بعد البيان غير المسبوق لأحمد علي عبدالله صالح.. مناشدة عاجلة لقيادات حزب المؤتمر في صفوف الشرعية    صادم.. لن تصدق ماذا فعل رجال القبائل بمارب بالطائرة الأمريكية التي سقطت في مناطقهم! (شاهد الفيديو)    لقاء يجمع ولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي في هذا المكان اليوم الجمعة    المليشيات الحوثية تبدأ بنقل "طلاب المراكز الصيفية" إلى معسكرات غير آمنة تحت مسمى "رحلات"    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    أسماء من العيار الثقيل.. استقطاب اللاعبين بالدوري السعودي ترفض طلبات للأندية للتوقيع مع لاعبين لهذا السبب!    ظلام دامس يلف وادي حضرموت: خروج توربين بترومسيلة للصيانة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    طفل يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل قاعة الامتحانات.. لسبب غريب    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأسيس الحزب الشيوعي العراقي والانتخابات البرلمانية 2014


سلام كبة
في 31 آذار 2014 تمر علينا الذكرى الثمانينية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي،اقدم فصيل سياسي تقدمي،حتمت وجوده الاستقطابات الاجتماعية في بلادنا اوائل القرن العشرين وتنامي دور الطبقة العاملة في الوحدات الانتاجية وتصاعد حدة الاضطهاد الاجتماعي.وامتلك هذا الحزب الطبقي الجسور منذ ولادته وقيادة الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) الرؤية الوطنية الواضحة "قووا تنظيم حزبكم،قووا تنظيم الحركة الوطنية"،وهو يمتلك اليوم ايضا الرؤية الوطنية الواضحة للمشروع الوطني المدني الديمقراطي الراهن في العراق ليشارك بمسؤولية وطنية عالية وفق الممكن والمستطاع بالعملية السياسية،صوته المعارض والناقد مسموع وتاريخه مشرف.
ومن الصدف السعيدة التي لها دلالاتها العميقة ان تتزامن ذكرى التأسيس هذا العام مع موعد الانتخابات البرلمانية اواخر نيسان والتي سيخوضها الحزب الشيوعي بعزيمة لا تلين ضمن قائمة التحالف المدني الديمقراطي الذي يضم خيرة الاحزاب والشخصيات الوطنية الديمقراطية،وتستند الى برنامج سياسي واضح ومتكامل يعالج ازمة النظام السياسي الذي بني على المحاصة الطائفية والاثنية وانتج الفساد ووفر بيئة خصبة للارهاب،برنامج يؤكد على الاحترام الكامل لحقوق الانسان وحقوق المواطنة والحرية الفردية وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي البرلماني للسلطة ورفض العنف والحركات الانقلابية واستخدام السلاح للوصول الى السلطة.
ليس مستغربا ان يرى الفكر الرجعي في بلادنا هذا الحزب العتيد عقبة كأداء في مسيرة احلامه الشريرة،احلام طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس،محاولات التمشدق بالدين والطائفة والعشيرة والأخلاق والتمويه والمكر والمخاتلة والنفاق والغباء والاستغباء والحماقة واللغو والكذب والروزخونية وخزعبلات الفتاحفالجية وثقافة التخاريف ومشاريع الجهاد اي احتراف القتل الى مالا نهاية،تكريس نهج الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية والفساد والغدر والارهاب.
واذا كان الحزب الشيوعي منذ تأسيسه واعتلاء قادته المشانق وتقديمه آلاف الشهداء في انتفاضات ووثبات واحتجاجات شعبنا الابي ومساهمته في تفجير ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة وتصديه لأنقلاب رمضان الاسود ومقاومته الباسلة لدكتاتورية البعث،قد الف هذه الحملات،فانه من خلال تفحص التخرصات والتطاولات يتضح بجلاء الدور السياسي الرجعي الذي يقوم به الفكر المعادي كانعكاس واداة للطبقات الرجعية وقاعدتها البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية وشبه الاقطاعية وتحالفها اللامعلن مع قوى الارهاب والادوات القمعية المستحدثة للدولة لتحقيق اعلى درجات الهيمنة والتضليل وتدجين العقل امتثالا للعقلية الصدامية ولطوطمها القابع في قم معا،وكجزء من الصراع الطبقي الكبير المشتد حول الموقف من القضية الوطنية والثورة الاجتماعية.
