تكللت مشاركة الإمارات في معرض هانوفر ميسي الصناعي الدولي هذا العام بنجاح كبير، حيث شهد جناحها الذي يعد الأكبر مساحة ضمن مشاركاتها خلال السنوات السبع الماضية بإقبال كبير من الزوار الألمان والأجانب على حوالي 35 جهة حكومية وقطاع خاص منها 19 مصنعاً من أبو ظبي. وشهد جناح الإمارات في المعرض والذي اختتم فعالياته أمس واستمر 5أيام زيارة أكثر من 3000 زائر فيما تمكنت الجهات المشاركة تحت مظلته من عقد أكثر من 1100 اجتماع ولقاء مع ممثلي الشركات الاجنبية ووفود الدول المشاركة والمستثمرين من رجال الصناعة من مختلف دول العالم. وأكد حوالي 90 % من المشاركين تحت مظلة جناح الدولة أن مشاركتهم كانت ناجحة وإيجابية للغاية هذا العام حيث سنحت لهم الفرصة للالتقاء بكبرى الشركات الأوروبية الصناعية الكبرى ما أتاح لهم إمكانية توسيع نشاطهم الصناعي والاطلاع على أبرز الحلول التقنية والتكنولوجيا العالية الجودة . مشاريع مشتركة ومن نتائج هذه اللقاءات أبدت 3شركات أوروبية رئيسة رغبتها في فتح فروع لها في رأس الخيمة فيما أبدت إحدى الشركات الألمانية اهتمامها بإقامة مشاريع مشتركة مع "أبو ظبي انفيروتيك" لإنتاج منتجاتها في أبو ظبي باستثمار 20 مليون يورو. وذكر ممثلو 19 مصنعاً من أبو ظبي مشاركين ضمن جناح الدولة أنهم اطلعوا خلال لقاءاتهم مع الشركات الأجنبية الأوروبية والمستثمرين ورجال الصناعة الموجودين في هانوفر على إمكانية دخولهم إلى سوق الإمارات، الذي بات يتمتع ببنية تحتية وجودة عالية في خدماته وبيئة تشريعية منفتحة على الاستثمار الأجنبي بالإضافة إلى تبادل المعلومات ونقل التكنولوجيا . وشارك ضمن جناح الإمارات في هانوفر عدداً من المسؤولين تقدمهم جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى ألمانيا وحمد عبد الله الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية بدائرة التنمية الاقتصادية أبو ظبي والمهندس أيمن المكاوي مدير مكتب تنمية الصناعة وفهد سعيد الرقباني مدير عام مجلس أبو ظبي للتطوير الاقتصادي ومحمد حسن القمزي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة وخالد سالمين الكواري الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمنطقة خليفة الصناعية "كيزاد" وعدد من كبار المسؤولين من الجهات الحكومية بالدولة . ووجدت ضمن جناح الدولة الذي قادته وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي كل من المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة التي احتضنت 19 مصنعاً مشاركاً ومنطقة خليفة الصناعية "كيزاد" والاتحاد للقطارات وغرفة أبو ظبي وشركة أبو ظبي للتوزيع ادنوك والشركة القابضة العامة صناعات ومجلس أبو ظبي للجودة والمطابقة ودائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة والمنطقة الحرة في رأس الخيمة وغرفة أبو ظبي وغرفة رأس الخيمة ودائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة وسلطة واحة دبي للسيلكون وشركة الإمارات للألمنيوم. تحقيق الأهداف وقال حمد عبد الله الماس :إن دورة المعرض والتي جاءت تحت شعار "صناعة متكاملة" حققت أهدافها في وضع صناعة الإمارات في قلب الصناعة العالمية بما تشهده من تطور ونمو تكنولوجي وتقني عالي المستوى. وأكد أن اهتمام وحرص دائرة التنمية الاقتصادية على تنظيم الحدث سنوياً في هانوفر يأتي من منطلق حرص حكومة أبو ظبي الرشيدة على تفعيل وتعزيز دور الدائرة القيادي والريادي في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وفق ما حددته رؤيتها الاقتصادية 2030 والتي جعلت من القطاع الصناعي أحد أهم القطاعات الاستراتيجية التي ستسهم بشكل كبير في رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي للإمارة. إنجازات تنموية وأوضح حمد الماس أن دائرة التنمية الاقتصادية ستستمر في الاشراف على تنظيم هذا الحدث سنوياً، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد، أملاً في ان