صحف غربية: الفلسطينيون يرفضون الموت صامتين.. واسرائيل تحاول قلع جذور الارهاب الفلسطيني منذ 64 عاما ولم تنجحلندن 'القدس العربي': كالعادة فوقود الحرب الاسرائيلية على غزة هم الاطفال والنساء، يوم الاحد محت القنابل الاسرائيلية عائلة عن وجه الارض، نقص المواد الطبية، وتعليقات الرئيس الامريكي باراك اوباما التي حمل فيها حماس مسؤولية العنف، واكد دعمه المطلق لاسرائيل وذلك اثناء رحلته الاسيوية، عناوين وتعليقات نشرتها الصحف البريطانية. كل هذا في الوقت الذي تقول فيه اسرائيل انها تقوم ب 'عملية جراحية' لتدمير البنية التحتية لحماس، وتحاول فيه مصر التوصل لوقف اطلاق النار. وفي الوقت الذي اشارت فيه صحيفة 'نيويورك تايمز' ان القوات التابعة لحماس تظهر انضباطا قويا، الا انها تشير الى الفارق بين القوتين الاسرائيلية الضاربة واسلحة حماس الضعيفة، حيث تحاول الاخيرة التعويض عن ضعفها العسكري باستثمار تحالفاتها مع القوى الاسلامية الصاعدة والحكومات في مصر وتونس. وتحدثت الصحيفة عن الشروط التي وضعتها حماس لوقف اطلاق النار والتي تضعها في موقع اقوى مما كان عليه الوضع قبل العملية الاسرائيلية، وهذه الشروط تتضمن وقفا كاملا لاطلاق النار، وضمان دولي بالتزام اسرائيل بالتهدئة وعدم الهجوم مرة اخرى. واشارت الى ما قاله عضو اخواني في البرلمان المصري ان حماس لديها رسالة واضحة وهي انهاء الحصار بشكل كامل عن غزة مضيفا انه ليس من المعقول ان تقرر اسرائيل في كل مرة تسوية غزة بالتراب ثم نجلس للتفاوض. واعترف ان العنف لن يوقف من طرف واحد. وتشير الصحيفة الى ان موقف حماس القوي هو اول امتحان لما تؤمن به الحركة من ان الربيع العربي وصعود الحكومات الاسلامية في المنطقة قد قوى موقعها، ضد اسرائيل ومنافستها السلطة الوطنية. ويضع الموقف ضغوطا على الرئيس المصري محمد مرسي الذي اكد في خطاب ناري وقوف مصر حكومة وشعبا مع غزة. ويحتاج مرسي والحالة هذه للموازنة بين المطالب الشعبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية وبين المطالب الدولية الداعية لوساطة مصرية توقف العنف لان في ذلك مصلحة للمنطقة التي تحتاج للاستقرار ومصلحة مصرية حيث تعمل الحكومة على انعاش الاقتصاد. وتتحدث الصحيفة عن الطريقين المختلفين لحماس والاخوان المسلمين المصريين حيث تطورت الحركة الى جماعة مقاومة وتعتبرها امريكا والدول الغربية جماعة ارهابية فيما تطورت حركة الاخوان المسلمين لجماعة سياسية تحكم البلاد. وسيط السلام وفي هذا السياق قالت صحيفة 'ديلي تلغراف' في افتتاحيتها المعنونة 'وسيط السلام'، قالت فيها ان موقع مصر الاستراتيجي بين المشرق والمغرب وثقلها الديني الازهر، والدور الرئيسي في الحرب والسلام مع اسرائيل يمنحها قوة على القيام بدور الوسيط. وتضيف ان مصر خلال العامين الماضيين انتقلت من الديكتاتورية الى الديمقراطية حيث يحكمها اليوم بروفسور في الهندسة ينتمي الى الاخوان المسلمين، لكن العامل المفقود في معادلة التغير هو غياب الدور الامريكي. وتحدثت عن لقاء القاهرة الذي وصفته بانه ائتلاف اسلامي حضرته تركيا وقطر ورئيس حماس الذي باتت حركته تعتمد على شقيقتها الاخوان المسلمين في ظل فوضى تشهدها سورية الراعي السابق للحركة. ومع ذلك فالثقل الاستراتيجي المصري ان قورن بالتجربة التركية الناجحة في مجال الحكم الاسلامي المعتدل وقطر بثقلها المالي الداعم لغزة يظل غير كاف