حاورها/ عبدالناصر المملوح تصوير/ نوح الرياشي جماعة "تاج" لا يعيشون إلا مع الأزمات والمشاكل يستهدفون الحزب من أجل مصالحهم الاستاذة منى سالم بكار باشراحيل من مواليد 1954م المكلا.. ممكن تطلعينا عن البدايات الأولى لتكوينك الفكري والثقافي والتحاقك بالعمل السياسي؟ - البداية منذ وأنا طالبة في الابتدائية ضمن الخلايا التنظيمية للجبهة القومية. ماذا كانت طبيعة عملكم السياسي كطلاب في المرحلة الابتدائية؟ - كنا ونحن اطفال صغار في المدرسة الابتدائية نوزع بعض المنشورات.. نجلس نلعب جوار البيوت التي كان بعض المناضلين يلتقون فيها وكنت مع خالي عوض سعيد "الله يرحمه". يعني تأثرك بخالك المناضل الكبير عوض سعيد الديب هو السبب الأساسي في التحاقك بالجبهة القومية ودخول العمل السياسي؟ - نعم .. خالي عوض سعيد هو با حسينون ولكنه يلقب ب "الديب" وهو مناضل كبير "رحمه الله" وكانت المرحلة مرحلة نضال ضد الانجليز، هكذا فهمّونا ونحن طلاب في الابتدائية وكانت المدارس الابتدائية في بداية انتشارها، وعندما اعلن عن قيام الحزب الاشتراكي اليمني في 78م كنت حينها شابة. وتدرجت في العمل التنظيمي كشابة ناشطة ومتحمسة في القطاع الطلابي؟ - التحقت بالاتحاد الوطني للطلاب والتحقت باتحاد الشباب "أشيد" وعملت كقيادية في اتحاد نساء اليمن، مسكت رئاسة الاتحاد في مديرية المكلا.. ومسكت منصب السكرتير التنظيمي على مستوى محافظة حضرموت، أيضا انتخبت عضو مجلس مركزي لاتحاد نساء اليمن. أحداث سالمين مصيبة بالنسبة لأحداث الرئيس الشهيد سالمين في 26 يونيو 78م، تيار واسع في حضرموت من القياديين والطلبة الشباب تم تصنيفهم على أنهم من جماعة سالمين، وكثيرون تعرضوا للتهميش والاقصاء؟ - أحداث سالمين مصيبة أثارت استياءنا وأنا أتأثر حقيقة من أية مصيبة تحدث في الوطن، وبالنسبة للتهميش أنا شخصياً لم أتعرض للتهميش، فلم أكن محسوبة على جماعة سالمين ولا مع الجناح الآخر.. أنا دائما وطنية في وطن لا اعمل مع زعطان ولا مع فلتان، يعني أنا لا اعمل مع شخص بعينه وانما مع الوطن.. اشتغلنا من أجل الوطن وسنظل نشتغل من أجل الوطن. اسأل عراسي عن حضرموت قبل الوحدة كان اصحاب شرق حضرموت يسيطرون على الأوضاع في حضرموت ويمنعون الآخرين أن يتبوءوا أية مناصب قيادية كبيرة؟ - لا اعتقد، فلو استعرضت أسماء محافظي حضرموت قبل الوحدة لوجدت أن واحداً من لحج وآخر من كذا.. مثلا محمود عراسي الذي تولى منصب محافظ حضرموت فترة من الفترات، من فين هو؟!.. وكذلك سيف منصر، من فين؟.. المجيدي أيضاً؟!.. هؤلاء ليسوا من أبناء حضرموت. لكن اقدر أقول لك أن حضرموت تنبذ الإنسان الذي يأتي يسيطر عليها سيطرة غير قانونية، الذي با يشيع فيها الظلم وما إلى ذلك، وبالمقابل هي تحتضن المسؤول النزيه وتسانده واسأل عنها محمود عراسي. أحداث يناير مصالح شخصية بصفتك القيادية في الحزب الاشتراكي اليمني "حينها".. ماذا عن أحداث 13 يناير 86 الدموية؟ - بصراحة، أحداث يناير أزمة لم يكن أحد يتوقعها.. هي ازمة حاكها ودبرها اشخاص لغرض المواقع والكراسي وكذلك انتقامات تماماً مثل ما هو حاصل اليوم يصفقون ويطبلون للانفصال عن الوحدة اليمنية ودوافعهم لو أمعنا النظر فيها هي انتقامات وهكذا.. انتقامات في انتقامات في انتقامات، ولا بد أن يعي أبناء الشعب وبالذات الشباب والشابات الذين عاشوا ونشأوا في ظل دولة الوحدة المباركة وان يدركوا مخاطر ثقافة الكراهية والعداء للوحدة. في 13 يناير 86م انتهى الحزب الاشتراكي اليمني الذي ظل يدعو للأممية إلى قبائل ممزقة تتناحر بالهوية.. بالبطاقة الشخصية؟ - بالنسبة لنا في حضرموت لم نعش المناطقية والفئوية لكن اصحاب أبين واصحاب الضالع هما يروحون أحيانا للقبلية، وشهدت عدن في 13 يناير 86م شيئاً من هذا لكن يجب أيضا ان تعرف أنه حتى اصحاب الضالع مثلاً أو أصحاب أبين لم يكونوا فيما بينهم على وئام.. لم يكونوا على اتفاق.. لم يكونوا في الضالع متحدين مع بعض، وكذلك في أبين المسألة كلها مصالح في مصالح.. وأنا في تقديري ان ما حدث كان من اجل مصالح شخصية.. ولم يكن فيها ما هو مجدٍ للوطن وما يحدث الآن هو مصالح في مصالح ادخلتنا كلنا في مشاكل ومش عارفين. يوم انفجرت الأحداث في 13 يناير 86م كنت في عدن؟ - لا.. الحمد لله لم أكن في عدن. أين كنت؟ - كنت في حضرموت، ولكن يومها كنت طالعة إلى عدن وانفجرت الاحداث قبل ان أطلع. تأخرت عن موعد الذهاب إلى عدن.. لماذا؟ - تأخرت وما أدري "أيش" أخرني.. والحمد لله "قالتها ضاحكة" رب العالمين ما أراد لي ان أكون حينها في عدن. كنت يومها طالعة من حضرموت إلى عدن.. لماذا؟ - كنت طالعة لغرض العلاج. في عدن أم في الخارج؟ - في الخارج ولكن عبر عدن. في أحداث يناير "من لم يمت بالقصف مات عطشاً أو بالماء الملوث".. يقال مثل هذا الكلام باعتبار ان أزمة مياه شهدتها مدينة عدن بعد ان تعرضت خزانات المياه للقصف من قبل الطرفين "الطغمة والزمرة"؟ - قد يكون مثل هذا الكلام صحيحاً.. ولكن أنا لا استطيع أن اشهد بذلك لأنني لم أكن يومها -كما قلت لك - موجودة في عدن والشهادة صعبة. الاستاذة منى باشراحيل أحد اعضاء مجلس النواب الانتقالي من 90-93م.. بأية صفة اختارك الحزب الاشتراكي عضو عنه في ذلك المجلس؟ - أنا قبل الوحدة كنت عضو مجلس الشعب الأعلى وعلى هذا الأساس تم اختياري. وحصلت على عضوية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني؟ - بعد الوحدة وقبلها كنت عضو لجنة محافظة. الاصلاح وقف ضد الوحدة قبل اعلان الوحدة في 22 مايو 90م كان وفد رفيع المستوى من حضرموت قد زار بعض المحافظات الشمالية وكنت ضمن الوفد؟ - صحيح.. بعد ان أزيحت براميل التشطير تمت هناك زيارات واعتقد زرنا إب وتعز والمحويت وصنعاء، وشكلت لنا حقيقة تلك الزيارة شعاع نور.. نحن أتينا إلى الوحدة بإرادة، وللعلم نحن في الجنوب قبل الوحدة ما كنا نجتمع في لقاء موسع أو مؤتمر إلا وتحقيق الوحدة حاضر ، وما كنا نقيم أية فعالية إلا وتحقيق الوحدة اليمنية حاضر في الشعار "تحت شعار كذا وكذا وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية" سواء كانت الفعالية مؤتمراً شبابياً أو مؤتمراً نسائياً أو عمالياً.. لقد تربينا في جنوب الوطن على مبادئ الوحدة أكثر مما كان عليه حال الأخوة في شمال الوطن.. هناك في الشمال من كانوا رافضين الوحدة ولولا إجبار الأخ علي عبدالله صالح لهم لما قبلوا بالوحدة.. على عبدالله صالح خرجهم إلى عدن بالغصب. تقصدين جماعة الاخوان المسلمين «حزب الاصلاح حالياً»؟ - نعم.. واللي هم الآن "خايفين" على الحزب الاشتراكي "قالتها ضاحكة" الدنيا هكذا يا ابني.. تأخذك وتطرحك بشيش على قولة المحضار رحمه الله، المهم نحن في جنوب الوطن قبل الوحدة كانت الوحدة جزءاً من شعار أية فعالية نقيمها شبابية، طلابية، نسائية، عمالية...الخ. العطاس لم يكن حزبياً لكن اسمحي لي استاذة منى باشراحيل.. أيضا في جنوب الوطن لم يكن حينها الجميع متفقين وراضين على اعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. العطاس مثلا كان رافضاً وطالب بتأجيل الحديث عن الوحدة لمدة خمس إلى عشر سنوات هو اعترف بذلك في حديثه الأخير لقناة "الجزيرة" القطرية وقال انه لم يكن اشتراكياً يوماً من الأيام؟ - العطاس لم يكن حزبياً في السابق. كيف لم يكن حزبياً وهو عضو لجنة مركزية في المؤتمر العام الأول للحزب الاشتراكي، وتدرج إلى أن وصل إلى عضوية المكتب السياسي وتقلد أعلى المناصب في السلطة؟ - هذا فيما بعد.. أعني بعد أن تولى مناصب قيادية في السلطة دخل الحزب، وما اعرفه أو ما كنت اسمعه انه –أي العطاس- كان يناضل من أجل الوحدة. يعني العطاس قبل ان يتولى مناصب قيادية في السلطة لم يكن متحزباً أو لم يكن اشتراكياً؟ - نعم.. هو في البداية دخل الحكومة بصفته مستقلا. الفيدرالية مشروع المصالح الشخصية قراءتك للفترة الانتقالية من 90-93م.. هناك من يرى بأن عدم استكمال دمج بعض المؤسسات وتحديداً المؤسسات الأمنية والجيش شجع البعض وقادهم للذهاب إلى ما حدث في صيف 94م؟ - المؤسسات اندمجت.. من قال لك انها لم تندمج.. فقط البعض كان يعارض مسألة الدمج ولكن الأخوين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض كانا مع الدمج، وهما صاحبا الوحدة الحقيقيان. أثناء الفترة الانتقالية وتحديداً في 93م برز من قادة الاشتراكي من يطالب بالفيدرالية؟ - "مقاطعة" هم كانوا ينظرون إلى تجربة الامارات العربية المتحدة والى امريكا وبحيث ان كل واحد يتملك موارد منطقته. وبرأيك هل اليمن بحاجة إلى الفيدرالية؟ - الآن لا. لماذا؟ - طالما وأن الأفضل موجود خلاص.. يعني في ظل الوحدة الاندماجية التي هي الافضل ليس هناك داعٍ للمشاريع الاخرى.. أفكار وطموحات ومصالح كل واحد يبحث عن المشروع الذي فيه تتحقق مصالحه. افهم من كلامك ان الذين يطرحون اليوم مسألة الفيدرالية انما يبحثون عن صيغة تحقق لهم مصالحهم الشخصية؟ - طبعاً .. بالله عليك ايش ذنب الشعب اليمني شعبنا ما اطيب منه من اقصاه إلى اقصاه مشكلته فقط القات، تطلع أفكار ومشاريع "قالتها ضاحكة". استاذة منى باشراحيل أنت أحد اعضاء لجنة تقصي الحقائق لما حدث في عمران.. ما الذي خرجتم به؟ - الحقائق كثيرة، والغموض أكثر، كل طرف يطرح على عكس ما يطرحه الطرف الآخر وكل واحد يقول ان شجاراً حصل وانا اقدر اقول انها "فتنة" بداية فتنة.. فتنة بين أبناء الوطن الواحد. ما الذي استنبطتيه شخصياً؟ - فيها "قيل وقال" اتهامات كل طرف يتهم الآخر واستنباطي ان ما حدث في عمران هو للتهيئة لحرب.. وهذا ما حدث. حرب 94م أهلية في إطار الوحدة يوم 4 مايو 94م اليوم الذي "قرحت" فيه حرب 94م انتقلت ومعك الأستاذ سالم الخنبشي (محافظ حضرموت حاليا) إلى عدن؟ - يومها كنت في صنعاء وكنت احضر اجتماعات مجلس النواب بصفتي عضو عن الاشتراكي وطلبت من الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر –رحمه الله- بصفته رئيس مجلس النواب في ذلك الوقت ان يسمح لي عدم حضور بقية الجلسات، والتي لم يكن يتبقى منها إلا القليل حتى تحل علينا اجازة الصيف، طلبت الاذن لان أمي كانت مريضة في المكلا ولازم أسافر، وخرجت من صنعاء انا والاستاذ سالم الخنبشي.. وصلنا عدن هو راح عند أحد اقاربه وانا رحت عند خالتي بيت اسعد سمل ... هو عسكري قديم، الآن قد توفي الله يرحمه، وكان منزله حينها من المساكن الخشبية في خور مكسر وصلنا تقريبا قبل المغرب وبعد العشاء كان ابن خالتي خرج من المنزل وعاد وقال لنا الآن با تقرح قلت له ...... من اللي قال لك.. لانه لما خرجنا من صنعاء أنا والأستاذ سالم الخنبشي وعلى طول الطريق لم نلحظ شيئاً ولم تعترضنا أية نقطة من صنعاء إلى عدن.. لا عسكر .. لا تفتيش، ولا أي شي يدل على حرب.. المهم قلت لابن خالتي من اللي قال لك.. قال عمير.. وهذا الشخص عسكري قديم يسكن معهم نفس العمارة الطابق الثاني، قلت له: لا تصدقه هذا كذاب يمكن "هايس" أو كذا.. لكن اللي حصل انه ما كدنا ننتهي من الحديث انا وابن خالتي إلا وانفجرت الاحداث. كيف عرف "عمير" انها ستنفجر في تلك الساعة؟ - يمكن انه يتواصل. مع من؟ - ايش عرفني أنا .. هو عسكري قديم من اصحاب علي ناصر.. المسألة انتقام في انتقام الله يرضى عليك يا ابني لا تطلع لي نفسي. انتقامات من قبل من؟ - جماعة علي ناصر ينتقمون من جماعة علي سالم البيض والآن هي انتقامات في انتقامات، والسلاطين دخلوا في الخط و"يبوا" ينتقمون منا. تقصدين ان السلاطين عازمون الانتقام من الجبهة القومية؟ - افهمها يا ابني.. المسألة واضحة. أثناء الحرب هل استمريت في عدن أم خرجت إلى حضرموت مع الأستاذ الخنبشي؟ - الأستاذ سالم خلاص ما عاد شفته ولا عاد شافني.. بعد ان وصلنا إلى عدن جلست في عدن حبيسة المنزل اربعين يوما تقريباً مع اني خرجت من صنعاء لغرض زيارة أمي المريضة في المكلا. عناصر مندسة اوهمت البيض هزيمة الانفصاليين في تلك الحرب سببها الرئيسي ان قادة الانفصال كانوا معزولين جماهيرياً.. الشعب وعلى رأسهم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية تخلوا عنهم والتفوا دفاعاً عن الوحدة.. ما مدى صحة هذا القول؟ - عوامل كثيرة ومن الأسباب أن الذين أوهموا علي سالم البيض انهم با يقومون أو يقفون معه هم مندسون من قوم علي ناصر.. تلك الحرب هي الأخرى فتنة تقاتل فيها أبناء الجنوب بعضهم البعض. يعني حرب 94م هي حرب أهلية في اطار الدولة اليمنية الواحدة؟ - نعم.. وحتى قرار الانفصال والاعلان عنه لم يكن قادة الحزب الاشتراكي جميعهم متفقين عليه، كانوا متفقين على أنها حرب لكنهم منقسمون فيما يتعلق بقرار الانفصال. دعاة التشطير افراد نشاز افهم من كلامك استاذة منى باشراحيل أن حرب 94م لم تكن بين الشمال والجنوب كما يقول البعض باعتبار ان قيادات واعداداً كبيرة من المحافظات الجنوبية والشرقية شاركت في الحرب ضد الانفصاليين؟ - صحيح.. لم تكن بين شمال وجنوب اطلاقاً. ولهذا يأتي من بين عوامل هزيمة الانفصاليين التفاف الشعب وعلى رأسهم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية مع الوحدة؟ - صحيح.. ولا زالوا الآن مع الوحدة وما دون ذلك هم اصوات نشاز. هؤلاء الذين تصفينهم بالأصوات النشاز ارتفعت اصواتهم التشطيرية في الآونة الاخيرة وشهدت بعض المناطق في المحافظات الجنوبية والشرقية أعمال فوضى.. كيف تقرأينها استاذة منى؟ - فتنة.. هناك مظالم هناك مطالب حقوقية ولكنها لا تقتصر على أبناء المحافظات الجنوبية وانما هي هنا وهناك، القضية ليست قضية شمال وجنوب وانما هي قضية وطن واحد.. قضايا الفساد موجودة في عموم محافظات الجمهورية لكن في المحافظات الجنوبية قد تكون مسيسة، وهنا المشكلة تسييس المطالب الحقوقية. وعلى كل حال الأصوات التشطيرية هم أفراد لا بد ان تتخذ قيادة الدولة اجراءاتها ولا بد من العمل بما جاء في خطاب الأخ رئيس الجمهورية، واقصاء وردع المتسببين في هذه الاختلالات. من اهداف هؤلاء دعاة التشطير -كما يقولون - العودة إلى ما قبل 90م.. إلى ما قبل الوحدة.. برأيك ما امكانية تحقيق ذلك؟ - "قالتها منفعلة" لا.. لا.. ان شاء الله ما يتحقق. هل لديهم قناعة بامكانية تحقيق ما يصبون إليه؟ - قدهم طارحينها في عقولهم انتقام، تحققت ما تحققت هذا الأمر لا يهمهم، المهم يشتتون البلاد، هذه هي مشكلتهم.. يا ابني الوحدة هي تاج فوق رؤوسنا، وان شاء الله لن يمسها أي ضر. كفاية.. كم يا أرامل كم يا أيتام!! دعاة التشطير يدركون ان العودة إلى ما قبل الوحدة مستحيل.. ولكن هدفهم بالدرجة الأولى الحصول على مكاسب مادية.. يستخدمون الوحدة ويهددون بالنيل منها بهدف الضغط على السلطة.. هل انت مع هذا الرأي؟ - طبعاً. كيف تفسرين ذلك؟ - اسمح لي اقول لك ان الأخ الرئيس مع احترامي وتقديري له، ألف هؤلاء.. ظل يعطيهم ويعطيهم على أساس انهم مع الوحدة، ولما انقطعت مصالحهم قاموا يعملون مثل هذه الفوضى.. الوحدة -كما قلت لك - هي الأصل، واكررها بكل صراحة الوحدة هي الأساس.. الكل مع الوحدة، الشعب مع الوحدة.. وانا حقيقية لا يهمني فلان ولا علان، يهمني الشعب.. وعليكم انتم كصحفيين كصناع رأي ان تتعاملوا مع الوحدة باعتبارها أمانة في رقابكم.. أطرحوا للشعب ان الوحدة هي المصير وانها حقه وملكه.. لا هي ملك لعلي عبدالله صالح ولا لعلي سالم ولا لعلي ناصر ولا للفضلي ولا لفلان ولا لزعطان.. كفاية يا ابني كفاية.. كم يا أيتام، كم يا أرامل. تقصدين مخلفات الأحداث والمجازر السابقة؟ - الاحداث السابقة نعم من حدث إلى حدث.. وبعدين كيف سيتحقق لهم الانفصال اصلا هل سيأتون ببراميل أو يعملون جدارا "تضحك".. يا ابني هذا شعب واحد ابن الجنوب في الشمال وابن الشمال في الجنوب، وحتى قبل الوحدة من كان في عدن؟.. أبناء الشمال طبعا كانوا في عدن. تقصدين ان الانقسام أو الانفصال اثناء التشطير بل واثناء الاستعمار لم يكن اجتماعياً ولا شعبياً وانما هو انفصال سياسي؟ - سياسي نعم كله سياسة في سياسة. يعني لم يكن هناك انفصال نفسي ولا شعوري ولا حتى مناطقي؟ - ابدا .. هو كما قلت لك انفصال سياسي. الصحف التي تمس بالوحدة تغلق اشرت في معرض إجابتك السابقة إلى دور الصحفيين في تعميق الولاء الوطني.. وزارة الإعلام اوقفت بعض الصحف بدعوى المساس بالوحدة.. جريدة "الأيام" واحدة منها.. ما رأيك حول هذه القضية؟ - أولا أنا لا أقرأ صحيفة "الأيام" ولا أدري إذا هي تنشر ما يستهدف الوحدة أم لا؟!.. وفي حال نشرت ما يستهدف أو يمس الوحدة فهذا معيب، والدهم محمد باشراحيل الله يرحمه كان مع اليمن الواحد، والدهم ظل ينشد الوحدة منذ بدايات الثورة السبتمبرية والاكتوبرية، ولأنني حقيقة لا اقرأها لا ادري ما هو الموضوع بالضبط الذي أثار السلطة أو أثار الرئيس. وزارة الإعلام اوقفتها وصحفاً أخرى -كما قلت لك - بدعوى تبنيها دعاوى الانفصال واثارة النعرات المناطقية والمساس بالوحدة الوطنية؟ - إذا كانت هذه الصحف ارتكبت مثل هذه الاخطاء يوقفونها.. الوحدة خط أحمر وعلى جميع الصحف ان تتبنى بدل المساس بالوحدة القضايا الحقوقية وليس في الجنوب فقط وانما في المحافظات كلها.. أوليس في المحافظات الشمالية مظالم؟!.. هل الوحدة شماعة للأدران.. لأوساخنا؟!! لا.. انا ضد حتى ان تتبنى أية صحيفة قضية شمال وقضية جنوب أنا ضد هذا الكلام. على أية صحيفة تريد ان تتبنى القضايا الحقوقية ان تتبناها وتتعامل معها على اساس وطن واحد يمن واحد.. وان تتبناها على اساس انها قضية مواطن يمني بغض النظر من أين يكون؟! من مدينة.. من قرية.. من عدن.. من صنعاء.. من عزلة.. من مركز.. من اين ما كان يكون المهم انه يمني. لنفترض انك الآن اطلعت على صحيفة -أية صحيفة- وقرأت فيها مادة عنوانها "الوحدة اليمنية انتهت" و "عدن للعدنيين" و"نحن جنوب عربي لسنا يمنيين" هل تعتبرين هذه الصحيفة قد تجاوزت الثوابت الوطنية أم لا؟ - تجاوزت نعم. واذا كان مثل هذا الكلام ينشر في صحيفة "الأيام"؟ - تجاوز.. هذا تجاوز للثوابت الوطنية ولا ادري إذا هم يتبنون مثل هذا الكلام ما هي أهدافهم وايش لهم من اغراض؟!. صحيفة "الأيام" وناشرها نزحوا إلى شمال الوطن بعد ان اوقفتها الجبهة القومية بعد الاستقلال - مقاطعا وغيرهم وغيرهم وباعوم نفسه ألم يحظ بدعم علي عبدالله صالح.. يا ابني أنا قلت لك واكرر أي مساس بالوحدة سواء من صحيفة "الأيام" أو غيرها مرفوض، وأنا اعرف انك تسألني باعتباري "باشراحيل".. انا يا ابني مع الحق، الوحدة تاج فوق رؤوسنا جميعا الوحدة خط احمر واي كان حتى لو كان ابني يتجاوز الثوابت ويمس الوحدة سأكون ضده. افهم من كلامك ان أية صحيفة سواء "الأيام" أو غيرها تتجاوز الثوابت الوطنية وتستهدف الوحدة الوطنية يجب ايقافها؟ - نعم. من سيحكم في الجنوب لو حدث التشطير لنفترض انه تم لدعاة التشطير ما يحلمون به.. برأيك من سيحكم في المحافظات الجنوبية علي ناصر، علي سالم، انصار سالمين، انصار قحطان الشعبي... - "مقاطعة" الجني، العفريت.. ان شاء الله ما فيش.. الوحدة راسخة وباقية إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها. اسمحي لي.. انا اقول لك لنفترض انه تم لدعاة الانفصال ما يحلمون به -وهذا مستحيل - من سيحكم في المحافظات الجنوبية وكيف سيكون الحال خصوصا وهناك من يحلم باعادة الحياة إلى السلطنة الفضلي والعبدلي والكثيري والقعيطي والجنوب العربي وعدن للعدنيين؟ - با تكون مضاربة.. وبا نرجع للوجبات وجبات جديدة، الفضلي سلطان أو ما ادري ايش، ومثله با يجي الكثيري والقعيطي وبا يجي العفريت وبا يجوا الجن كلهم.. فوضى لا لها أول من آخر.. الله لا يرينا إياها. الشعارات الانفصالية نشاز هل هذه الشعارات الانفصالية التي برز اليوم من يرفعها تمثل شعوراً عاماً لدى أبناء المحافظات الجنوبية؟ - لا.. أبداً. اللافت يا استاذة أن المشاركين في أعمال الفوضى التي شهدتها ردفان والضالع مؤخرا هم من صغار السن جيل الوحدة؟ - فعلاً. لماذا .. ما دلالات ذلك .. هل نستطيع نقول أن السبب عدم معرفتهم للاحداث والمآسي والاوضاع بشكل عام في العهد التشطيري؟ - صحيح البعض منهم "مش عارفين" والبعض فقراء محتاجون اعطوهم زايد ناقص ودخلو لهم شيئاً في رؤوسهم، ساهم في ذلك غياب التربية.. (وتستدرك الاستاذة منى باشراحيل وتصرخ): أين التربية والتعليم؟!.. اين التربية الوطنية اين الولاء الوطني في مناهجنا؟!.. من البداية لا بد أن تكون هناك مناهج تعمق الولاء الوطني.. تحصن الشباب من الافكار الخبيثة الهدامة ومن افكار الغلو والتطرف.. مناهج تغرس فيهم حب الوطن والاخلاص له.. مناهج تعرفهم بتاريخ اليمن القديم والمعاصر والحديث، مناهج تعرفهم الصح من الخطأ.. يا ابني الآن هناك اطفال داخل المدارس يحملون مسدسات ، طلاب صغار يذهبون إلى المدرسة ومعهم سلاح مسدسات و"مش" في المناطق النائية فحسب وانما هنا على مقربة من مجلس الشورى بأمانة العاصمة وعندنا في الحارة حدثت أكثر من مشكلة، بل ان طلاب زعلوا من مدرس فدخلوا وضربوه.. هناك خلل فضلا عن غياب دور الأسرة. أراضي أبين ليست حق الفضلي الأسبوع الفائت قال طارق الفضلي.. إن أراضي أبين كلها وحتى عدن حقه.. ما رأيك؟ - وحضرموت كلها حق الكثيري والقعيطي.. كلام فاضي.. دعوى باطل.. لو كان ادعى أن أراضي أبين ملك أبنائها وأراضي الضالع ملك أبنائها عاد فيها.. أما أن يأتي يدعي ملكيته لأبين بطولها وعرضها كلام فاضي.. كلام فاضي إنه بايجي يسيطر عليها ويملكها له .. كفاية يا ابني.. كفاية. قال لن ينازعه في ملكيته أراضي أبين أحد باعتبارها حقه.. حق أبيه وجده؟ - يعني كل هذه الفوضى والدعوة إلى الانفصال من أجل يملك أراضي أبين؟!.. افهموها.. على أبناء الشعب أن يعي ويعلم أن هذا لا يدافع عن حقوق شعب وإنما هو يبحث عن السلطنة. الزمرة همشوا الطغمة هناك من دعاة الانفصال من يبرر دعواتهم التشطيرية بأن أبناء المحافظات الجنوبية مقصيون عن المشاركة في الحكم؟ - شوف.. هناك بعض الاختلالات والأخطاء، وهناك على سبيل المثال كوادر من أبناء المحافظات الجنوبية تشعر أو تحس أنها أكثر كفاءة من مرؤوسيها في العمل. أفهم من كلامك أن من جماعة علي سالم البيض الذين عرفوا في أحداث يناير ب"الطغمة" يشعرون بالتهميش بعد 94م من قبل جماعة علي ناصر الذين عرفوا ب"الزمرة" في أحداث يناير؟ - ولا زالوا.. نعم هذا سبب من أسباب ما يحدث في بعض المناطق.. النفوس لم تتعافى بعد.. وأنا قلت لك من يجد نفسه في السلطة لا يفكر يفتح قلبه على الآخر.. ويقترب من الآخر، بالعكس.. انتقامات في انتقامات وهنا المشكلة.. هذا الشعور.. بالتهميش يحس به البعض، لكن بالنسبة لنا ليس لدينا هذا الشعور، لأننا أصلا لم ندخل معهم في المشاكل والحروب. يرعون مع الراعي ويأكلون مع الذئب بعض أبناء المحافظات الجنوبية الموجودين في السلطة يعملون نهاراً مع السلطة وفي الليل مع ما يسمى ب"الحراك".. ما رأيك في هذا القول؟ - لا.. لا، صراحة أنا لا أستطيع أن أشهد. بعض دعاة التشطير قالوا أنهم يحصلون على دعم خفي من أبناء المحافظات الجنوبية الموجودين في السلطة؟ - قد يكون هذا القول لغرض الفتنة.. محاولة تشكيك وقد يكون البعض "يرعى مع الراعي ويأكل مع الذئب".. لكن هل استطيع افتيك بشيء؟.. أشهد على أحد؟.. لا أستطيع. من بين دعاة لانفصال من يقول أن عبد ربه منصور هادي – نائب الرئيس- والدكتور علي محمد مجور – رئيس الوزراء- لا يمثلون أبناء المحافظات الجنوبية بعكس لو كان علي ناصر أو البيض محل عبده ربه منصور، والعطاس محل مجور؟ - هذه آراء شخصية وأنا لا أقبل أصلا بمثل هذا القول. يعني كفاءة عبد ربه منصور هادي والدكتور علي محمد مجور لا تقل عن كفاءة علي ناصر أو البيض أو العطاس؟ - نعم.. ومن حيث التاريخ الشخصي لكل من هؤلاء.. هناك من تلوثت يداه بالدماء والفساد وهناك من هو بعيد عن كل ما حدث.. على سبيل المثال: الدكتور علي محمد مجور، هل تلوثت يداه بالدماء؟ - لا أعرف هل تلوثت يداه أم لا؟!.. أنا لم أسمع أبدا أن الدكتور علي محمد مجور قتل أحد أو أنه عمل شيئاً من هذا القبيل!! أبدا ما سمعت بهذا. ومن حيث الكفاءة؟ - ومن حيث الكفاءة هو دكتور بالنسبة للمستوى التعليمي، وصاحب خبرة في العمل القيادي والإداري.. عايش وعاشر.. وتنقل في أكثر من وزارة. معارضة الخارج والفضلي يستهدفون الحزب واضح أن الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة الدكتور ياسين سعيد نعمان مستهدف من قبل معارضة الخارج وتجمع "تاج" وما يسمى ب "الحراك".. فهؤلاء باتوا يطالبون بإنشاء كيان سياسي بديلا عن الحزب الذي يقولون انه انتهى؟ - المفروض أن يفهم الحزب الاشتراكي أو من بقوا فيه من هو عدوهم ومن هو صديقهم.. وباعتبار أنهم قد مروا بتجارب كثيرة يفترض أن يتعلموا منها.. أن يستفيدوا من الدروس والتجارب السابقة. هل نستطيع نقول أن هؤلاء - معارضة الخارج وتاج وما يسمى ب"الحراك" في الداخل- لا يرون في أنفسهم زعماء في ظل وجود الحزب الاشتراكي اليمني؟ - شوف.. بعض الأشخاص لا يظهرون إلا في الأزمات وسواء قبل الوحدة أو بعدها .. كثير لا يظهرون إلا في الأزمات.. وعندما تكون البلاد في هدوء وأمن وأمان وأوضاع مستقرة يختفي هؤلاء.. يضيعون؟ يعني هؤلاء لا يعيشون إلا مع الأزمات والمشاكل؟ - نعم لماذا يستهدف هؤلاء الاشتراكي وهم قادة وكوادر سابقون فيه؟ - مصالحهم وربما من أجل الفضلي.. ليش لا؟!.. أليس الحزب الاشتراكي هو من أنهى السلطنات والمشيخات؟!.. أولا يهمه الفضلي القضاء على الحزب الاشتراكي؟!.. هكذا هي الدنيا يا ابني ما "فيش" صدق ما "فيش" مبادئ.. ما "فيش" إخلاص للوطن.. الوطن الذي يجب أن يكون فوق كل شيء. أسباب دعم القاعدة لما يسمى ب"الحراك" ناصر الوحيشي.. زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن عن دعمه لما يسمى "الحراك"؟ - "تضحك" أيش الغريب في الأمر؟!.. لا غرابة في ذلك.. الأعداء قد يكونون أصدقاء الآن لحاجة محددة.. لحاجة يرون فيها مصلحتهم. المراقبون يرون أن لانضمام طارق الفضلي دوراً في هذا الدعم باعتباره أحد ابرز عناصر القيادات الجهادية والقاعدية؟ - ولماذا لا نقول أن طارق الفضلي قد يكون مرتبط بهم وأنه أصلا ما جاء إلا ولديه الدعم والقوة باعتباره مرتبطاً بهم؟!. مباركة علي ناصر والبيض عودة السلطنات بشكل عام كيف تفسرين انضمام وتزعم الشيخ طارق الفضلي لما يسمى ب"الحراك"؟ - حقيقة أنا لا أعرف طارق الفضلي شخصيا.. هو نجل أحد السلاطين دخل مع الوحدة وعاش هنا في صنعاء.. وزوجوا، ما أدري أيش!! لكن شخصيا لا أعرفه.. فقط كم مرة حضر إلى عندنا.. إلى هنا إلى مجلس الشورى. كيف تفسرين مباركة كل من علي ناصر وعلي سالم البيض ومحمد علي أحمد للشيخ طارق الفضلي انضمامه إلى ما يسمى "الحراك".. وهو الذي يدعو علانية إلى العودة ليس إلى ما قبل 90 وإنما إلى ما قبل الاستقلال 67م - طارق الفضلي يطالب بالسلطنة.. بعودة السلطنات، هل هؤلاء راضون بعودة السلطنات والمشيخات وهم من الثوار؟! ولهذا أنا أسألك.. كيف تفسرين ذلك؟ - هل هزيمة الانفصاليين في 94م شيء بسيط؟!.. "مش" بسيط.. ولهذا فهؤلاء وبهدف الانتقام قد يقبلون بأية فكرة. حتى لو كانت عودة اليمن إلى السلطنات؟ - أي مشروع. وحين يبارك علي ناصر وعلي البيض وجماعة "تاج" دعاوى العودة إلى ما قبل الاستقلال.. إلى عهود السلطنات والمشيخات.. هل لديهم أمل في إمكانية تحقق ذلك؟ - أنا أيش عرفني.. اسألهم هم. أنا أسألك كسياسية؟ - لا اعتقد.. ولا اعتقد إمكانية العودة إلى السلطنات.. كل ما في الأمر ستحدث مرازحة ثانية ووجبات جديدة.. ولا اعتقد أن الشعب سينعم بشيء من الراحة والهدوء والأمن والسلامة.. لا اعتقد. علي ناصر والبيض يتسابقون من بين المراقبين من فسروا مباركة علي ناصر والبيض ومحمد علي احمد وجماعة "تاج" للشيخ الفضلي انضمامه للحراك ودعوته السلطانية.. أن هؤلاء معارضة الخارج يتسابقون على كسب ود دعاة التشطير في الداخل.. يتسابقون على من يكون منهم في الواجهة.. وعلى من يكون الزعيم؟ - زي مكسب علي ناصر في 94م.. انتقام!! يشتتون ويمزقون البلد، ولن يقدروا على فعل شيء.. ليس بمقدور أحد، لا هم ولا غيرهم العودة بالوطن إلى الوراء. وأقول لك شيء لدينا للأسف الشديد ضعف في إيماننا بالله وضعف في إيماننا بالوطن.. الولاء الوطني غائب في صفوف النشء والشباب، يطلع هذا الشاب والوطن لا يعني له شيئاً.. والسبب الجشع.. والتربية.. قيم الولاء الوطني غائبة في مناهجنا.. والبشع كما قلت لك، كل واحد يهمه نفسه ومصالحه وبس. المشترك عاجز والاصلاح كفر الاشتراكي باعتبارك حضرت افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام.. وسمعت كلمة الأستاذ سلطان العتواني – رئيس مجلس اللقاء المشترك- كيف تقيمينها.. من المراقبين من قال ان العتواني لم يحدد موقفاً واضحاً للمشترك تجاه فعاليات الفوضى ودعاة الانفصال؟ - هم في المشترك طارحون فكرة أنهم بعيدون عن هذه الأشياء.. بعيدون عما حصل في بعض مناطق المحافظات الجنوبية، مثل ما حصل في المكلا أو في ردفان. الشاهد في الأمر.. أن المشترك ومن خلال كلمة العتواني أو البيان الصادر عنهم بهذا الشأن، لا هم أدانوا الفعاليات التشطيرية ولا هم أعلنوا تأييدهم لها..برأيك لماذا؟ - قد يكون في الأمر "إنَّ".. مكايدات سياسية!!.. وما إلى ذلك. ما الذي يجعل المشترك عاجزاً عن اتخاذ موقف محدد وصريح تجاه أي حدث؟ - يا ابني هي أحزاب متناقضة، الإصلاح كفر الاشتراكيين وكانوا يقولون إنه إذا رحت عند واحد منهم وما حصلش ماء بايعطيك خمراً.. ولو تذكر عندما قاطع الاشتراكي انتخابات 97م البرلمانية كيف ارتاح حزب الإصلاح، وكم سبوا وكم شتموا والأكثر من هذا أن الإصلاح كان ضد الوحدة من الأساس. ما دلالات ذلك بالنظر إلى ما هو حاصل اليوم؟ - ضياع.. "ما فيش" ثبات على القيم والمبادئ، وإن شاء الله ربنا يصلح الشأن ويصلح حالهم بما فيه مصلحة الوطن وادعو ربنا يصلح نياتهم، لأنه لا أحد يدري ماهي النيات؟!!.. هل النية صالحة أم فاسدة؟!. أستاذة.. هل عجز المشترك عن اتخاذ موقف محدد سببه التركيبة المتناقضة؟ - "مقاطعة" عاجزون.. عاجزون. اسمحي لي.. على سبيل المثال، كما يقول البعض فيما يتعلق بالموقف من جماعة الحوثي، ظل المشترك يراعي ظروف حزب الحق واتحاد القوى الشعبية، وفيما يتعلق بالموقف من دعاة التشطير أو ما يسمى ب"الحراك" المشترك يراعي الاشتراكي مع انهم باتوا يستهدفون الحزب علانية. - المشترك في وضعيته الراهنة واقف كما يقول المثل "بين شابح ولا بح" الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي تآمروا عليَّ في انتخابات 97م البرلمانية خالفت قرار حزبك الاشتراكي.. ففيما هو اتخذ قرار المقاطعة أصريت أنت على المشاركة.. وبالفعل شاركت؟ - دخلت الانتخابات مستقلة. ما الذي جعلك تخالفين قرار حزبك؟ - كان هناك إصرار من قبل أبناء الدائرة على أنني لازم أترشح، فضلا عن أن المقاطعة ليست في مصلحة الوطن، ولا في مصلحة التجربة الديمقراطية. إصرار أبناء الدائرة على أن تترشحي جعلك تخالفين قرار حزبك المقاطع للانتخابات.. فلماذا لم تفوزي؟ - فاز الإصلاح بفارق 15 صوتاً فقط تقريباً، وفوق ذلك حاربني المؤتمر، وحاربني الاشتراكي.. وسحبوا صناديق. فوز الإصلاح يحمل دلالات؟ - دعمه المؤتمر الشعبي العام.. بل كان المؤتمر والاصلاح أصلا في تلك الانتخابات 97، موزعين الدوائر بينهما البين.. وعارفين هذي لمن ولمن تلك. أشرت إلى أنهم سحبوا صناديق.. تقصدين الحزب الفائز بتلك الدائرة.. أعني الإصلاح؟ - أخذوها كلهم.. الإصلاح والمؤتمر، كانوا -كما قلت لك - متعاونين. أسباب استقالتي من الحزب أستاذة منى باشراحيل.. دعينا نختم حوارنا معك بمعرفة أسباب استقالتك من الحزب الاشتراكي اليمني مؤخراً؟ - استقلت بمحض إرادتي. لماذا؟ - وصلت إلى قناعة. ما الذي أوصلك إلى هذه القناعة.. أو كيف تكونت؟ - "مقاطعة" تعبنا يا ابني.. منازعات، مشاكل، حروب.. تعبنا "قيل وقال" ووجدت أن المؤتمر الشعبي هو مظلة للجميع. يعني استطيع أقول أنك ضقت ذرعا من الأيديولوجيات؟ - نعم.. وكما كنت في السابق وأنا في الاشتراكي انتقد الاختلالات والفساد، أنا أمارس من خلال وجودي الآن في المؤتمر الشعبي، ذات النقد.. وسأظل انتقد الاختلالات أينما كنت وفي أي مكان.. نحن أقسمنا اليمين.. أقسمنا بالله العظيم وبالوطن وبالثورة والوحدة، وهذا شيء كبير. متى؟ - أكثر من مرة.. كعضوة في مجلس النواب، في الفترة الانتقالية من 90-93م وفي أول برلمان منتخب 93، وأقسمت اليمين كعضو في مجلس الشورى. كلمة أخيرة.. ماذا عن نظرتك المستقبلية خصوصاً ونحن نسمع أصواتا تجاهر بدعوتها للانفصال؟ - الوحدة هي تاج على رؤوسنا جميعا أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.. وفيها عزتنا وعظمتنا وكبرياؤنا وكرامتنا. - لا.. لا.. لا خوف على الوحدة بإذن الله.. هي نعمة أنعم الله بها علينا.. والمنجزات في عهد الوحدوي وبقيادة الرئيس علي عبدالله صالح تتحدث عن نفسها وهذا لا يعني أنه لا توجد اختلالات، بالعكس.. هناك اختلالات وعلى القيادة السياسية وجهات الاختصاص المعنية والمجالس المحلية أن تتنبه لها وان تضع لها المعالجات السليمة، ولا بد من معرفة مسببي الاختلالات ومحاسبتهم أياً كانوا.. هناك على ما أذكر شخص مسكين من أبناء المحافظات الشمالية حصل على أرض في حضرموت وبنى له عليها مسكناً صغيراً، ومع ذلك سجنوه فيما هناك شخصيات بارزة أخذت مساحات ولم يحاسبها أحد. أيضا المحافظون وهم الآن منتخبون وكل محافظ هو من أبناء محافظته، ولكن لابد من إعطائهم المزيد من الصلاحيات.
