سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عسكر الفرقة ظهروا صباح المجزرة مدججين ب"آر.بي.جي" و12/7 ومضاد طيران.. ومليشيات جامعة الإيمان خرجوا يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا فرقة".. وقناصة تمترسوا في سطوح مستشفى العلوم.. تفاصيل مذبحة المدرعات
اللواء علي محسن رحب بالوساطة حين اتصلوا به الأحد الماضي ثم اجتمع بمستشاريه من الإخوان والقاعدة واتفقوا ان يكون الرفض بشكل يليق بمستوى الجنرال - "الزنداني" بارك المذبحة قبل وقوعها بيوم وساهم فيها بمجاهدين من جامعته من ذوي الخبرة القتالية العالية - العقيد زعيل سارع بعد تنفيذ المذبحة لنفي وصول القبائل إلى أمام الفرقة ليصدر بعد ذلك بياناً من مكتب علي محسن اعترف فيه بوصول وفد الوساطة إلى البوابة واتهمهم بمحاولة اغتياله "بالروح بالدم نفديك يا فرقة" و"يا علي صالح يا جبان.. نحن شباب الإيمان".. هكذا ردد مجاميع "المجاهدين" الذين خرجوا من جامعة الإيمان، وقد بشروا بالجنة ليشنوا هجوماً شرساً على وفد الوساطة من أبناء قبائل بلاد الروس وبني بهلول وسنحان، الذين ذهبوا ظهر الثلاثاء الماضي رافعين الرايات البيضاء وأيديهم ممدودة للسلام، فقوبلوا بمطر غزير من نيران الأسلحة الخفيفة والثقيلة أطلقها عليهم حرس الفرقة الأولى مدرع بقيادة العقيد عسكر زعيل وحلفائهم من مجاهدي جامعة الإيمان وآخرين من المعتصمين، فيما يسمى بساحة التغيير.. فعادوا وبين صفوفهم أكثر من 80 شهيداً وجريحاً. ورغم محاولة الجنرال علي محسن الأحمر وإعلام الإخوان المسلمين والصحف والقنوات الإعلامية التي يدعمها تبرير تلك المذبحة الشنعاء بحق أهله وناسه بأنها كانت خطة مدبرة لاغتياله، إلا أن الواقع أكد ان المجزرة كان قد أعد لها مسبقاً.. فصباح ذلك اليوم "الثلاثاء 5/4/2011م" شوهدت حراسة الفرقة الأولى مدرع في بوابتها الغربية المطلة على جسر مذبح وقد ازداد أعدادهم كثيراً وتمترسوا في أكثر من مكان وظهروا على غير العادة مدججين بالأسلحة الثقيلة، من بينها (قذائف آر.بي.جي ورشاشات 12/7 ومعدلات)، بالإضافة إلى الأسلحة المتوسطة "الكلاشنكوف"، الأمر الذي لفت انتباه الكثير من المارة خصوصاً وان الانتشار الكثيف لحرس علي محسن لم يقتصر على البوابة فقط وإنما وصل إلى الجبل المقابل لها وفوق أسطح مستشفى العلوم والتكنولوجيا وتحت الجسر وفي العمائر المجاورة له. وعلمت "الجمهور" أن علي محسن كان قد تلقى اتصالاً في اليوم الأول من الحادثة أخبره فيه مشائخ سنحان أنهم سيأتون إليه رافعين الراية البيضاء للتوسط والصلح وإقناعه بالعودة عن دعم الفوضى والتخريب، ورغم ان الجنرال محسن لم يرفض هذه الوساطة عبر التلفون فقد فضل إعلان رفضه هذا بطريقته الخاصة وبأسلوب يليق بمكانته. وتؤكد المعلومات أن اللواء علي محسن بعد أن رحب بالوساطة تباحث مع مستشاريه من قادة الإخوان المسلمين والعناصر الجهادية من مليشيات جامعة الإيمان التي يديرها رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني، واقنعوه بأن يعلن رفض الوساطة بأسلوب حازم وقوي يثبت للعالم أنه يمثل قوة لا يستهان بها، وبما يوصل رسالة لأحزاب المشترك والشباب المعتصمين بأن الإخوان هم أشد