لا تختزل القضية الديمقراطية بالاعمال الانتخابية الا ان حزبنا الشيوعي سيخوض الانتخابات البرلمانية القادمة شامخا مرفوع الرأس ويكتنز المواقف العملية المشرفة في معارضة نزعات الهيمنة والتفرد والاستئثار بالدولة والمفوضيات المستقلة وعموم الحركة الاجتماعية!وهو يدرك حجم التركة الثقيلة التي ورثناها عن النظام السابق،وبالتالي من حق المواطن ان يرى توجها واضحا وسياسة متكاملة للخروج من دائرة الازمات الخانقة المستفحلة التي تحيط بالوطن والشعب،وهذا ما لم يتلمسه طيلة حكم الطائفية السياسية الراهن،وهي مرحلة اتسمت بالغطرسة والقمع السياسي وازدياد الاعمال الارهابية والاغتيالات ومحاربة مشاريع العقل الاجتماعي والسياسي في المجتمع،والالحاح على اشاعة المحافظة في الحياة السياسية!
في دراسات ومقالات سابقة كتبنا"ناهض الحزب الشيوعي العراقي طيلة تأريخه المشرف النزعات السياسية الضارة التي لم تسء للكفاح الطبقي العادل فحسب بل عرقلته وحجمته.ومن اخطر هذه النزعات:الاصلاحية التي تنفي الكفاح الطبقي والسياسي الحق وتدعم مشاريع التعاون الطبقي التي تسعى الى جعل الرأسمالية مجتمع الرخاء الشامل عبر الاصلاحات في اطار الشرعية البورجوازية،الانتهازية،التحريفية وذرائعية التجديد واعادة التجديد والنظر والتصحيح والتقويم والتنقيح والتعديل للتهجم على حركات التحرر الوطني وجماهير الشعب والسنن العامة للتطور الاجتماعي،الدوغمائية!وبينما يتشبث السفسطائي باحد البراهين فقط وفق القدرة على ايجاد البراهين لكل شئ في المعمورة فان التفكير العلمي يبحث في الظاهرة الاجتماعية المعينة في تطورها من كل جوانبها ويعني بالآثار والانعكاسات على القوى الدافعة الرئيسية وتطور قوى الانتاج والكفاح الطبقي.ويدرك الحزب الشيوعي العراقي ان البراغماتية تعبر عن وجهة نظر وكلاء ومرتزقة عالم المشاريع الكبيرة والبيزنس،خبراء المبيعات وقادة الاحزاب والكتل السياسية ورجال السياسة في عهود الاحتلال والتبعية!وبالبراغماتية والتضليل الاعلامي الاجتماعي تتحول الاحتكارات الى مشاريع حرة،والحكم المطلق غير المحدود والشمولية والتدخلات السافرة في شؤون الحركة الاجتماعية الى ديمقراطية!البراغماتية تعني بتثبيت صحة الآراء الغيبية في ذهن المواطن!"
صديق عزيز راسلني مؤخرا وقدم لي مشورة ان اضيف الى هذه النزعات الضارة،اليسارية الطفولية والفوضوية والذيلية!
