مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وفاة طفلين ووالدتهما بتهدم منزل شعبي في إحدى قرى محافظة ذمار    رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل عبدالعليم حمود العريقي ل (الجمهور):الاشتراكي اغتال الشيخ محمد علي عثمان..
نشر في الجمهور يوم 08 - 08 - 2009

• ارتزاق المشائخ أكثر ما ضايق السلال والإرياني والزبيري والنعمان اضطرا للاحتطاب في الهند
• قبل الثورة بعام جاءني السلال بنفسه إلى دكاني يستلم الدعم
• "فتاح" شيطان وراشد ثابت مناضل وليس مناطقي
يستحق المناضل عبدالعليم العريقي أن تفرد له الصحف مساحات.. وحسبه من المجد أنه كان السباق والأكثر سخاءً من بين زملائه التجار في دعم الثورة والجمهورية..
عرف النضال والمناضلين في عدن أواخر الخمسينات قبل أن ينتقل إلى تعز بتجارته وأمواله التي بددها في خدمة الثورة والجمهورية لتكافئه بعد ذلك بالنكران قبل أن يعيد له الرئيس علي عبدالله صالح اعتباره، حسب قوله
حاوره/ عبدالناصر المملوح
** بداية حياتك العملية؟
- البداية كانت في عدن التي انتقلت إليها عام 1952م للعمل.. واشتغلت بداية في بيع "الروتي" من مخبز البدوي علي احمد الميسري، واستمريت في بيع الروتي سنتين، ثم انتقلت للعمل موظفاً في سوق البهرة عند عبدالرحمن عبدالرب وهو احمد المناضلين.. وبعد ذلك انتقلت شريكاً لعبدالملك غالب في تجارة التنباك.
ثم تعاملت مع "البنيانات" الاجانب "الذين يقدمون البضائع للتجار بالآجل" وبعد ان عرفوا طباعي ووفائي دعموني أكثر، فوسعت تجارتي في التنباك وانتقلت ابتاع واشتري في المخا وتعز وصنعاء.
** عام كم انتقلت من عدن إلى تعز؟
- عام 61م.. بدأت اصدر إلى المخا ومن هناك احمله إلى تعز، وفتحت لي متجراً في تعز، وفي نفس الوقت كنت قد انخرطت مع علي محمد سعيد وعبدالغني مطهر في نضال الحرية والثورة.
اجتماعاتنا في بيت هائل سعيد
** متى كانت بداية مشاركتك الثوار واهتمامك أو انخراطك بالعمل الثوري؟
- قبل ان انتقل من عدن إلى تعز وتحديداً عام 56م عندما كنا نرى الناس يموتون جوعاً ويخاطرون بأرواحهم في البحر بحثاً عن بلد يترزقون فيها، ولكن منهم من كان يحالفه الحظ ومنهم من كان يموت غرقاً في البحر.
** هل عرفت هائل سعيد انعم وانت في عدن؟
- كيف ما عرفتوش..كنا نجتمع في منزله في المعلا.
** حدثت اشكالات بينه وبين السلطات الاستعمارية في عدن؟
- صحيح.. والانجليز وانذروه كتابيا بمغادرة اليمن، وفي احدى المرات جاء عدد من جيش الليوي الذي شكلته سلطات الاستعمار من مختلف المناطق من يافع ومن أبين ومن لحج و.. الخ، ولما وصلوا إلى عند هائل قالوا نحن مكلفون بالقبض عليك ولكن احترامنا لك ومعرفتنا بخلقك وكرمك وانك رجل خير لن نأخذك معنا فوق البابور، ولكن اطلع سيارتك وسنمشي معاً إلى خارج دار سعد.
** هل هناك أمر من الانجليز بمغادرته البلاد.؟
- لا نعرف المهم انه كان يدعم الثوار.
