رحب الدكتور هاشم حسين رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ال«يونيدو» ومقره البحرين، بأي توجه للإمارات مستقبلاً لاستضافة منتدى الاستثمار الدولي لرواد الأعمال إذا ما تقدمت الإمارات بطلب رسمي بهذا الخصوص وخاصة في ظل إنجازات في ريادة الأعمال واصفاً الإمارات بكونها من الدول السباقة في تنمية ريادة الأعمال وقاطرة التنمية في المنطقة. وأشاد حسين في تصريحات ل"البيان الاقتصادي" بجهود الإمارات عبر عدد من المؤسسات كصندوق خليفة ومؤسسة محمد بن راشد وجمعية رواد وغيرها من المؤسسات الأخرى إلى تقديم برامج وخدمات مالية وغير مالية بهدف تنمية الشباب ومساعدتهم على تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي. وثمن الدور الكبير الذي تلعبه الإمارات في مجال التنمية الاقتصادية إذ أصبحت بوابة ومصدراً للاستثمارات الصناعية والتجارية والخدمية والسياحية والزراعية ليس فقط على مستوى الإمارات بل تعدته الى الدول العربية الأخرى. ريادة الأعمال وأضاف هاشم حسين: أن مفهوم ريادة الأعمال أصبح جزءاً من الآلية التنموية في كل دول العالم الصناعية منها والنامية مضيفاً أن ريادة الأعمال تعتبر الحافز والمقوم والمحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية التي تؤدي إلى خلق فرص عمل للشباب وتسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتراكم الثروة وأن قرار الجمعية العامة رقم 67/202 والمتعلقة بربط ريادة الأعمال بالتنمية أعطى اهتماماً بتنمية ريادة الأعمال . وأكد أن الإمارات أحدثت تقدماً على المستوى العالمي في السنوات الماضية وأصبحت من أكبر وأبرز المراكز التجارية في العالم ووجه سياحية وخدمية من الطراز الأول، أما فيما يخص استنساخ التجربة الإماراتية في بلدان العالم فلا بد من تحديد القدرة التنافسية والتفاضلية لكل دولة على ضوء المقومات المتاحة. من جانب آخر أكد حسين على الأهمية الكبيرة لملتقى الاستثمار السنوي 2014 كونه يجمع المستثمرين من مختلف بقاع العالم بالإضافة إلى المؤسسات المالية ورواد الأعمال والمؤسسات ذات العلاقة بالاستثمار المحلي والأجنبي تحت مظلة واحدة. الصناعات الخضراء ويرى إن الصناعات الخضراء أصبحت واقعاً أساسياً في تنمية قطاع مهم في الصناعة وبدأت تأخذ يوماً بعد يوم مكاناً وحيزاً أكبر في الاستثمارات وخاصة تلك التي هي في مجال الطاقة البديلة والنظيفة وأن الاستثمار في التكنولوجيات الخضراء أصبح مربحاً وجاذباً للمستثمرين بصورة مطردة فتحفيز الاستثمار في هذا المجال يتطلب وضع برامج للتوعية ومن ثم تحديد الفرص الاستثمارية المربحة بالإضافة إلى استجلاب التكنولوجيا الملائمة وتحفيز المؤسسات المالية والقطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع المهم. النموذج العربي لريادة الأعمال عن دور برامج المؤسسات الداعمة المالية وغير المالية في إنشاء ونمو رواد الأعمال وفي إنشاء المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي يرى د.هاشم حسين أن النموذج العربي لتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة" والذي تبنته رسمياً ال«يونيدو» في العام 2007 على أنه الآلية المثلى لتحفيز الاستثمار ترتكز على دعم وتنمية رواد الأعمال من خلال مجموعة من الخدمات المالية والغير مالية المترابطة متمثلة في تهيئة رواد الأعمال عبر تمكينهم في استصدار. و استنباط أفكار المشاريع و إعداد دراسة خطة العمل و الربط التكنولوجي ومن ثم الربط المالي الذي تقدمه المؤسسات المالية للمشروعات الناشئة و القائمة و تليها آليات الاحتضان المرئي و الغير مرئي ولقد استطاع من خلال هذه الآلية الآلاف من رواد الأعمال في العالم من إنشاء مشاريعهم و التي تنمو بصورة مستدامة. وبسؤاله عن كيفية تحفيز الاستثمارات البينية بين