بالتأكيد يقول لينين:"كثيرا ما كانت الفوضوية بمثابة عقاب على الخطايا الانتهازية للحركة العمالية"،و"هناك مساومات ومساومات.ينبغي التمكن من تحليل الموقف والظروف الملموسة عند كل مساومة وكل نوع من انواع المساومة.ينبغي على المرء ان يتعلم التمييز بين شخص سلم الدراهم والسلاح الى قطاع الطرق ليقلل من الشر الذي يسببونه،ويسهل امر القبض عليهم واعدامهم،وبين رجل يعطي الدراهم والسلاح لقطاع الطرق ليشترك في اقتسام الاسلاب.امّا في السياسة فالأمر ليس على الدوام سهلا هذه السهولة كما في هذا المثل البسيط المفهوم للاطفال.بيد ان من يريد أن يبتكر للعمال وصفة تتدارك سلفا قرارات جاهزة لكل احوال الحياة،او يعد بألا تقوم في سياسة البروليتاريا الثورية اية مصاعب واية حالات مبهمة،انما هو دجال لا اكثر".
التسبيح بحمد المنجزات الاوهام الطرطرة
اذا كنا نريد للحزب الشيوعي ان تتطابق آرائه مع الفئات الحاكمة الآن في العراق فما الفائدة من اسقاط نظام صدام،الم يكن احدى اهداف القوى الحاكمة الآن في العراق هو اقامة مجتمع عراقي تعددي ديمقراطي!مجتمع تحترم فيه الحريات العامة أم يا ترى حكامنا اليوم لا يعرفون معنى التعددية،لا بل ويطالبون كل القوى السياسية الناشطة التسبيح بحمد المنجزات الاوهام الطرطرة للحزب الحاكم - حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون!..
1. التسبيح بحمد ابقاء الاقتصاد العراقي اقتصادا نفطيا ريعيا ومستوردا ومستهلكا ومستنزفا لموارده المالية في الاستيراد،اقتصادا وحيد الطرف في تطوره وكولونيالي التركيب في بنيته وعاجز عن تحقيق الوحدة العضوية في عملية اعادة الانتاج الموسعة!
2. التسبيح بحمد مهازل ما سمي بجولات التراخيص الشهرستانية مع الشركات النفطية الاجنبية العملاقة اي اتفاقيات الشراكة الذكية وسيطرة الدولة نظريا على النفط بينما تبقى مقيدة بصورة صارمة بشروط في العقود.التسبيح بحمد منح الشركات - التروستات الضخمة اليد الطولى في ادارة ما يزيد على 70% من الاحتياطي النفطي المثبت ولمدة عشرين سنة قابلة للتمديد،مما يحقق للدول الصناعية نفطا رخيصا بأسعار لم تحلم بها!وستفقد الدولة العراقية قدرة السيطرة على حجم الانتاج النفطي آجلا ام عاجلا ،الى جانب تسريع الانهيار المتوقع في اسعار النفط في السوق العالمية بسبب ارتفاع كميات النفط العراقي المعروضة دون ضوابط !...
3. التسبيح بحمد استغلال انشغال وانشداد الشعب العراقي بالقضية الأمنية لارجاع العراق القهقرى وتمرير الخيانات الكبرى والسياسات التي تمس المستقبل الاقتصادي للبلد والمعيشي للمواطنين دون ان يكون لهم مشاركة ورأي في ذلك!...
4. التسبيح بحمد السياسات الاقتصادية الانتقائية النفعية غير المدروسة وغير المفهومة،وتتميز بغياب الرؤى والاستراتيجيات والسياسات الموحدة للدولة في مجال التنمية وبالاضعاف المتعمد القسري لدور الدولة في الميدان الاقتصادي،وباستمرار المغالاة في تأكيد مزايا السوق الحرة في اقتصاد البلاد دون معاينة للواقع الملموس واستحقاقاته!..
