تشهد محافظة شبوة، الواقعة جنوب شرق العاصمة صنعاء، صراعا من نوعٍ آخر، صراع ليس بين شرعية وانقلاب، وإنما بين أطراف داخل جناح الشرعية، والهدف نفط المحافظة. منذ أكثر من شهر، استنفر نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن صالح، نفسه، وفريقه، وغادر المملكة إلى مأرب، وخلال هذه الفترة، لم يتوقف عن اللقاء بالقيادات والوجهاء والقادة والشخصيات الاجتماعية من أبناء محافظة شبوة، بالتزامن مع تصاعد الصراع على امتيازات النفط هناك، حتى وصل الأمر حد استهداف ناقلات نفط تابعة لرجل الأعمال "الحثيلي" الوجه التجاري لنائب الرئيس. فمن الواضح أن هناك صراع على الاستحواذ على نفط شبوة، أو على الأقل، على امتيازات نقله وتصديره وتوزيعه، وهي بلا شك أعمال تعود بملايين الدولارات شهريا، وهو ما يجعلها على رأس جدول أولوليات النائب، على حساب الاهتمام بالقضية الأم، المتمثلة في الانقلاب الحوثي. توتر واطلاق نار وقبل ايام خيم التوتر على منطقة العقلة بمديرية عرما محافظة شبوة، شرق اليمن، بعد اشتباكات محدودة بين قبليين وقوات عسكرية مكلفة بحماية الشركات النفطية. وقالت مصادر محلية ان قوة من حماية الشركات النفطية تتبع اللواء 21 مشاة، انتشرت في محيط حقل العقلة النفطي عصر اليوم، قابله انتشار مسلحين قبليين في المناطق المتاخمة لحقل العقلة. وأكدت المصادر أن القوة العسكرية انتشرت لتأمين طريق مرور الناقلات من وإلى حقل العقلة النفطي، في وقت توقف حركة الناقلات التي تقوم بنقل النفط الخام من حقل العقلة إلى ميناء التصدير. و تفيد معلومات أن العناصر القبلية تلقت دعما بالعتاد من قبل قيادات في قوات النخبة موالية للإمارات. مشيرة إلى أن الصراع في العقلة بات مرتبط بالصراع الاماراتي الاحمري، على نفط شبوة. الا ان هاجمت القبليين يقولون انهم كانوا ينفذون اعتصاماً سلميا أمام حقل العقلة النفطي بمديرية عرما في محافظة شبوة، وفوجئو بهجوم لكتيبة حماية حقول العقلة التي تتبع اللواء 21 ميكا التابع للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، على المعتصمين وأطلاق النيران الكثيفة باتجاههم، بمختلف أنواع الأسلحة منها مدفعية 23 م ط. وطالب المحتجون، شركة omv المشغلة للحقل والسلطة المحلية بمحافظة شبوة بتلبية مطالب أبناء منطقة الامتياز. وصعّد أبناء مديرية عرما منذ نحو مطلع يناير الماضي احتجاجاتهم لتلبية مطالبهم المتمثلة في تمكينهم من الحصول على حقوقهم في مجال المشاريع التنموية، والمقاولات، التي استحوذ عليها في السابق مقاولون مسؤولون سابقون، ومنها مقاولة نقل النفط الخام الذي استحوذ عليها مقاول حوثي يدعى العياني/ مقرب من الحثيلي "تجار نائب الرئيس علي محسن الاحمر"، على مرأى ومسمع من السلطة المحلية بالمحافظة. وطالب المعتصمون بإعادة الاعتبار لأبناء مناطق الامتياز النفطي في عرما، مؤكدين أنهم لن يقبلوا أن يأتي مستثمرون من خارج المحافظة تابعون لمليشيات الحوثي ليسيطروا على خيرات بلادهم، بينما أهالي المنطقة يعيشون في ظلم وفقر مدقع، بحسب البيان. وحملوا السلطة المحلية، والشركة المشغلة للحقل، واللواء 21 ميكا كامل المسؤولية عما حصل وسيحصل في الأيام القادمة، ودعوا إلى ضرورة الاستجابة للمطالب الحقوقية لأبناء مديرية عرما وأبناء شبوة بشكل عام. وفي اواخر يناير الماضي علنت قبيلة بلعبيد في محافظتي شبوة منع تصدير النفط الخام من القطاع النفطي S2 بمنطقة العقلة بمديرية عرما، بمحافظة شبوة، شرقي اليمن. وقالت القبايل، في بيان عقب لقاء في منطقة العقلة، إنها اتخذت قراراً بمنع تصدير النفط الخام من حقول العقلة في القطاع S2 احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرض له المعتصمون من أبناء قبيلة المشايعة المطالبين بفرصة مقاولة لدى شركة omv المشغلة للقطاع يوم 19 من يناير الجاري من قبل وحدات عسكرية من اللواء 21 ميكا ومحور عتق. ووصف البيان اعتداء قوات عسكرية على المعتصمين السلميين ب"الهمجي باستخدام القوة المفرطة بحق مواطنين سلميين يطالبون بالحصول على نسبة من فرص مقاولة نقل النفط الخام كحق مشروع باعتبارهم من أبناء منطقة الامتياز ولديهم توجيهات مركزية بهذا الخصوص. وقالت قبيلة بلعبيد إن هجوم قوات الجيش على المحتجين تسبب في سقوط عدد من الجرحى وإحراق عدد من السيارات والناقلات التابعة لهم، مؤكدة تواجدهم في المنطقة وحظر عملية نقل وتصدير النفط الخام حتى تقوم الحكومة بتقديم التعويض العادل والمنصف. وكانت قوات من محور مأرب، قد هاجمت اعتصاما سلميا لأبناء المنطقة للمطالبة بمنحهم حصة 50% من مقاولة نقل النفط الخام من الحقل إلى خزانات العلم في بلوك 4. 