء الحمل والدم باستمرار لصالح أخيه،تتعرض حياة الطفلين إلى خطر، وفي هذه الحالة يكون الجنين المانح الذي يمد أخاه بالطعام وليس لديه أي سائل أمينوسي وكأنه مغلف بورق السلوفان كما أن الحبل السري يكون قريباً جداً من البطن ويسحب عليه الغشاء الأمينوسي، كما يسحب الشخص جارباً نسائياً على رأسه . ولم يكن إنقاذ حياة التوأم بالأمر السهل، إذ يؤكد البروفيسور كريستوف بيرغ أن التدخل الجراحي كان ممكناً مع احتمال فقدان أحدهما بنسبة 30 في المئة . أما الخيار الآخر فهو إجراء ولادة مبكرة . وشرح البروفيسور مخاطر هذا الخيار بقوله "بالولادة المبكرة قد يخرج الطفلان أحياء، إلا أن الولادة المبكرة جداً يصاحبها مخاطر الإصابة بإعاقة دائمة" . ورغم مخاطر فقدان أحد الطفلين أو كلاهما بالتدخل الجراحي، إلا أن الأبوين قررا إجراء عملية جراحية لإنقاذ طفليهما . وباستخدام الليزر قطع الطبيب الرابط الوريدي المعطوب الذي يربط بين التوأم في رحم الأم على أمل ان يساعد قطعه على تجاوز مخاطر كبيرة كمنع حدوث تمزق مبكر في غشاء الجنين بسبب انتاج كميات كبيرة من ماء الحمل لدى الجنين الأكبر، مايؤدي إلى حدوث انقباضات في الرحم، تؤدي إلى فقدان الحمل حسبما يشرح البروفيسور كريستوف بيرغ، والذي استطرد قائلا: "قد لا يتحمل الجنين الأكبر كل هذه الكميات من ماء الحمل، فيموت في الرحم" . وبفضل العملية التي أجراها البروفيسور بيرغ لألكسندار في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، تم إنقاذ حياة التوأم . وبقي الطفلان في رحم أمهما إلى أن أكملا جميع مراحل النمو المهمة . وحاليا ينعمان بصحة جيدة .