النعمان والزبير باعا حطباً
** وانت ألم تكن تدعم الثوار؟
- بالنسبة للدعم انا لم اقدم دعمي للثوار إلا وقدنا في تعز لأنني في عدن كنت لا أزال "هشكة".. يعني رأس المال عندي لا يزال ضعيفاً ولكن كنت قد انخرطت مع الثوار.. وتعرفت على الكثير.. حيث كان الثوار القادمون من المحافظات الشمالية هربا من طغيان وبطش الإمام يجلسون بين الحين والآخر في متجر عثمان قايد سلام العريقي، حتى النعمان والزبيري كانا يجلسان عنده وعرفتهم وتابعت اخبارهم وعرفت عندما تبرع لهم واحد بمائة ألف روبية اوصلتهم إلى الهند.. بعد فترة من وجودهم هناك تعبوا قليلاً حتى انهم اضطروا أن يبيعوا حطباً، كانوا يحتطبون ويبيعونه وعندما وصل هذا الخبر إلى اليمنيين اصحاب رؤوس الأموال الاحرار والداعمين للثوار دعموهم بعد ذلك انتقلوا إلى القاهرة.
** من الذي تبرع لهم بالمائة ألف روبية في عدن؟
- ناس اصحاب رؤوس اموال خيرون جمعها منهم شخص لا اعرف من هو بالضبط وسلمها لهم.
** وهل كان لك أية مشاركة مع الثوار في عدن؟
- عرفت طياراً في عدن اسمه عبدالرحيم عبدالله العريقي وعرف انني مهتم بالثوار ومندفع للعمل النضالي ضد الاستعمار في جنوب الوطن وضد النظام الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن، وقال في احد الأيام تعال يا عبدالعليم انا وانت با نسير إلى مكان وسرنا ولم اكن اعرف حقيقة إلى اين؟!!.. وصلنا إلى عنبر 6 حيثما جبل حديد ومعه اصحاب هناك يخرجون له سلاحاً ويعطونه المال الذي جمعوه للثوار، وكنا نرسلها مع الجمالة إلى تعز ومنها إلى صنعاء إلى عند العزي صالح السنيدار.
فتاح وراشد محمد ثابت
** من اين كان اصحاب الطيار صاحبك يحصلون على الاسلحة؟
- معظمها كانوا يشترونها من اصحاب جيش الليوي وكنا نأخذ التبرعات من متجر عثمان قايد سيف.
** وهل عرفت الرئيس الشهيد عبدالفتاح اسماعيل في عدن؟
- نعم واجتمعنا أكثر من مرة.
** انطباعاتك عنه؟
- شيطان ابقع.. اطلس املس ولا من ابوه فايدة.
** ألا ترى انك قسيت عليه وعلى تاريخه النضالي؟
- هذا رأيي الشخصي فيه.
** وهل عرفت الأستاذ المناضل راشد محمد ثابت؟
- لم اتعرف عليه شخصياً في عدن، ولكنني كنت اسمع عنه وكثيرين كانوا يشيدون به وبأدواره البطولية، وأنه وزميله وصديقه الذي لم يكن يفارقه المناضل الفقيد محمد صالح "مطيع" كانا أبرز الفدائيين في محور عدن وانه مناضل لا يعرف الشمولية ولا تعرف المناطقية إلى قلبه طريقاً وقد عرفته شخصيا في صنعاء ووجدته بالفعل رجلاً واقعياً ومحترماً.
سلمنا الدعم للسلال قبل الثورة
** اشرت إلى ان دعمك المادي للثوار تأخر إلى حين انتقلت من عدن عام 61م إلى تعز حيث كانت تجارتك قد انتعشت واصبح لديك رأس مال.. مَنْ ابرز من تعاملت معهم من الثوار؟
- أكثر من تعاملنا معه من الثوار وابرز من كنا نعطيه التبرعات هو عبدالغني مطهر واهم من تعاملت معه من الشخصيات القيادية هو عبدالله السلال رحمه الله، وكان حينها لا يزال هو قائد الحرس مع الامام، يعني كان مع الثورة من تحت إلى تحت وكذلك الجايفي أيضا كان مسؤولاً مع الامام وكان ثورياً من تحت إلى تحت.
** كيف وصلت إلى السلال؟
- أتى إلى تعز وشرفني إلى دكاني.
** اتى إلى عندك.. كيف ولماذا وكيف عرفك وانك من الداعمين للثورة؟
- تابعته انا ثم جاء هو إلى عندي.
** متى؟
- قبل الثورة بعام واحد وكان يجمع التبرعات ويدعم الثوار وهو لا يزال قائد الحرس مع الامام.
** من هم ابرز المتبرعين للثورة من زملائك التجار ؟
- أول واحد تبرع للثورة بسخاء هو علي حسين غالب الوجيه تبرع ب500 ألف جنيه ذهب.
** لمن سلمها؟
- سلمها إلى يد عبدالغني مطهر وهو بدوره وزعها واعرف انه سلم لواحد من بيت الأحمر مائة ألف جنيه ذهب.
** لمن بالضبط من بيت الأحمر؟
- اعتقد انه سلمها لعم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أو قد يكون واحداً غيره الله اعلم.. وبعد ذلك بدأ يمد الدعم للعزي صالح السنيدار والأزرق "ناصر الكميم" بسوق الملح وهما "الازرق والسنيدار" من الثوار الحقيقيين.. أيضا دعم الثوار الموجودين في تعز منهم ناشر عبدالرحمن العريقي وكذلك الشيخ سعد الجهمي.
علي محمد سعيد داعم للثورة
** وماذا عن علاقة عبدالغني مطهر بعلي محمد سعيد؟
- أكثر جلوساً عبدالغني مطهر كان مع علي محمد سعيد انعم وهذا الأخير واحد من الثوار الابطال الذين قدموا الدعم للثورة بسخاء حتى عندما كنا "نحوش" نضطر ونرجع "جناب" علي محمد سعيد، يدعمنا ولكنه كان متكتماً حتى من أسرته، لم يكن يريد بل كان حريصاً ألا يعلم احد بعلاقته بالثوار.
** لماذا؟
- لا ادري المهم انه كان حريصاً على الكتمان.
** عرفت منك مسبقاً أن عامل الإمام احمد أجبرك على التوقيع للبدر؟
- شوف قبل الثورة بعام كانت تجارتي قد تنامت واصبحت تاجراً كبيراً ومعروفاً وفي يوم سمع جماعة الامام "هدرة" كلام من الشيخ سعد الجهمي شطفوا به "ادخلوه السجن".
** من الذي امر بحبسه في تعز؟
- التركي.. مدير الأمن العام في تعز حينها وهو من اصول تركية وبأمر من حمود الوشلي عامل الامام في تعز.. المهم عبدالغني مطهر اتصل بي الساعة الثامنة ليلاً واخبرني بما حدث وطلب مني ان اراجع بعد الجهمي واضمن عليه، ورحت إلى عند التركي هذا واخذت له معي زوج حمام "قمري" ذكر وانثى و"جزعت له قات" مليح وثلاثة ريالات، وقلت له هذا مصروف الجهال وما تروحت الا ومعي سعد الجهمي..
هذا الكلام كان في اليوم الثاني من موت الامام احمد ولما علموا انني ضمنت على سعد الجهمي واخرجته من السجن قالوا هذا اكيد مع الثوار ورافض ان يتولى البدر بدلاً عن أبيه وطلبوني إلى العرضي في تعز إلى عند حمود الوشلي وعبدالله عبدالكريم "نسب الامام" والذي كان قد تسلف مني سبعة آلاف بنى قصر في تعز الذي هو الآن القصر الجمهوري، قلت لهم ايش الخبر؟ قالوا وقع للبدر إماماً خلفاً لوالده، قلت على العين والرأس مو عاد به شي واحد غيره.
** ووقعت للبدر؟
- نعم ونزلنا ثاني يوم.. وصل واحد من الجماعة مغترب في بريطانيا اسمه انعم احمد العبدي وجلس التركي مدير الأمن يفتشه ويفتش العفش حق صاحبنا وزيدوا فيها والحقيقة انهم يشتوا يقحشوه "قالها ضاحكا" وعندما كان التركي يعبث بالشنطة صاح صاحبنا "نو.. نو" باللغة الانجليزية التركي وجدها فرصة لادخاله السجن، فقال شلوه السجن.. الجماعة اصحابنا جاءوا إلى عندي إلى البيت واخبروني قلت الظاهر انه عمل عملة قالوا ابدا سجنوه لانه تكلم كلمة باللغة الانجليزية وانه لا يجوز ان نتكلم بلغة اليهود والنصارى، المهم ضمنت عليه وحلفت لهم انه مسلم ويصلي ويصوم وخليناه عمل لهم تعهد انه ما يتكلم ولا ينطق بكلمة انجليزية واحدة.
وفي نفس اليوم علم حمود الوشلي وعبدالله عبدالكريم وجن جنونهم وكانوا طبعا لافتين علي لفتة بنت كلب، لأنهم كانوا متأكدين اني من "المدسترين" يعني من الثوار ولهذا كانوا يبحثون بعدي عن أية تهمة يدخلونني بها السجن.
ولا أدري إلا وقد جاءني إلى البيت اربعة عكفة "عساكر الامام" بينهم واحد اسمه جمعان لا يزال حياً يرزق ويعيش الآن في شارع الزراعة بأمانة العاصمة، وقالوا التوقيع حقك ما هوش سوى، قلت ازيد اوقع لكم ثاني ووقعت لهم مرة ثانية.
اليوم الثاني طلبونا وعرفت ان هناك ما هو ابعد من التوقيع والكلام الفاضي فأخذت معي الختم حقي في جيبي وطلعت، قلنا خير قالوا ما بلا التوقيع حقك هذا ما هوش سوى.. قلت لهم صلوا على رسول الله من عاد به احسن من "البدر" ووقعت وقلت ازيد فوق التوقيع اختم ولما شافوا الختم اطمأنوا لكن ثاني يوم قرحت ثورة 26 سبتمبر.
اقترح زيادة الضرائب
** بعد الثورة؟
- بعد الثورة بأربعة أيام طلعت صنعاء وشفت الأزمة الاقتصادية والحالة تعبانة وبعد سلسلة اجتماعات كنا نحضرها مع القيادات والثوار وبحكم قربي وصداقتي بالسلال اقترحت عليهم زيادة الضرائب على المواد الكماليات وقالوا انت تاجر كبير نبدع بك أولا قلنا تمام وتم ذلك بالفعل.
وتناقل التجار أصحاب صنعاء أنني من اقترح زيادة الضرائب وبعد شهر كنت امر داخل سوق الملح واغلبهم عندما يشوفوني يقولون الله لا الحقك خير انت ومقترحك.
حذرت الشيخ من قاتله
** قبل ان نبدأ معك الحوار كنت كثير الحديث عن الشيخ محمد علي عثمان رحمه الله؟
- نعم.. علاقتي بالشيخ محمد علي عثمان لا حدود لها كنا شخصين في شخص واحد لا نكاد نفترق وكنا نجلس معا ونأكل معا، وكنت معه بمثابة المستشار وظل متمسكا بي حتى وفاته مقتولاً.
** ماذا عن ملابسات مقتله؟
- فتحت لي سيرة انا ضابح منها ولا اريد أتذكرها، كنا نخزن احيانا انا والشيخ محمد وعيال أخيه وكان الكبير منهم عبدالاله الذي تخرج من روسيا، كان يجلس يهدر لنا بكلام كان يقول هذا "يقصد عمه الشيخ محمد علي عثمان" يشتي واحد يجزعه، هذا رجعي وكنت ابلغ الشيخ عن نية ابن أخيه وكان يقول انا داري.
وفي يوم لا اتذكر التاريخ بالضبط اغتالوه بعد صلاة الفجر وكنت انا يومها في فندق الغنامي "الراهدة حاليا" وعند سماعنا الخبر قلت قتله ابن أخيه، المهم بعد ذلك ربك انتقم له.. ابن أخيه حكموا عليه بالاعدام والاثنان الآخران أيضا أبناء أخيه وكانوا قد تعاونوا مع اخيهم في قتل عمهم تقاتلوا فيما بينهم "وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى".
** على ماذا تقاتلوا؟
- كل واحد منهم يريد يتزوج بنت عمه الشيخ محمد علي عثمان.
** لكن يقال ان هناك قيادات وقوى سياسية هي التي دفعت ابن أخي الشيخ محمد عثمان لقتله؟
- الاشتراكيون.. ابن أخيه القاتل كان اشتراكياً قح تخرج من روسيا.
رفضت أمر السلال
** بعد الثورة طبعا هل توليت أي منصب حكومي؟
- ابدا كان السلال رحمه الله قد عمل لي أمراً لأكون مستشار اراضي وعقارات الدولة ورفضت لأنني لا اتحمل اللوك والهدرة.
** وهل ظلت علاقتك بالسلال؟
- الله يرحمه كنت ادخل عنده وقت ما اريد.
** اهم ما كان يعانيه أو يضايقه؟
- الارتزاق.. وكل واحد من القبائل والمشائخ حينها يشتي يأكل وفي مرة من المرات وكانت الحالة الاقتصادية والميزانية تكاد تكون صفراً قرر عدم صرف أو شراء السيارات، ولكن ما فيش فايدة فعندما ذهبنا إلى مطار الحديدة نودع المشير السلال في اول سفرية له إلى القاهرة وكان قد اخذ معه عدداً من المشائخ الكبار ومن بينهم الفاشق، الفاشق ركب في الدرجة الأولى وقبل ان يجلس على الكرسي كان ينادي واحداً من مرافقيه المحوشين حول الطائرة يا داوود يا داوود اندي الخطام فضحك الجميع، فالفاشق كان متعوداً على الخطام عندما يركب الجمل أو البغلة أو الخيل.
المهم طلع الشيخ القوسي إلى فوق الطائرة وقد معه ورقة يشتي سيارة وكان يقول للسلال امضي امضي يعني وقع، وكان السلال يرد عليه يا شيخ ما فيش بيس والأوضاع سيئة والشيخ مكانه مرفس امضي امضي يعني وقع وقع.
مجنون نصح الإرياني
** الشيخ محمد علي عثمان كان قريباً جداً من القاضي الارياني.. هل كانت لك علاقة أيضا بالقاضي؟
- اندمجنا مع الارياني تماما وكنا نجلس سوى ونأكل سوى واذكر انه في احد الأيام قال خلاص يا عبدالعليم قد فتح الله عليك، وكل حاجة وذلحين ما عاد تقوم تصلي جماعة قلت له الله المستعان يا قاضي عبدالرحمن الصلاة هي لله "مش" للثورة.
** ما الذي كان يعانيه القاضي الارياني؟
- المشايخ.. وقد علم الجميع بذلك حتى المجانين "قالها ضاحكا" حتى انه في احد الأيام وكنا نتناول وجبة الافطار في قصر الرئاسة وكان احد المجانين يدعي البهمي يدخل إلى باب القصر ولا يخرج إلى بريال أو ريالين كما به وفي ذلك اليوم وكان الشيخ سنان ابو لحوم قد تعين مسؤول جمرك الحديدة صاح المجنون اول ما شافنا ايوه ايوه يا قاضي عبدالرحمن انت ماسك القرون وسنان في الحديدة يحلب.
** ما حدود علاقتك بعبدالله عبدالعالم باعتباركم أبناء منطقة واحدة؟
- معرفة عادية لكن لا أعلم حقيقة بخلفية صراعه مع الآخرين ولم اكن اهتم بتتبع ذلك، وكلما قيل وسمع به الجميع ان صراعاً كان بينه وبين الشيخ مجاهد ابو شوارب والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
** وماذا عن عبدالرقيب عبدالوهاب؟
- لم اندمج معه اصلا.
العواضي يشتي يحزعنا
** ماذا عنك أيام الرئيس الحمدي؟
- كنت قد تركت كل شيء بعد السلال والارياني.. خلاص زهقت وفتحت لي مكتب عقارات في شارع الزبيري لكن رأس المال حقي كنت قد زلجته في دعم الثورة والجمهورية.
** لكن السلال كان قد عوضك وصرف لك بقعة ارض كبيرة؟
- نعم صرف لي لكمة العكابر المطلة على مدينة تعز لكن كثيراً عارضوا ومشاكل، وفي الأخير قالوا بايعوضوني بدلها.. ومرة جاء علي عبدالله صالح عندما كان قائد لواء تعز وقلت له يا اخي ابيع لك هذه البقعة إذا تريدها خذها وكان قادر يأخذها بثمن بخس أو بدون ثمن ويعوضنا في أية بقعة أو بدون تعويض باعتباره قائد لواء تعز ومن "شيقدر يمنعه من اخذها" لكنني تفاجأت لما قال: "لا.. لا حقك لك الله يفتح عليك" هذا الموقف للامانة دليل على شرف ونبل وشهامة هذا الرجل.
** وهل بقيت لك؟
- ابدا مع المشاكل والهدار تركت ابوها ولا ادري كيف ذهبت واين راحت.. المهم قالوا بايعوضنا في المشتل خلف المحافظة، ولكن احمد عبدربه العواضي كان حاطط عينه عليها وقالوا بايعوضنا في بقعة اخرى ومن هنا إلى هنا ومشاكل حتى ان جماعة العواضي كانوا يشتوا يجزعونا "يقتلونا" بعد ذلك اتاني واحد قال يا عبدالعليم خذ لك 80 ألف ريال واترك ما فيش فيك طافة للشريعة واخذتها ومشيت.
نجاح الرئيس
** وبعد وصول الرئيس علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم؟..
- "مقاطعا" خلاص كنت قد انزويت لحال سبيلي.
** هل كنت تتوقع له وبحكم قربك من دوائر صنع القرار أيام السلال والارياني ان يستمر وينجح في الحكم؟
- نعم للامانة نعم.. فعندما كان قائداً للواء تعز، وقائداً للواء مدرع، ومشاركا ومعاصراً لكل أحداث الثورة لمسنا منه الذكاء الحاد والفطنة والاخلاص للوطن وقربه من الناس وحرصه على اقامة العلاقات مع مختلف القوى.
لقد كان الأوفر حظاً للفوز بمنصب الرئاسة خاصة بعد وصوله من تعز إلى مقر قيادة الجيش على إثر مقتل الغشمي، وتوليه منصب نائب القائد العام، ومباشرته فعليا لصلاحيات القائد العام سواء في قيادة القوات المسلحة أو في إدارة الأزمة بجرأة ومهارة فائقتين، أقنعا جميع الذين تعاطوا مع الأزمة التي خلفها مقتل الغشمي بانه – أي علي عبدالله صالح- المرشح الأفضل والأقوى لمنصب الرئاسة.