تشهد مشاركة دولة الإمارات العام القادم نجاحاً جديداً وظهوراً متميزاً، تكون فيه الدولة قد حققت انجازات تنموية جديدة في القطاع الصناعي في ظل ما تتمتع به من مشاريع تنموية تحظى بدعم ورعاية قيادة وحكومة الإمارات الرشيدة. وشهد جناح الإمارات المشاركة في المعرض توقيع أربع اتفاقيات من قبل المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة مع عدد من الشركات وقعها من جانب المؤسسة محمد حسن القمزي الرئيس التنفيذي للمؤسسة مع المديرين التنفيذيين لهذه الشركات. ووقعت المؤسسة الاتفاقية الاولى مع انسالو ثوماسون وهي ضمن مجموعة "فين ميكانيكا " أكبر تكتل الصناعية رائد في إيطاليا والمتخصصة في صناعات الطيران والفضاء والالكترونيات وأنظمة الدفاع والنقل والبناء وتبلغ إيراداتها 16 مليار يورو وتضم أكثر من 65،000 عاملاً منتشراً في 100 دولة حول العالم. وبموجب الاتفاقية يتم إنشاء مركز للتميز في أبو ظبي لإصلاح شفرات التوربينات الغازية الدوارة، وغيرها من مكونات التوربينات الغازية للمنطقة بأسرها. كما وقعت المؤسسة اتفاقية ثانية مع الاتحاد الدولي للاستثمار، وهي عبارة عن تكتل مقره الإمارات وتتخصص في صناعة النحاس والصلب ومواد البناء والمواد الكيميائية وعملت في غضون فترة قصيرة امتدت الى 8 سنوات وحققت إيرادات بلغت 1.3 مليار يورو بدعم من أكثر من 10،000 موظف. وتمتلك المجموعة 7 وحدات صناعية ضمن المدن الصناعية التابعة للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية وتمتد على مساحة 2.2 مليون قدم مربعة حيث ستقوم بزيادة توسعتها عبر إنشاء مصنع لورق الكتابة يستهدف مستهلكي الشرق الأوسط ويبلغ قيمة المشروع 200 مليون يورو وسيكون له طاقة سنوية تبلغ 600،000 طن ويوفر فرص عمل لنحو 200 شخص. إنتاج الحديد كما شهد جناح الإمارات توقيع اتفاقية بين المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية والشركة المتحدة للحديد والصلب يتم بموجبها انشاء مصنع ب 100 مليون يورو في المنطقة الصناعية في أبوظبي بهدف انتاج 300 الف طن من الحديد والصلب. كما شهد الجناح توقيع اتفاقية بين المؤسسة و(جندال SAW) المتخصصة في صناعة الحديد بهدف انشاء مصنع في المنطقة الصناعية في أبوظبي ب 1.8 مليار درهم لينتج حوالي 200 الف طن ويضم 500 عامل . ملتقى الأعمال وشهدت فعاليات مشاركة الدولة في هانوفر هذا العام تنظيم دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ملتقى الإمارات للاستثمار والاعمال الثالث بالتعاون مع الغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة بحضور أكثر من 200 شخص من المستثمرين ورجال الاعمال من قطاع الصناعة الألمان والاوروبيين والاجانب. وشارك في الملتقى جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى ألمانيا وبيرند شتراوس عمدة هانوفر والدكتور رودولف جريدل رئيس وحدة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الوزارة الاتحادية للاقتصاد والطاقة والدكتور بيتر غوبفريش المدير التنفيذي للمجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة وأولاف هوفمان نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية. زيارات ميدانية ونظمت دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي للجهات المشاركة من مصانع أبو ظبي تحت مظلة جناح دولة الإمارات في المعرض زيارات ميدانية لعدد من الاجنحة والشركات العالمية المشاركة بالمعرض. وشملت جولة المصانع زيارة الجناح الهولندي والذي يعد الشريك الاستراتيجي في تنظيم المعرض بالإضافة الى فيستو وريتال الألمانيتين العالميتين وعدد من الشركات التي تقدم الحلول التكنولوجية والتقنية في انتاج الطاقة. ومن جانبها أشادت المصانع المشاركة ضمن جناح الإمارات في منصة المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في المعرض بدور دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي في تنظيمها الناجح والمتميز