5. التسبيح بحمد السمة الاحادية للاقتصاد العراقي والاعتماد شبه الكامل على موارد النفط في تمويل الموازنة العامة للدولة،الى درجة ان الاقتصاد العراقي لم يعد ريعيا فقط،بل وبات خدميا ضعيف الانتاج في الوقت نفسه!..التسبيح بحمد التركيب وحيد الجانب للاقتصاد الوطني والاستعجال غير المبرر في اتخاذ قرارات مصيرية دون التفكير بمستقبل الأجيال القادمة كاللهاث وراء العودة السريعة للاحتكارات النفطية العالمية العملاقة للسيطرة على النفط العراقي!الاستيراد التجاري المشوه او سياسة الباب المفتوح للاستيراد،تردي الخدمات العامة ليجر استخدامها للابتزاز والضغط على الشعب وامتصاص قوته وللضغط السايكولوجي على المواطنين لتجذير العبث واللامعقولية وتمزيق النسيج المنطقي للأحداث لتضيع في غموض الصدفة واللاوعي.
التسبيح بحمد الصنمية والطوطمية والمومياءاتية
الاصنام الدينية والطائفية والعشائرية والقومية قائمة كالأشباح تهدد عقولنا وارواحنا وتلقي بظلالها على ابداعنا وطرائق تفكيرنا وتحاول ان تستعيد بريقها المنطفئ ولاحياء الطواطم الكريهة والمومياءات المتيبسة كي يواصل الكابوس هيمنته على حياتنا الروحية.والاديان السماوية في عراقنا لا زالت اسيرة اصنامها الحجرية وذائقتها التي ترتعش من الاقتراب الى حدود المقدس،او النظر بجرأة في التابو والتحريم الاجتماعي،ويعتمد فطاحلها وجهابذتها على ثقافة اللغو والانشاء اللفظي والنقد الاخواني المدائحي،وتستمد جذوتها من الروح العشائرية والطائفية.والاسلام السياسي في العراق يسبح بهذه الثقافة الخائفة المرتجفة الفجة التافهة المقيتة،ثقافة تزوير التاريخ والاحداث والوقائع والمواقف.
ان التسبيح بحمد الثقافة القطيعية الطائفية وجر "الرئيس القائد" و" الطائفة القائدة " الجميع لشوارع المبايعة من آذانهم ليبصموا على اوراق المبايعات المطبوعة بال "نعم" الوحيدة!هي ثقافة للضحك على الذقون والمساومة على امن وكرامة واعراض وارواح المواطنين من قبل المتنفذين وقوى الارهاب وفرق الموت والعصابات- الميليشيات والبلطجية وقوة السلاح!ثقافة تحول الفساد الى سمة ملازمة للبيروقراطيات المترهلة والتجار الى جانب الكسب غير المشروع والتدني المرعب في تقديم الخدمات العامة واعمال الغش والتهريب!
لقد ورث الاسلام السياسي في العراق السياسات والثقافات الغربية الفضفاضة كالفوضى والفوضى البناءة التي تخشى التخطيط المبرمج والتنمية والاعمار والبناء والتنظيم والتي تتسم باتساع نطاق الغموض في عدد من القضايا(المناطق الرمادية)،وبالأخص قضايا الديموقراطية وحقوق الانسان والتأرجح بين دعم الديموقراطية الليبرالية او الدفاع عن الثيوقراطية (الحكم الدينى) وولاية الفقيه،تطبيق الشريعة الدينية والطوائفية ومن الذى له الحق فى التشريع وتحت أى سلطة،استخدام العنف،التعددية السياسية،الحقوق المدنية والسياسية والمرجعيات الدينية،حقوق المرأة وقضايا الاحوال الشخصية من زواج وطلاق وحضانة الاطفال وميراث ونقل الجنسية منها الى اطفالها.
صناعة الفتوى في العراق تعمد الارهاب والفساد وتدعمه بنصوصها المحرضة على القتل وهدر دماء بني البشر والاستحواذ على الاموال بدعوى استخدامها لمشاريع تخدم الاسلام،كأننا مازلنا نعيش في زمن الناقة والبعير ونتباهى بالسيف وحز الرؤوس والسبايا والزيجات المتعددة وزواج القاصر تحت عباءة الفتاوى الضالة،ولم تترك هذه الصناعة الخبيثة شيئا في حياة الناس الاجتماعية الا وتناولته وفق اجتهاد هذا الفقيه او ذاك المرجع،بدءاً باستيراد الملابس والعطور وادوات الزينة،والقاء التحية،ودخول الحمّام،مرورا بالجماع بين الزوجين،وتحريم البيبسي والكوكا كولا،وليس انتهاء بتحريم الاطلاع على الثقافات الغربية وتحريم الاغاني والافلام!وهناك فتاوى اقتصادية في العراق!!
