يشكو كثير من الناس من الكسل والإحساس بالخمول وآلام في العظام ومتاعب عند بداية الحركة ولا سيما في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، وتتعدد الاجتهادات و«الفتاوى» على أنها زيادة ترسب الأملاح أو البروتينات، أو أن السبب يعود إلى تحول المناخ بين فصلين، أو البقاء لفترة طويلة أمام أجهزة التكييف، أو غير ذلك من أسباب. مع تكرار الشكوى والأعراض، واضطرار الكثير إلى إجراء الفحوص الطبية يكتشفون أن السبب في كل هذه المشاكل نقص فيتامين«د» الذي يستمده الجسم من أشعة الشمس. ويعد فيتامين» د» من مجموعة السيكوسترويدات التي يصنعها الجسم من الكوليسترول عند التعرض لأشعة كافية من الشمس، لذلك يسمى ب»فيتامين أشعة الشمس». ويعتقد كثيرون أن الفيتامينات هي المصدر الرئيسي لقوة البدن والحياة الصحية، وبالتالي العمر المديد، لكن قد يستغرب البعض عندما يقال أن تناولها بشكل مبالغ فيه أوعشوائي، خاصة تلك العقاقير التي تملأ الصيدليات- يتسبب في بعض الاضطرابات. وهناك بحوث طبية عديدة تشير إلى أن الفيتامينات الذائبة في الماء مثل «بي، سي» يتخلص منها الجسم سريعاً عبر البول، أما الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل «أي، دي، إي، كي» فيختزنها الجسم. وفي حالة المبالغة في تناولها يتسبب ذلك في اضطرابات عديدة مؤذية. ومن أجل معرفة ضرورة الجسم للفيتامينات يتوجب إجراء فحص مسبق لتحديد النقص الذي يمكن تعويضه، دون الحاجة إلى تناول الحبوب التي تغص بها الصيدليات في هذه الأيام. في حال المبالغة في تناول الفيتامينات في شكل حبوب، فإن ذلك يسبب إشكالات صحية عديدة، أهمها على سبيل المثال زيادة فيتامين «إي» يؤدي إلى انحلال الدم، وبالتالي حالة من النزيف، ويمنع أخذه مع بعض الأدوية مثل الوارفاين والهيبارين.. وما من شك أن في مرحلة ما فوق الأربعين عاماً يبدأ جسم الإنسان بفقدان بعض الفيتامينات الضرورية، ويحتاج إلى ثلاثي فيتامينات «أي، سي، إي» التي تحسن قوة اللثة، وتساعد على امتصاص الحديد، وشفاء الجروح، وتقوي الجلد، وتقلل السرطانات خاصة القولون والبلعوم والمعدة، وتقلل الرشح، كما أن نقص فيتامين «بي» الذي يصيب مدمني الكحول والنساء في المرحلة الأولى من الحمل يؤدي إلى الاضطرابات العصبية والنفسية والتعب، وهو موجود في الخضار الداكنة والفاكهة في حين نقص فيتامين «سي» اذا كانت التغذية غير متوازنة، يؤدي إلى نقص المناعة وكثرة الالتهابات. والمبالغة في تناول فيتامين «سي» في شكل حبوب لتجنب نزلات البرد، يتسبب في حرقة المعدة والإسهال، وينصح بتناول البرتقال والحمضيات الطازجة كل يوم لتغطي الحاجة اليومية دون إشكالات، بالإضافة إلى تناول الخضراوات الداكنة الطازجة مثل البروكلي، حتى إن البحث أشار إلى الاستغناء عن عصير البرتقال المحفوظ، لأن الفيتامين الموجود فيه غير فعال، بسبب سرعة تأثره بالهواء والحرارة والضوء.. لذلك ينصح بتناوله طازجاً. ليس هناك أفضل من تحري الدقة والمتابعة الطبية، وعدم الإفراط في تناول أي عقاقير دون استشارة الطبيب، أفضل السبل لتجنب مشاكل صحية غير محمودة. وسلامتك. المحرر [email protected]
