القاهرة - وكالات: قال مسؤولو أمن مصريون إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت خارج جامعة القاهرة امس ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما ضابط شرطة برتبة عميد فيما يبدو أنه أحدث هجوم يشنه متشددون في البلاد. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن عبوتين ناسفتين زرعتا بين الأشجار خارج الجامعة بالجيزة انفجرتا ما "أسفر... عن استشهاد العميد طارق المرجاوي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وإصابة خمسة من الضباط من قوة مديرية أمن الجيزة". وقال أربعة من مسؤولي الأمن لرويترز إن انفجارا ثالثا وقع بعد وقت قصير في نفس الموقع مما أسفر عن مقتل شخص. وقال شاهد من رويترز إن الانفجارات سببت حالة من الذعر داخل الحرم الجامعي وفي الشوارع المجاورة وهرع الناس للاحتماء. وعثرت الشرطة على قنبلة رابعة. وقال شاهد عيان في المكان ان عبوتين ناسفتين انفجرتا بشكل متزامن تقريبا في وسط القاهرة امام مركزي حراسة للشرطة بالقرب من جامعة القاهرة معقل حركة الاحتجاج الاسلامية على الحكومة منذ ان اقال الجيش الرئيس الوحيد المنتخب ديموقراطيا للبلاد، وسجنه في الثالث من يوليو الماضي. واوضح مسؤولون في الاجهزة الامنية طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان عميدا في الشرطة قتل في الاعتداء المزدوج، وان لواء آخر هو مساعد لوزير الداخلية قد اصيب. واكد التلفزيون الرسمي هذه المعلومات. وقال مصطفى غنيم نائب رئيس هيئة الاسعاف المصرية في موقع الحادث ان محصلة الانفجارين "قتيل وثلاثة مصابين كلهم من الشرطة". ولاحقا اعلنت وزارة الداخلية مقتل العميد طارق المرجاوي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وجرح خمسة رجال شرطة اخرين في الانفجارين. وقالت الوزارة ان الانفجار نتج عن عبوتين ناسفتين. وقال عميد في الشرطة في موقع الانفجار ان العبوات كانت مخبأة في شجرة بين النقطتين الامنيتين. ولطخت بقعتان من الدماء موقع الحادث فيما تناثر الزجاج المحطم على الارض. وتصعد الدخان والغبار في السماء. واغلقت الشرطة الطرق المؤدية للجامعة فيما شوهد عشرات الطلاب يغادرون ساحتها. وبعد الانفجارين، وقع انفجار ثالث على بعد امتار من موقع الانفجارين الاولين فيما تجمع رجال شرطة وخبراء متفرقعات وصحافيون عقب الانفجارين. ولم يسفر الانفجار الثالث عن اصابات، بحسب مسؤولين امنيين. وسادت حالة من الهلع والقلق ارجاء المكان خاصة مع تمشيط الشرطة المنطقة بحثا عن اي عبوات اخري. وقالت شاهدة عيان تدعى ساكتة مصطفى "كنت انتظر حافلة عندما سمعت انفجارين. كان هناك غبار في السماء ورجال شرطة يصرخون". وسمع صوت الانفجار بقوة داخل حرم كلية هندسة المتاخم للمكان، حيث هرع الطلاب للخارج لاستطلاع ما يحدث. وقال طالب يدرس الهندسة يدعى عمرو عادل "سمعت صوت الانفجار وانا داخل الكلية. خرجت فوجدت جثة شخص في ملابس مدنية ورجل شرطة ينزف من ساقه اليسرى". والعميد المرجاوي هو رجل مباحث وغالبا ما كان يرتدى ملابس مدنية. وقال مسؤولون امنيون ان اللواء عبد الرؤوف الصرفي مساعد وزير الداخلية بين المصابين. ولاحقا، قال مسؤول امني ان الشرطة ابطلت مفعول قنبلة رابعة وجدت في سيارة في محيط الانفجارات الثلاثة. واظهرت مقاطع فيديو بثها التليفزيون المصري الرسمي رجال شرطة جرحى ممدون على اسرة وبعضهم مصاب بحروق واصابات بالغة في الظهر والساقين. واظهرت المقاطع الجرحى وهم يتلقون مساعدات طبية في احدى مستشفيات الشرطة في القاهرة. وقال احدهم "سمعت الانفجار جريت (هرولت) للخارج فاذا بالانفجار الثاني يحدث". وقال الطالب محمد عبد العزيز خارح جامعة القاهرة بعد وقوع الانفجارات "نتوقع استمرار المشكلات لفترة طويلة. كيف يمكن للشرطة أن تحمينا وهي غير قادرة على حماية نفسها. مستحيل". وبث الموقع الالكتروني لصحيفة اليوم السابع المستقلة فيديو قال إنه يرصد لحظة وقوع أول انفجارين. وظهر فيه عمود من الدخان يتصاعد فوق شجرة. وسمع دوي انفجار بعد لحظات وهو ما يعتقد أنه صوت الانفجار الثاني. كما ظهر رجال الأمن وهم يبتعدون عن موقع الانفجارين قبل أن يعودوا إليه بعد إشهار أسلحتهم. وقال مجلس الوزراء في بيان إن رئيس الوزراء ابراهيم محلب "وجه بسرعة عقد لجنة أمنية امس بحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل والمخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن القومي" بعد وقوع الانفجارات. ووصف البيان الانفجارات بأنها "عبث الخائنين من أنصار الجماعات الإرهابية" وبأنها "حادث جبان لن يثني الدولة عن عزمها على اتخاذ كافة الإجراءات لمنع الإرهاب". وقال عمرو دراج القيادي بجماعة الاخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة جماعة ارهابية عبر تويتر "أدين بشكل واضح لا لبس فيه جريمة التفجير التي وقعت اليوم في ميدان النهضة (خارج الجامعة). هذا فشل واضح للداخلية في تأمين أبنائها". جريدة الراية القطرية