افتتح موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، في قصر الأمم في جنيف، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا الاجتماع التحضيري لمؤتمر "جنيف-2" الدولي حول سوريا، الذي سيعقد في 22 يناير/ كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المدعوة إلى المؤتمر، وأشارت معلومات إلى أن 26 دولة وافقت على الحضور، فيما أعلنت مصادر في الائتلاف السوري المعارض أن تعاطي الولايات المتحدة مع الأزمة بدأ يثير شكوكها، خصوصاً عدم حسمها في مسألة رحيل النظام والرئيس السوري بشار الأسد . وأعلن رئيس الائتلاف أحمد الجربا من أربيل أن أكراد سوريا سيشاركون ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية بحث في جنيف مع أمين عام الائتلاف بدر جاموس التحضيرات لعقد "جنيف2"، كما التقى زعيم "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" قدري جميل، للغاية ذاتها . وقالت مصادر إن معارضين بارزين يتساءلون عما إذا كان يجب عليهم أن يشاركوا في محادثات السلام، بعد تحذيرات أمريكية من أن رحيل الأسد عن السلطة سريعاً غير مضمون، وأضافوا عقب اجتماع مع السفير الأمريكي روبرت فورد أنه أبلغهم بألا يتوقعوا نتائج سريعة للمحادثات، وأن إطاحة الأسد ليست في يد واشنطن . وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب بدأ يفهم ضرورة بقاء الأسد لمواجهة المتطرفين، وقال "بدأ بعض شركائنا الغربيين يمررون في الأحاديث الشخصية، والتصريحات العلنية على حد سواء، أفكاراً من أن بقاء الأسد على رأس السلطة أقل خطورة من أن يستولي عليها الجهاديون والإرهابيون" . وكشف الإبراهيمي أن إيران مازالت تمثل معضلة أمام خطط عقد مؤتمر لإنهاء الصراع في سوريا في ظل استمرار معارضة الولايات المتحدة لمشاركتها في المؤتمر، لكنه قال إنه سيواصل العمل مع المسؤولين الإيرانيين إذا لم توجه الدعوة لهم رسمياً للحضور، وأضاف أن المسؤولين أبلغوا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنها لن تكون نهاية العالم إذا لم يحضروا المؤتمر وأنهم سيواصلون العمل معه على هامشه . وأوضح الإبراهيمي أنه يريد من طرفي الصراع في سوريا الإفراج عن السجناء من النساء والأطفال وتحسين وصول المساعدات الإنسانية لتكون بادرة حسن نية قبل "جنيف 2"، إلا أنه أكد أن السعودية هي على قائمة الدول المدعوة إلى المحادثات التي يزيد عددها على 30 دولة . وأشارت أنباء إلي موافقة 26 دولة حتى الآن على الحضور . وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده الى "جنيف 2"، وأضاف عقب محادثات في جنيف مع مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سوريا أن المعارضة السورية لم تقدم بعد وفداً محدداً بسبب الانقسامات الداخلية في صفوفها ما يهدد بعرقلة المحادثات التي تفتتح في 22 وستبدأ في 24 يناير 2014 . ونقل عنه قوله إنه إذا لم يتم حل هذه المسألة، فسيكون من الصعب توقع انعقاد المؤتمر، وتابع أنه قد يجري جولة أو أكثر من المحادثات مع مسؤولين أمريكيين بعد رفضهم الجمعة الموافقة على مشاركة إيران في المؤتمر، وأوضح قد نحتاج إلى مزيد من الاتصالات على المستوى الوزاري من أجل حل المسألة بشأن إيران . في المقابل، أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أنه من الصعب تصور حضور إيران محادثات السلام الخاصة بسوريا لأنها لم تؤيد بيان "جنيف 1" الذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية ولأنها أيضاً تقدم دعماً عسكرياً لدمشق . وقال المسؤول إن المحادثات ستستمر مع الوسيط الدولي ودول أخرى بشأن مشاركة إيران في المؤتمر، لكن هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تشارك بها طهران وإن هذه مجرد بداية العملية، وأضاف إيران في هذه الحالة هي البلد الوحيد الذي دفع بأفراده العسكريين إلى القتال على الأرض، هذا وضع فريد، وتابع "آمل أن تفكر إيران في سحب مقاتليها ودعمها والسماح للمعارضة السورية والنظام بتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة بالتوافق، مثلما قال الأخضر الإبراهيمي . . سوريا جديدة" . من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن مؤتمر "جنيف2" لن يكون ناجحاً إذا أكد بقاء الأسد في السلطة، وقال إثر قمة أوروبية بحثت بشكل سريع الملف السوري إن مؤتمر السلام لا يمكن "أن يكون هدفاً لذاته"، وأضاف إذا كان "جنيف 2" سيشكل تكريساً لسلطة الأسد أو يؤدي إلى انتقال سياسي من بشار الأسد إلى بشار الأسد، سنكون إزاء فرص قليلة لاعتبار أن هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية، وتابع في الأثناء بلغ الوضع في سوريا أخطر حالاته لجهة عدد المرحلين واللاجئين والأزمة الإنسانية . على الأرض، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات الحاضر وماير وبيانون في محافظة حلب (شمال)، ما أدى إلى سقوط جرحى، كما قصفت القوات النظامية مناطق في قرية "ابديتا" بجبل الزاوية بمدينة إدلب (شمال غرب) ومناطق في قرية "بئر عجم" بمحافظة القنيطرة، ونفذت حملة دهم وتفتيش للمنازل في منطقة الموازيني في العاصمة دمشق، وذكرت مصادر معارضة، أن مناطق ريف حماة وريف إدلب ومدينة دير الزور ودرعا وأحياء مخيم اليرموك والقابون، في دمشق تعرضت لقصف عنيف . لائحة المشاركين في "جنيف 2" 1- أمين عام الأممالمتحدة 2- الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) 3- الأمين العام لجامعة الدول العربية 4- الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي 5- الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي 6- الإمارات 7- البرازيل 8- كندا 9- الدنمارك 10- مصر 11- ألمانيا 12- الهند 13- إندونيسيا 14- العراق 15-إيطاليا 16- اليابان 17- الأردن 18- الكويت 19- لبنان 20- المغرب 21- النرويج 22- عمان 23- قطر 24- السعودية 25- جنوب إفريقيا 26-إسبانيا 27- السويد 28- سويسرا 29- تركيا 30- الجزائر