هناك جهات لازالت تتخذ من الدين وسيلة وغطاء للترويج لمشاريعها الجهنمية التخريبية،كأن تفتي بأن عمليات الاتجار بالمخدرات ليس محرما!متوجهة الى تحريم ما يمس حاجات الناس اليومية،مثل تحريم اكل سمك الزبيدي والثلج..الخ من الخزعبلات!اما المناسبات الدينية فلازالت تحيى باستعمال الزناجيل واللطم والزحف على الركاب وبالهرج والمرج والفوضى والسير على الأقدام مئات الكيلومترات!بينما تستغل هذه المناسبات استغلالاً سياسيا دون التفكير بالمواطن والحفاظ على حياته.ان اكبر اساءة توجه للدين هو استغلاله كواجهة للعمل السياسي والصراعات السياسية!
لقد عمل الحزب الشيوعي العراقي ضد كل من يحاول تحويل المعتقد الديني الى مجموعة من الخرافات والجهل والممارسات العنفية التي تسئ الى تراثنا الديني ورموزه وملاحمه بهدف فرض قيم التجهيل والاستبداد والتكفير وثقافة قطع الاعناق وضرب الهامات بالقامات واللطم والبكائيات وتسويد الجباه التي لا علاقة لها بالايمان الديني.لقد حاولت التيارات الاستبدادية والظلامية التشكيك في دعوات الحزب لاحترام المعتقدات الدينية وبثوا الافتراءات تلو الافتراءات ضد الشيوعيين العراقيين في محاولة لتصوير الشيوعيين وكأنهم أعداء للايمان والمعتقدات الدينية متجاهلين كون العديد من رجال الدين الافاضل ساهموا الى جانب الحزب الشيوعي في نضاله الوطني والاجتماعي كالشيخ عبد الكريم الماشطة والطيب الذكر الشيخ محمد الشبيبي والد الشهيد حسين الشبيبي وسادة افاضل آخرون ...
الحزب الشيوعي العراقي - حزب علماني يستنهل من فنار الاشتراكية العلمية مرشداً له لتكثيف جهوده في تشييد صرح الديمقراطية الناشئة على ارض العراق.وهو يسعى الى تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة في الدستور والقوانين المرعية والى احترام جميع الأديان والمذاهب وحقها في ممارسة طقوسها وتقاليدها الدينية الانسانية!
يرفض الحزب الشيوعي العراقي تكريس الطائفية السياسية ونهج المحاصصات الطائفية الوباء الخطير الذي يسمم الحياة السياسية،ويتناقض مع الديمقراطية،ويقزم معنى الانتخابات ومدلولاتها،ويحجم مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين،ويضر ببناء الوحدة الوطنية.ترى أيّ ديمقراطية يمكن أن تنتجها احزاب عائلية او طائفية تورث قياداتها وتعيد انتاج افكارها القديمة،ولا تمارس هي نفسها الديمقراطية الحقيقية في داخلها؟قوى سياسية تفتقر اصلا الى الآليات الديمقراطية والفكر الديمقراطي في داخلها وليجر الاستقواء والاتكاء على الطائفة بدل الاستقواء بالديمقراطية و بالمواطنة..ان العراق يحتاج الى تعزيز الهوية الوطنية وروح المواطنة وبدونها لا يمكننا الحديث عن الاستقرار والمساواة في الفرص وتعزيز رابطة الاخوة بين العراقيين وحماية وحدة العراق بغض النظر عن كل الهويات الدينية والطائفية والعرقية فالعراق ينبغي ان يكون وطن الجميع والدولة العراقية هي دولة الجميع والدين لله.
