القاعدة تزداد نفوذا في سورية مع اقتراب لحظة الحسمبيروت- ' القدس العربي ' من سعد الياس: عاد المئات من اللاجئين الفلسطينيين الخميس الى مخيم اليرموك جنوبدمشق الذي يشهد اطلاق نار متقطعا في اطار النزاع الذي قالت الاممالمتحدة انه بات 'طائفيا بشكل واضح' ويهدد الاقليات. وقالت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية الخميس إن الصراع في سورية أصبح مقسما على أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة على نحو متزايد في مواجهة الأغلبية السنية مع وجود مقاتلين أجانب يساعدون طرفي الصراع. وأصدرت اللجنة التابعة للأمم المتحدة تقريرا مؤقتا يستعرض نتائجها استنادا إلى مقابلات أجرتها مع 1200 شاهد وضحية. وقال محققون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم إن مقاتلين من أنحاء العالم تسللوا إلى سورية للمشاركة في حرب أهلية قسمت البلاد على أسس طائفية. وبعد أفول نجم القاعدة في العراق عاود التنظيم الظهور في سورية مما سبب أزمة للمعارضة التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودفع الغرب إلى رفض تقديم الدعم العسكري للانتفاضة السورية. فصعود جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية التي صنفتها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية الأسبوع الماضي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية مع الغرب وربما مع إسرائيل. وفي موسكو نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس انه يدعم الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدا ان موسكو لا تسعى سوى الى تجنب حرب اهلية طويلة. وقال بوتين في اول مؤتمر صحافي كبير له منذ توليه الرئاسة 'ما هو موقفنا؟ موقفنا ليس هو ان نترك نظام الاسد في السلطة باي ثمن، ولكن اولا ان (ندع السوريين) يتفقون بين بعضهم البعض حول كيف يجب ان يعيشوا في المرحلة المقبلة'. واضاف 'عندئذ فقط نستطيع ان نبدأ في البحث عن طرق لتغيير الوضع الحالي'. وتاتي تصريحات بوتين قبل اقل من اسبوع من تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي المكلف الملف السوري ميخائيل بوغدانوف دمشق تفقد 'اكثر فاكثر' السيطرة على البلاد وتحدث عن امكانية انتصار للمعارضة. وحول اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك قال عضو في احدى المنظمات الانسانية التي تقدم مساعدات للاجئين 'عبر مئات الفلسطينيين سيرا، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم'. واوضح المصدر ان العديد من هؤلاء يريدون العودة 'بدلا من النوم في العراء بسبب الامطار المتساقطة بغزارة'، بينما يأخذ آخرون اغراضهم 'لاقتناعهم بأن النزاع سيطول'. وقال احد سكان المخيم ان العائدين كانوا يرددون اغنيات فلسطينية وعبارة 'عائدون الى مخيم اليرموك'. لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد الى نتيجة، مع تأكيد احد المقاتلين المعارضين ان هؤلاء لن يغادروا 'قبل ان يقوم الجيش النظامي بالمثل'. وفي لبنان ما زال ملف النازحين السوريين والفلسطينيين يلقي بثقله على الاوضاع في البلد بعدما أثير في جلسة مجلس الوزراء، وتميز بطرح صهر رئيس تكتل التغيير والاصلاح الوزير جبران باسيل اقفال الحدود في وجه النازحين لعدم قدرة لبنان على استيعابهم. وطلب الوزير باسيل إجراء اتصالات مع الدول المعنية التي تدعم الثورة السورية لمساعدة هؤلاء النازحين، سائلاً 'لماذا يكتفون فقط بدفع الاموال ولا يأخذون هؤلاء النازحين الى بلادهم، كتركيا وقبرص التركية، والاردن، والعراق؟'. واللافت أن وزير الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو أيّد موقف الوزير العوني وقدم مداخلة مع باسيل إعتبر فيها 'أن هؤلاء ليسوا جميعا مشردين وهاربين، بل إن بينهم عناصر غير منضبطة يمكن أن تؤثر لاحقاً على الاستقرار اللبناني'. وفيما لفت التزام وزراء حزب الله الصمت، تكلم وزراء حركة أمل فقال وزير الخارجية عدنان منصور 'نواجه مسألة خطيرة جداً هي استيعاب النازحين، خصوصاً أننا كنا نعتقد بأن الأزمة في سورية لن تطول وتنتهي في شهر أو شهرين'. واكد منصور 'أن آخر أرقام للنازحين السوريين الى لبنان تشير الى وجود مئة وستين ألف لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، إضافة الى آلاف عدة من الفلسطينيين الذين نزحوا من الأراضي