بأساً والمسيطرون على الثورة المزعومة. وبحسب مصادر داخل الفرقة فقد قام اللواء علي محسن بالاتصال مع الإخواني الشيخ عبدالمجيد الزنداني – رئيس جامعة الإيمان- لاستشارته في الأمر، فباركه الزنداني وعرض عليه مده بالشباب المجاهدين من جامعة الإيمان، الأمر الذي أثار قيادات آخرين من الإخوان المسلمين، فأقنعوا شركاءهم في المشترك ان الفرقة ستتعرض للغزو وعليهم إغاثتها بآلاف المعتصمين أمام جامعة صنعاء. وأكدت المصادر ان الجنرال علي محسن أمر العقيد عسكر زعيل بتولي هذه المهمة وتم تسليح مليشيات جامعة الإيمان والمعتصمين من أتباع المشترك، بغرض عمل مذبحة وتحميل السلطة المسؤولية.. وبمجرد ان وصل وفد الوساطة من مشائخ ووجهاء قبائل سنحان وبلاد الروس وبني بهلول يرفعون الراية البيضاء ويرددون الزوامل على دقات البرع والطاسة، كانت مليشيات جامعة الإيمان على الاستعداد فتم ابلاغهم وخرجوا من جامعة الإيمان "شمال الفرقة" مسرعين وهم يرددون "بالروح بالدم نفديك يا فرقة" و"يا علي صالح يا جبان.. احنا شباب الإيمان" نسبة إلى "جامعة الإيمان".. فيما جاء الآلاف من ساحة جامعة صنعاء "غرب الفرقة" ومن الجهات الشرقية والغربية التي كان عسكر علي محسن قد انتشروا فيها بأسلحتهم الثقيلة منذ الصباح الباكر.. وحاول الجنود أمام بوابة الفرقة تأخير وفد الوساطة قليلاً حتى يصل مجاهدو جامعة الإيمان ومليشيات المشترك.. فأخبروهم بأن عليهم الانتظار قليلاً حتى يأتي "الفندم" لمقابلتهم.. وحين وصلت الإشارة للعقيد عسكر زعيل باقتراب القادمين من جامعة الإيمان فيما كان بلاطجة المشترك قد وصلوا أسفل الجسر أعطى أوامره بإطلاق النيران على وفد الوساطة الذين فوجئوا بوابل من الرصاص ينهال عليهم من كل جانب، وحين حاولوا الفرار جنوباً التقاهم بلاطجة المشترك بالأسلحة النارية والحجار والعلب المعبأة بالبنزين، ومن الشمال تكفل مجاهدو جامعة الإيمان بالهجوم.. فيما كان نصيب الأسد لعسكر الفرقة "من الشرق والغرب" ووجد وفد الوساطة الأعزل من أية قطعة سلاح أنفسهم في مذبحة أعد لها مسبقاً وباتقان.. فسقط منهم نحو أربعة شهداء وأكثر من 70 جريحاً، ولطخت الراية البيضاء بدمائهم وكسرت سياراتهم وسيارات مواطنين آخرين كانوا مارين من شارع الستين. وتؤكد مصادر "الجمهور" أن مستشاراً إعلامياً لعلي محسن الأحمر قام بعد لحظات من وقوع المجزرة بالاتصال بقناة "الجزيرة" وقناة "سهيل" والمواقع الالكترونية التابعة للاخوان المسلمين، وأبلغهم عن قيام مسلحين من الحرس الجمهوري والأمن المركزي يرتدون زياً مدنياً بالاعتداء على مسيرة سلمية، كانت متجهة من حي جامعة صنعاء نحو شارع الستين وأطلقوا عليهم الرصاص.. وقامت تلك القنوات والمواقع بنشر الخبر معلنين عن سقوط شهداء من المشاركين في المسيرة السلمية المناوئة للنظام برصاص الحرس والأمن.. محملين السلطة مسؤولية تلك المجزرة البشعة.. غير ان الظهور السريع لمشائخ القبائل ومن بينهم الشيخ محمد محسن الأحمر الشقيق الأكبر للواء علي محسن، وكشفهم للحقائق عبر الفضائية اليمنية أربك خطط علي محسن وأتباعه.. وبدا ذلك جلياً من خلال تصريحات منفذ المذبحة العقيد عسكر زعيل – الناطق باسم علي محسن- الذي نفى