«في كثير من الأحيان يصيبني رهاب الاعتداء عليّ من قبل المريض أو مرافقيه، حتى بت أبالغ في الاستجابة لطلبات المرضى والمراجعين رغم أنني أحياناً لا أجد لها مبرراً طبياً». هذا ما قاله أحد الأطباء الأردنيين العاملين في مستشفى حكومي وهو يصف ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية في المملكة. والحديث تعليقاً على آخر اعتداء تعرض له طبيب في مستشفى الأمير حمزة من قبل أحد المراجعين أدى إلى كسر في ساقه. وهو الاعتداء الذي لوّحت نقابة الأطباء بعده بالإضراب الكلي عن العمل في حال استمرت ظاهرة الاعتداء على الأطباء أثناء تأدية عملهم. وأصيب الطبيب بكسر في عظم ساقه اليمنى بعد أن تعرض للاعتداء من أحد المراجعين، وصل العيادة أثناء الزحام ومن دون موعد سابق. وقال نقيب الأطباء هاشم أبوحسان: إننا سنجد أنفسنا أمام أمر يحتم علينا التوقف كلياً عن العمل في حال لم يتم وضع حد للظاهرة وايجاد ضمانات لسلامة الأطباء. وفي العادة تتعامل السلطات مع تلك الحوادث على انها مشاجرة عادية بين طرفين، يعتقل فيها المعتدي والمعتدى عليه حتى يعقدا صلحاً بينهما. والاعتداء الأخير هو رقم 19 على طبيب أثناء العمل منذ بداية العام الحالي، وكانت نقابة الأطباء نفذت توقفاً عن العمل للأطباء في مستشفيات القطاع العام والخاص لمدة ساعتين للمطالبة بوقف الاعتداءات المتكررة على زملاء المهنة. وتتعرض الطواقم الطبية "اطباء وممرضون وصيادلة" في حوادث متكررة إلى الاعتداء من قبل مراجعين سجلت خلال السنوات الأربع الماضية ما يزيد على 218 حالة اعتداء جسدي على العاملين في المجال الصحي معظمها في القطاع العام. إجراءات قانونية وتعهد وزير الصحة الدكتور علي حياصات في تصريحات صحافية أخيراً بعدم التهاون في أي حالة اعتداء على كوادر الوزارة وستتخذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين. وقال في أعقاب زيارته للطبيب المعتدى عليه والذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الأمير حمزة، لن نقبل أي مبرر لتلك الاعتداءات. والمعتدي يجب أن ينال الجزاء العادل وفق القانون سواء تنازل الطبيب بسبب الضغوطات الاجتماعية عن حقه الشخصي أم لا، الاعتداءات على الكوادر الصحية غريبة عن عادات شعبنا وأصالته. وفي آخر إحصائية لها كشفت الجمعية الأردنية لحماية الكوادر الطبية "حماية" عن تسجيل (83) حالة اعتداء على الكوادر الصحية خلال العام الماضي كان نصيب أطباء القطاع العام منها 58 اعتداء، وأطباء القطاع الخاص 21 حالة، بينما تم تسجيل 10 حالات اعتداء على ممرضين. وبيّن رئيس الجمعية الدكتور محمد الطراونة أن مستشفى البشير كانت كوادره الأكثر عرضة للاعتداءات، حيث سجلت 16 حالة، فيما سجلت 8 حالات في مستشفيات جرش والزرقاء والأميرة بسمة. وأكد أن الاعتداء على الكوادر الطبية والصحية بشكل عام في المستشفيات، بات ظاهرة مقلقة ودخيلة على مجتمعنا. البيان الاماراتية