قال سامي النصف إنه أراد شراء 5 طائرات مستعملة بحالة جيدة لأن شراءَها أقل كلفة من استئجارها، ويوفر 60 مليون دينار على الخزينة، لكن وزير المواصلات أقاله اليوم من منصبه. الكويت: عانت الخطوط الجوية الكويتية على مدى سنوات من تراجع في مستوى خدماتها، وتكبدت خسائر مالية جمة. وحينما عزم المسؤولون على استعادة سمعة هذه المؤسسة العريقة، تم تعيين رئيس مجلس إدارة جديد هو الكابتن والكاتب سامي النصف. لكن بعد جهود جبارة بذلها لإعادة الخطوط الجوية الكويتية إلى سابق عدها الزاهر، وعلى خلفية عزمه شراء 5 طائرات مستعملة لتجديد الأسطول بطائرات جديدة وأخرى مستعملة، فوجئ النصف بوزير المواصلات يصدر قرارًا بوقفه عن العمل، بصفته رئيسًا لمجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة الخطوط الجوية الكويتية، حتى إشعار آخر. وقف ودفاع وكان وزير المواصلات عيسى الكندري أعلن في بيان صحفي بعد إيقاف النصف عن العمل، أن مبدأ تحديث أسطول الشركة أمر لا خلاف عليه، "وكان من المتفق عليه أن يتم تحديث اسطول الكويتية بالكامل، لكن حدث تغيير مفاجئ في الاتجاه لشراء طائرات مستعملة، فطلبت وقف اجراءات هذه الصفقة. لكن اصرار رئيس مجلس ادارة الخطوط الكويتية سامي النصف على المضي فيها اضطرني لإيقافه عن العمل، حتى لا يضع الحكومة أمام أمر واقع يصعب تداركه". شكل هذا القرار صدمة للنصف، ولمن يعرفه. أما الآخرون، فذهبت بهم الظنون إلى وجود عمولات أو مصالح أخرى، وهذا ما دفع بالنصف إلى عقد مؤتمر صحفي اليوم في جمعية الصحافيين الكويتية، ليدافع فيه عن اسمه واسم عائلته، ويشرح اسباب قرار مجلس إدارة الشركة شراء طائرات مستعملة عوضًا عن استئجارها. كلفة أقل قال النصف إن التحليل الفني والمالي كشف أن كلفة تأجير الطائرات الخمس اعلى بكثير من شرائها، "وللمحافظة على المال العام، قرر مجلس الادارة تحويل عملية التأجير إلى عملية شراء لاستخدامها للفترة المطلوبة وبيعها عند انتهاء الحاجة". ونفى النصف ما روج له البعض عن شراء خمس طائرات هندية متهالكة، مؤكدًا أن الصفقة التي أوقفت كانت ستوفر على المال العام 60 مليون دينار، "وحديث وزير المواصلات عن تفاوضنا مع الشركة الهندية غير صحيح، فالتفاوض كان مع مصنع إيرباص مباشرة". وأشار إلى أن الطائرات الهندية التي ألغي شراؤها عمرها الزمني خمس سنوات فقط، وهي حديثة الاستخدام، مضيفًا: "جئنا إلى الكويتية ونجحنا في تقليل خسائرها، وكنا نرغب في تقليل هذه الخسائر بشكل أكبر، لكن هذا لم يسمح لنا به". وأكد النصف أن بقاء الأسطول القديم للخطوط الكويتية فاقم من خسائرها، وهذا كله موثق بالأرقام والوثائق، وأن سعي مجلس الإدارة إلى تخفيض عدد الطائرات من 35 إلى 25 طائرة، كان حفاظًا على المال العام. وبرر النصف شراء طائرات مستعملة بقوله: "لا توجد معارض للطائرات حتى تكون حرًا في اختيارك، هناك بوينغ و إيرباص، والطائرات الهندية التي كنا بصدد شرائها من نوع إيرباص مستحدثة وعمرها خمس سنوات، ولا تزال تحظى بالطلب عليها، كما أن حاجتنا لطائرات إيرباص هو الذي دفعنا إليها، وأجمعت اللجنة على شرائها منذ شهر أيار (مايو) الماضي". تحديث الأسطول وتتلخص صفقة تحديث أسطول الخطوط الجوية الكويتية تبعًا لما أعلنه سابقًا رئيس مجلس إدارتها بشراء 25 طائرة جديدة من ايرباص تتسلمها ابتداء من العام 2018، وقال إن عملية شراء 5 طائرات من شركة هندية تأتي لاستبدال الطائرات القديمة في الشركة حتى تاريخ تسلم الطائرات في العام 2018، مبينًا أن الاسطول الحالي للخطوط الجوية الكويتية بحاجة ماسة إلى استبدال بأسرع وقت ممكن، ولا يمكن الانتظار حتى بدء تسلم الطائرات في العام 2018، ما يستوجب استئجار طائرات جديدة لملء هذا الفراغ الزمني وتغطية المرحلة الانتقالية بما يعرف ب (البريدجينغ). واوضح النصف أن عملية البريديجنغ، بحسب ما تم الاتفاق عليه مع اياتا وشركة ايرباص، تتضمن استئجار 10 طائرات حديثة من طراز ايرباص - ايه 320 وخمس طائرات حديثة الصنع من طراز ايرباص - ايه 330 وخمس طائرات مستعملة عمرها خمس سنوات من طراز ايرباص - ايه 330. وقال: "عملية التأجير للفترة الانتقالية المذكورة تتضمن استئجار 20 طائرة موزعة بين 15 طائرة حديثة وخمس طائرات مستعملة، وتأتي الطائرات الخمس التي ستشتريها الشركة من شركة جيت ايروايز الهندية بدلاً عن الطائرات الخمس المستعملة التي اتفق على استئجارها، الا أن الشركة قررت شراءَها لأسباب عدة".