17 الف برميل يوميا وفي اواخر العام الماضي وتحديدا في منتصف ديسمبر أعلنت شركة (OMV) النمساوية العاملة في قطاع العقلة النفطي بمحافظة شبوة (شرق اليمن)، الأربعاء، عن تصدير أكثر من مليوني برميل نفط خام من حقل "العقلة" عبر ميناء النشيمة، منذ شهر مارس الماضي. جاء ذلك على لسان نائب مدير عام الشركة عز الدين الحكيمي، لدي لقائه محافظ شبوة محمد بن عديو أثناء تفقده سير عمليات الإنتاج في قطاع العقلة بمديرية عرما. وتدير الشركة النمساوية حقل "العقلة" النفطي بشبوة وتنتج نحو 17 ألف برميل من النفط الخام يومياً، وكذلك تقوم باستكشاف النفط في حقلين آخرين في نفس المحافظة. ويعد "العقلة" أول القطاعات النفطية بمحافظة شبوة التي استأنفت عمليات الإنتاج والتصدير منذ توقفها بسبب حرب مليشيا الحوثي. وكانت حكومة عبدربه منصور هادي، استأنفت، في أغسطس 2016، عمليات إنتاج وتصدير النفط من حقول المسيلة بمحافظة حضرموت، في حين ما يزال التصدير متوقفاً من حقول صافر بمأرب، بسبب وقوع خط أنابيب النفط وميناء التصدير في مناطق تحت سيطرة الحوثيين. وتعطل إنتاج وتصدير النفط بشكل كامل عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ما اضطر جميع الشركات النفطية الأجنبية إلى إيقاف عملياتها ومغادرة البلاد. موقف الانتقالي المجلس الانتقالي الجنوبي دخل على خط الازمة وسجل موقفا مؤيدا لما قامت به القبائل ، وجاء على لسان أحمد بن فريد ممثل المجلس الانتقالي في دول الاتحاد الأوروبي، واوضح أحمد عمر بن فريد أن هدف علي الأحمر ليس فقط "نفط" حقل العقلة بشبوة، ولا المسيلة بحضرموت او غيرها ، بل هو كل قوى "الإحتلال" حسب وصفه. وهو الهيمنة على الجنوب بهذه الطريقة او تلك عبر هذا المتواطىء معهم من أبناء الجنوب او ذاك . وقال ان المطلوب هو أن يدرك هؤلاء أن الخلاص هو بالدفاع عن الجنوب وليس عن حقل نفط فقط ". الناشط الجنوبي ذو يزن عبدالله قال في تغريدة له بموقع "تويتر" : " 150 قاطرة نفط يملكها علي محسن الاحمر لا تزال تنقل النفط من حقل العقله الى مصفاة صافر وبتوجيهات من الشرعية وجلال هادي تحت مسمى شركة "الحثيلي"، مشيرا الى ان هذا هو سبب تهديد علي محسن باحراق ابار العقلة. الاعلامي صلاح بن لغبر كشف عن ان مليار ونص مليار دولار من نفط المسيلة و500 مليون دولار من نفط العقلة الذي تم تصديره خلال عام 2018م . وأكد ان لا أحد يعلم أين ذهبت، مؤكدا أنها لم تذهب للبنك المركزي. واضاف : "للعلم تصدير النفط مستمر وأتحدى من يثبت أنه متوقف او ان دولار واحد من قيمته دخلت للمال العام". الاحمر يهدد واتهمت وسائل اعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الاحمر الفريق علي محسن الاحمر بأنه هدد يوم السبت 19 /1/2019 بإحراق آبار النفط في العقلة بشبوة بسبب رفض ابناء شبوة وجود قوات تابعة للاحمر. وبحسب تلك الوسائل فقد اطلق الاحمر تهديداته خلال اجتماع طارئ عقده بمأرب ناقش فيه استعداد القوات التابعة له للإنتشار حول ابار النفط خوفاً من توسيع النخبة الشبوانية من حمايتها للشركات النفطية في مديريات المحافظة . وبحسب تلك الوسائل فقد وصف الاحمر خلال الاجتماع الذي شهدته مأرب أبناء شبوة ب( قطاع الطرق ) في كلمة امام عدد من القيادات العسكرية التي حضرت الاجتماع. وأشارت تلك الوسائل إلى الأحمر هدد باحراق ابار النفط في العقلة ومناطق شبوانية آخرى ما لم تكون قواته هي من تقوم بالحماية الكاملة لها وتتصدى لما اسموها الدعوات النشاز في شبوة. وذلك في اشارة الى دعوات ابناء محافظة شبوة للسيطرة على ثرواتهم ومنع نهبها من قبل المتنفذين والسلطة المحلية الموالية للأحمر. تحركات مكثفة للاحمر خلال الاسابيع الماضية تنبىء بصراع كبير على الاستحواذ على نفط شبوة،وذلك لملايين الدولارات شهريا، وما هي الاجراءات التي يمكن للانتقالي الجنوبي ان يقوم ام سيكتفي باصدار بيانات وتهديدات للاستهلاك الاعلامي ، ام سيتم الضغط عليه بمنحه جزء من الكعكة ، او سينزل عند ضغوط اماراتية. │المصدر - الخبر