في همس الحلم تخطرين كفراشة الربيع تختالين في ضياء .. في حنين شوقي لعينيك أضنته السنين صعب هو ارتداؤك لثوب الحداد في عُرسْ الياسمين مؤلمٌ أن تغيب النسمة في عُيُون صبحٍ حزين أرقبكِ من خلف الظلالْ من خلف التلال مِنْ عُمقِ سطر العاشقين كتبتُ اسمكِ بمدادِ الحنينْ على زهرة الحنون في عُرُوقِ السنين أياديكِ البهية تعانق السماء عجزتْ أقلامُ الشُعراء عنِ التغزُلِ و الثناء و هلْ يكفيكِ الثناءْ? هل يكفي المسجونُ أنْ يرقُبُ الصبحَ من خلالِ ثقوبِ العناءْ؟ أُسائلُ الأقلامَ في تعجُبٍ و ارتيابٍ و شقاءْ لماذا نحنُ جُبناءْ؟ لسنا بارعينَ سوى في فنِ التصنُعِ و الريَاءْ لا صهيلَ لخيلنا يا جميلتي في الصحراءْ فكُلُ الخيولِ العربيةْ أصابها الغباءْ نحنُ منْ طلَتكِ البهية محرومونْ ينزفُ الجُرحُ منَا في نبض العيونْ كم نتوقَ للوفاء ياجميلتي كم نتوقَ لزهور الربيع في ثنايا الشُجونْ أصبحنا يا جميلتي لا نعرفُ منْ نكونْ فنحنُ في عصرٍ كلُ ما فيه ينطقُ بالجُنونْ كمْ تُقاطعني النسمة في ليلكِ الأسودِ الحزينْ فتُداعبُ الحُروف في صحوٍ فيتأوهُ الياسمينْ كل صباحٍ أُهديكِ باقات من عبقِ المُسافرينْ فهلْ تُراهمْ يُبلغوكِ شوقي الدفينْ بعيدةٌ أنتِ في الحُضورْ ساكنةٌ أنتِ في مُخيِلتي في دهاليزَ الفِكرِ و كيفَ لا و قدْ بنيتُ لَكِ منْ عبقِ الرُوحِ قُصورْ شمعةٌ .. أنتِ دمعة في عُيونِ العربِي الأصيلْ ما أكرم حاتم حين َ يُغدقُ المُكرماتِ في صُبحهِ العليلْ كانتْ لنا قصصٌ جاهلية منَ الفُروسية منْ قصص الهجاء و العِشقِ و التغزُلِ بالأصلِ الجميلْ أصبحنا الآن فُقراء ... لا شيءَ لنا .. كُلَ ما لنا بقايا منْ قُبةٍ خضراءْ تشكو إلى الرحمنِ هجر الراحلينْ تبكي وداعَ العُظماء صلاح و خالد و كل شريف عليها أمين سلامٌ عليكِ يا دُرةَ الشوق الدفين