يرى "طارق صالح" قائد القوات المشتركة الموجودة غربي اليمن، أن التجربة الليبية مناسبة كرؤية للسلام في اليمن. جاء ذلك في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية نشرت اليوم الاثنين، حيث يزور موسكو منذ مطلع الأسبوع الجاري. وفي سؤال حول رؤية القوات التي يقودها -وتملك مكتباً سياسياً حديثاً تأسس في مارس/أذار- للسلام في اليمن قال طارق صالح: لدينا التجربة الليبية ، كانت أحزابا مختلفة واطرافا متحاربة وشخصيات عسكرية وقبلية تتقاتل داخل ليبيا، وتحظى هذه الأطراف بدعم خارجي، وعندما اتفق الليبيون على السلام ذهبوا إلى صناديق الاقتراع. وأضاف طارق صالح: مشكلتنا نحن في اليمن أن كل الأطراف السياسية مستعدة أن تذهب إلى صناديق الاقتراع إلا طرف واحد، وهو الحوثي الذي يؤمن بمبدأ وخرافة الولاية وأن له حق الحكم في اليمن بعيدا عن القانون والدستور. وطالب بوجود قيادة "موحدة تستطيع أن تواجه، ويلتف حولها كافة الأحرار اليمنيين الذين يرفضون خرافة الولاية". وحول علاقة قواته بوزارة الدفاع اليمنية قال طارق صالح إنه ووزير الدفاع اليمني محمد المقدشي ورئيس هيئة الأركان صغير عزيز "أصدقاء ولكن نحن محور بعيد وهم في اتجاه مأرب، ويوجد تنسيق وتبادل بالمعلومات، وكما تعلم أن من يقود العمليات هم التحالف، حتى وزارة الدفاع اليمنية تقاد من التحالف العربي، وكل تعليماتها وغرف عملياتها وسيطرتها تأتي عبر التحالف العربي". وتابع: نحن نشأنا كقوة ضمن القوات اليمنية المتحالف مع هذا التحالف العربي، كقوة يمنية محلية تقاتل على الأرض. وحول حزب المؤتمر الذي كان يقوده عمه "علي عبدالله صالح" قال " المؤتمر محاصر بالكثير من الظروف التي نأمل ويأمل كل اليمنيين أن يتجاوزها". معتبراً تشكيل المكتب السياسي لما يسمى بالمقاومة الوطنية "نافذة أخرى للمؤتمر". والقوات المشتركة يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة. وحول الموقف الروسي من شكل الدولة اليمنية قال طارق صالح إن المسؤولين الروس: يتحدثون عن نظام فيدرالي أو كونفيدرالي ولكن في ظل يمن واحد. وتابع: الجانب الروسي متفهم لوضع اليمن وعندهم خارطة لأساس الصراع ولديهم دراسات عميقة عن اليمن، ويفهمون كل الأطراف السياسية في اليمن. وبشأن التواجد الاماراتي في جزيرة ميون قال العميد طارق صالح، إن وجود قوات التحالف العربي في جزيرة ميون محدود ووجود المدرج هناك هو للإسناد اللوجستي. وأضاف: "لدينا قوات تتبع هيئة خفر السواحل اليمنية بقيادة الأخ القملي، متواجدة في جزيرة ميون، وأيضا هناك قوة صغيرة من قوات التحالف العربي متواجدة في الجزيرة ممثلة بالقوات السعودية، وتم بناء المدرج لتقديم الإسناد اللوجستي المستقبلي للقوات المشتركة في الساحل الغربي، أو لأي أطراف أخرى". وتابع: "الجزيرة يمنية وباقية في اليمن ولن تذهب شرقا ولا غربا، والموضوع برمته حول الجزيرة هو بروباغندا إعلامية لا تخدم القضية اليمنية ولا مواجهة الحوثيين ولن تخدم أحدا". كما تطرق العميد لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 ضد مليشيا الحوثي في صنعاء، وقال "التحرك كان حينها في أكثر من مكان، وكنا ملاحقين على مدار الساعة، ولم أتعرض لأي إصابة، وعلي عبدالله صالح قتل أثناء ما كان يقاتل في صنعاء دفاعا عن مبادئه وبلده". وأكمل "كان يوجد لدينا تعاطف وقاعدة جماهيرية كبيرة ولكنها غير منظمة، هذه القاعدة الجماهيرية غير المنظمة واجهت مجموعات مسلحة تمتلك سلاح دولة بكل ما تعنيه الكلمة، في عدد من الأحياء وعدد من المحافظات، وكان الحوثي معدا لهذا اليوم، ويمتلك تكنولوجيا من داعميه الإيرانيين استطاع أن يشوش على قناة اليمن اليوم وعلى اتصالاتنا". وحول علاقة القوات المشتركة في الساحل الغربي مع وزارة الدفاع وإمكانية دمجها بالوزارة، قال: "القيادة في وزارة الدفاع أصدقائي سواء الفريق المقدشي (وزير الدفاع) الذي كنت أنا وهو زملاء في كلية الحرب، أو رئيس الأركان الفريق صغير عزيز، ونتواصل بشكل مستمر، ولكن نحن محور بعيد وهم في اتجاه مأرب، ويوجد تنسيق وتبادل بالمعلومات". وأضاف "من يقود العمليات هم التحالف، حتى وزارة الدفاع اليمنية تقاد من التحالف العربي، وكل تعليماتها وغرف عملياتها وسيطرتها تأتي عبر التحالف العربي، ونحن نشأنا كقوة ضمن القوات اليمنية المتحالف مع هذا التحالف العربي، كقوة يمنية محلية تقاتل على الأرض". وتابع في هذا السياق: "قلنا عندما أطلقنا المكتب السياسي، بأننا لسنا بعيدين عن الشرعية ولسنا ضدها ونحن نريد أن نكون جزءاً فاعلا في الشرعية، وهذه مبادرتنا ولا زالت إلى اليوم والكرة في ملعبهم. ومن أجل تجاوز معضلة عدم وجود الثقة بين مختلف الأطراف يجب العمل سويا في الميدان". وفي حديثه عن القوات في الساحل ومشاركتها في العمليات العسكرية بالمناطق غير المشمولة في اتفاق ستوكهولم، قال طارق صالح، "هذه الجبهات تحتاج تنسيقا مع الشرعية ومع التحالف، ونحن لا نريد أن ندخل في خلافات مع أي قوى غير الحوثيين، نحن هدفنا هو تحرير العاصمة صنعاء وقتال الحوثيين ولم نأت لتحرير المحرر، أو الدخول في صراع مع أي أحد ممن يقاتل في إطار الشرع". وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة. ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية. وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.