لهذه المشاركة ما أسهم في توفير الاجواء الملائمة لتحقيق اهدافها من الوجود في هانوفر، ضمن منصة المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة. وأجمع ممثلو 19 مصنعاً من أبوظبي على أن دورة هذا العام ما يميزها هو الدعم الحكومي الكبير الذي حظيت به ممثلة بوزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية، ما كان له كبير الأثر في تحفيزهم على تحقيق نتائج طيبة من هذه المشاركة، سواء من خلال الاطلاع على أبرز التطورات والتقنيات التكنولوجية الحديثة التي تقدمها الدول والشركات المشاركة في المعرض أو من خلال إبرام العديد من الاتفاقات مع كبرى الشركات العالمية. مؤشر الأداء وأطلقت "اقتصادية"أبو ظبي " نتائج مؤشر الأداء الصناعي 2013 والذي بلغ نحو 31 نقطة عاكساً مستوى من التفاؤل لدى المنشآت الصناعية بسبب ارتفاع تفاؤلهم تجاه الأوضاع المستقبلية والحالية حيث أبدت المنشآت الصناعية مستوى مرتفعاً جداً من التفاؤل إزاء الوضع الحالي بلغ نحو 18.13 نقطة مقارنة ب 2.77 نقطة في 2012 عاكساً بذلك الكثير من التحسن الذي تواجهه المنشآت الصناعية بإمارة أبو ظبي بوجه عام. وعكس المؤشر الفرعي للوضع المستقبلي في أبوظبي تفاؤل المنشآت الصناعية من الأوضاع المستقبلية مسجلاً 44 نقطة في 2013 مقارنة ب 24 نقطة 2012. وعلى مستوى المناطق الجغرافية (أبو ظبي العين المنطقة الغربية) جاء في المؤشر أن التفاؤل الأكبر كان من جانب المنشآت الصناعية العاملة في أبو ظبي والعين فيما سيطر بعض التشاؤم على المنشآت الاقتصادية بالمنطقة الغربية نتيجة لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وتباطؤ النمو الاقتصادي، مقارنة بالسنة الماضية، إلى جانب انخفاض الأجور، وتراجع المبيعات في السوق الدولية. واستقبل مسؤولو جناح دولة الإمارت في معرض هانوفر، عدداً من الوفود الرسمية من الدول المشاركة بالمعرض والتي أبدت اهتماماً في تعزيز شراكتها الاستراتيجية على المستوى الحكومي مع دولة الإمارات في القطاع الصناعي. والتقى حمد عبد الله الماس وفداً من مقاطعة موسكو بروسيا الاتحادية برئاسة د.ماركن فلاديمير نائب وزير الاستثمار والابتكار الذي أشاد بمستوى مشاركة الدولة في هانوفر ما يعكس حرص واهتمام حكومتها وطبيعة المشاركة والوفود التي تمثلها من شركات قطاع خاص وجهات حكومية. دعم العلاقات وأوضح الدكتور ماركن فلاديمير اهتمام المقاطعة بتعزيز علاقاتها مع الإمارات في القطاع الصناعي داعياً المسؤولين في أبوظبي الى زيارتها للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية لديهم وخاصة في التشييد والبناء والبنى التحتية وإعادة تدوير النفايات التي تشكل 20 %من نفاياتهم يتم إعادة تدويرها بإجمالي 10 ملايين دولار. وتم خلال الاجتماع مناقشة إمكانية التعاون المشترك بين الجانبين في انظمة الطاقة الحديثة ومنها الطاقة المتجددة الشمسية والكهرومائية وغيرها. وعلى صعيد متصل اجتمع الماس مع دييتر هولر المدير العام للشؤون الاقتصادية والتنمية المستدامة في المكتب الاتحادي للشؤون الخارجية بألمانيا حيث تم تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. تبادل الخبرات كما التقى حمد الماس مع وفد من المملكة العربية السعودية الشقيقة ممثلاً عن المناطق الصناعية حيث تم خلال الاجتماع تبادل الخبرات والمعلومات بشأن المناطق الصناعية ودورها في تحقيق النمو. كما اجتمع وفد من مسؤولي جناح الدولة مع المسؤولين عن تنظيم معرض هانوفر للتباحث بشأن مشاركة الدولة في دورة المعرض العام القادم. شريك استراتيجي أشاد مسؤولو معرض هانوفر الصناعي بمشاركة دولة الإمارات في دورات المعرض السابقة، مؤكدين حرصهم على أن تكون الإمارات شريكاً استراتيجياً لهذا المعرض، من خلال توسيع مشاركاتها القادمة، والاستفادة مما تقدمه منصة المعرض من فرص استثمارية واعدة، من شأنها أن تعود بالفائدة على مستقبل القطاع الصناعي في الدولة. البيان الاماراتية
