كشفت دراسة طبية صادرة عن جامعة (برن) السويسرية أن فريقاً من باحثيها توصل إلى نوع من بكتيريا الأمعاء يسهم في التعامل مع الإصابة بارتفاع نسبة السكر في الجسم من النوع الأول لاسيما بين الأطفال واليافعين . وأوضحت الدراسة التي شارك فيها فريق علمي طبي دولي إمكان زيادة تركيز نوع معين من بكتيريا الأمعاء لتقوم بتحفيز اطلاق الأنسولين بالنسب التي يحتاج إليها الجسم، ومن ثم يمكن أن تصبح بديلاً من تعاطي الأنسولين بصفة دورية أو عند الضرورة . ركزت الدراسة على أن هذا العلاج مخصص في المقام الأول للأطفال واليافعين المهيئين وراثياً للإصابة بارتفاع نسبة السكر في الجسم بسبب النشاط الهرموني في أطوار النمو والتأثير المباشر في الجهاز المناعي حسب تفاعلها مع بكتيريا الأمعاء . وربطت الدراسة بالتحديد بين نشاط هرمون (تستوستيرون) ونوع معين من البكتيريا في الأمعاء فيؤدي هذا التفاعل إلى تغيرات في عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم تؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة التي يحتاج إليها الجسم لمواجهة ارتفاع نسبة السكر في الجسم . ورأت الدراسة أن تقنين العلاقة بين هذا النوع من البكتيريا وهرموني (تستوستيرون) و(إندروجين) ينظم آليات المناعة الذاتية ومن ثم فإنها تساعد في التعامل مع المرضى الذين يعانون مخاطر عالية من انتقال الأمراض الوراثية المتعلقة بالتمثيل الغذائي والأيض في الجسم . ومن المعروف علمياً أن جسم الإنسان يؤوي مئة تريليون وحدة بكتيريا مختلفة أنواعها لها أهميتها في عمليات متعددة تتعلق بوظائف الأعضاء في الجسم من بينها عمليات الهضم والتمثيل الغذائي فضلاً عن دور البكتيريا في توليد الطاقة وبعض الفيتامينات . وأشارت الدراسة إلى أن خروج النشاط البكتيري عن السيطرة يؤدي إلى الإصابة بالتهابات متعددة وتتسبب في تهتك الأغشية الداخلية في الأمعاء وربما الإصابة بالتهاب مزمن . إلا أن الدراسة تعول على مزيد من الأبحاث حول تلك العلاقة الجديدة بين بعض أنواع البكتيريا والهرمونات التي من شأنها أن تعرقل ظهور الإصابة بارتفاع نسبة السكر في الجسم من النوع الأول أو الحد من مخاطره المتفاقمة . ومن المعروف ان ارتفاع نسبة السكر في الجسم من النوع الأول هو من أصعب أنواع هذا المرض الوراثي الذي يحتاج إلى علاج متواصل ورعاية صحية متخصصة للتخفيف من تبعات وتداعيات المرض . وكان علماء أمريكيون قد أعلنوا في دراسة سابقة أنهم توصلوا إلى اكتشاف مفاجئ يتعلق بمصدر مرض السكري حيث وجدوا أنه ينطلق من الأمعاء، وهو اكتشاف قد ينهي جدلاً طويلاً في أسباب المرض . وذكر موقع "ساينس ديلي" الأمريكي أن الباحثين بجامعة "واشنطن" للطب وجدوا من خلال دراستهم على الفئران أن السكري قد يبدأ من الأمعاء على عكس ما كان يعتقد سابقاً بأن أسباب المرض تكمن في البنكرياس حيث يتم إنتاج الأنسولين، والكبد حيث يخزن السكر . وشملت الدراسة فئران لا تستطيع أجسامها تصنيع أنزيم FSA في الأمعاء، وهو أنزيم مهم بالنسبة لإنتاج الدهون ويضبطه هرمون الأنسولين . ويعاني مرضى السكري من خلل في هذا الأنزيم .