GMT 0:05 2014 الأربعاء 9 أبريل GMT 9:29 2014 الأربعاء 9 أبريل :آخر تحديث رندة تقي الدين كثر الكلام هذه الأيام عن احتمال انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية. بدأت التكهنات والتوقعات والتحليلات حول هذا الاحتمال منذ أن تم اللقاء بينه وبين زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري في منزله الباريسي. فالحريري لم يكشف عن اللقاء مكتفياً بالقول إن الحوار بينه وبين العماد عون بدأ هاتفياً، واستمر بين الحزبين حتى كشف عنه العماد عون. وكثرت التكهنات حول هذا اللقاء، خصوصاً أن حليفَي الحريري سمير جعجع وأمين الجميل لم يوضعا في صورة اللقاء من قبل. وكثرت التساؤلات حول ما إذا كان عون أخبر حليفه «حزب الله» مسبقاً أنه سيلتقي الحريري في باريس. وزعم الزعيمان أن موضوع الرئاسة غاب عن اللقاء ولكن، من يصدق؟ لكن إعلان رئيس «القوات اللبنانية» عن ترشحه للرئاسة يظهر أنه لا يثق بما يجري بين حليفه وعون وربما «حزب الله»، على رغم أن الحوار مستمر بين تيار المستقبل ورئيس «القوات» عبر الرئيس سعد الحريري ونادر الحريري. وأدى ذلك إلى بداية انفتاح من «القوات اللبنانية» باتجاه «حزب الله». إن مما لا شك فيه أن شيئاً ما تغير في الرئاسيات في لبنان. كانت سورية الأسد في الماضي تختار الرئيس في لبنان، وتفرضه على القوى المحلية مثلما فعلت مع إميل لحود وعملت على خرق الدستور، وكان ذلك بموافقة الدول الكبرى والإقليمية. ولكن النظام السوري لم يعد هو الذي يختار الرئيس اللبناني، ولكن بإمكانه تعطيل انتخابه عبر حليفه «حزب الله». فالقوى على الأرض هي التي تختار الرئيس علماً أن كلمة القوى الإقليمية كالسعودية وإيران في الرئاسيات تلعب دور أساسياً. أما الإدارة الأميركية فتقول لمن تلتقيه من مسؤولين لبنانيين أو غربيين إنها لن تتدخل بالأسماء ولا بالانتخاب وإنها لن تضع أي فيتو على أي مرشح، وإنها فقط مهتمة بالالتزام بموعد الاستحقاق. أما فرنسا فالرئيس هولاند يتابع الملف عن قرب عبر فريقه الذي كثرت زيارات المرشحين اللبنانيين للرئاسة إليه. فيما وزير الخارجية لوران فابيوس الذي لديه أوسع نفوذ عرفه وزير خارجية فرنسي، فليس مهتماً في شكل كبير بملف الرئاسة اللبنانية، علماً أن فريقه للشرق الأوسط مع سفيره في لبنان يتابعه ويهتم به. ولكن فابيوس كثيراً ما يقرر بمعزل عن آراء فريقه، فهو له رأيه الخاص وعدم رغبة بالخوض في مثل هذا الموضوع المعقد، على عكس هولاند الذي يتابع ملفات فريق عمله ويدرسها ويناقشها، علماً أنه يترك لفابيوس كل القرار في نهاية الأمر إذا كان الموضوع يهم فابيوس. فليس لباريس مرشح كما يقال، ولكنها مدركة تعقيدات مرشحي الصف الأول أي جعجع وعون. فهناك أسماء عدة أخرى يتم تداولها ويتم التساؤل عنها في الأوساط الديبلوماسية الغربية من قائد الجيش جان قهوجي، إلى حاكم البنك المركزي رياض سلامة، إلى روبير غانم، إلى زياد بارود، إلى جان عبيد. فاللائحة طويلة، وباريس تؤكد أنها لن تقع في الفخ الذي وقع فيه وزير الخارجية السابق برنار كوشنير بتقديم لائحة من خمسة أسماء إلى البطريرك صفير في عهد ساركوزي، وشهر العسل مع بشار الأسد. وعلى رغم تأكيدات واشنطن أن ليس لديها فيتو على أحد، هناك معلومات مؤكدة من أكثر من جانب أن واشنطن لديها فيتو على مرشح معين من الصف الثاني كان قريباً جداً من النظام السوري في العهد الماضي. وأبلغت الإدارة الأميركية الجانب الفرنسي بذلك منذ فترة كما أبلغت بعض القيادات اللبنانية أيضاً. ولكن، على رغم ذلك فالقول إن باريس أو السفير الأميركي في لبنان أكدا موافقتهما على انتخاب العماد عون رئيساً، هو من ضمن إشاعات لا علاقة لها بالواقع. فباريس وواشنطن مصرتان على ألا يكون هناك فراغ. وأوساط مطلعة في باريس تستبعد أن تكون هناك صفقة بين الحريري وعون و «حزب الله» حول رئاسة عون. إن احتمال انتخاب عون رئيساً ليس من المستحيل، ولكنه مرتبط بعناصر عدة غير واضحة الملامح، على رغم كل ما يدور من تأويلات. لذا، من المبكر التكهن حول من سيكون الرئيس المقبل للبنان، وهل يكون من قيادات الصف الأول، أو من الصف الثاني، أو أن يؤجل الاستحقاق؟ ويؤكد وليد جنبلاط في هذا الإطار أنه لن يسمح للاستحقاق الرئاسي أن يخل بالمصالحة بين المسيحيين والدروز التي جهد للتوصل إليها في الجبل. وقد يفهم من هذا الموقف انه لن يكون عقبة أمام انتخاب مرشح يختاره المسيحيون مهما كان رأيه فيه. فالصورة ما زالت غير واضحة حول من يخلف ميشال سليمان، علماً أن كل شيء أصبح وارداً في تحالفات لبنان. ايلاف