رواد الأعمال من مناطق آسيا وافريقيا والعالم العربي يرى هاشم حسين، أن تحفيز الاستثمارات البينية يتطلب عمل قاعدة بيانات لاستعراض المشاريع الصناعية والتجارية والخدمية والسياحية والزراعية من خلال المحتوى الإلكتروني «Portal»، التابع للمركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار وإبراز هذه المشاريع الاستثمارية ليتسنى لرواد الأعمال والمستثمرين على الاطلاع عليها وتحديد إمكانية الاستثمار فيها مما يؤدي بدوره إلى تبادل الخبرات ووضع برامج التعاون والاستثمار المشترك. الأمن الغذائي أكد الدكتور هاشم حسين بأنه وعلى ضوء تقرير المنظمة العربية للتنمية الزراعية والذي حدد حاجة الدول العربية إلى نحو 144 مليار دولار من الآن لغاية عام 2030 لتأمين الغذاء لشعوبها علماً أن الأعباء تزايدت بسبب الارتفاع المتواصل في الأسعار وزيادة الاعتماد على الاستيراد. كما أن فاتورة الغذاء في دول الخليج العربي تحديداً ستصل إلى 53 مليار دولار بحلول عام 2020 أي بزيادة تقدر بنحو 105% وعليه يجب على دول الخليج وضع استراتيجية واضحة المعالم للاستثمار في الأمن الغذائي خاصة في الدول التي تتمتع بميزة زراعية تنافسية آخذين بعين الاعتبار أزمة شح المياه. ابداع منتدى رواد الأعمال يعزّز فرص الشراكة قال هاشم حسين إن البحرين كانت سباقه في عقد شراكة استراتيجية مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية في تنمية وتحفيز ريادة الأعمال منذ 1996. وعن ما حققته البحرين من خلال استضافتها لمنتدى الاستثماري الدولي الأول لريادة الأعمال في يناير الماضي من هذا العام بمشاركة نحو ألف رائد عمل حول العالم قال هاشم انه على ضوء النجاحات التي تحققت في هذا الإطار قامت مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع (اليونيدو) بإعلان المنامة 2014 عاصمة رواد الأعمال والإبداع وفي هذا السياق سوف تستضيف البحرين في أكتوبر القادم المنتدى الاستثماري الدولي الأول لرواد الأعمال والذي من المتوقع أن يستقطب 1000 رائد عمل من أنحاء العالم. ويهدف المنتدى إلى تفعيل منصة رواد الأعمال من جميع أنحاء العالم لتعزيز فرص استثماراتهم مما يؤدي إلى توسيع فرص التعاون المشترك وشراكات الأعمال وفتح أسواق جديدة والتركيز على القضايا المتصلة بالتنمية وريادة الأعمال وتوظيف الشباب . موارد مستقبل واعد للتنمية الصناعية العربية أكد الدكتور هاشم حسين رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية " اليونيدو" أن هناك مستقبلاً واعداً في مجال الصناعة في المنطقة العربية نظراً لوفرة المواد الأولية والطاقة الشبابية وحجم السوق العربي والافريقي مما يتطلب وضع استراتيجية ورؤية مشتركة لتنمية الاستثمارات المحلية وتوطين التكنولوجيا المناسبة من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية وعقد الشراكات. وبسؤال الدكتور هاشم عن ثورات ما يعرف بالربيع العربي والتي أشعلتها البطالة المرتفعة بين الشباب العربي وإن كانت هناك الحاجة ماسة اليوم لولادة صندوق عربي موحد تموله الحكومات العربية مجتمعة لدعم مشاريع الشباب الصغيرة لضمان الاستقرار في المنطقة العربية أكد هاشم على أهمية التمويل منوها إلا أن المعضلة الأساسية لا تكمن فقط في التمويل إذ لا بد من تهيئة وتمكين الشباب من خلال برامج التوعية والدعم أي ما يعرف بالخدمات الغير مالية. وقال إن عملية دعم وتنمية الشباب بحاجة إلى منظومة متكاملة ومترابطة من الخدمات الغير مالية والخدمات المالية وهذا ما تفتقد اليه عدد من الدول العربية. وفيما يتعلق ب"اليونيدو" ومبادراتها أشار هاشم حسين إلي أن المنظمة تعمل حالياً مع مجلس المناطق الحرة بدبي على إنشاء المنظمة العالمية للمناطق الحرة تكون الإمارات مركزاً رئيسياً لها. البيان الاماراتية