بدون تدخل خارجي لوقف العنف، مع انها ترى ان مصر تلعب دورا مهما في ضبط الامر وبعدها تأتي امريكا. وتختم بالقول ان الحرب على غزة من اصعب الازمات التي تواجه مرسي منذ توليه السلطة كما انها تمثل جرس انذار لواشنطن. وفي هذا الاطار يبرر المسؤولون الامريكيون ابتعاد اوباما عن المنطقة وتركيزه على آسيا لان المستقبل يكمن فيها فخمسون بالمئة من اقتصاد العالم ينبع منها. لكن المحللين يقولون ان اقتصاد آسيا يعتمد كثيرا على الشرق الاوسط وعليه فلو طار اوباما للمريخ للاحقته مشاكله. تطور الكتائب وفي تقرير اخر ل 'نيويورك تايمز' تحدثت فيه عن كتائب القسام التي قالت ان عددها قد يصل الى 15 الفا كانت مسؤولة عن الهجمات الصاروخية على اسرائيل، واضافت ان جنودها محترفون ولكنها لا تزال سرية. وتقول ان مقاتلي القسام معظمهم لديه وظيفة يومية، ضباط في الشرطة، اساتذة جامعات وكتاب في الوزرات وغير ذلك. وتقول ان الجعبري في السنوات الاخيرة زاد من تأثير الكتائب السياسي خاصة انه تحول الى بطل وصورته زينت الجدران والملصقات. فمع زيادة الترسانة العسكرية وبدعم خارجي من ايران وسورية والسودان كما تقول نضجت الكتائب، مما دعا بالجعبري لتنظيم الكتائب من خلال سلم قيادي. ومع كل هذا تقول ان الكتائب تظل مجموعة جهادية اصولية، حيث نقلت عن شاؤل مشعال من جامعة تل ابيب قوله ان حماس ربما تحلم بانها دولة لها جيش لكنها في النهاية جزء لا يتجزأ من المجتمع ولا توجد خطوط فاصلة بين ما هو سياسي وعسكري. وهذا الرأي يعكس الموقف الاسرائيلي. وتنقل عن باحث في جامعة الامة قوله انه لم يعد سرا ان القسام هي التي تملك القرار الاخير، فمن له علاقة مع قائد الكتائب يملك جواز السفر الدبلوماسي حيث تفتح لك كل الابواب. ويقسم جوناثان شنيزر مؤلف كتاب 'حماس ضد فتح والمعركة على فلسطين' تطور الكتائب من العمليات الاستشهادية حتى مقتل المهندس يحيى عياش عام 1996 والمشاركة في الانتفاضة ثم استخدام الصواريخ التي تطورت في ظل الجعبري. وعلى الرغم من خسارتها الاخيرة الا ان لديها القدرة على التكيف وتعيين قائد جديد. وفي الوقت الحالي وجد الشباب في غزة رمزا لهم يزينون فيه صفحات 'فيسبوك' بدلا من رونالدو لاعب ريال مدريد. لن نموت صامتين موسى ابو مرزوق في مقال نشرته 'الغارديان' تحت عنوان 'نحن في غزة لن نموت صامتين' جاء فيه انه ان تلكأ العالم عن دعم الفلسطينيين ضد اسرائيل فلهم الحق في الدفاع عن انفسهم. وذكر ابو مرزوق الطبقة السياسية الغربية من اوباما الى ويليام هيغ - وزير الخارجية البريطاني وكاثرين اشتون، المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية ممن سارعوا وحملوا حماس المسؤولية لو انهم قاموا وفحصوا الحقائق لوجدوا ان اسرائيل كانت البادىء بالعدوان. وقال ان العدوان بدأ عندما بدأت اسرائيل بالتوغل في غزة في الثامن من الشهر الحالي. واتهم اسرائيل بتخريب الجهود المصرية للتهدئة عندما قامت باغتيال قائد كتائب القسام احمد الجعبري وهو ما اكده الرئيس مرسي يوم السبت. كما واتهم ابو مرزوق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي بالمتاجرة بالدم الفلسطيني كي يفوز بالانتخابات خاصة بعد تحالفه مع المتطرف افيغدور ليبرمان. مذكرا بحروب خاضها وزراء اسرائيليون بالتزامن مع الانتخابات ومع ذلك فشلوا، بيريس عام 2006 وتحالف اولمرت ليفني وباراك عام 2008. واتهم الغرب