في المؤتمر السنوي للوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة أو ما يعرف بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الاسرائيلية (ايباك) الذي بدأ بالأمس وتنتهي أعماله الثلاثاء سيلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة ويلتقي الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري واعضاء كبار في الكونجرس. هدف الرجل هو التركيز على المسألة الايرانية، والتعبير عن خوفه من انهيار العقوبات ضد إيران وقلقه من ميل دول مختلفة في الغرب للعودة إلى عقد الصفات مع إيران، مع التباحث حول المفاوضات مع الفلسطينيين وورقة الاطار التي سيتقدم بها كيري خلال أيام. وما يفعله نتنياهو هو في الواقع محاولة لتجنب المزيد من الخسائر الاسرائيلية، بعدما مني اللوبي بهزائم جعلت البعض يعتقد انه يعيش في هذه الآونة مرحلة هي الأكثر صعوبة في تاريخه، حتى ان بعض المتابعين يتوقعون ان يتقلص نفوذه في دوائر صنع القرار الامريكي بشكل كبير في الفترة المقبلة، وقد يبدو ذلك صحيحا على خلفية فشل اللوبي في الضغط على الادارة الامريكية لشن هجوم عسكري على سوريا، أو فشله في عرقلة تقدم المفاوضات بين واشنطنوطهران على خلفية التهديد النووي الايراني. غير أن الجزم بموت اللوبي وانتهاء دوره ليس صحيحا في كل الأحوال، فالايباك، التي تأسست عام 1954 بغرض التأثير في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بحيث تتفق هذه السياسة مع المصالح الإسرائيلية، قد بدأ في استعادة أنفاسه من الضربات المتتالية التي تلقاها استعدادًا لتوجيه بعض اللكمات التي تثبت للجميع انه ما زال مؤثرًا وقويًا. فعلى الرغم من التقارب الأمريكي الايراني في الفترة الاخيرة الا ان اللوبي لم يرفع الراية البيضاء والأرجح انه سيستمر في الضغط والترويج لصدام امريكي عسكري مع طهران. ويعتقد الكثير من افراد اللوبي ان الضغط على ادارة اوباما يمكن ان تسفر عن نتائج ملموسة حول هذا الملف وبالذات في قضية العقوبات على النظام الايراني بما يكفل تحطيم الاتفاق النووي الاخير واذكاء مشاعر الكراهية والتحريض بين الجانبين حتى ولو أدى هذا إلى اشعال حرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط المتوترة أصلا بفضل ثورات الربيع العربي. من المؤكد أن اللوبي الاسرائيلي سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى تكثيف جهوده لعرقلة اى اتفاق بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وهو الامر الذي لا تمانعه تل ابيب بالطبع، فهي تعلم ان ممارسة الاستيطان وبناء حاجز اسمنتي بارتفاع 26 قدما في الضفة الغربية هو عمل يخالف كل القوانين الدولية. وقد أدانت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اواخر فبراير الحكومة الاسرئيلية بسبب ذلك، وشجبت القوة المفرطة التي تستخدمها تل ابيب في الضفة الغربية. ولكن الايباك تعلم ان مهمتها في افشال اي تسوية اسرائيلية فلسيطينية سهلة وميسورة حيث تتكفل الحكومة الاسرائيلية باستفزازاتها في تحقيق الهدف، ولكن يدرك اللوبي ايضا ان مواصلة الضغط على وزير الخارجية الامريكي جون كيري باستبعاد قادة حماس من المفاوضات يمكن ان تؤتي ثماره خاصة مع عدم تقبل الكثير من أنصار حماس لفكرة انجاز اتفاق يروج له على انه ينتهك المصالح الفلسطينية. سيسبب كل ذلك أزمة لصانع القرار الأمريكي بالتزامن مع تصاعد نبرة العداء للولايات المتحدة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، تلك النبرة التي لم يستطع اوباما وإدارته ان يتعاملوا معها بحكمة واتزان حسبما يرى الكثير من المراقبين. من المؤكد أيضا ان تستمر الايباك في توجيه لكماتها للسياسيين الامريكيين الذين قد يتجرأوا بانتقاد دعم واشنطن اللامحدود لاسرائيل. وهذا ما يعتقده على سبيل المثال ميديا بنجامين الناشط الحقوقي ومؤسس منظمة جلوبال ايكسجانج لحقوق الانسان. وتمتلك الايباك، دون غيرها، سجلات كاملة بعمليات التصويت في الكونجرس الأمريكي، وبالتالي فان من السهل على هذا اللوبي ان يقدم الدعم السياسي لاولئك «المطيعين» ويلوح بأشد أنواع العقاب في وجه الاخرين. وقد تعرض بالفعل بعض السياسيين الذين انتقدوا مساندة واشنطن لحكومة اسرائيل امثال تشالز بيرسي وبول فيندلي وسينثيا ميكينني وايرل هيلارد لعمليات استهداف سياسية واضحة بهدف عدم ضمان نجاحهم في استحقاقات انتخابية قادمة للمجلس. وبالطبع فان الهدف اخراس كل الالسنة المنتقدة لسياسات اسرائيل سيظل قائمًا وبقوة في الفترة المقبلة بحجة معاداة السامية. وليس بالغريب أن نسمع عن استهداف اللوبي مؤخرًا لحركة أمريكية نشطة تسمى «بي دى إس» كانت تدعو لمقاطعة اسرائيل وفرض عقوبات عليها لحين انهائها الاحتلال للاراضى الفلسطينية. a href="http://www.al-madina.com/node/515428/اللوبي-الإسرائيلي-في-واشنطن-"يترنح"-ولكنه-يراهن-على-الحسم-قبل-نهاية-الجولة.html" rel="nofollow" target="_blank"صحيفة المدينة