اعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي ما يشهده الواقع اليمني بأنه نتاج الدولة والسلطة التي بناها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن من أبرز منجزاته بناء جيش مليشاوي عائلي سلالي محقون بفيروس العمالة لدولة معادية لليمن والأمة العربية. وقال البكالي، في حديث خاص ل «الخبر» إن حماقة الحوثيين وجنونهم وتخريف صالح ونجله كادا أن يمحيا اليمن من الخارطة، مفيدا بأن تحالف الحوثيين وصالح ونجله كشف القناع عن الجيش اليمني الذي يصرف عليه منذ أربعين عاماً نصف مدخول اليمن القومي السنوي. وأضاف: إنه «دخل موسوعة غنس بقوة، فهو الجيش الوحيد في تاريخ البشرية الذي دعم مليشيات وأتمر بأمر مليشيات فاقدة الشرعية ومتأمرة مع دولة معادية للهوية اليمنية والعربية، جيش حمل كل أسلحته المتوسطة والثقيلة والخفيفة لتدمير المدن واخضاعها للمليشيات ولاطماع ايران». وتابع: «لم نر عبر التاريخ جيش رسمي يدمر بلده لصالح مليشيات سلالية عرقية أثنية لا تؤمن باليمن ولا تعترف بالمواطنة؛جيش يحاصر رئيس الدولة والسلطة الشرعية ليرغمها على التسليم لسلطة المليشيات الانقلابية»، منوها بأن مثل هذا الجيش لا يستحق أن يستمر بالبزة الرسمية. وأوضح قائلاً: «كنا نعتقد في الحقيقة أن لدينا جيش منقسم فطالبنا بهيكلته، لكنه تفضل مشكوراً فكشف القناع عن نفسه ليثبت أنه جيش سلالي وعائلي وقابل للتآمر على بلده وأهله وقومه وأمته لصالح دولة وقومية معادية لوطنه وأمته». وعن المنجز الثاني أشار البكالي إلى أن صالح استطاع سرقة الثروة اليمنية وتهريبها للخارج بأسماء وهمية والابقاء على الشعب فقير يبحث عن لقمة عيش. وكشف عن أن إيران كانت قد بعثت بحوالى خمسمائة خبير عسكري لاستكمال السيطرة على اليمن، إلا أنها كانت تنتظر أن تستلم اليمن على طبق من ذهب لتبدأ بتطويق المنطقة كاملة وإسقاط دول الخليج وإعلان امبراطوريتها الفارسية من جديد. واعتبر البكالي التدخل العربي بقيادة السعودية عسكريا في اليمن بحملة «عاصفة الحزم» بأنه جاء بطلب من سلطة شرعية أملتها الضرورة، وأن لتدخل أصبح ضروري ومبرر ومرحب به من أغلب اليمنيين عدا حلفاء إيران في اليمن صالح وأقاربه ومناصريه والحوثيين دعاة السلالية والطائفية. وأكد تبريره لهذا التدخل العسكري لتحالف عاصفة الحزم كون ايران كانت تريد استعادة أحلام الامبراطورية التي احتفظت بها إيران طيلة 1600عام عمل صالح ونجله وجيشه الملشاوي والحوثي ومشروعه السلالي الإثني على تحقيقها ولأن الدولة بكاملها تملشنت لصالح ايران وعملائها في اليمن فهددت المصالح الاقليمية والدولية فضلاً عن تهديد الوجود الوطني لليمن. ولفت إلى أن تدخل «عاصفة الحزم» سيؤدي الى عودة السلطة الشرعية وإنهاء سلطة الانقلاب الملشاوي، كما أنه سيرغم الانقلابين على الخضوع لإرادة الشعب اليمني المتمثلة في إرادة التغيير. وأردف: إن «هذه اللحظة التاريخية في المنطقة العربية التي حدث فيها هذا الاجماع الكبير لمحاصرة الانقلاب واحباط المخططات الايرانية الرامية لبسط النفوذ على اليمن والمنطقة سيؤسس من وجهة نظرنا لأهم تغيير يحدث في المنطقة العربية بشكل عام». وتحدث البكالي عن بوادر ايجابية للتدخل، قائلاً: «سيكون من أبجديات ونتائج هذا الاجماع خروج صالح ونجله وأقاربه ومناصريه الفاسدين من المشهد اليمني إلى الأبد واخضاعهم للمحاكم واسترداد كامل الأموال التي نهبوها من أموال الشعب اليمني»، لافتا إلى أن ذلك المنجز عجز اليمنيون عن تحقيقه بثورتهم لكنهم حققوه بصبرهم. ومضى قائلاً: «من نتائج عاصفة الحزم ايضا إرغام سلالة التعصب والعنصرية والطائفية على القبول باليمننة هوية ووجود أو الرحيل من اليمن إلى إيران، أعني ستموت الفكرة السلالية العنصرية الطائفية وإلى الأبد، وهو ما سيجعل هذه الحركة تذوب كالملح في الماء». وبشر البكالي الشعب اليمني بان اليمن بعد اليوم ستغدو عضوا في مجلس التعاون الخليجي وهو ما يبشر بمستقبل اقتصادي مزدهر. ونوه البكالي بالقول: «صحيح أن لكل عملية جراحية ألامها ولكن عمليتنا الجراحية هذه ستقود إلى شفائين عظيمين أحدها: إعادة بناء الدولة بمؤسساتها على أسس وطنية صحيحة وسليمة، وعلى رأسها مؤسستي الجيش والأمن». وزاد: «أما الثانية فهي المستقبل الاقتصادي الرغد بانتهاء الفاسدين الصالحيين والسلاليين وانضمام اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي وهو ما سيجعل من اليمن ساحة اجتلاب للاستثمارات الخليجية التي ستنهض باليمن في غضون سنوات». إلا أن البكالي بدى متشائما مما يحدث اليوم وهي أن «الأسلحة التي تتعرض للنهب من قبل مسلحين قبليين من المعسكرات قد لا تكون محصنة مستقبلاً ما يعني أنها يمكن أن تتسبب في ظهور أعمال عنف وفوضى جزئية، ولكن يمكن معالجتها بسرعة إذا ما بنية دولة وتم إعادة بناء جيش وطني جديد وفق أسس وطنية وكفاءات علمية».