فيها وصول قبائل إلى مقر الفرقة الأولى مدرع، في محاولة منه لتبرير المجزرة، غير أنه أكد أن ما حدث صدامات بين متظاهرين.. معترفاً بامتلاك المتظاهرين من أنصار المشترك للأسلحة النارية.. ليصدر بعد ذلك مكتب اللواء علي محسن بياناً اعترف فيه بوصول وفد الوساطة إلى بوابة الفرقة، متهماً السلطة بمحاولة اغتياله من خلال وفد الوساطة القبلي، الأمر الذي أثار استنكار وسخرية مشائخ وأعيان ووجهاء قبائل سنحان وبني بهلول وبلاد الروس المشاركين في وفد الوساطة، معتبرين تبريرات علي محسن بأنها محاولة للتضليل وتغطية للجريمة البشعة التي ارتكبها في حقهم. وفي الوقت الذي لم يستغرب فيه مراقبون ان ترتكب مثل هذه المذبحة على يد شخص يده ملوثة بدماء الآلاف من أبناء صعدة وعلى يد عناصر دموية إرهابية.. إلا أنهم لم يتوقعوا ان يأمر علي محسن حراسته ومليشيات رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني بتوجيه فوهات البنادق والأسلحة الرشاشة والمعدلات وإطلاق نيرانها نحو صدور وفد قبلي على رأسه شقيقه الأكبر الشيخ محمد محسن صالح وصهره أحمد مسعد الأحمر، الذي أصيب في الحادثة والشيخ قناف الضنين والشيخ علي مقصع وكبار وجهاء ومشائخ سنحان وبلاد الروس وبني بهلول. وحتى مساء أمس الأول الجمعة وصل عدد شهداء وجرحى وفد الوساطة القبلية إلى أربعة شهداء و70 جريحاً أربعة منهم اصاباتهم بليغة.. فيما أكدت المصادر احتجاز عسكر علي محسن ومليشيات الإخوان المسلمين لنحو 40 شخصاً من وفد الوساطة في معتقلات الفرقة وبعضهم محجوزين فيما يسمى المستشفى الميداني لساحة التغيير ومنهم عبدالله البدوي الذي تطالب أسرته بجثمانه حتى الآن. وفي هذا الصدد وجه النائب العام الدكتور عبدالله العلفي الأربعاء الماضي مذكرة إلى قيادة الفرقة الأولى مدرع، تتضمن طلب النيابة العامة تسليم الأشخاص الذين قاموا بإطلاق النار ظهر الثلاثاء الماضي أمام البوابة الغربية للفرقة، والذي نتج عنه مقتل وإصابة عدد من المواطنين من أبناء قبائل سنحان وبني بهلول وبلاد الروس، وذلك للتحقيق معهم والمثول في القضية وفقاً للقانون. من ناحية أخرى كذب مصدر أمني مسؤول وجود أي عناصر مسلحة ضمن وفد الوساطة الذي ذهب لمقابلة اللواء علي محسن صالح لإقناعه بالعدول عن موقفه الخاطئ بالخروج عن الشرعية الدستورية وقال: "إن المنطقة التي يتواجد فيها وفد الوساطة جميعها كانت محمية بالجنود والعناصر المسلحة التابعة للواء علي محسن صالح، وإن المجاميع المسلحة التي أطلقت النار من جسر مذبح كان يقودها المدعو عسكر زعيل وهي التي أطلقت النار على وفد الوساطة الذي لم يكن يحمل أي شخص منه أي سلاح، بل جاءوا جميعهم بنوايا حسنة من اجل الصلح والمصالحة، بالإضافة إلى تلك المجاميع الأخرى من ميليشيات جامعة الإيمان وجنود من أفراد الفرقة الأولى مدرع، كانوا يتواجدون خلف المتارس وفوق بعض العمارات السكنية المواجهة للبوابة الغربية لمقر الفرقة الأولى مدرع، وهم الذين باشروا إطلاق النار من مختلف الأعيرة النارية بأوامر مباشرة من قيادتهم". موضحاً بأن الحديث عن محاولة للاغتيال ليس إلا محاولة لذر الرماد على العيون والتغطية على الجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق مواطنين مسالمين، جاءوا بنوايا صادقة ومخلصة لدرء الفتنة والسعي للصلح والخير فكان جزاؤهم الغدر وسفك الدماء. وكان مصدر رسمي قد استغرب حديث مكتب اللواء علي محسن الأحمر، عن محاولة اغتياله في الوقت الذي "يرقد شقيق زوجته بين جرحى وقتلى كانوا رفقة شقيقه الأكبر وأشقاء أهله من بني بهلول وبلاد الروس وسنحان اعتدت عليهم "قوات اللواء وهم في طريقهم لمقابلته" وفقا للمصدر. وقال المصدر: "كان أهل اللواء ينتظرون اعتذاره عما لحق بهم"، وليس "تحميلهم اكذوبة محاولة اغتياله"، وهم "ذهبوا إليه كأخوة وأصدقاء للقاء به ومحاولة إقناعه بإيقاف تمرده عن المؤسسة العسكرية الذي كان أحد أبرز وأفضل قادتها".. مشيراً ان نائب رئيس الجمهورية كان قد التقى اللواء محسن الثلاثاء في مقر إقامته داخل معسكره، في محاولة جديدة لإقناعه ب"العودة لشرف القسم العسكري الذي أداه لحفظ النظام والقانون، بدلاً من مواصلة دعم وتسليح أناس يقطعون الطرقات ويقتحمون المقرات الرسمية". وقال المصدر: "إن وجهاء من أهالي المناطق المشار لها، اتصلوا الأحد الماضي بالرئيس علي عبدالله صالح وعرضوا عليه محاولة التوسط بينه وبين علي محسن، وان الرئيس التقاهم صباح الثلاثاء وقال لهم انه يوافق على ما سيتوصلون إليه مع اللواء علي محسن"، وانهم اتجهوا بسياراتهم وبينهم شقيقه الأكبر وأصهاره وأنسابه إلى مقر الفرقة. ووفقاً لمعلومات المصدر الرسمي فقد فوجئ الوجهاء بمجاميع مسلحة قدمت من جامعة الإيمان تقطع عليهم الطريق الأرضي في جسر جولة مذبح، بحجة ان سيارات الموكب تحمل صور الرئيس علي عبدالله صالح، فيما توقفت سيارات الوجهاء التي مرت أسفل الجسر بسبب إغلاق الطريق أمامها من قبل المسلحين، الذين قال المصدر إنهم باشروا اطلاق النار وتمكنت السيارات التي مرت من فوق الجسر من تجاوز الجموع المسلحة قبل ان تفتح حراسات الفرقة النار عليهم". وقال: "هذه الاحداث كلها بعيدة جداً عن مكتب اللواء علي محسن، فكيف انها حاولت اغتياله". وأضاف: "لم يشفع للوجهاء أن من بينهم أقرباء اللواء وقد سقط من بين الجرحى احمد محسن الاحمر وهو شقيق زوجة علي محسن، وقتل آخرون بعضهم محجوزون حالياً فيما يسمى (المستشفى الميداني) لساحة التغيير، ومنهم عبدالله البدوي الذي تطالب أسرته بجثمانه حتى الآن". وانتقد المصدر ماقال انه "استمرار إعلام الاصلاح وقناة (الجزيرة) و(سهيل) في التحريض ضد قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، واقحام اسمهم في كل حادثة.. وقال: "اعلنوا في البداية أن شهيداً سقط برصاص الحرس والأمن، وحين ظهرت الحقائق للناس لم يعتذروا وحولوا الحديث إلى قتيل بدلاً عن شهيد، قبل ان يروجوا لحكاية محاولة الاغتيال". وقال: "كيف يمكن ان يحاول عشرات من الناس اقتحام معسكر مدجج بكل أنواع الأسلحة حتى لو كان مع بعضهم مسدسات، وهو أمر غير مؤكد حتى الآن". وأضاف: "لقد كسرت المجاميع المسلحة التابعة لجامعة الإيمان وحراسات الفرقة سيارات مواطنين لم يكونوا حتى من بين موكب الوجهاء، لأنها تحمل صورة الرئيس علي عبدالله صالح وأعلام المؤتمر الشعبي العام فيما يمر المناوئون له في كل الأماكن ولا يتم معاقبتهم على ما يحملونه من شعارات".