لقد نجح ومنذ الأيام الأولى في إعادة الطمأنينة إلى النفوس وترسيخ الاستقرار السياسي، لكنه فوجئ بحرب 79 التي شنها الأخوة في عدن بعد أن أصبح رئيساً لتشكل تحدياً له وتهديداً لرئاسته البلاد، وكان الهدف منها إسقاطه والتخلص منه قبل أن يشتد عوده خاصة بعد نجاح اغتيال الرئيس الغشمي، وبعد أن تأكد الأخوة في عدن من صلابة الرئيس الجديد.. الذي استطاع أن يتجاوز الامتحان الصعب والتحدي الكبير برباطة جأش وبأقل خسائر ممكنة سياسية ومعنوية.
** وماذا عن محاولة الانقلاب الناصري؟
- أيضا هذا واحد من الاختيارات التي أثبت فيها علي عبدالله صالح مقدرته ورباطة جشأه.. ومشاكل أخرى عديدة.
** الآن ماذا تعمل؟
- جالس في البيت.
** هل لديك راتب من الدولة؟
- إلى قبل عام لم يكن لدي راتب ولا أي شيء من الدولة رغم كلما قدمناه للثورة من دعم، ولقد ضحينا بكل تجارتنا في سبيل دعم الثورة والجمهورية.
** المهم الآن لديك راتب؟
- قبل عام تقريبا وصل خبري إلى فخامة رئيس الجمهورية وعلى طول اقر لي راتباً ورغم انه اربعون ألف ريال الا انه يكفيني.. الالتفاتة الكريمة من فخامة الرئيس ليست نحوي فقط وانما نحو كل الثوار والمناضلين القدامى وابناء الشهداء، يا ابني المعاشات والرواتب في صعدة تصل إلى كل بيت وفوق هذا يرفعون السلاح ضد الدولة واموال الدولة تنعم بها قيادات المعارضة يعني "عيش وملح ومخناثة".
** كان بامكانك ان تشتري وتحجز لك أيام السلال والارياني اراضي شاسعة؟
- اهووهه.. الآن يا ابني انا ساكن في بيت لبنتين وربع ولدي سبعة أولاد وبنتان ويومها كنت قادر آخذ مساحات واسعة، لكن احنا كنا "مساكين" الوطنية فوق رؤوسنا "مش" داريين ايش اللي با يحصل وتقدر تقول انني طلعت طبل.
** ما الفرق بين امس واليوم؟
- حرم عليك يا ابني حرام عليك.. اين كنا واين نحن اليوم.. كنا في الحضيض يا ابني اليمن كانت ميتة.
** دعنا نختم بزياراتك لعدن بعد الثورة وبعد الوحدة؟
- خرجت منها عام 61 وعدت بعد الاستقلال مرة واحدة في عهد قحطان الشعبي ومرة في عهد سالمين ومرة في عهد علي ناصر.
** ما الذي لاحظته؟
- معاناة الصيادين أكثر ما شد انتباهي.. وقد شكا لي أحدهم وكنت أحس بألمه وامتعاضه من سياسة الرفاق "الحزب الاشتراكي".. قال تخيل الساعة الرابعة فجر كل يوم أنا في البحر اصطاد والموجة تضرب وفي حالة عصيبة وأشتي أروح معي للعيال كيلو صيد يقولون، لا.. "شعك على جنب" ولازم عبر المؤسسة اسلم كل الكمية وبعد ثلاثة أربعة أيام أسير إلى المؤسسة وأخذ لي أمراً بكيلو صيد فقط.
** وحقه في باقي الكمية؟
- كانوا يكتبون له حساباً في المؤسسة بثمن بخس، ثمن مهضوم..
** وزيارتك لعدن بعد الوحدة؟
- هناك فارق كبير.. ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو مريض وأضرب لك أبسط الأمثلة.. في نفس منطقة السوق الحرة "الميناء الحر" كانت هذه المنطقة تكتظ بالقمامة والكلاب والمعتوهين، وأتمنى ألا أكون قد ظلمت منجزات الوحدة باستشهادي هذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.