قال نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي تتواصل دورته الثانية عشرة حتى 8 ديسمبر الجاري: إن اختيار فيلمين مغربيين للمشاركة في المسابقة الرسمية لا يرتبط بجنسية الفيلمين٬ بل بقيمتهما الفنية المتميزة. وأوضح الصايل في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فيلمي "يا خيل الله" لنبيل عيوش و"زيرو" لنور الدين الخماري استحقا عن جدارة المشاركة في مسابقة المهرجان بالنظر إلى مستواهما التنافسي٬ الأمر الذي يعكس تطور سينما مغربية باتت قادرة على خوض غمار المنافسة على أعلى مستوى. وأضاف أن السينما المغربية تشارك في مهرجان مراكش كركيزة صلبة في البرمجة، مبرزًا أنه "من مجموع 20 إلى 25 فيلم٬ تنتج سنويًّا٬ أصبحت لدينا ضمانة بتوفر ثلاثة إلى خمسة أفلام على جودة ونضج تنافسي عالمي". وبخصوص موعد تنظيم المهرجان٬ شدد الصايل على أن ما يحسم في قوة الموعد ودلالته هو نجاح تظاهرة معينة في فرض نفسها كحدث مهم في زمن معين٬ ذلك أن هناك مهرجانات تراكم مكاسبها وتصبح مرتبطة بموعد زمني محدد ومنتظم. وأشار إلى أن "وجود مهرجانات أخرى متزامنة عبر العالم لا يزعجنا"، معتبرًا أن اختيار شهر ديسمبر الذي تقرر قبل سنوات كان صائبًا، حيث تشكل التظاهرة آخر مهرجان دولي كبير في السنة٬ وبالتالي "تتاح لنا فرصة الاستفادة من دروس التجربة التنظيمية للمهرجانات السابقة". ولم يخف رئيس المركز السينمائي المغربي ارتياحه لدخول المهرجان نادي الكبار من خلال الاعتراف الذي حازه دوليًّا بجودة اختيار الأفلام المشاركة٬ وبمستوى لجان التحكيم، وكذا الاستقرار في المستوى التنظيمي والإيقاع الفني الجيد. "وهو سمة المهرجانات الكبرى" على حد قوله. وتعليقًا على اختيار تكريم السينما الهندية في دورة 2012٬ قال الصايل إنه جاء انسجامًا مع أجندة الاحتفال بمئوية السينما الهندية التي تصادف 2013. "إنه احتفال بأقوى سينما من حيث الإنتاج عالميًّا٬ إذ تنتج ما بين 1000 و 1200 فيلم". هو أيضًا احتفال بسينما شعبية في كنهها٬ حسب كلام الصايل٬ الذي يتوقع تجاوبًا استثنائيًّا من قبل الجمهور بفضاء جامع الفنا مع العروض المقدمة كل يوم. وراهن في هذا السياق على أن مهرجان "كان" لن يتمكن في احتفاله خلال الدورة القادمة بالسينما الهندية من جلب القائمة الطويلة من النجوم الهنود الذين حلوا بمراكش٬ وفي مقدمتهم الأيقونتان أميتاب باشان وشاروخان. وعن معايير اختيار الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان٬ توقف نور الدين الصايل عند مجموعة من الرهانات٬ تشمل الدقة والإبداع في الكتابة السينمائية فضلاً عن الرغبة في اكتشاف تجارب جديدة وتشجيعها. من جهة أخرى كشف نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان أن ميزانية هذا الأخير تناهز سنويًّا كمعدل ستين مليون درهم.