باعطاء غطاء للعدوان الاسرائيلي مما يجعله متورطا ايضا. وقال ان الغرب الذي يتغنى بحقوق الانسان حرم الفلسطينيين منها ولم يفعل اي شيء ل 1.7 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار منذ خمسة اعوام. ومع ان حق الناس للدفاع عن انفسهم ضد العدوان مكفول الا ان الفلسطينيين يعتبرون ارهابيين عندما يمارسونه. ابواب جهنم وعلق روبرت فيسك في مقال مطول له في 'اندبندنت' ساخرا على الكليشيه الاسرائيلية بانها ستقوم بقلع جذور الارهاب الفلسطيني والذي تحاول قلعه وبدون نتيجة منذ 64 عاما. وعلق ايضا على عبارة ان 'اسرائيل فتحت ابواب جهنم' التي اعلنتها حماس بعد مقتل الجعبري وهي نفس العبارة التي رددها حزب الله اكثر من مرة وياسر عرفات عام 1982 اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان. والتفت بعد ذلك الى الصحافيين الذين يرددون كالببغاوات ومنذ اربعين عاما لغة الاسرائيليين 'قتل مستهدف' و'هجمات جوية جراحية' والتي قتلت 71 الف لبناني عام 1982 و1200 لبناني عام 2006 و1300 فلسطيني عام 2008-2009 . ويشير ان حماس لا تدعي في عملياتها انها 'جراحية' لانها لا تهدف لقتل اي اسرائيلي. ويشير الى ان نسبة القتل في غزة الان 16 مقابل اسرائيلي واحد مقارنة مع الحرب الاولى 100 فلسطيني مقابل اسرائيلي. وسخر من الصحافيين الذين وصفوا الحرب الاولى بالناجحة مع ان قوات النخبة لم تكن قادرة على العثور على غلعاد شليط حيث سلمه الجعبري بنفسه، والاخير وصفته الاسوشيتد برس بقائد الظل في حماس، وتساءل كيف يكون هذا ونحن نعرف عنه كل شيء. مبادرة اصدقاء اسرائيل ولا بد من النظر الى رد فعل اللوبي المؤيد لاسرائيل على الحرب، وهذه المرة جاء من خوسيه ماريا اثنار، رئيس الوزراء الاسباني السابق ورئيس 'مبادرة اصدقاء اسرائيل' حيث يعتبر من اعمدة اللوبي المؤيد لاسرائيل في اوروبا وطالما عبر عن مواقفه العنصرية ضد العرب والمسلمين. اذ كتب مقالا في 'التايمز' ردد فيه نفس الجدل، حول حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها كما هو منصوص في البند الخامس عشر من ميثاق الاممالمتحدة. وقال ان حماس هي التي بدأت الحرب، وان قسوة الحرب لا تأتي من اسرائيل بل من حماس التي لا ترسل الى اسرائيل ورودا بل صواريخ وارهابا. وقال ان حماس تريد من الحرب من اجل التعويض عن خسارتها في دمشق وتعزيز موقعها بين السنة في العالم، والتأثير على قياد ة عباس. واكد نيابة عن المبادرة انهم يقفون الى جانب اسرائيل 'لا نحب الحرب ولكننا نتفهم شرعية موقف قيادة اسرائيل للوقوف امام اعدائها'. وقال انهم يحبون السلام ولكنهم يفرقون بين من يريدون الانتصار عبر الارهاب وبين من يدافعون عن انفسهم منه. لا يأبهون بالحرب غزة تعيش جحيم حرب جديدة لكن سكانها تعودوا على القصف والتوغلات والاغتيالات. وفي هذه الحرب الثانية استغرب مراسل 'ديلي تلغراف' كيف يغامر اهل غزة بالخروج الى البحر وهم يتعرضون لهجوم من البحر والجو، حيث شاهد من نافذة غرفته في الفندق صيادون وهم يرمون بشباكهم في البحر وليس بعيدا من قوارب حربية اسرائيلية، وشاهد ازواجا وهم يتمشون على البحر يستمتعون بشروق الشمس على غزة، فيما لم يأبه المتريضون وهم يجرون بما يحدث، ولاحظ ايضا ان الشوارع وان كانت خالية في النهار من المارة الا ان الاطفال كانوا يلعبون فيها هنا وهناك. هل تعود الغزويون الحرب ام انهم يحاولون نسيانها؟