التسبيح بحمد الشمولية
انتهاكات حقوق الانسان في العراق لا ينبغي ان تبرر وانما تستنكر وتدان ويعاقب مرتكبوها!هذا ما يقره القانون الدولي والفكر الانساني،الا ان ما يحدث في العراق انتهاكات تقع ضد شعب ابي مكافح عنيد وبشر ضعفاء لا يملكون الدفاع عن انفسهم،وهي منافية لكل القيم الانسانية.الديمقراطية الشفافة لا تدعي العصمة من الاخطاء،انما فقط كفيلة بالكشف عن هذه الاخطاء وتصويبها.منهجنا العلمي في التحليل والتقييم والنقد يكشف ازدواجية معايير القوى السياسية المتنفذة في العراق اليوم التي تستفيض بالحديث عن حقوق الانسان والحوار البناء تجاوبا مع متطلبات العصر،الا انها تستميت لتحويل المواطن الى دمية يمكن شطبها من اجل اوهام جماعات حالمة نافذة،بل وتنفي حق الرأي الآخر عندما تستسهل القسر والعنف وسيلة لبلوغ الأهداف في اقصر وقت افتراضي بدلا من استخدام اساليب العمل السياسي الاخرى،وتنفر من اللوحة الملونة التي تقر بحق الاختلاف باتجاه ان يكون الجميع على صورة واحدة وبنسخة واحدة لانها ثقافة خائفة مرتجفة من كل تغيير.
يزداد عدد الضحايا الأبرياء بسبب الارهاب الذي يرتكب الفظائع في المدن العراقية ومدفوع بآيديولوجية شريرة لا علاقة لها بالظلم او القضايا المسببة لسخط الناس،وابتداعه الأساليب الجديدة عبر تفخيخ السيارات والكواتم والأحزمة الناسفة وزرع العبوات الناسفة واللاصقة على جوانب الطرق وفي الاسواق والتجمعات المكتظة بالناس.فضائح السجون والمعتقلات تظهر الحال السئ الذي وصلت اليه حقوق الانسان في العراق والتي تنتج لنا كل يوم عشرات الجثث المعروفة والمجهولة؟!لم تتشكل لجان تحقيق وغابت وطمرت ذاكرة نصف عقد من الزمن،لان ثقافة شراء السكوت المتبادل بين الضمائر العفنة(اصحاب النفوذ)،وازدهار تجار السياسة والثقافة في كرنفالات الاستعراض والتهريج وشراء الذمم وولائم الصفقات والعمولات والتعهدات خلف الكواليس والمغانم،هي الثقافة السائدة،لينام اللصوص والحرامية والقراصنة رغدا في بلادنا..
ان عدم قدرة مؤسسات الدولة والنظام القضائي على حماية المواطنين العراقيين ادى الى زيادة الانطباع بان هذه الميليشيات والعصابات الاجرامية تعمل تحت حصانة متنامية.التدخل الحكومي في شؤون المفوضيات المستقلة والنقابات،النظرة الدونية تجاه المرأة،الفساد،التمييز المذهبي،التعذيب،التهجير القسري،غياب القانون وسلطته،اعمال الخطف والابتزاز،قائمة التحريمات..كلها عناوين عريضة لانتهاكات حقوق الانسان في العراق.لقد واجهت الاجهزة الامنية والشرطة وحراسات المسؤولين الجرارة المتظاهرين والمحتجين والابرياء المسالمين مرارا في مناطق عدة ومناسبات عديدة بالسلاح،وسقط الضحايا والجرحى.
يستثمر الشيوعيون العراقيون ذكرى تأسيس حزبهم المجيد لتحسين اداءه ولخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بهمة عالية!وسيبقى حزب فهد،الحزب الشيوعي العراقي،وساما على صدر كل وطني غيور!..
بغداد
28/3/2014
أبريل 5th, 2014 in آراء ومقالات, الصفحة الرئيسية |
التجمع من اجل الديمقراطية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.