قال معهد بريطاني ان الخلاف مع طهران اتباعاً للسياسة الصهيونية يهدد مصالح البلدان الغربية بالمنطقة، ويجب استثمار فرصة فوز روحاني في الانتخابات والعمل بعقلانية لتهدئة الأوضاع في المناطق التي تربطها مصالح مع الغرب رغم وجود مصالح لإيران فيها أيضاً. إشراف (فارس) ونشر معهد "تشاثم هاوس" البريطاني مقالا بقلم الدكتور كيلر سبنسر حول تداعيات فوز الدكتور حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية التي شهدتها البلاد مؤخراً، وجاء في جانب من هذه المقالة: إن الشعب الإيراني بانتخابه الدكتور روحاني قد أعلن عن رغبته في عودة رجال الدين إلى رأس السلطة وكذلك عودة الاعتدال في سياسة إيران الخارجية. وهناك تضارب شهدته الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد، فالدكتور روحاني ينتمي إلى التيار الإصلاحي لذا فإن فوزه في الانتخابات يعد فوزاً للمبدئيين أيضاً. وقد وعد الإصلاحيون الشعب الإيراني بإعادة التوازن إلى الاقتصاد الإيراني والتعامل مع الغرب وهذا الأمر بالطبع يعكس حاجة إيران الملحة لتغيير سياساتها الخارجية التي انتهجها محمود أحمدي نجاد الذي لم يكترث بعواقب سياساته الخارجية هذه وهو ما أدى إلى مواجهته اعتراضات شديدة من قبل شريحة كبيرة من الشعب الإيراني والمدافعين عن النظام الحاكم والقيادة. ولو تأملنا في نتائج هذه الانتخابات من زاوية أن الحكومة المنتخبة تسعى إلى إعادة الأوضاع السياسية كما كانت عليه سابقاً نستنتج بعض القضايا التي ربما تسعى الحكومة لحلها، ومنها إغلاق ملف الفتنة التي شهدتها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009م والتي أطلق عليها اسم الحركة الخضراء، وكذلك العمل على إعادة السلطة إلى أحضان رجال الدين. وبالتأكيد فإن الحكومة الإيرانية بحاجة ملحة إلى تحقيق اتفاق جماعي في الآراء لحلحلة المشاكل الاقتصادية التي عصفت بالبلاد بما في ذلك الحظر الدولي وهبوط مستوىالعملة المحلية مقابل العملة الأجنبية والتضخم الذي فاق نسبة 40 بالمئة. وأكد كاتب المقالة على أن البلدان الغربية تنظر إلى الدكتور حسن روحاني كشخصية ذكية ويمكن التعامل معه، لكنه في الحقيقة لا يمكن أن يتنازل عن الأصول السياسية للجمهورية الإسلامية في التعامل مع الغرب حيث أكد على أن حقوق إيران النووية هي خط أحمر لا يجوز تجاوزه وكذلك صرح بأن حضور الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط يعد تدخلاً سافراً في حقوق بلدان المنطقة، لذا فإن الحكومة الإيرانية القادمة بدل أن تغير سياساتها الأساسية فهي سوف تنتهج خططاً وأهدافاً قصيرة الأمد لتحسين واقع تعاملها مع الغرب. وأشار سبنسر إلى أن عدم اتحاد البلدان الغربية في التعامل مع الأزمة السورية وفشلهم في تحقيق أهدافهم قد زرع اليأس في نجاح استراتيجياتهم في المنطقة وبالتالي فإن إيران قد أحكمت قبضتها على الأوضاع في سوريا، فضلاً عن ذلك فإن هذه البلدان قد فشلت في التصدي للبرنامج النووي الإيراني ولم تفلح جهودها في منعها من السير قدماً فيما رسمته من أهداف، وكذلك يجب على الغرب عدم الغفلة عن أن العقبات التي تضعها "إسرائيل" في طريق المحادثات مع طهران يهدد مصالحه أكثر من غيره. / 2811/