السورية'، داعياً 'الدولة اللبنانية ان تواجه الأمر بجدية مطلقة، اذ لا يجوز ترك الباب مفتوحاً وعلينا وضع حد لحركة النزوح وضبط الحدود، كما فعلت بعض دول الجوار لأن لبنان لا يستطيع أن يتحمل المزيد من الأعباء التي تشكل ضغطاً إقتصادياً وإجتماعياً'.' وشدد الوزير علي حسن خليل 'على ضرورة ضبط الحدود وتخصيص أماكن محددة لاستيعاب النازحين لئلا يؤدي وجودهم العشوائي الى الفوضى في ضوء امكان ارتفاع وتيرة الاحداث'. في المقابل، رد الوزيران غازي العريضي ووائل ابو فاعور على وزراء 8 آذار مستغربين مطلب اقفال الحدود، ورأى العريضي أنه 'من غير الجائز أن نقارن الوضع في لبنان بالأوضاع في تركيا والأردن، فهناك دولة ومؤسسات تقوم بوضع الخطط في ضوء الاحتمالات، بينما نحن نفتقد الى وجود مثل هذه الخطة، وما نواجهه الآن ما كان ليأخذ هذا الحجم لو أننا تعاطينا كلنا مع هذه المسألة بمنطق الدولة'، وشدّد 'على ضرورة التعامل مع جميع النازحين بمعيار واحد، وألا نبني مواقفنا انطلاقاً من أن بعضهم مؤيد للنظام والآخر معادٍ له'. وتوقف العريضي أمام الدعوة الى إقفال الحدود أو ضبطها فقال للوزراء 'أنتم تتبنون وجهة نظر المعارضة التي كانت أول من دعت وقبل بدء الأحداث في سورية الى ضبط الحدود وترسيمها ووقف كل أشكال التهريب والإسراع في نشر الجيش اللبناني على طولها'. وسأل 'لماذا تبدلت مواقفكم وكنتم في السابق ضد ما تطالب به المعارضة'. من ناحيته، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدوره 'أن أحداً لا يستطيع ضبط الحدود بالكامل ونحن نحاول استيعاب النازحين بالتعاون مع الهيئات الدولية والدول المانحة في مجال توفير الدعم المالي لوكالة غوث اللاجئين'. ورأى عضو كتلة 'المستقبل' النائب هادي حبيش أن دعوة البعض الى اقفال الحدود السورية وضبطها للحدّ من حركة النزوح السوري والفلسطيني الى لبنان، لا تستند الى أي شيء من الإنسانية'، مستغرباً 'هذه الدعوات في حين يتعرض شعب للذبح والقتل'، مشيراً الى 'أنه على كلّ شخص أن يضع نفسه مكان هؤلاء النازحين'. وتساءل 'أين سيذهب اللبنانيون في حال تعرّض لبنان الى عدوان اسرائيلي؟ وماذا سيفعلون لو صدر قرار سوري بإقفال الحدود بوجه اللبنانيين؟'. واضاف 'إن من يطالب العائلات السورية بالتوجّه الى الداخل السوري أو الى ترك سورية بدل النزوح الى لبنان، هو شخص لا يتمتع بأي حسّ من الإنسانية'، مشيراً الى 'أن النازح الذي يهرب من بلده هو من استطاع الوصول الى الحدود مع دولة أخرى سواء الحدود اللبنانية او الأردنية او العراقية او التركية، ومن الطبيعي أنه ينتمي الى الطبقة الفقيرة وهو لا يهرب من بلده للترفيه بل بسبب الظروف التي أجبرته على النزوح'. بموازاة ذلك، يبدو أن تداعيات الأزمة السورية طرحت مسألة مصير المعسكرات الفلسطينية في بعض المناطق اللبنانية وتحديداً في الناعمة وقوسايا والحلوة في ضوء حركة الانفصال التي حصلت داخل الجبهة الشعبية القيادة العامة وإعلان الجبهة الشعبية القيادة الحرة وهي عنوان الانفصاليين الذين انتفضوا على احمد جبريل الذي تربطه بالقيادة السورية علاقة وطيدة. وترددت أنباء عن ان أحزاباً لبنانية حليفة لسورية وايران وضعت يدها على مواقع الجبهة في لبنان خشية وقوعها تحت سيطرة المنشقين عن جبريل، الذين يقاتلون الى جانب المعارضة السورية وقد لجأ عدد لا بأس به من بينهم الى لبنان. انشقاق مذيع من الفضائية السورية لندن 'القدس العربي': روى أحمد فاخوري، المعروف للكثيرين بأنه أحد أشهر مذيعي الأخبار في سورية، أنه انشق عن النظام منذ 9 أشهر تقريباً،حيث ترك عمله فجأة في الفضائية السورية ولم يعد يظهر لأحد، فعاش متنكراً في دمشق 6 أشهر، وخلالها قام بتأمين سفر زوجته وابنته ووالديه وشقيقته الطالبة وأحد أشقائه الاثنين من مطار بيروت إلى القاهرة، ومن بعدها لحق بالجميع إلى العاصمة المصرية، حيث هو الآن بلا عمل هناك. وذكر فاخوري ل'العربية. نت' عبر الهاتف من العاصمة المصرية أنه تخفى وتنكر إلى درجة أن أحداً لم يكن يتعرف اليه إلا عائلته، فاستأجر شقة قريبة من الحي الذي كان يقيم فيه بدمشق، ثم لجأ إلى حالات متنوعة من التنكر والتخفي كي لا يتعرف إليه رجال الأمن السياسي، 'فمرة قصصت شعري بالكامل وأصبحت أصلع تماماً، ومرة ربيت شاربي ولبست نظارة سوداء سميكة، ومرة تركت لحيتي تطول بحيث لم يعد يعرفني أحد'، كما قال.