استؤنفت مفاوضات القاهرة بشأن غزة اليوم بعد عودة الوفد الإسرائيلي إلى مصر عقب الاتفاق على هدنة جديدة مدتها 72 ساعة بدأت منتصف الليلة الماضية، وسط تصريحات إسرائيلية بعدم تقديم أي تنازل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن على إسرائيل ألا تسمح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتحقيق أي إنجاز عبر استخدام ما سماه "الإرهاب" ضدها. وأضاف ليبرمان في حديث لموقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني أنه ينبغي عدم الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية في غزة قبل استعادة إسرائيل لجثتي الجندي آرون شاؤول والملازم أول هدار غولدين. وأكد أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح أي أسير فلسطيني، كما أنها ترفض مجرد مناقشة إقامة ميناء بحري طالما أن حركة حماس هي التي تسيطر على قطاع غزة. وشدد ليبرمان على موقف إسرائيل الذي يشترط إعادة إعمار قطاع غزة بإقامة منظومة فعالة لمراقبة الأموال المرصودة لذلك، ومراقبة دخول مواد البناء إلى القطاع والتأكد من أنها تستغل لغرض إعادة البناء وليس إقامة الأنفاق. وقال المحلل السياسي الإسرائيلي داني روبنشتاين إن إسرائيل تتمسك بورقتها "الأقوى" في المفاوضات وهي أن أي إعمار للقطاع وفتح للمعابر يجب أن يمر من خلالها، فهي لن تسمح بدخول الأموال أو مواد البناء إلا بموافقتها وإشراكها في ذلك. وحول مطالب المقاومة أوردت قناة "الجزيرة" في خبر عاجل على شاشاتها نقلاً عن كتائب القسام انها طالبت الإحتلال الإسرائيلي بضرورة تسليمها كشوفات بأسماء عملائه في الضفة المحتلة وقطاع غزة كشرط للكشف عن مصير من وقع بالأسر من جنود الإحتلال. وذكرت القناة حرفياً :" كتائب القسام: على إسرائيل تسليمنا أسماء العملاء في الضفة الغربية وقطاع غزة لنكشف مصير من وقع بالأسر". وكانت كتائب القسام أعلنت مؤخراً اسرها لجندي اسرائيلي على تخوم قطاع غزة وهو الجندي ارون شاؤول، فيما ذكرت مصادر عبرية ان مجاهدو القسام احتفظوا بأشلاء من جندي إسرائيلي آخر قتل شرق رفح في اشتباك مع المقاومة. وأعلنت مصر أمس الأحد موافقة إسرائيل والفلسطينيين على هدنة جديدة تمتد إلى 72 ساعة، وتبدأ منتصف الليلة الماضية. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن الهدنة الجديدة التي تأتي بعد أيام من انهيار هدنة أولى، هي "إحدى الوسائل أو التكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لإنجاح المفاوضات أو من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة". وأضاف مشعل في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الهدف الذي نُصرّ عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وأن يعيش قطاع غزة دون حصار.. هذا أمر لا تراجع عنه". ويطرح الفلسطينيون عددا من المطالب -بينها رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر- مقابل الموافقة على تهدئة دائمة، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة وضمانات بعدم استخدام المساعدات لإعادة بناء الأنفاق حتى توقف عملياتها العسكرية ضد القطاع. في الغضون أطلقت فلسطين مبادرة خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد في القاهرة اليوم الاثنين بإقامة جسور عالمية لإيصال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الغذائية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي على مدى أكثر من شهر. وطالب الوفد الفلسطيني الجامعة بدعم المبادرة لحث الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وروسيا والصين وبقية العالم على إقامة جسور برية وبحرية وجوية لإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والاحتياجات الغذائية لغزة على مدى سبعة إلى عشرة أيام بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر حاليا. وجاءت المبادرة الفلسطينية خلال كلمة رئيس الوفد الفلسطيني في الاجتماع الطارئ صائب عريقات، ولقاء الجامعة الطارئ اليوم يأتي لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكد عريقات أهمية الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار على غزة وتوصلها إلى هدنة 72 ساعة لوقف إطلاق النار بالاتفاق بين الجانبين. ولفت عريقات إلى أن إسرائيل لا تزال تتبع سياسة الاستفزاز والابتزاز والتصعيد ولا تريد تهدئة دائمة، مشيرا إلى أن المطالب الفلسطينية التي تضمنتها ورقة الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة تتحدث بلسان فلسطيني واحد. وشدد عريقات على ضرورة العمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة مع الاستمرار في جهد التفاوض. من جهته، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أنه يواصل اتصالاته مع وزراء الخارجية العرب بشأن الزيارة المرتقبة لقطاع غزة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى رغبة الجميع بالقيام بهذه الزيارة على غرار ما تم في 2012. وقال العربي إن المطلوب حاليا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الجامعة تؤيد الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار. وشدد على أن تلاعب الجانب الإسرائيلي بمفاوضات السلام أصبح غير مقبولا في ظل مساعيها لتغيير الواقع على الأرض، مجددا دعوته لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني.